خطة الضم غير القانوني للقدس الشرقية تهدد عملية السلام برمّتها

سياسات الإسكان التمييزية تسعى لتهويد القدس علانيةً

 

شبكة النبأ: على الرغم من عدم التزام بنيامين ناتنياهو المكلَّف بتشكيل الحكومة الاسرائيلية بشكل علني بحل الدولتين للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، فإن الولايات المتحدة تصر على ان هذا هو الحل الوحيد للتقدم بعملية السلام الى الامام مع زيارة وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الاخيرة للمنطقة.

وفي ظل الاتجاه نحو اليمين الذي فرضه واقع الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة فإن آلاف الفلسطينيين القاطنين في القدس مهددون للعيش بالعراء في اية لحظة على خلفية سعي الإسرائيليين لاستخدام وسائل كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل وسياسات الإسكان التمييزية والجدار العازل في الضفة الغربية، كأداة في سعيهم الحثيث لتنفيذ خطة الضم غير القانوني للقدس الشرقية.

يقول رجا شهاده، الكاتب الفلسطيني "اشعر باني غريب في ارضي، فانا لا استطيع ان امشى في الجوار. على أن اتسلل هنا وهناك وإلا فاني ساكون عرضة للايقاف من قبل الجنود الاسرائيليين، أو قد اكون عرضة للتهديد من قبل المستوطنين". رجا يقول إنه يعاني مما يصفه بسرقة ما يعتبره مسقط راسه، الضفة الغربية.

فقد قادني رجا الى هضبة مرتفعة تشرف على مشهد رائع خارج مدينة رام الله الفلسطينية ليشير الى مشهد تفتح الازهار في المناطق المجاورة، والى المستوطنات الاسرائيلية المجاورة.واضاف أن" جميع القرى الفلسطينة محاطة بمستوطنات. لقد تمت تسوية الهضاب. أنها اهانة لمشاعر الجمال والانتماء للارض".

واشار رجا الى ان السياسة الاسرائيلية الوحيدة على مدى السنوات الاربعين الماضية لم تكن البحث عن السلام، بل بناء مستوطنات في الاراضي الفلسطينية. لم يعد الامر استعمارا، انه استيطان. إذا كانت اسرائيل ترغب في السلام، فلا تستطيع ان تبقى في هذه الارض".

اذاً ما هي المستوطنات اليهودية؟ قد يكون الاسم مضللا، فهو يعطي انطباعا بان الاستيطان هو عمل مؤقت. ولكنك وعند زيارة اي من هذه المستوطنات، أو حتى عندما تنظر اليها من القرى الفلسطينية المجاورة، فإن هذه المستوطنات بنيت لتبقى، على الاقل في المستقبل المنظور.

فمستوطنة ايفرات القريبة من مدينة بيت لحم الفلسطينية على سبيل المثال، هي عبارة عن صفوف من المنازل الحديثة التصميم بجدرانها البيضاء وسقوفها الحمراء.

فهي مبنية كما هي العادة على قمة هضبة، وهو الاسلوب الذي يقول الاسرائيليون أنه يستهدف تلبية الحاجات الأمنية. وتحاط هذه المستوطنات في العادة بمنطقة عازلة لمنع الفلسطينيين من مهاجمة هذه المستوطنات. كما تخدم هذه المستوطنات بطرق لا يسمح للفلسطينيين باستخدامها.

كما تشهد العديد من المستوطنات اعمال توسعية. ويعيش 9 الاف شخص في مستوطنة ايفرات، وهناك خطط ستسهم في حال تطبيقها الى رفع عدد المستوطنين فيها الى 30 ألف.

تقرير أوربي يتهم إسرائيل بالسعي لضم القدس

صحيفة الجارديان انفردت بنشر تفاصيل عن تقرير سري تقول إنه قدم للإتحاد الأوروبي حول الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية وما يرى الاتحاد من مخاطر تنطوي عليها هذه الممارسات.

فتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي: إسرائيل تضم القدس الشرقية" تقول الصحيفة إنها اطلعت على تقرير سري للاتحاد الأوروبي يتهم الحكومة الإسرائيلية باستخدام وسائل كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل وسياسات الإسكان التمييزية والجدار العازل في الضفة الغربية كأداة في سعيها الحثيث "لتنفيذ خطة الضم غير القانوني للقدس الشرقية".

وتنقل الصحيفة عن الوثيقة الصادرة في منتصف كانون الأول/ديسمبر العام الماضي تحت اسم "تقرير رؤساء البعثات للإتحاد الأوروبي" قولها إن إسرائيل قد سارعت في خططها إزاء القدس الشرقية، وهي تقوض مصداقية السلطة الفلسطينية وتضعف الدعم لمحادثات السلام.

وتقول الجارديان إن الوثيقة تدرك القلق المشروع لإسرائيل إزاء الأوضاع الأمنية، إلا أنها تضيف أن "كثيرا من أنشطتها غير القانونية في المدينة وحولها مؤخرا ليس لها مبررات أمنية على الإطلاق".

وتحكي الوثيقة ـ وفقا للصحيفة ـ عن "الحقائق التي تخلقها إسرائيل على الأرض" والتي تشمل بناء مستوطنات جديدة وإنشاء الجدار العازل وانتهاج سياسات إسكان تمييزية وهدم المنازل والنظام المتشدد لإصدار تصاريح البناء واستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية، وتقول إن هذه الحقائق تعزز الوجود اليهودي الإسرائيلي في القدس الشرقية وتضعف السكان الفلسطينيين في المدينة وتعيق التنمية الفلسطينية في المدينة وتفصل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية.

وتقول الجارديان إن الوثيقة تظهر في وقت ينتشر فيه القلق إزاء السياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية حيث هدمت إسرائيل مؤخرا منزلين في ضاحية سلوان قبيل وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إليها.

ويقول الكاتب إن الوثيقة تذهب إلى حد اعتبار هدم البيوت "غير قانوني" وفقا للقوانين الدولية ولا يخدم أي غرض، وله عواقب إنسانية وخيمة، ويغذي المرارة والتطرف.

كما تضيف الوثيقة أنه رغم أن الفلسطينيين شرقي المدينة يشكلون ثلث سكان المدينة إلا أن البلدية لا تنفق أكثر من 5ـ10% من ميزانيتها على مناطقهم مما يجعل الخدمات والبنية التحتية فيها فقيرة.

كذلك تقول الوثيقة إن إسرائيل لا تصدر أكثر من 200 ترخيص للبناء سنويا ولا تخصص أكثر من 12% من القدس الشرقية لأغراض االسكن وبالتالي فكثير من المنازل مبنية بدون تراخيص إسرائيلية هدم منها نحو 400 منزل منذ عام 2004 وهناك أمر هدم لنحو ألف منزل لم تنفذ بعد.

وتشير الصحيفة إلى أن الاتحد الأوروبي يشير في تقريره إلى أن الاستيطان في شرقي المدينة يتم بتسارع كبير، وإنه منذ بدء محادثات أنابوليس للسلام في أواخر عام 2007 تم تقديم طلبات لبناء نحو 55 ألف وحدة سكنية في مستوطنات جديدة تم ترخيص لثلاثين الفا منها حتى الآن، وإن هناك الآن نحو 470 ألف مستوطن في المناطق المحتلة بمن فيهم 190 ألفا في القدس الشرقية.

خطة اسرائيلية لمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية

 وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الاسكان الاسرائيلي اعد خطط استيطان مكثف تهدف الى مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة تقريبا.

والخطط التي لا تزال بحاجة الى ان تقرها الحكومة اليمينية المقبلة، تنص على بناء 73 الف مسكن في السنوات المقبلة بينها 5700 في احياء القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل.وسيكون بامكان هذه المساكن استقبال نحو 280 الف شخص في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

واكدت وزارة الاسكان في بيان ان هذه الخطط مجرد "مشاريع تمهيدية" للتخطيط المدني لن يبدأ تنفيذها الا بعد اقرارها من قبل عدة هيئات حكومية.

ويأتي الكشف عن هذه الخطط في اليوم الذي تصل فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى اسرائيل حيث ستجري اول اتصال مع الزعيم اليميني بنيامين نتانياهو الذي كلف تشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة.

وقد وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما ببذل جهود حثيثة من اجل تحقيق السلام في المنطقة. وتشكل المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراض فلسطينية محتلة واحدة من العقبات الرئيسية امام عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.

وبحسب موقع "السلام الان" على الانترنت فان "وزارة البناء والاسكان تخطط لبناء 73 الف وحدة سكنية في الضفة الغربية على الاقل".واضافت الحركة فقد "تمت الموافقة على بناء 15 الف مسكن كما توجد خطط للحصول على موافقة ببناء 58 الف وحدة سكنية اضافية".واشار التقرير انه تم بناء نحو تسعة آلاف مسكن.

وقالت انه "اذا تم تنفيذ كافة الخطط فان عدد المستوطنين في الاراضي (الفلسطينية المحتلة) سيتضاعف"، مؤكدة ان هذه التقديرات تستند الى حساب معدل اربعة اشخاص في كل وحدة سكنية.

وصرح ياريف اوبينهايمر رئيس "السلام الان" لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "استكمال هذه المشاريع سيجعل خطة اقامة دولة فلسطينية جنبا الى جنب مع اسرائيل غير قابل للتحقيق بتاتا".

وتقدر حركة "السلام الان" انه يوجد حاليا اكثر من 280 الف مستوطن اسرائيلي يعيشون في نحو 121 مستوطنة في الضفة الغربية. كما يعيش نحو 200 الف مستوطن اخرين في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عقب احتلالها عام 1967.

واكد الناطق باسم وزارة الاسكان الاسرائيلية اران سيديس في تصريح لوكالة فرانس برس ان "هذه الخطط لا تتعلق الا باعمال بناء محتملة. وعمليا، ان قسما صغيرا جدا من مشاريع التخطيط المدني هذه يطبق" وسيحتاج الى موافقة من مختلف الاجهزة الحكومية.

عريضة اسرائيلية ضد هدم منازل عربية في القدس

 وطالبَ 21 كاتباً وباحثاً اسرائيلياً حائزون جائزة اسرائيل، اعلى جائزة تمنحها الدولة العبرية بوقف هدم بيوت عربية في الشطر الشرقي من مدينة القدس التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الاربعاء ان موقعي العريضة التي وجهت الى رئيس بلدية القدس نير بركات شددوا على "محنة العائلات التي تجد نفسها بلا مأوى بين ليلة وضحاها بعد تدمير منازلها".وهم يدينون عدم منح هذه العائلات تصاريح بالبناء "مما يجبر الفلسطينيين المقيمين على البناء بدون تصريح".

واكد موقعو العريضة ان "سياسة البلدية (الاسرائيلية) في العقود الاخيرة اوجدت وضعا اصبح فيه آلاف الاشخاص يواجهون استحالة ايجاد مأوى على اراض يملكونها". واضافوا ان هذه السياسة "تنتهك واجبات اسرائيل حيال المدنيين الخاضعين لسيطرتها وحقوق الانسان الاساسية".

ووقع العريضة خصوصا كتاب مشهورون بينهم عاموس اوز وديفيد غروسمان واي بي يهوشوا بعدما اصدرت البلدية اوامر جديدة بالهدم نفذ احدها الاسبوع الماضي في حي سلوان.

واكد رئيس البلدية في بيان ان "البناء يدون تصريح هو بناء بدون تصريح في اي مكان كان. وفي هذه الحالة تحديدا هذا قطاع مخصص لمساحات خضراء وليس للتوسع السكني".

وكان مسؤول فلسطيني اعلن ان اصحاب 88 منزلا في القدس الشرقية يعيش فيها نحو 1500 فلسطيني، تلقوا الاحد اوامر من بلدية القدس الاسرائيلية باخلاء منازلهم تمهيدا لهدمها لعدم وجود ترخيص لبنائها.

وتقع المنازل المهددة في حي البستان الواقع جنوب المسجد الاقصى، ويعود بناؤها الى ما قبل العام 1967 عندما احتلت اسرائيل القطاع الشرقي من المدينة المقدسة.

 كلينتون تنتقد اسرائيل بشأن خطط لازالة المنازل بالقدس الشرقية

من جانبها انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اسرائيل بسبب خطط لازالة منازل فلسطينية في القدس الشرقية العربية وقالت ان واشنطن ستثير قضية المستوطنات اليهودية مع الزعماء الاسرائيليين.

ووصفت كلينتون بعد محادثات مع زعماء فلسطينيين الهدم المزمع لاكثر من 80 منزلا بأنه "لا يفيد" وقالت "هذه قضية نعتزم اثارتها مع حكومة اسرائيل والحكومة على مستوى البلدية في القدس."

وتقول اسرائيل ان المنازل المقرر ازالتها أقيمت دون تراخيص. ويقول الفلسطينيون انه من المستحيل تقريبا الحصول على تراخيص من بلدية القدس. ويتهمون اسرائيل بمحاولة طردهم من القدس الشرقية التي استولت عليها في عام 1967 لافساح أماكن للاسر اليهودية. بحسب رويترز.

وفي مؤتمر صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة لم تصل كلينتون الى حد تكرار نداءات أمريكية بوقف فوري للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي لكنها وعدت بمتابعة القضية.

وقالت "سنبحث عن وسيلة لوضعها على الطاولة الى جانب كل القضايا الاخرى التي تحتاج الى الدراسة والحل."

واضافت "أعتقد أنه ينبغي في الوقت الحالي أن ننتظر لحين تشكل حكومة اسرائيلية جديدة. سيكون هذا قريبا وسننظر حينها في الوسائل المتاحة" مكررة دعمها لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

وقال عباس انه اذا لم يلتزم الزعماء الاسرائيليون القادمون بحل الدولتين ويوقفوا البناء الاستيطاني وهدم المنازل بالقدس فاننا "لا نستطيع ان نعتبرهم شركاء في عملية السلام".

في مواجهة حملة الهدم.. فلسطيني يزيل منزله

حين طلب الفلسطيني شريف عطون من سائق الجرافة زياد دبش أن يسوي منزله في القدس العربية الشرقية بالارض انفطر قلب صديقه..لكن بالنسبة لعطون كانت مشاهدة منزله يدمر على يد صديق له أخف الضررين فلو لم يهدمه دبش كانت السلطات الاسرائيلية ستهدمه وهي الخطوة التي تصاحبها رسوم هدم قيمتها 20 الف دولار واحتمال دخول السجن.

وليست محنة عطون غريبة على نحو 260 الف فلسطيني يعيشون في القدس العربية الشرقية يقولون ان السلطات البلدية الاسرائيلية في المدينة كثيرا ما ترفض منحهم تراخيص بناء. بحسب رويترز.

وقال عطون (36 عاما) وهو فني مصاعد وهو يلوح بنسخة من أمر الهدم الاسرائيلي "لم افكر قط في هدم منزلي ودفع ايجار."

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها بعد ذلك في حرب 1967 في خطوة لم يتم الاعتراف بها دوليا. وتعتبر الدولة العبرية المدينة بأسرها "عاصمتها الابدية" وتقول انها تطبق القانون بهدم المنازل المقامة دون تراخيص.

ويريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية وقد انتقد بشدة عمليات الهدم وتوسعة المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية وفي انحاء الضفة الغربية المحتلة.

ويتهم الفلسطينيون اسرائيل بشن حملة مدبرة لحرمانهم من اقامة الدولة وطردهم من المدينة المقدسة.وخلال زيارة الى القدس والضفة الغربية الاسبوع الماضي انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخطط الاسرائيلية لهدم نحو 80 منزلا في القدس الشرقية لافساح الطريق لانشاء متنزه بلدي بوصفها "لا تفيد".

ويحمل الفلسطينيون الموجودون في القدس بطاقات هوية اسرائيلية تتيح لهم الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية فضلا عن حرية الحركة المحروم منها الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة لكن قلة من سكان القدس الشرقية حصلوا على حقوق مواطنة اسرائيلية كاملة.

وقال عطون وهو اب لستة ابناء وهو واقف امام كومة من الانقاض وقضبان الحديد المعوجة التي كانت ذات يوم منزله "هذا هو أقسى شيء فعلته في حياتي لكن هذا كان أخف الضررين."

وسيسدد عطون لدبش سائق الجرافة أجرا عن عمله لكنه ليس سوى جزء مما كانت اسرائيل ستتقاضاه منه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11/آذار/2009 - 13/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م