
شبكة النبأ: تحول الصراع العربي
الإيراني خلال الأيام القليلة الماضية إلى العلن بشكل تصعيدي يدعو الى
القلق.
فالمتعارف عن التوتر السائد في العلاقات العربية الإيرانية كان يتخذ
في اغلب الأحيان تصاعدا ذو منحى كلاسيكي، اعتادت عليه المنطقة بين
الفينة والأخرى.
لكن التصعيد الأخير الأخذ بالتمادي والمواجهة المكشوفة، بعيدا عن
سياقات الأعراف الدبلوماسية المعتادة، قد يدفع بالمنطقة إلى أجواء
محتدمة، يتبلور على إثره حراك سلبي لا يخدم مصالح جميع الإطراف.
فعلى الرغم من محاولة قطبي الحراك العربي المتمثل بالسعودية ومصر
لعزل إيران سياسيا، يرى اغلب المراقبين إن تلك المحاولات أتت بعد فوات
الأوان، خصوصا في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، حيث تصور ايران نفسها
على إنها أصبحت المدافع الأقوى عن حقوق العرب والمسلمين في فلسطين.
سعود الفيصل والتحدي الإيراني
ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في افتتاح الدورة العادية
للمجلس الوزاري للجامعة العربية في القاهرة الى "رؤية عربية مشتركة"
للتعامل مع "التحدي الايراني".
وقال سعود الفيصل ان جهود "المصالحة العربية والفلسطينية" التي
اثمرت عن تحسن في العلاقات العربية والفلسطينية اخيرا "لن يكرسها
ويدعمها الا توفر رؤية مشتركة ازاء القضايا ذات المساس بالامن العربي
والتعامل مع التحدي الايراني" في ما يتعلق بالملف النووي الايراني وامن
الخليج او بتدخل اطراف خارجية "في العراق ولبنان وفلسطين".
ورأى الوزير السعودي ان "الوقت قد حان ليتجاوز العرب خلافاتهم
وانقساماتهم والتي كانت وما زالت عونا لكل من يريد الاساءة اليهم
والتنكيل بهم".
واضاف انه "طرأ تحسن ملموس في العلاقات العربية (اخيرا) بما في ذلك
الاتصالات الايجابية بين الرياض ودمشق".
واشار الوزير السعودي في هذا السياق الى الجهود المصرية التي "اثمرت
التوصل الى اتفاق نامل ان يعيد اللحمة بينهم".
واكد "نتطلع الى حكومة وحدة (فلسطينية) تتحدث باسم كل الفلسطينيين
ويمكنها ان تفرض على الاطراف الدولية التعامل معها" كمؤسسة واحدة من "دون
انتقائية".
من جهته اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الجلسة
الافتتاحية لاجتماع الوزراء العرب انه اجرى اتصالات ايجابية بشان
المصالحة العربية خلال الاسابيع الاخيرة. وقال "يسرني ان انقل اليكم
توقعا متفاؤلا بشان ترميم الوضع العربي قبل انعقاد القمة العربية في
الدوحة" في 30 اذار/مارس الجاري.
واشار موسى الى ان الجهود من اجل المصالحة اطلقت في اعقاب الدعوة
التي اطلقها العاهل السعودي عبد الله بن العزيز من اجل انهاء الانقسام
العربي في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت مطلع شباط/فبراير
الماضي .
واقترح وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية محمد على الكرتي ان "تحمل
الدورة الحالية" للمجلس الوزاري للجامعة العربية، التي تترأسها بلاده "شعارا
كبيرا هو دورة الوفاق العربي.
المغرب يقطع علاقاته مع إيران ويتهمها
بمحاولة المس بالمذهب السني
من جهتها قررت المملكة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع
الجمهورية الاسلامية الإيرانية، بحسب ما اعلن بيان لوزارة الخارجية
والتعاون المغربية.
وكانت الرباط استدعت في 25 شباط/فبراير الماضي القائم باعمال
سفارتها بالوكالة في طهران للتشاور بهدف الاحتجاج على "عبارات غير
مناسبة" لايران بشان دعم الرباط للبحرين.
وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري استدعى في اليوم
نفسه سفير ايران في الرباط وحيد احمدي لابلاغه بهذه الاحتجاجات
وباستدعاء القائم بالاعمال المغربي لدى ايران، الى الرباط للتشاور لمدة
اسبوع.
واضاف بلاغ الخارجية المغربية ان "المملكة طلبت كذلك توضيحات من
السلطات الايرانية التي سمحت لنفسها بالتعامل بطريقة متفردة وغير ودية
ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب اثر تضامنه مع مملكة
البحرين على غرار العديد من الدول بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد
ووحدته الترابية". وتابع "بعد انقضاء اجل اسبوع لم تتوصل المملكة باي
تفسير عن هذه التصرفات". بحسب فرانس برس.
واشار البلاغ الذي اوردته وكالة الانباء المغربية ان "هذا الموقف
المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب ينضاف الى نشاطات ثابتة للسلطات
الايرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الاساءة
للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب
المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي".
وشدد بلاغ الخارجية المغربية على ان "هذه الاعمال المدعمة تعد تدخلا
سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد واخلاقيات العمل
الدبلوماسي".
وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري اثر صدور القرار "ان
رد فعل المغرب شرعي وعادي ومنطقي".
واضاف "ان المغرب كان الدولة الوحيدة التي تم استدعاء القائم
باعمالها في طهران بعد ان اعرب عن تضامنه مع البحرين ووحدتها الترابية".
واضاف الوزير الفهري الجمعة ان "هناك نقطة مبدئية تتمثل في أن
المغرب لا يمكن أن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية".
وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد بعث برسالة الى ملك
البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في محاولة لترميم العلاقات بين
البلدين التي تضررت بعد ان شكك مسؤول ايراني في سيادة البحرين.
وكانت الصحافة الإيرانية قد نقلت عن علي اكبر ناطق نوري، وهو احد
كبار مستشاري المرشد الايراني آيه الله علي خامنئي، قوله إن البحرين
ايرانية، مما حدا بدول الخليج العربية الى مطالبة طهران بادانة هذه
التصريحات التي وصفها وزير الداخلية البحريني بـ "اللامسؤولة".
فيما جاء الرد الإيراني على لسان وزير الخارجية منوشهر متكي معلنا
ان طهران تجد قرار المغرب قطع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية "مفاجئا
ومثيرا للتساؤلات".
وفي اول رد فعل رسمي على اعلان المغرب قطع العلاقات مع طهران، قال
متكي ان ايران "ستقدم ردا على ذلك في بيان". وصرح للصحافيين ان "تصرف
الحكومة المغربية مفاجئ ومثير للتساؤل".
كما نقل عن بيان لوزارة الخارجية قولها ان المزاعم المغربية بخصوص
التدخل الايراني في شؤونها الداخلية "لا اساس لها ونرفضها بشدة".
القيادة الفلسطينية تدعو الى مقاطعة
المؤتمرات الايرانية
من جانبها دعت منظمة التحرير الفلسطينية يوم السبت جميع الجهات
الفلسطينية الى مقاطعة النشاطات والمؤتمرات التي تعقدها القيادة
الإيرانية ردا على تصريحات للزعيم الأعلى الايراني آية الله على خامنئي.
وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية بعد اجتماعها في رام
الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "تدعوا اللجنة التنفيذية
جميع الجهات الفلسطينية الى مقاطعة النشطات والمؤتمرات التي تعقدها
القيادة الايرانية والتي تستخدمها لمجرد خداع الرأي العام الايراني
والاسلامي لكي تظهر وكأنها تدافع عن فلسطين والمقدسات بينما لا تفعل
شيئا لهذا الغرض سوى بث الفرقة والانقسام." بحسب (رويترز).
وكان خامنئي انتقد في كلمة له في المؤتمر الرابع لدعم القضية
الفلسطينية الذي عقد في طهران قبل أيام طريقة الرئيس الفلسطيني في
اجراء المفاوضات كما دعا الى ان تتولى حكومة حماس إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال عبد ربه بعد أيام من هجوم غير مسبوق شنه الرئيس الفلسطيني
محمود عباس على ايران طالبها فيه بالكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني "ترفض
اللجنة التنفيذية مواقف القيادة الايرانية وتهجماتها ضد شعبنا وقيادته
وتعتبر أن التدخل الايراني السافر في شؤوننا الداخلية ... يمثل إمعانا
في محاولة تمزيق الشعب الفلسطيني والتعدي على وحدانية تمثيله."
ورأت القيادة الفلسطينية في التصريحات الايرانية "محاولة للتلاعب
بالمصير الفلسطيني خدمة لأغراض القيادة الايرانية في الهيمنة وتوسيع
نفوذها الاقليمي والمساومة مع الولايات المتحدة على حساب مصالحنا
الوطنية ومصالح أمتنا العربية."
مسؤول إيراني ينتقد السعودية
وعلى صعيد متصل انتقد عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام بإيران وإمام
جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود
الفيصل التي دعا فيها إلى تعبئة إسلامية ضد إيران، واعتبر أن مثل هذه
التصريحات "إثارة للفرقة والفتنة"، وأكد في الوقت نفسه حرص بلاده على
علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة.
ونقلت عن خاتمي دعوته إلى وضع حد لما سماها "التصرفات المسيئة إلى
الزوار الشيعة في السعودية"، ومطالبته وزير الخارجية الإيراني منوشهر
متكي بالعمل للحيلولة دون هذه "المضايقات". حسب (مهر).
وقال خاتمي "لماذا تسمحون للوهابيين المتطرفين بانتهاك حرمة الشيعة،
نحن لا نسمح بأن يكون الشيعة مظلومين في أي مكان بالعالم"، في إشارة
إلى الصدامات التي وقعت مؤخرا قرب مقبرة البقيع بالسعودية بين أفراد من
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزوار شيعة وأسفرت عن توقيف عدد
منهم.
الاسد يستقبل وزير الخارجية السعودي
من جانب آخر استقبل الرئيس السوري بشار الاسد وزير الخارجية السعودي
سعود الفيصل العائد من القاهرة الى دمشق في اول زيارة الى العاصمة
السورية منذ ثلاث سنوات في اطار تعزيز جهود المصالحة بين الجانبين.
وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي الى سوريا بعد اقل من عشرة ايام
من زيارة الوزير السوري وليد المعلم الى الرياض حاملا رسالة من الرئيس
بشار الاسد الى الملك عبدالله بن عبد العزيز. حسب (سانا).
كما تأتي غداة اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا
في القاهرة في اطار تنقية الاجواء العربية وانهاء الانقسامات قبل عقد
القمة العربية في الدوحة في 30 اذار/مارس الحالي.
وشهدت العلاقات بين سوريا والسعودية توترا متصاعدا منذ اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
وتعود آخر زيارة رسمية قام بها الامير الفيصل الى دمشق الى كانون
الثاني/يناير 2006، تبعتها زيارة للرئيس بشار الاسد الى السعودية، في
اطار الجهود لانهاء القطيعة بين البلدين اثر اغتيال الحريري.
لكن الفتور عاد الى العلاقات التي توترت كذلك بين القاهرة ودمشق مع
الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز/يوليو 2006 اذ اتهمت مصر مع
السعودية والاردن حزب الله الذي تدعمه سوريا بالقيام ب "مغامرات
سياسية".
وأكد الفيصل في افتتاح اجتماعات الوزراء العرب "طرأ تحسن ملموس في
العلاقات العربية-العربية بما في ذلك الاتصالات الايجابية القائمة بين
الرياض ودمشق والتي من شأنها ان تدعم مسيرة المصالحة العربية عموما". |