
شبكة النبأ: فيما يشبه حركة المد
والجزر، تأزمت من جديد العلاقات بين ايران والبحرين بسبب تصريحات
ايرانية رأت فيها المنامة مساساً بسيادتها، فيما تحولت المملكة الى
نقطة تماس جديدة للخلافات الايرانية العربية في ظل تقاطر زعماء عرب الى
المنامة للتضامن.
وكدأبها بين حين وآخر لإثارة دول الجوار لأسباب مختلفة، قالت ايران،
على لسان علي اكبر ناطق نوري، رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة
الايرانية علي خامنئي، ان البحرين جزء من ايران، اضافة الى تصريحات
مشابهة اخرى.
واستنكارا على مايبدو لتلك التصريحات، وصل العاهل الاردني الملك
عبدالله الثاني الى المنامة في زيارة وصفها مسؤول بحريني رفيع تحدث
لوكالة فرانس بانها "تتم للتعبير عن التضامن مع البحرين في مواجهة
الادعاءات الايرانية".
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان زيارة الرئيس المصري
حسني مبارك للبحرين "جاءت بالاساس للتعبير عن تضامن مصر مع البحرين".
واضاف المسؤول ان زيارة مبارك كانت زيارة "تضامن مع البحرين بالدرجة
الاولى".
وقبل وصول مبارك الى المنامة نقلت صحيفة "الاهرام" عن الناطق باسم
الرئاسة المصرية ان مبارك يقوم بـ"زيارة تضامن ومساندة ودعم لمواجهة
التحديات والمخاطر التي تواجهها مملكة البحرين الشقيقة ومنطقة الخليج".
ودانت السعودية "التصريحات العدائية المتكررة الصادرة عن عدد من
المسؤولين الإيرانيين والرموز السياسية والإعلامية التي ما فتئت تردد
المزاعم والادعاءات الايرانية في اراضي مملكة البحرين الشقيقة".
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله ان هذه التصريحات
"تشكل تعديا سافرا على سيادة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية
وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وتعديا على هوية مملكة البحرين
وانتمائها العربي". بحسب فرانس برس.
وفي اساس الازمة المتفجرة بين المنامة وطهران، تصريحات علي اكبر
ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي
خامنئي، اعتبر فيها ان البحرين جزء من ايران، اضافة الى تصريحات مشابهة
اخرى.
لكن المسؤول البحريني اعتبر ان "المسألة بالنسبة للبحرين مختلفة عما
يجري من صراع نفوذ في مناطق اخرى". وقال هذا المسؤول ان التنافس العربي
الايراني في ساحات مثل لبنان وفلسطين "هو صراع نفوذ سياسي اما بالنسبة
للبحرين فالمسألة تتعلق بالسيادة والاستقلال".
وتجاوز البلدان ازمة مماثلة في تموز/يوليو 2007 بسبب مقالة كتبها
حسين شريعتمداري كرر فيها القول بتبعية البحرين لايران، ما دفع حينها
بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى زيارة المنامة وتقديم توضيحات
وتطمينات من القيادة الايرانية.
واكتفت المنامة حينها بهذه التوضيحات والتطمينات واعتبرت الازمة
منتهية.لكن الازمة الحالية دفعت البحرين الى وقف مفاوضات حول استيراد
الغاز الطبيعي من ايران احتجاجا على تصريحات نوري، وفق ما اكده لوكالة
فرانس برس مسؤول بحريني رفيع.
وقال المسؤول ان "القرار اتخذ بعد التصريحات المؤسفة التي تمس
بسيادة البحرين ولا تخدم العلاقات بين البلدين".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر الناشط والوزير البحريني السابق
علي فخرو ان التصريحات التي ادلى بها نوري "ليس لها معنى" مشككا في ان
تكون هذه التصريحات "مرتبطة بسياسة مدروسة على مستويات عليا في طهران".
وقال فخرو "لا يمكن ان اتصور ان تصريحات مثل هذه نابعة من سياسة
مدروسة ولو كان ذلك صحيحا فان هذه حماقة سياسية كبرى (..) هذا لا ينسجم
مع ما نعرفه عن حذر الايرانيين".واضاف "لو كان الامر يتعلق بالعراق
لفهمنا الامر لكن ان يورط شخص ايران في ازمة مثل هذه، فهذا ليس مفهوما
تماما وخطأ كبير".
وتساءل فخرو "ما هي المصلحة في تصريحات مثل هذه؟ (..) ايران تحتاج
للدعم العربي في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها ولا يمكن ان نتصور
منطقيا وعقلانيا وسياسيا ان تأتي وتستعدي العرب (..) لا يمكن ان تكون
هذه سياسة مدروسة".
وكانت البحرين احتجت رسميا في 12 شباط/فبراير على تصريحات ناطق نوري
في مدينة مشهد الايرانية.
وقالت وكالة انباء البحرين ان ناطق نوري "ادعى بتبعية البحرين
لايران واصفا اياها بأنها كانت فى الاساس المحافظة الايرانية الرابعة
عشرة وكان يمثلها نائب فى مجلس الشورى الوطني".
واوضحت الوكالة ان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال
خليفة ابلغ السفير الايراني في البحرين "احتجاج مملكة البحرين على
التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الايرانيين والتى تمس سيادة
واستقلال مملكة البحرين".
واضافت الوكالة ان وزير الخارجية اكد خلال اللقاء ان التصريحات
الاخيرة لعدد من المسؤولين الايرانيين تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين
البلدين" و"مع ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
وكانت الخارجية البحرينية طلبت ايضا ايضاحات من السفارة الايرانية
في المنامة في الرابع من شباط/فبراير حول تصريحات مشابهة صدرت عن مسؤول
ايراني في 27 كانون الثاني/يناير.
متكي يؤكد احترام ايران لسيادة واستقلال
البحرين!!
ولاحقاً اعلنت وكالة انباء البحرين، ان وزير الخارجية البحريني
الشيخ خالد بن احمد آل خليفة تلقى رسالة شفوية من نظيره الايراني
منوشهر متكي تتضمن "تأكيد التزام ايران بسيادة واستقلال البحرين".
وقالت الوكالة ان سفير ايران لدى المنامة امير حسين عبداللهيان قام
بنقل هذه الرسالة التي تضمنت ايضا "التأكيد على ان اعادة فتح ملفات
الماضي ليست من صالح شعوب المنطقة" و"ان ايران تتعامل بمسؤولية فيما
يتعلق بالتصريحات وما اثارته من ضجة".
من جهته، اعلن وزير الخارجية البحريني حسب ما نقلت الوكالة ان مملكة
البحرين "واثقة من تأكيدات الحكومة الايرانية فيما يتعلق بسيادة
واستقلال البحرين" مشيرا الى ان البحرين "ترغب في علاقات افضل مع
جارتها ايران لضمان الامن والاستقرار في المنطقة".
وتابع قائلا ان البحرين "لا ترغب فى العودة للوراء وتطمح الى علاقات
قوية مع جميع جيرانها كما أن مملكة البحرين لا تقبل بالتعرض لسيادة أى
بلد شقيق أو صديق أو الى قيادته".
من جهته اعلن مجلس وزراء البحرين في اجتماعه الذى عقده الاحد أن "التصريحات
الايرانية اللامسؤولة تسيء قبل كل شيء الى جهود بناء الثقة بين
الجانبين العربى والايراني (...) وتحول دون تعزيز الاستقرار والامن
لدعم التنمية وتعود بالمنطقة الى الوراء نحو عقلية الاستعمار والهيمنة
التى عفا عليها الزمن" وفق ما نقلته وكالة انباء البحرين.
واضافت الحكومة البحرينية ان مملكة البحرين "عربية شديدة الاعتزاز
بعروبتها واستقلالها وانتمائها الى أمتها" مضيفا "وكأن هذه التصريحات
والتدخلات تهدف الى اثارة الفتن والاضطراب فى وقت يعانى فيه العالم
والمنطقة أزمة مالية حادة تتطلب التعاون والثقة حماية لمصالح الشعوب".
واضافت "فالمنطق يقتضى الاهتمام بالتعاون والبعد عن التصريحات
اللامسؤولة واتخاذ ما يلزم لوقفها وعدم تكرارها" وفق الوكالة.
وكانت المنامة احتجت في 12 شباط/فبراير على تصريحات ادلى بها علي
اكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي
خامنئي في مدينة مشهد ادعى فيها ان البحرين جزء من ايران.
وفي 19 شباط/فبراير، اكدت ايران انها تحترم سيادة البحرين حيث اعلن
حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان "موقفنا من البحرين واضح.
اكدنا مرارا على اننا نحترم سيادة واستقلال كافة الدول المجاورة
والمنطقة خاصة البحرين".
دول الخليج تدعو ايران لادانة التصريحات بشأن
البحرين
من جانبها دعت دول الخليج العربية القوة الاقليمية ايران الى ادانة
ملاحظات ادلى بها مسؤول ايراني يشكك في سيادة مملكة البحرين.
وطبقا لتقارير اعلامية فقد قال علي اكبر ناطق نوري وهو مستشار مقرب
للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي في وقت سابق من هذا الشهر
ان لايران السيادة على البحرين.
وقال وزراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين التقوا في الرياض في
بيان "أعرب المجلس عن تطلعه الى أن تقوم الحكومة الايرانية بادانة ومنع
تكرار مثل هذه الاصوات النشاز والتى من شأنها زيادة التوتر ولا تخدم
الامن والاستقرار فى المنطقة."بحسب رويترز.
ورفض وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله ال خليفة في
وقت سابق التصريحات باعتبارها غير مسؤولة.
وقال الوزير لصحيفة الشرق الاوسط "اذا كانت هذه التصريحات هي جس نبض
فالرد كان واضحا في الداخل والخارج واكده حجم الاستنكار الخليجي
والعربي والدولي لهذه التصريحات غير المسؤولة."
ونفت ايران مرارا ان تكون لديها مطالب تمس سيادة البحرين لكن
التوترات تسلط الضوء على الشكوك العميقة بين الدول الخليجية العربية
وايران.
ويساور الدول الخليجية العربية القلق بشأن انتشار النفوذ الايراني
في العراق ولبنان وقطاع غزة وتأثيرها المحتمل على الشيعة هناك. والقضية
تتسم بحساسية خاصة في البحرين التي يقطنها عدد كبير من الشيعة.
واوقفت البحرين المحادثات مع ايران بشأن واردات الغاز الطبيعي بسبب
تلك التصريحات واستدعى وزير الخارجية البحريني السفير الايراني
للاحتجاج في وقت سابق من الشهر الجاري. كما وصفت السعودية التصريحات
بأنها غير مسؤولة.
وتخلى شاه ايران الراحل عن مطالبة ايران بالبحرين في عام 1970 قبل
عام من تحول الجزيرة الموجودة على الجانب الاخر من الخليج الى دولة
مستقلة.
وتجنب الزعماء الايرانيون اثارة قضية البحرين منذ الثورة الاسلامية
في عام 1979 على الرغم ن انها تثار من ان لاخر في الصحافة اثناء فترات
التوتر مع الدول العربية المحافظة عبر الخليج. |