آفاق تكنولوجية: تدشين السيارة الطائرة وروبوت مجهري لجراحة الدماغ

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: لاحدود للمعرفة ولا سقف لتطور العلوم اذا ما وضع الانسان نصب عينيه التقدم والازدهار هدفا نبيلاً، فها هي السيارة الطائرة تدشّن اول حلم من احلام الخيال العلمي حيث اعلنت شركة ابحاث امريكية إنه يمكن تجهيز السيارة الجديدة للطيران خلال ثواني بخطوات بسيطة دون أن يغادر خلالها السائق مقعده.

من جهة علمية اخرى نجح الباحثون في مجال المعدات الطبية الدقيقة في تصنيع روبوت مجهري يبلغ قطره 250 نانومترا، اي ما يوازي كثافة شعرتين او ثلاث، من اجل اجراء عمليات في الدماغ على غرار ذاك الذي ورد في فيلم الخيال العلمي "الرحلة الخيالية" في 1966.

بالاضافة الى علوم جديدة غاية في الاهمية اكتُشفت مؤخرا تقدم (شبكة النبأ) تقريرها العلمي التالي لقراءها الكرام:

تقرير: أول سيارة طائرة ستقلع الشهر المقبل

أورد تقرير أن أول سيارة طائرة ستقلع في رحلة تجريبية الشهر المقبل، إلا أن الاختراع الذي قد يضع حلاً للاختناقات المرورية قد تعترضه بعض عقبات.

وفي حال نجاح التجربة، يتوقع أن طرح "تيرافوغيا ترانزيشن" المركبة، التي تتحول من سيارة عادية تتسع لشخصين، إلى طائرة في غضون 15 ثانية، في الأسواق في غضون عام ونصف العام، وفق "التايمز" البريطانية.

وقالت الشركة المصنِّعة، "تيرافوغيا"، ومقرها ماساشوستس، في موقعها الإلكتروني، إنه يمكن تجهيز السيارة للطيران خلال ثواني بخطوات بسيطة دون أن يغادر خلالها السائق، أو "القبطان" مقعده.

وذكرت الشركة المصنعة أن السيارة الطائرة سهلة الصيانة والاستخدام وتعمل بالوقود الخالي من الرصاص، ويمكن حفظها داخل "كراج" المنزل. وعكف على تطوير "ذا ترانيزيشن" مهندسون سابقون في وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، وفق الصحيفة.

وتزعم الشركة المصنّعة أن السيارة قادرة على قطع 500 ميل، بخزان فردي من الوقود، والطيران بسرعة 115 ميلاً في الساعة، وبلغت سرعة السيارة خلال التجارب في الشوارع 90 ميلاً، بحسب التقرير.

ورغم أن السيارة مازالت في مرحلة التجارب، إلا أن الشركة المصنعة أشارت إلى تلقيها لأربعين طلبية حتى اللحظة. ويصل سعر السيارة إلى 200 ألف دولار، وفق التقرير.

هل يحل الخيال العلمي أزمة الطاقة؟

توقع خبراء في عالم السيارات أن يكون القطاع عند عتبة ثورة جديدة تتمثل في دخول الكهرباء إلى كافة جوانبه، مشددين على أن هذا الأمر سيحدث تحولاً في عالم النقل، يشبه التحول المتمثل بظهور المحرك البخاري بعد قرون من استخدام الحصان للتنقل. 

وكشف الخبراء في هذا السياق عن مجموعة من الاختراعات الجديدة، تشبه ما كان يُطرح في أفلام وقصص الخيال العلمي، بينها "الحافلة الخارقة" و"عربة النقل الشخصية،" إلى جانب تطوير دمج وسائل النقل بوسائط الاتصال، على غرار الانترنت والهاتف، بشكل يعالج أزمة الازدحام التي تعانيها المدن حول العالم.

فعلى هامش مؤتمر "القمة العالمية لطاقة المستقبل" المنعقد حاليا في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، قدمت أنطونيا تيرزي، خبيرة تصميم العربات المتحركة في جامعة "ديلفت" للتكنولوجيا بهولندا، مشروع "الحافلة الخارقة"، الذي شهد قبل فترة تجربة رسمية أثبتت فعاليته النظرية.والمشروع في واقع الأمر هو مزيج من القطار والسيارة الكهربائية وحافلة النقل العامة. بحسب سي ان ان.

فالعربة الجديدة قادرة على حمل ما بين 20 إلى 30 شخصاً، يتمتع كل منهم بمقصورته الشخصية وبابه الخاص، ويمكن للراغبين في استقلاله بطلب ذلك عبر خدمة الهاتف، لتقلهم "الحافلة الخارقة" بعد ذلك بدقائق من أمام منزلهم لتوصلهم إلى حيث يرغبون.

وإلى جانب هذه الميزة التي تجعل الحافلة أقرب إلى سيارات الأجرة، فإنها قادرة على الوصول إلى سرعات هائلة على الطرقات المفتوحة، بفضل محركها الكهربائي الخارق، مما يوفر لها ميزة تشبه القطار، غير أنها تسير على عجلات مطاطية عادية، الأمر الذي يمكنها من استخدام الطرقات العادية دون حاجة لإعداد بنية تحتية مكلفة.

من جانبه، عرض جون موغ، نائب رئيس شركة CH2M Hill المختصة بحلول النقل الشخصي لمشروع شركته الذي سيطبق في "مدينة مصدر"، التي تبنيها "شركة أبوظبي لطاقة المستقبل"، والذي يقوم على عربات صغيرة للنقل الشخصي تعمل في مناطق محددة.

وتسير تلك العربات ذاتياً ببرمجة مسبقة تسمح بنقل الراغبين إلى وجهاتهم دون مواجهة مشاكل الازدحام، وإيجاد أماكن لركن السيارات.

بعد الكمبيوتر المكتبي والمتنقل.. "زواج" بين الكمبيوتر والسيارة

اندماج التلفزيون والهاتف الخلوي بالسيارات أصبح أمراً واقعاً خلال العام 2008، ولكن ما هي الخطوة التالية على صعيد التقنيات المدمجة بالسيارات؟

خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، تطلق شركة هيونداي الكورية الجنوبية لصناعة السيارات، نظاماً كمبيوترياً يصدر تحذيراً لسائق السيارة أو الشاحنة، عندما يخرج عن مساره دون قصد منه، كما طوّرت شركة أخرى برنامجاً يكشف عن المشاة بواسطة استخدام كاميرات تتبع حرارية لتحذير السائقين بشأن وجود مشاة على الطرقات أمامهم. بحسب سي ان ان.

وفي مارس/آذار المقبل، ستطرح شركة فورد الأمريكية سيارات ضمنتها كمبيوتر صغير مع لوحة مفاتيح، تتيح للمتعاقدين ورجال الأعمال وغيرهم تصفح الإنترنت ومراجعة الوثائق على الكمبيوتر وغيرها من الأمور، فيما ستطلق شركة "إيه تي آند تي" AT&T الأمريكية خدمات الترفيه في السيارات من خلال 22 قناة تلفزيونية فضائية.

ويأمل القائمون على صناعة السيارات أن تحفز التكنولوجيات الجديدة المدمجة في السيارات مبيعاتهم، رغم الظروف المالية السيئة والركود الاقتصادي وانخفاض المبيعات في هذا القطاع.

وفي هذا الإطار قال كيران أوسوليفان، نائب رئيس شركة "أنظمة السيارات"، التي توفر قطع غيار وتقنيات لشركات صناعة السيارات، إن المستهلكين يرغبون في سيارات متصلة بالإنترنت على الدوام.

وأضاف قائلاً إن المستهلكين ومصنّعي السيارات على السواء سيكونون قادرين على "إعادة تشكيل كمبيوترات السيارات بما يتفق واحتياجاتهم وأذواقهم، تماماً كما يفعلون بهواتفهم الخلوية."

من جهته، قال توم فيليب، المدير العام لوحدة البرمجيات المتنقلة في مايكروسوفت "يوماً ما سنكون قادرين على استخدام تكنولوجيا المعلومات بطريقة لا يمكننا توقعها أو تخيلها اليوم."

حالياً، فيما يتزايد اعتياد الناس على امتلاك هواتف الإنترنت، فإن المزيد ممن يرغبون بامتلاك سيارات يسعون إلى تواصلهم عبر سياراتهم بما يتيح لهم الارتقاء بحياتهم التي تتجه نحو مزيد من الرقمية، سواء في العمل أو المنزل.

جاء الإعلان عن هذه التقنيات الجديدة في المعرض الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بولاية نيفادا الأمريكية.

الخشب السائل: هل يكون بلاستيك الغد؟

ابتكر فريق علمي الماني مادة تحت اسم "اربوفورم"، وهي خشب سائل قد يحل محل البلاستيك في المستقبل، حيث يشكل بديلا قويا ونظيفا للمواد البلاستيكية المشتقة من النفط.

ورغم ان البلاستيك كان من اعظم اختراعات القرن العشرين، الا انه يحوي موادا غير قابلة للتحلل، وكثيرا ما تحتوي على مواد مسببة للسرطان ومواد سامة أخرى. ولا يقل اهمية عن ذلك ان معظم المواد البلاستيكية تشتق من البترول وهو مصدر غير متجدد.

وتنقل "مؤسسة دويتشه فيله" الاخبارية الالمانية عن احد افراد الفريق العلمي قوله ان المادة الجديدة مشتقة من مادة الليجنين، المشتقة بدورها من لباب الخشب، "ويمكن خلطها بالكتان أو ألياف الخشب وإضافات أخرى لخلق بديل قوي ونظيف للمواد البلاستيكية المشتقة من النفط."

وينقل نفس المصدر عن قائدة الفريق إنونه كوفمان قولها ان "صناعة السيليلوز تفصل الخشب عن ثلاثة مكونات أساسية هي الليجنين والسيليلوز والهيميسيليلوز".  بحسب فرانس برس.

وهذه المادة بخصائصها الحالية لا تصلح لصناعة لعب الأطفال ولا الأجهزة المنزلية، لان فصل الليجنين عن الألياف الخلوية يقوم على إضافة مواد كبريتية. ولعب الأطفال والأجهزة المنزلية لا ينبغي ان تحتوي على الكبريت بسبب رائحته الكريهة. لكن الباحثين الألمان تمكنوا من تقليل المحتوى الكبريتي في "الأربوفورم" بنسبة 90 في المائة.

وبشأن امكانية تدوير هذه المادة الجديدة، ينقل ذات المصدر عن إنونه كوفمان ان فريقها أنتج مكونات من الاربوفورم وكسرها قطعا صغيرة، ثم اعيدت معالجة القطع المكسرة."فعلنا ذلك عشر مرات، فلم نجد أي تغير في خصائص البلاستيك الحيوي منخفض الكبريت، وهو ما يعني أن من الممكن إعادة تدويره."

روبوت مجهري لاجراء عمليات جراحية داخل الدماغ

صنع علماء استراليون روبوتا مجهريا يبلغ قطره 250 نانومترا اي ما يوازي كثافة شعرتين او ثلاث من اجل اجراء عمليات في الدماغ على غرار ذاك الذي ورد في فيلم الخيال العلمي "الرحلة الخيالية" في 1966.

وصرح جيمس فرند من مختبرات الفيزياء الصغروية في جامعة موناش في كلايتن (استراليا) الذي شارك في وضع دراسة نشرت في مجلة "جورنال اوف مايكروميكانيكس اند مايكروانجنيرينغ" الخميس "نبحث عن اداة نستطيع وضعها في الشرايين البشرية لا سيما حيث يتعذر استخدام التقنيات التقليدية".

وتكمن الصعوبة في تطوير روبوت بهذه الدقة في صنع محرك على درجة كافية كم القوة "ليسير عكس التيار" في الشرايين.

واطلق على محرك الروبوت اسم "بورتيوس على غرار الغواصة المصغرة في الفيلم التي نقلت اطباء ومساعدتهم (لعبت دورها راكيل ويلش) بعد تقليصها لتصبح صغيرة جدا ما سمح بادخالها عبر ساق عميل اعيد من الاتحاد السوفياتي لانقاذه واتلاف جلطة دموية في دماغه. بحسب فرانس برس.

ولا يمكن للروبوت الصغير الذي طوره العلماء الاستراليون "الدخول عبر الساق لان المسافة التي عليه اجتيازها ستكون طويلة لكن يمكن ادخاله عبر الرقبة" بحسب فرند.

وقال عالم الفيزياء الصغرية ان "السباحة في الشرايين الواسعة في الجسم البشري صعبة لان الدفق سريع" مضيفا ان الدم يجري بسرعة متر واحد في الثانية بمحاذاة القلب. لكن قرب الدماغ يكون دفق الدم في الشرايين اقل سرعة بكثير. وبالتالي هناك مشكلة ان تعلق الالة الضئيلة في زاوية ما من الجسم ويتعذر استرجاعها بحسب فرند الذي قال ان "هذه ستكون التجربة المحورية للالة".

واوضح فرند الذي شارك في صنع بروتيوس ان "النسخ الاولى التي نجربها هذا العام مثبتة على طرف انبوب تمييل. فاذا تعطل المحرك يمكننا سحب الانبوب واسترجاع المحرك".واضاف ان مشكلة تلك الانابيب هو صلابتها المفرطة التي تحول دون تحريكها بسهولة عبر الشرايين.

وسيحاول الباحثون التحكم بالالة المجهرية عن بعد عبر موجات بقوة اثنان الى ثلاثة واط اي بقوة هاتف محمول عادي.

وسيستخدم الروبوت في المرحلة الاولى بغرض المراقبة "لانها الاكثر سهولة. انطلاقا من هنا سنجرب مناورات اخرى وعلى الاخص القص والتقطيع" بحسب فرند.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/شباط/2009 - 28/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م