دون سابق إنذار فاجأ الرأي العام العربي تقرير
عن التنمية البشرية نشر في العاصمة المصرية (القاهرة) مؤخراً أفاد أن
هناك تفاوتاً كبيراً في وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن (5)
سنوات في البلدان العربية حيث يتراوح هذا المعدل ما بين (20) حالة
وفاة إلى ما يزيد على (100) حالة وفاة لكل (1000) طفل مقارنة بالمعدل
العالمي الذي يصل إلى (75) حالة وفاة لكل (1000) طفل فيما يشكل ذلك
تحدياً تنموياً كبيراً بالنسبة للبلدان العربية.
وأوضح التقرير الصادر عن البرنامج الإنمائي
للأمم المتحدة وجود مشاكل غذائية خطيرة في البلدان العربية لا تتناسب
مع القدرات الاقتصادية الهائلة التي تمتلكها البلدان العربية مما
يؤدي إلى إعاقة النمو الجسدي لدى أبناء المنطقة العربية والتقزم
عندهم وهو ما يشكل تراجعاً صحياً خطيراً لعموم المجتمع العربي. كما
أوضح التقرير أن المشكلات الصحية في البلدان العربية بدأت تأخذ منحاً
ينبغي الانتباه والعمل لتلافيه، إذ جاء فيه: (تصل نسبة التقزم أحياناً
إلى (52%) في اليمن و(44%) في موريتانيا وجزر القمر والسودان والعراق،
فيما يتدنى هذا المعدل في بلدان عربية أخرى حيث تتراوح هذه النسبة ما
بين (15 – 25%) في مصر وسورية وسلطنة عمان حيث مستويات إعاقة النمو
الجسدي باتت تشكل إحدى الظواهر الاجتماعية في أكثر من بلد عربي).
ومن الأرقام المخيفة التي وثقها تقرير التنمية
البشرية، أن ارتفاع عدد وفيات الأمهات أثناء الحمل قد وصل إلى معدل
(75) حالة وفاة لكل (100) ألف حالة ولادة.
كما أشار التقرير إلى وجود اعتلال صحي جسيم
بين كبار السن في بلدان عربية مثل مصر والبحرين وتونس والأردن حيث
يعاني (50%) من مشاكل في الإبصار ومصاعب المشي بينما لوحظ أن هناك
نسبة تدني في مستويات الاكتئاب بين المسنين إذ تتراوح بين (5%)
و(43%).
|