استطاع باحثون أمريكيون من مضاعفة مدة حياة
دودة صغيرة باستخدام عملية تعديل جيني مع ملاحظة تفادي حدوث تأثيرات
جانبية، وبالذات على القدرات التناسلية حسب ما أشارت دراسة نشرتها
مجلة (ساينس) الأمريكية، وأشار الباحثون من جامعة كاليفورنيا (سان
فرانسيسكو) الذين قاموا بالدراسة أن آلية العمل تتلخص بتعديل بعض
الجينات (الموروثات) التي تعمل على تنظيم النشاط الهرموني في الجسم
والموجودة لدى العديد من الأحياء ومنهم البشر.
وأتاحت التقنية التي تم اختبارها على دودة
طولها ميليمتر واحد شائعة الاستخدام في المختبر تعطيل مجموعة من
الجينات عند مراحل مختلفة من حياة الدودة لدرس تأثيرها على طول
الحياة، وقام الباحثون بدراسة الجينتين (داف – 2) و(داف – 16) وكانوا
قد أثبتوا في دراسة سابقة أن تعطيل الجينة (داف – 2) جزئياً يسمح
بمضاعفة مدة حياة الدودة، فهذه الجينة مسؤولة عن ترميز مادة لاقطة
للأنسولين وهرمون ينشط النمو.
ولا بد من الإشادة بأن دراسة مماثلة أثبتت
تأثير هذا العامل الهرموني على مدة حياة الذبابة والفأرة، ومن المرجح
بالتالي أن يكون لها نفس الدور عند الإنسان.
كذلك تؤثر هذه الجينه على الوظيفة التناسلية
مع العلم أن الدراسة الجديدة أثبتت أن هذا التأثير يكون مختلفاً مع
اختلاف مراحل الحياة، أما على الوظيفة التناسلية أو على مدة الحياة،
مما ساعد العلماء على الفصل بين الوظيفتين وفق ما أوضحت (سينثيا
كينيون) رئيسة فريق البحث الذي أعد الدراسة.
وأشارت (كينيون) أن العديد من علماء الأحياء
المتخصصين في التطور تنبأوا بأنه لن يكون من الممكن إطالة مدة الحياة
بدون إعاقة وظيفة التناسل لكن تبين الآن أن هذا غير صحيح، فهذه
الديدان تعيش لمدة أطول بكثير من العادة وتتناسل بشكل طبيعي. إنها
رائعة وقوية.
وتابعت الباحثة أنه كلما اكتشفنا المزيد حول
عمل هذه الجينات وجينات أخرى مرتبطة بها زاد أملنا في أن نتعلم كيف
يمكن أن نطيل مرحلة الشباب ومدة الحياة لدى الإنسان بدون تأثيرات
جانبية، وأكتشف فريقها أنه بتعطيل الجينة (داف – 2) مباشرة بعد
الولادة تعيش الديدان مرتين أطول غير أنها تتناسل بصعوبة كبيرة، وفي
المقابل إذا ما تركت الجينة تعمل بشكل طبيعي حتى سن البلوغ وتم
تعطيلها عند ذاك عاشت الديدان لمدة أطول مع الاحتفاظ بقدرتها
التناسلية بصورة طبيعية.
ولا بد من الإشارة إلى أن الدكتورة (كينيون)
اكتشفت مع فريقها تأثير الجينة (داف – 2) عام 1993م، حيث تمكنت للمرة
الأولى من مضاعفة حياة كائن حي بواسطة عملية تعديل جيني علماً بأن
مدة حياة الدودة الصغيرة تبلغ في الظروف الطبيعية 15 يوماً.
من جهة اخرى وفي حدث فريد من نوعه التقى ما
يقرب من 200 خبير واختصاصي في مؤتمر اطالة الحياة الى اقصاها الذي
نظمته شركة ألكور الاميركية لتجميد الانسان. وانتظمت جلسات المؤتمر
في مدينة نيوبورت بيتش بولاية كاليفورنيا الاميركية.
وطرحت في المؤتمر اربعة توجهات رئيسية،
التجميد ثم الانعاش، الاستنساخ، التغذية بطرق فريدة، النانوتكنولوجيا
الطبية. وقدمت تقنيات التجميد باعتبارها الوسيلة الاحتياطية الممكنة
لانعاش اي انسان بعد تجميده، وتوفير علاج مستقبلي له في العقود
المقبلة، بينما عرض الاستنساخ بوصفه عاملا جوهريا في توفير اعضاء
بشرية بديلة، وتجديد الخلايا الهرمة بخلايا جديدة تعيد للانسان
حيويته وشبابه، وعلاج عدد كبير من الامراض.
ويفضل بعض الاطباء اطالة عمر الانسان
بالاعتماد على نمط تغذية صارم وانواع من المكملات الغذائية، لحين
اقتراب الزمن الذي تتوصل فيه تقنيات الاستنساخ العلاجية والتقنيات
النانوتكنولوجية المتناهية في الصغر الى علاج الامراض القاتلة.
وقال خبراء النانوتكنولوجيا انها تمثل اهم
تقنيات انقاذ الحياة، اذ يمكن للفنيين مستقبلا حقن الافراد المختنقين
بدخان الحرائق مثلا، بكريات دم حمراء تنفسية مصنعة متناهية في الصغر.
|