يمكن من خلال تعديل التركيبة الكيمياوية لكثير
من المواد تحويلها إلى أدوية ناجعة ضد الأمراض، إلا أن ما حققه تعديل،
أو حامض السلسيليك، منذ بدء استخدامه لعلاج الألم، فاق كل تصور،
فالأسبرين يفيد القلب على المدى البعيد، ويباعد نوبات الشقيقة ويقلل
من مخاطر سرطان الرئة والأمعاء، أحدث دراسة حققها الطبيب الإيطالي (كالوديو
نابولي) من جامعة نابولي، تقول: إن أول أكسيد النتروجين (NO) الذي
يحرره حامض السلسيليك في الجسم، يمنع تراكم الكلس في الشرايين ويقلل
بالتالي من مخاطر الأزمات والجلطات القلبية.
وتشير بعض الدراسات الحديثة، إلى أن تراكم
الدهون في الأوعية الدموية يترافق أيضاً مع عمليات التهابية تشارك
فيها الخلايا الدفاعية (الماكروفيج) فقد ثبت أن الأسبرين المشبع بأول
أوكسيد النتروجين يتدخل في هذه الالتهابات أيضاً وقد ثبت من الدراسة
أيضاً أن عدد الخلايا الدفاعية المذكورة قد انخفض أيضاً في جدران
الأوعية المبتلية بالتراكم الدهني بتأثير أول أوكسيد النتروجين لدى
فئران التجارب. ومن الجدير ذكره أن التدخين يزيد من مخاطر تراكم
الدهون (التكلس) في الشيرايين ليس بفعل تقليص جدران الأوعية الدموية
فحسب، إنما بفعل زيادة المخاطر الالتهابية المرافقة لعملية التراكم
في الأوعية الدموية أيضاً، وهذا يعني أن الأسبرين المعدل بأوكسيد
النتروجين سيكون أكثر فائدة للمدخنين من غيرهم لمنع عملية التراكم،
علماً أن الدراسة التي أجراها العالم النمساوي (شتيفان كيشل) من
جامعة أنسبروك، ونشرت في مجلة (ستروك) تشير إلى أن التدخين يضاعف من
مخاطر تكلس الشرايين ثلاث مرات ويزيد من مخاطر التهابات القصبات
والمعدة والمسالك البولية، وطبيعي فإن مثل هذه النتائج تضيف فوائد
أخرى إلى قائمة مزايا الأسبرين كدواء مضاد للالتهابات في هذه الأعضاء،
بالإضافة إلى فوائد الأسبرين الاعتيادية في خفض درجة حرارة الجسم
ومنع موت الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل ومعالجة التهابات
المفاصل والى غير ذلك من الفوائد الاكلينيكية لهذه المادة.