بيان صادر عن الطلبة الأفارقة في الحوزة العلمية في السيدة زينب عليها السلام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل الإمام المجاهد آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي اعلى الله درجاته في اليوم الثاني من شوال، وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات التعازي للأمة الإسلامية والسائرين على نهجه القويم، ونسأل الله تعالى أن يرفع منزلة فقيدنا الراحل قدس سره ويحشره مع محمد وآله الأطهار عليهم السلام.

ولد الإمام الشيرازي في مدينة النجف الأشرف في عام (1347هـ/1927م) وينتمي إلى أسرة عريقة سكنت العراق منذ أكثر من قرن ونصف واشتهرت بالعلم والتقوى والعمل الصالح، والجهاد في سبيل الله، وقد نبغ فيها طوال ذلك عدد من أكبر مراجع التقليد والقيادات الدينية، منهم والده المرحوم آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.

ومن صفاته وآثاره التي اشتهر بها الإمام الراحل قدس سره:

1- تميزه  بالعلم الغزير والشمولي إضافة إلى تحليه بمكارم الأخلاق العالية وولائه الشديد لأهل البيت عليهم السلام حيث كان قلبه ينبض بحبهم وقلمه يكتب في فقههم ولسانه ينطق بقولهم ويده تعمل من أجلهم، كثير الدعاء، كثير الورد، زاهداً في زخارف الدنيا ومباهجها، مخلصاً لله تعالى ولمبادئه التي عاش وجاهد من أجلها.

2- إضافة لكونه مرجعاً دينياً من الطراز الأول، إذ كان زعيماً جماهيرياً يحرك الناس باتجاه ما يؤمن به من أهداف، حيث فجر نهضتين الأولى من كربلاء، والثانية في الكويت.. وكان مجاهداً صلباً في سبيل الله يقارع الظالمين وأدى به ذلك إلى الهجرة مرتين الأولى من العراق إلى الكويت، والثانية من الكويت إلى إيران.

3- كان كاتباً ومؤلفاً، حيث ترك من الآثار ما تعجز عن تصديقه الأذهان بحوالي ألف وأربعمائة كتاب وكتيب وكراس، أشهرها موسوعته الفقهية الكبرى التي بلغت مائة وستين مجلداً، تناولت العبادات والمعاملات والأحكام، كما تناولت أبواباً مستحدثة في الفقه الإسلامي وفي مختلف المجالات.

4- كان رضوان الله تعالى عليه مفكراً وصاحب رأي وتحليل ونظرية في شتى جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد صدرت عدة كتب شرحت منهجه الفكري النهضوي أهمها السبيل إلى إنهاض المسلمين، جمع الكلمة وتعدد الأحزاب، الشورى في الإسلام، الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والسلام، اللاعنف في الإسلام. حيث كان يدعو فيها إلى الشورى والحرية والتعددية والأخوة الإسلامية والأمة الواحدة والسلم واللاعنف.

5- تأسست على يديه وبتخطيطه المئات من المساجد والمدارس الدينية والحسينيات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والصحف والمجلات والمكتبات وصناديق الإقراض الخيري والمستوصفات والمستشفيات والمنظمات الإسلامية والإنسانية و... في أكثر من مائة دولة في العالم.

6- أنتجت مدرسته التربوية المتميزة طوال أكثر من نصف قرن آلافاً من العلماء والخطباء والمفكرين والمجاهدين والأدباء والمؤلفين في حقول شتى.

لقد كان الإمام الراحل قدس سره قدوة في أسرته، وقدوة في مجتمعه، وقدوة لأمته، وسيبقى خالداً ومثلاً يحتذى به للأجيال القادمة.

نسأل الله سبحانه أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يجعل الجنة مسكنه مع محمد وآله الطاهرين.

كما ونسأله أن يمن على خلفه الصالح المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) بطول العمر ودوام الصحة وأن يأخذ بيديه إلى ما هو خير المسلمين في الدنيا والآخرة آمين يا رب العالمين.
 

الطلبة الأفارقة في سوريا

شوال 1423هـ