مخاطر تجعل الثقافة العربية أجنبية الجوهر!!

 

التأثير الثقافي الأجنبي القادم إلى البلدان العربية عبر التدفق الإعلامي المتواصل، وما تحدثه بعض مواده التلفزيونية الوافدة أصبحت مشكلة غير منظورة وتثير المخاوف من التأثير السلبي على ثقافة المشاهدين العرب ذات الخصوصية المتعلقة بالأعراف والتقاليد العالية كالعفاف والإمانة والإخلاص والعدل.

وفي دراسة أجريت في هذا الموضوع قدمها الباحث السوري (كمال بديع الحاج) ونال عنها درجة الدكتوراه من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تم التنويه بأن حجم المواد التلفزيونية المستوردة في الدول العربية بدأ يتعاظم وأن مجال مغريات استيراد البرامج الأجنبية أكبر بكثير من الدافع إلى انتاج، ما يماثلها محلياً لأن تلك البرامج أقل كلفة من إنتاجها محلياً.

وبينت الدراسة أن هناك عدة عوامل تساعد على عملية اختراق مقدمي ومعدي ومخرجي البرامج في البلدان العربية، أولها تقليد النماذج الغربية اعتقاداً بأنها الأفضل في حين تقف نمطية التفكير عند بعض قياديي النظام الإعلامي العربي عائقاً أمام الرغبة لإنتاج أعمال تلفزيونية راقية، وبالذات في مجال الدراما بشطريها (العربي والإسلامي) ففي التمايز بين البرامج التلفزيونية المبثوثة بين قناة وأخرى، بينت الدراسة أن توزيع البرامج الثقافية في التلفزيون المصري جاء لصالح القناة الثانية، بنسبة بلغت (57%) مقابل (25%) للقناة الأولى، بينما تساوى توزيع البرامج الثقافية في القناتين الأولى والثانية في التلفزيون السوري.

ومن الأرقام الإحصائية التي وردت في الدراسة الآنفة، إن نسبة تفوق البرامج الثقافية في سوريا فيما يخص استخدام اللغة الفصحى بلغ (65%) مقابل (40%) مما هي عليه في عينة البرامج المصرية. بينما ازداد استخدام اللغة العامية (اللهجة) في البرامج الثقافية في مصر بنسبة (20%). ومما جاء في مضامين الدارسة أيضاً أن البرامج الثقافية في سوريا تفوقت في الاستعانة في استخدام الموسيقى العربية فيها بنسبة بلغت(40%) مقابل (22%) لعينة مصر.