أثر الهرمونات الأنثوية في زيادة خصوبة الرجال

 

بيّن علماء من جامعة الينوي الأمريكية أن هرمون الاستروجين الأنثوي يلعب دوراً أساسياً في خصوبة الرجال، وأشارت التجارب المختبرية على حيوانات التجارب إلى أن الفئران المهندسة وراثياً والتي لا تحتوي على خلايا حساسة للاستروجين في أجسامها تكون عقيمة تماماً.

وتكمن أهمية الدراسة – التي نشرت في مجلة (ساينس) العلمية الأمريكية – بأنها قللت من مخاوف العلماء من تأثير المواد الكيمياوية المقلدة، أو المحاكية لهرمون الاستروجين في عملها على الخصوبة، فخلال السنوات العشرة الماضية صدرت عدة دراسات وضعت اللوم على المواد الهرمونية الصناعية المقلدة للاستروجين في انخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال بمعدل 50%، وتوقع العلماء أن مستقبل الجنس البشري مهدد في منتصف القرن المقبل. ومن المواد المقلدة للاستروجين مادة phith lates الموجودة في الأكياس البلاستيكية.

وقال البروفسور (ريتشارد شارب) من وحدة بحوث الإخصاب البيولوجية في العاصمة الاسكتنلدية أدنبرة، أن هذه الدراسة سلطت الضوء على زاوية جديدة في مجال البحث عن أسباب انخفاض معدلات الخصوبة لدى الرجال التي انخفضت إلى النصف خلال الخمسين السنة الماضية.

وأكد (ريكس هوف) رئيس فريق البحث في جامعة الينوي في تقرير قدمه إلى مجلة (نيتشر) أن الموجودات التي توصل إليها الفريق العلمي في جامعة الينوي قد تبدل من الاعتقاد الشائع حالياً حول تأثير المواد المحاكية للاستروجين بكونها سبب في حدوث نقص خصوبة الرجال، لذلك يجب البحث عن أسباب أخرى أكثر أهمية بهذا الشأن.

وقد أشارت هذه الدراسة بشكل واضح إلى أن تنشيط النطاف الذكري لدى الرجال يحتاج إلى الهرمونات الأنثوية بالضرورة وبالأخص هرمون الاستروجين، علماً كما هو معروف أن هرمون الاستروجين هو المحدد للصفات الأنثوية، حيث ينظم الدورة الطمثية لدى المرأة (العادة الشهرية) ويؤدي إلى تبدل شكل الجسم وضخامة الثدي، وقلة الشعر، ونعومة الصوت... الخ، بينما نلاحظ أن التستسترون أو الهرمون الذكري يؤدي إلى زيادة نمو الشعر وجهورية الصوت أو غلظة وخشونة السحنة.. الخ، وتوجد كميات قليلة من الهرمون الأنثوي لدى الذكور والعكس صحيح، ولكن بنسبة قليلة تتوافق مع الفعاليات الفسيولوجية، فالاستروجين أو الهرمون الأنثوي في جسم الرجل يقوم بوظائف متعددة مثل السيطرة على نمو العظام، فعندما يتوقف نمو العظام لدى الرجل، فأن ذلك يتحدد بواسطة هرمون الاستروجين وليس التستسترون، ولذا فإن هرمون الاستروجين يساعد على شفاء الجروح وترميمها وكذلك تحسين القدرات الفكرية.