أخبار على هامش ذكرى أحداث أيلول

انعكاس ذكرى تفجيرات أيلول على قطاعات السياحة

 

اتسمت وجهة السواح العرب صيف هذه السنة 2002م في العموم، نحو بلدان غير غربية تحسباً من تداعيات أحداث أيلول بأمريكا في السنة الماضية، ورغم أن هذه السنة لم تنته بعد..

إلا أن الزلزال الذي أحدثته تفجيرات أيلول قد طال قطاعات حياتية عديدة، ومنها القطاع السياحي الذي شهد تراجعاً ملموساً في البلدان الغربية، بحسب التقديرات الأولية المتابعة لحركة السائحين، فغالبية السياح العرب فضلوا تجنب السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، ومن لندن غادرت أعداد كبيرة من السواح العرب إلى بلدان أخرى نحو الشرق مثل ماليزيا وتايلند.. وتشير الإحصاءات الأولية مؤكدة أن بريطانيا قد خسرت في نهاية شهر تموز المنصرم 2002م ما بلغ (6%) من سياّحها (الشرق أوسطيين) مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية 2001م، وتراجع عدد السائحين المغادرين مطارات المملكة السعودية إلى الولايات المتحدة خلال الستة الأشهر الأولى (اي حتى نهاية حزيران 2002م الماضي) مما تسبب في خسران الأخيرة نسبة (55.2%) من عدد السواح مقارنة بنفس الفترة للسنة المنصرمة 2001م.

وكان هناك في الوجهات السياحية تبايناً واضحاً في اختيار البلدان المرغوب بزيارتها، فكما تجنب السياح العرب والمسلمين الذهاب إلى بلدان غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تحسباً من جهل النظرة الغربية للعرب والمسلمين، وردود الفعل السلبية ضدهم، جراء تفاعلات أحداث 11 أيلول، عمد الكثير من الأوربيين والأمريكيين إلى تجنب اختيار البلدان العربية كوجهات سياحية، بسبب احتمال الرد على سوء المعاملة التي تلقتها الجاليات الإسلامية والعربية في بلدان الغرب من اعتداءات الغربيين المتطرفين. وذلك ما أدى إلى انخفاض عدد السواح في المغرب بنسبة 14% وخسرت تونس نسبة (38%) من سياحها الأجانب، خلال الفترة الممتدة منذ أوائل كانون الثاني وحتى نهاية حزيران من هذه السنة 2002م، في حين استمتع لبنان بموسم سياحي مزدهر، ويتوقع خبراء السياحة في لبنان أن عدد السياح سيناهز المليون سائح وسائحة مع نهاية الموسم.

إن التدفق السياحي الأجنبي يجلب الكثير من الفوائد المالية والإعلامية والدعائية لأي بلد يوفر الراحة والاستجمام لسواحه؛ وهذا ما ينبغي أن يدفع لعدم استغلال تداعي المناسبات السياسية السلبية كحدث (11 أيلول) مثلاً بصورة عشوائية ومربكة ضد الآخرين المسالمين فالمطلوب هو ضرورة العمل على تعزيز السياحة عبر تأمين الطمأنة للسواح لقضاء إجازة طبيعية في بلد يختاره السائح من ذاته، ضمن طموح زياراته للبلدان التي يرغب بزيارتها، لا أن توضع له حواجز خلفيات السياسة كي يختار بلد آخر بصورة شبه اضطرارية.