دعوات للعنف والكراهية عبرخطابا يقترح محو مكة وصهر الحجر الأسود

ومنح سلطات مطلقة للتجسس

دعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) المسلمين والعرب وأصحاب الضمائر في أمريكا وخارجها للمشاركة في حملة ضغط إعلامي وجماهيري فورية لمطالبة موقع ورلد نت دايلي اليميني المتشدد والذي اتهم رئيس تحريره الصحفي جوزيف فرح في مقالة له نشرت في 23 مايو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بخيانة عهده في صلح الحديبية– بالاعتذار على نشر خطاب لأحد قراء موقع ورلد نت دايلي في 24 مايو يقترح أن تقوم أمريكا بالتهديد بصهر مكة والحجر الأسود لردع ما أسماه بالإرهابيين المسلمين عن تهديد أمريكا.

وكان المجلس قد انتقد في 23 مايو تكرار جوزيف فرح بعض الاتهامات الباطلة التي يوجهها اللوبي الموالي لإسرائيل للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه قد انتهك صلح الحديبية، ويستخدم هذا الاتهام الباطل في العادة لتصوير الفلسطينيين خاصة والمسلمين عامة على أنهم أناس لا يمكن الوثوق بهم.

وقد كتب جوزيف فرح في 23 مايو يقول "ربما لم تسمع أبدا عن الحديبية، ولكن إذا كنت عاجزا عن فهم إشارة عرفات لها فلن تستطيع أن تفهم القاعدة الإسلامية التي يستخدمها في خطابه المزدوج".

وأضاف أن " الحديبية هي واحة صغيرة بين مكة والمدينة حيث قاتل محمد أحد معارك سنوات الإسلام الأولى. وعندما كان يحارب في معركة خاسرة، وقع محمد معاهدة سلام استراتيجية لمدة عشر سنوات مع قبيلة قريش والتي كانت تسكن مكة. وبعد عامين، وعندما كانت قواته أقوى وكان المكيون يحيون في أمن ولا ينتظرون خديعة زحف جيش محمد إلى المدينة وسيطر عليها".

وأضاف قائلا أن "هناك قاعدة في الإسلام تسمى "التقية" أي حق (المسلمين) في أن يتظاهروا بالسلام عندما يكونوا ضعفاء بهدف أن يهزموا عدوهم عندما يكونوا أقوياء".

كما ذكر المجلس في بيان الثالث والعشرين من مايو أن جوزيف فرح قد رفض مؤخرا انتقادات لمقالة نشرت على موقعه http://www.worldnetdaily.com

تنادي بقتل 100 من المدنيين الفلسطينيين مقابل كل مدني إسرائيلي يقتل، وبقتل ألف رجل فلسطيني مقابل كل طفل إسرائيلي يقتل، وقد كتب فرح يقول أنه يجد العرض "مساهمة مدروسة ومعقولة للنقاش حول الشرق الأوسط".

وفي 24 مايو نشر موقع ورلد نت دايلي خطابا أرسله أحد القراء يقترح التهديد بمحو مكة وصهر الحجر الأسود لردع ما أسماه بالإرهابيين المسلمين، وذكر الخطاب ما يلي:

"بالنسبة لتهديد الإرهابيين بمهاجمة أمريكا (وبقية العالم الحر)، أنا أعتقد أنه ينبغي على أمريكا أن تعلن أنه لو ضربها الإرهابيون المسلمون مرة أخرى فيمكنهم تقبيل مكة قبلة الوداع".

"نحن نستطيع أن نعطيهم يوما لإخلاء المدينة. ثم ندمرها كلية – بما في ذلك صهر الحجر الأسود. وبهذا نمحو "خلاصهم" – (لأنهم يعتقدون) أن المسلم الحقيقي يجب أن يزور مكة مرة واحدة على الأقل في حياته".

"دعونا ننشر هذا الإعلان، ثم نرى ماذا سيحدث. لن نقتل مدنيهم الأبرياء ولكننا سنمحو أحد مدنهم المقدسة – مثلما فعلوا لتمثال بوذا في أفغانستان".

وتعليقا على ما نشر ورلد نت دايلي لهذا الخطاب، ذكر  نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن " ما يحمله الخطاب من دعوات للعنف والكراهية ضد ديانة بعينها ومقدساتها أمر غير مقبول لا يرقي لمستوى الفكر وحرية التعبير عن الرأي، وهو يعبر عن اتجاه متشدد ومتطرف تروجه وسائل إعلامية يمينية متشددة مثل ولد نت دايلي ويجب كشف أجندتها المتطرفة أمام الرأي العام العالمي".

وقد دعا نهاد عوض إلى المشاركة الفورية في حملة ضغط جماهيري وإعلامي على الموقع المسيء ومحرره جوزيف فرح.

 

وتحذر من خطورة منح مكتب التحقيقات الفيدرالي

سلطة التجسس على المؤسسات العامة دون تقديم دليل على شروعها في أنشطة إجرامية 

حذر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وهو منظمة معنية بالدفاع عن حقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا من خطورة منح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مزيدا من السلطات في مجال مراقبة المؤسسات العامة والتجسس عليها دون وجود أدلة على شروعها في أنشطة إجرامية، وذلك بعد إعلان وزارة العدل في 30 مايو عن منحها مكتب التحقيقات الفيدرالي صلاحيات في هذا المجال.

وتسمح الصلاحيات الجديدة لعملاء مكتب التحقيق الفيدرالي بدخول الأماكن والمنابر العامة مثل الإنترنت والمكتبات والمؤسسات الدينية لمراقبتها ومتابعتها والتجسس عليها دون تقديم دليل على شروعها في أنشطة إجرامية.  

وتعليقا على السياسات الجديدة أوضح مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في بيان له أنه كمنظمة معنية بالدفاع عن حقوق وحريات المسلمين في أمريكا قام بتشجيع المسلمين الأمريكيين في أكثر من مناسبة على التعاون مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيقات التي يجريها خاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر الماضي، كما شارك المجلس ذاته في العديد من اللقاءات التي جمعت المسلمين الأمريكيين وقادتهم مع مسئولي وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك من باب حرص المسلمين في أمريكا على سلامة وأمن المجتمع الأمريكي.

وأكد المجلس على أن حماية أمن وسلامة المجتمع الأمريكي لا يتم  من خلال هدم الحدود القانونية التي وضعها المشرع الأمريكي على مدى تاريخ الولايات المتحدة لتعريف حقوق وحريات الأفراد في مقابل سلطات تنفيذ القانون. تلك الحدود التي وضعت لحماية الأقليات بسبب تجارب تاريخية سلبية معروفة تعرضت فيها حقوق وحريات تلك الجماعات لانتهاكات عديدة.  

وأوضح عمر أحمد رئيس المجلس أن "كير ليس لديها اعتراض على أن يتصفح عملاء المباحث الفيدرالية للإنترنت وإجرائهم  للأبحاث والدراسات أو تعقبهم للمؤسسات التي يثبت ضلوعها في نشاط إجرامي، ولكن السماح لعملاء المباحث الفيدرالية بدخول المؤسسات الدينية متسترين لجمع معلومات والتجسس على مرتاديها فهو شي أخر وخطير ومن شأنه أن يعكر صفو الحياة الدينية والروحانية بتلك المؤسسات".

كما أعرب عمر أحمد عن قلقه من أن تكون المساجد وتجمعات المسلمين في أمريكا مستهدفة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدما أصبحت تشكل ما أسماه "المشتبه فيه المعتاد" من قبل السلطات الأمريكية، وخاصة بعد التصريحات التي أدلي بها أحد المسؤولين الكبار بوزارة العدل والتي نشرتها جريدة الواشنطن بوست في 30 مايو حيث خص هذا المسئول المساجد بالذكر كأحد فئات المؤسسات العامة المستهدفة من قبل القوانين الجديدة.  

كما أشار أحمد إلى ما تعانيه حقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا من انتهاكات منذ الحادي عشر من سبتمبر إذ أشار استطلاع للرأي أعلنته منظمة زغبى انترناشيونال في 30 مايو أن 75 % من المسلمين المقيمين في أمريكا إما تعرضوا هم بأنفسهم للتمييز أو يعرفون أشخاص تعرضوا للتمييز بعد 11 سبتمبر.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا