النائب الكويتي صالح عاشور: إدمان المخدرات.. وباء عالمي

وصف عضو مجلس الامة الكويتي صالح عاشور ‏مشكلة ادمان المخدرات ب"الوباء العالمي" مؤكدا ان تجارة المخدرات تشكل 8 في ‏المائة من حجم التجارة العالمية التي يقدر حجمها ب600 مليار دولار مما يجعلها في ‏المرتبة الثالثة بعد النفط والسلاح.

جاء ذلك خلال ندوة عن مشكلة ادمان المخدرات في الكويت ضمن فعاليات اليوم الاول ‏للاسبوع الثقافي التوعوي الذي تنظمه ادارة الخدمة الاجتماعية في مستشفى (الاميري) ‏شارك فيها ايضا رئيس جمعية (المدمن المجهول) محمد الشهاب واختصاصي الامراض ‏العصبية الدكتور حسين داود.

واوضح عاشور ان الاحصائيات تشير الى وجود حوالي 200 مليون مدمن على المخدرات ‏حول العالم وان 87 في المائة من مدمني المخدرات في الكويت هم كويتيون وغالبيتهم ‏من الذكور.

كما اشار الى وجود زهاء 20 الف مدمن في الكويت لقي 155 منهم حتفهم خلال ‏السنتين الماضيتين نتيجة جرعات زائدة.

وحذر مدير مستشفى الاميري الدكتور طارق الجاسر في كلمته من مشكلة ادمان ‏المخدرات وقال ان لها تأثيرات متشعبة ليس على المدمن فحسب بل وعلى الاسرة ‏والمجتمع ككل مما يجعل منها "مشكلة عالمية".

وشدد محمد الشهاب الذي تم تقديمه على انه "مدمن متعافي" على ان الاعتراف ‏بادمان المخدرات هو الخطوة الاولى نحو التمتع بحياة صحية وسليمة مؤكدا اهمية ‏ادراك مدى انتشار ظاهرة الادمان على المخدرات في المجتمع الكويتي.

ومن تجربته الشخصية قال الشهاب " هناك فرقا بين ادمان المخدرات كمشكلة سلوكية ‏او ادمانها كمرض مشبها هذه المشكلة بداء البول السكري الذي يلازم المريض حتى ‏الموت".

واضاف ان ما يتعين على المريض المصاب بداء البول السكري هو مراقبة صحته ‏باستمرار وحقنه بالانسولين بينما يجب على المتعافي من الادمان على المخدرات ان ‏يبقى محافظا على نظافته باستمرار.

ودافع عن النظرية المطروحة التي تقول ان بعض الاشخاص لديهم ميل الى الادمان ‏على المخدرات منذ اللحظة الاولى لولادتهم وانهم يتحولون في النهاية الى مدمنين ‏عندما يتعرضون الى عوامل معينة تشجعهم على الادمان موضحا ان هذه العوامل قد تكون ‏"رفقاء سوء اوتفكك اسري او ضعف في قوة الايمان".

وتحدث اختصاصي الامراض العصبية الدكتور حسين داود عما اسماه ب"اساءة ‏استخدام المخدر" قائلا ان مدمني المخدرات يسيئون بالفعل استخدام ما يفترض ان ‏يستخدم فقط بموجب وصفة طبية او تحت اشراف طبيب.

وفي ما يتعلق بقضية اعتبار ادمان المخدرات مرتبطة بالجينات الوراثية اكد ‏الدكتور حسين وجود كروموسوم في جسم الانسان يساعد على منع تعاطي المخدرات لكنه ‏اشار الى انه ونتيجة لعوامل داخلية او خارجية فان هذا الكروموسوم قد يضعف مما ‏يسفر عن سقوط الانسان في فخ الادمان.‏   

واوضح ان معالجة مدمني المخدرات تتضمن عادة معالجة من الادمان على الكحول ‏مشيرا الى ان ما نسبته 90 الى 95 في المائة من جميع المدمنين يتعاطون الكحول ‏اضافة الى المخدرات.

وعن انواع المخدرات المنتشرة في الكويت ذكر الدكتور حسين مشتقات الافيون ‏كالموروفين اضافة الى الانواع الشهيرة كالهيروين والكوكاكيين مشيرا الى نوع جديد ‏بدأ تداوله في البلاد اخيرا ويطلق عليه اسم "القبضة" وهو عبارة عن خليط مميت من ‏الكوكايين يضاف الى غدة حيوان يعيش في اندونيسيا شبيه بالتنين.

واضاف انه وبرغم عدم اكتشاف حالات اصابة نتيجة هذا النوع الا ان اسم هذه ‏الخلطة القاتلة التي يقدر سعر كمية بسيطة منها ب600 دولار بدأت تدور في اوساط ‏المدمنين في البلاد.

واكد المشاركون في ختام الندوة اهمية الاعتراف بوجود مشكلة ادمان المخدرات ‏وتوفير الدعم والمساندة الطبية لعلاج واعادة تأهيل المدمنين مشددين على الدور ‏الحيوي للمؤسسات الدينية في هذا الاطار.

وتتضمن فعاليات الاسبوع الثقافي التوعوي ايضا ندوات اخرى اذ ستقام ندوة عن ‏رعاية كبار السن غدا الثلاثاء وندوة اخرى عن التنويم المغناطيسي وعلم الحركة بعد ‏غد الاربعاء وستقام هذه الندوات في (مركز ثنيان الغانم) في مستشفى الاميري.

واكدت مساعدة مدير مكتب الخدمة الاجتماعية في مستشفى الاميري ماجدة علي اهمية ‏ندوة الغد عن كبار السن واصفة اهمال رعاية كبار السن بالظاهرة المنتشرة في البلاد.

وذكرت ان من بين المتحدثين في الندوة التي ستناقش ايضا حقوق المرضى المحامي ‏هشام التركيت.

واضافت ان هناك شريحتين في المجتمع تحتاجان اكثر من اي شريحة اخرى الى القاء ‏الضوء عليها وهما الاطفال وكبار السن مشيرة الى ان المكتب سينظم قريبا ندوة عن ‏سوء معاملة الاطفال في الكويت.(كونا)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا