الغرب.. صيحات العودة إلى الأخلاق والفطرة

بعد بلوغه قمة هرم التحلل الأخلاقي، وما أفرزه ذلك الصعود على الأسرة، عاد الغرب اليوم يدعو إلى العودة إلى الأخلاق وسورها الحصين الذي يضمن للإسرة أمنها وسلامتها.

فاليوم رحب أنصار الحريات المدنية في الولايات المتحدة بقرار أصدرته المحكمة العليا بمواصلة حظر قانون يهدف إلى حماية الأطفال من المواقع الإباحية عبر شبكة الانترنيت، وقد كان قانون حماية الأطفال على شبكة الانترنيت قد اعتبر الإعلانات التجارية التي تعتبر مضرة بالقاصرين جريمة يعاقب عليها القانون الفيدرالي.

لكن وبالرغم مما أصاب الأسرة الغربية جراء الإنحدار الأخلاقي نجد هناك من يقف حجر عثرة في طريق كل قانون أو لائحة من شأنهما أن أن يضعا حدا لذلك الإنحدار.   

فالقانون الذي سبق ذكره لم يطبق بعد أن تحداه قانونيا اتحاد الحريات المدنية الأمريكي.

واعترف القاضي كليرنس توماس بان هناك ثغرات في القانون، وقال إن الحكومة لا تزال ممنوعة من تطبيق القانون.

وأعاد القاضي توماس المعركة القانونية ما بين دعاة حرية التعبير وأولئك الذين يطالبون بفرض ضوابط على المواقع الإباحية على شبكة الانترنيت إلى محكمة أدنى في فيلادلفيا.

أن الغرب كثيرا ما مارس سلوك النعامة إزاء صيحات المصلحين ودعواتهم الموجهة نحو العالم الغربي والتي طالما حذرت من الإنعكاسات السلبية للإبتعاد الغربي عن دائرة الأخلاق، وما لذلك من أثر على الأسرة.

فسماحة الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي ـ قدس سره ـ كان قد تنبأ للغرب منذ أكثر من عقد من الزمن بالمصير الذي سوف يلاقيه إذا ما أصر على السير في طريق الإنفلات.

يقول الإمام الشيرازي في كتابه (الغرب يتغير): (الغرب رغم ابتعاده عن كثير من القيم المعنوية والفطرية وتمسكه بالمظاهر المادية البحتة سيضطر بالتالي للعودة إلى وجدانه وفطرته خوفا على مؤسساته وحضارته من الانهيار).

وها هي اليوم تتحقق تلك الإستشرافات التي سبق أن قرأها سماحة الإمام الراحل من الواقع الذي كان يعيشه الغرب، فقد تجسد ذلك في ارتفاع بعض الأصوات الغربية هنا وهناك تنادي أن ارجعوا إلى الأخلاق فإنها الوحيدة التي تضمن البقاء.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا