خطط كبيرة للتوسع والتحالف  في الفضائيات العربية

في منافسة اعلامية شديدة على الساحة العربية بدأت مجموعة من التحالفات والمشاريع في الظهور من اجل السيطرة على السوق الاعلامية والدخول بقوة لمنافسة الشركات الاخرى في هذا المجال.

فقد ذكرت صحيفة الحياة الصادرة في يوم الاثنين ان مركز تلفزيون الشرق الأوسط - ام. بي. سي- يدرس مشروعين لإقامة محطة تلفزيونية وأخرى إذاعية على أن تصل الموازنة المرصودة لاقامة المحطة التلفزيونية الجديدة إلى 300 مليون دولار وأن تكون القناة الجديدة إخبارية قادرة على منافسة قناة الجزيرة.

وكانت محطة - ام. بي. سي- قد نقلت موقعها ومركزها من لندن الى دبي، وتتفاوت الأسباب التي دفعت ام. بي. سي إلى ترك لندن. إلا أن بينها حتماً الخسائر المتراكمة التي تكبدتها طوال عقد التسعينات والتي تجاوزت 350 مليون دولار وهو ما أقنع المسؤولين عنها بجدوى الانتقال إلى دبي لتكون المحطة بذلك قريبة من جمهورها العربي ولتستفيد من التسهيلات المالية النقدية التي قدمتها مدينة دبي الاعلامية والتي تناهز 15 مليون دولار. كما منحت ام. بي. سي حق شراء المبنى الضخم والعصري الذي استأجرته بعد مرور عشر سنوات من الآن وذلك في ختام مفاوضات عسيرة مع المسؤولين عن مدينة دبي الاعلامية قاربت مرات عدة على الفشل بسبب تفاوت وجهات النظر حول صيغ التفاهم.

ويتوقع القائمون على المحطة تحقيق وفر في العام الأول يصل الى 30 في المئة من إجمالي نفقاتهم السابقة وتحقيق خفض اضافي في السنوات المقبلة. وأنجزت إعادة هيكلة عمليات المحطة في صورة يتركز فيها النشاط الاخباري في دبي مع توزيع انتاج برامج منوعات لتشمل أيضاً لبنان ومصر والأردن. كما تجري الاستعانة باستوديوهات المحطة في الرياض لا سيما لأغراض البث الاذاعي واعداد البرامج. ونجحت ام. بي. سي في تحقيق انتقال سهل عموماً من لندن إلى دبي بعدما تم انهاء شركة ام. بي. سي ككيان قانوني في لندن وسداد تعويضات الموظفين اخيراً.

وتمكنت ام. بي. سي خلال العامين الماضيين من استعادة مكانتها كإحدى المحطات الأولى في العالم العربي وإن كانت تطورات الانتفاضة الفلسطينية والتصعيد الذي شهدته الأوضاع في الأراضي الفلسطينية دفعت المشاهدين أخيراً إلى التركيز أكثر على البرامج الاخبارية.

ومن أجل تحقيق انتقال يسير تم استقدام عدد كبير من العاملين سابقاً من لندن إلى دبي. ويبلغ متوسط أعلى الرواتب للقادمين من لندن 45 ألف جنيه استرليني أقل من 65 ألف دولار بالاضافة إلى علاوات السكن والنقل وحزمة أخرى من التقديمات السخية لقدامى الموظفين ممن أدرجت بنود جزائية في عقودهم تنص على ضرورة امتناعهم عن العمل في الخليج لمدة عام في حال قدموا استقالتهم. أما الموظفون الجدد الذين يتم تعيينهم في دبي فتراوح الرواتب المعروضة عليهم بين 31 ألف دولار و39 ألفاً.

وجرى اتفاق جنتلمان بين المحطة وبقية وسائل الاعلام المماثلة في الامارات ينص على عدم انتزاع موظفي بعضها البعض وهو تقليد سائد في السوق الاعلامية الاماراتية.

وتفرغ المسؤولون عن ام. بي. سي خلال الأسابيع الماضية للتفكير في توسيع عملياتهم. وسعوا لهذا الغرض إلى نفض الغبار عن مشروعين قديمين عمرهما ثلاثة أعوام ينصان على افتتاح محطة تلفزيونية وأخرى إذاعية على أن تتخصصا في بث الأخبار على مدار الساعة.

وعلمت الحياة أن المناقشات التي دارت حتى الآن تناولت البحث عن شركاء قادرين على تقديم التمويل اللازم لتشغيل المحطة لمدة خمس سنوات على الأقل وأن المبلغ المطلوب الذي يتم تداوله هو 300 مليون دولار.

وشملت المفاوضات محطة المستقبل كما شملت جريدة الشرق الأوسط الصادرة في لندن. ويقوم تعاون قوي بين ام. بي. سي والمستقبل تعزز منذ ستة شهور عقب انشاء شركة مشتركة سُجّلت في مدينة دبي الاعلامية تتخصص في النشاطات الاعلانية .

وقالت مصادر مطلعة لـلحياة إن المشروع يواجه صعوبات في الوقت الراهن نتيجة عدم العثور بعد على متمولين يرغبون في الاستثمار في محطة إخبارية. ويعتقد مروجو المشروع أن المحطة التي ينتظر أن تكون منافساً كبيراًَ لقناة الجزيرة ستكون قادرة على جني عوائد مالية كبيرة من السوق السعودية التي تعتبر أكبر سوق اعلانية في العالم العربي.

أما القناة الاذاعية الاخبارية فيعتقد أن تنفيذها سيتأخر بعض الشيء. وكان مسؤولو الاعلانات في مجموعة آرا طلبوا خلال اجتماع عقد أخيراً تخفيض معدل النشرات الاخبارية التي تمت مضاعفتها منذ لحظة الانتقال الى دبي بالترافق مع رفع البث الى 24 ساعة. كما طالب مسؤولو الاعلانات بزيادة مستوى البرامج الترفيهية. ويؤخذ على الاذاعة أنها باتت تحمل طابعاً خليجياً بحتاً منذ انتقالها من لندن أكثر منه عربياً شاملاً لا سيما في برامج الصباح.

ويعترف العاملون في القطاع الاعلامي في الامارات أن قدوم ام. بي. سي وهي مؤسسة تتميز بمستويات راقية سيسهم اسهاماً جدياً في تحسين أوضاع العاملين في القطاع الاعلامي من خلال الارتقاء بمعايير العمل في مجال الاعلام التلفزيوني والاذاعي وحفز الوسائل الاعلامية المنافسة على تغيير وسائل تفكيرها.

 

مشروع استثماراته بليون دولار لمخاطبة الشعوب والحضارات  الاخرى

ومن جهة اخرى ذكرت نفس الصحيفة ان هناك مشروعاً اعلامياً متكاملاً يهدف الى صياغة اول رؤيا اعلامية عربية اسلامية بصورة محايدة للعالم، بعدما ساهمت أحداث ايلول سبتمبر الماضي في إثبات عدم صدقية وحياد الرؤى الإعلامية الدولية تجاه الاحداث في العالمين العربي والاسلامي.

ويهدف المشروع، الذي يدرسه مجموعة من رجال الأعمال، ويحمل اسم شبكة الرؤيا المحايدة، الى تعريف العالم بالأحداث من خلال نظرة محايدة ومنطقية تعكس الوجه الحضاري الواقعي للأمة العربية والاسلامية، وتخاطب العالم باللغات الرئيسية، وبأسلوب تجاري صرف، وتسعى الى مخاطبة العالم والمجتمعات غيرالناطقة باللغة العربية بخطاب إعلامي يتناسب مع تفكيرها ويتواءم مع المستوى العلمي الذي حققته الحضارات الاخرى.

وتتلخص أهداف المشروع في ان أحداث ايلول أثبتت ان وسائل الإعلام العربية والاسلامية القائمة لا تزال تخاطب ذاتها داخلياً او على مستوى اقليمي ضيق وبلغة تقليدية، فيما تسيطر على صناعة الخبر وتحريره عالمياً جهات تعمل ضد مصالح العرب والمسلمــين، وتنــــقل الأخبار من المناطق العربية والاسلاميــة بتشـــويه متعــــمد لتضليـــل المجتمعـــات الاخـــرى.

وتتشكل شبكة الرؤيا المحايدة من منظومة متكاملة تقدم عدداً من المشاريع الإعلامية التي تشمل وسائل الاعلام كافة، تتقدمها قنوات إخبارية عالمية، محطات إذاعية، وكالة للأنباء المصورة، مطبوعات دورية وفصلية، شركة للعلاقـــات العامـــة.

ويبلغ حجم الاستثمارات المطلوبة للمشروع بليون دولار، موزعة الى 100 حصة، قيمة كل منها مليون دولار تُدفع على ثلاث دفعات، 50 في المئة السنة الاولى، 25 في المئة في السنة الثانية، والنسبة المتبقية في السنة الثالثة.

وجاءت تقديرات دراسة المشروع لحجم استثمارات كل وحدة فيه كما يلي : 25 مليون دولار لوكالة الأنباء المصورة، 40 مليون دولار للقنوات التلفزيونية والمحطات الاذاعية، 15 مليون دولار لدار النشر، 20 مليون دولار للعلاقات العامة والوثائق.

وترى دراسة جدوى المشروع، ، ان كل مشاريع الشبكة تمثل أهمية، وكل منها يكمل الآخر. وبسبب صعوبة البدء بالمشاريع في آن واحد، إرتأى القائمون على المشروع البدء بمشاريع وكالة أنباء مصورة وقناة تلفزيونية موجهة للمسلمين الناطقين باللغة الانكليزية، وشركة العلاقات العامة.

وتتوقع الدراسة ان يُصرف على المشروع في السنوات الست الاولى ما يزيد على 38 مليون دولار، فيما تصل تقديرات الايرادات الى اكثر من 32 مليون دولار. كما تتوقع ان يزيد عدد المشتركين في القناة التلفزيونية في السنة الاولى على 20 الف مشترك، فيما يستهدف المشروع الوصول الى اكثر من 120 الف مشترك بنهاية السنـــة الســـادسة.

ويتزامن مشروع شبكة الرؤيا المحايدة مع طروحات اخرى لا تقل أهمية، الاولى تقدمت بها الغرف التجارية السعودية وتتمثل في إنشاء شركة وطنية لحماية رجال الأعمال السعوديين في الخارج، وتحديداً في الولايات المتحدة، بعدما تعرض عدد كبير من أعمال السعوديين فيها لإجراءات في مجملها غير قانونية، حسب رأي القانونيين السعوديين، وفي مقدمها الملاحقة والتعقب، في اطار خطط مكافحة الارهاب التي تنفذها الولايات المتحدة.

ويجد هذا الطرح دعماً حكومياً، ويتوقع الانتهاء من صوغ بنوده وأهدافه في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، فيما تستعد مجموعة اخرى من رجال الأعمال السعوديين لبلورة فكرة تأسيس شركة عربية اسلامية شعبية لمواجهة العنصرية الاميركية وغيرها من الهجمات، وتهدف الى وضع أول رؤيا عربية اسلامية فاعلة ومتنفذة في العالم الغربي، من خلال شركة تستخدم الأدوات الحديثة، شرط ان تكون شركة خدمية ربحية تعمل وفق أسس تجارية تراعي المصالح القومية للعرب والمسلمين، بعدما اثبتت أحداث ايلول ان العرب بعيدون جداً عن مراكز صناعة القرار والتأثير فيه.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا