نظرية جديدة لنشأة الكون

ظلت فكرة أول التكوين وبداية الكون من الألغاز التي حيرت وشغلت الفكر البشري، وما زالت حتى يومنا هذا, وآخر النظريات في هذا السياق تقول أنه ليس للكون بداية، ولا يبدو أن له نهاية أيضا. هذا هو ما جاء به عالمان وضعا نموذجا يستهديان به لشرح كيفية بداية الكون، وإلى أن يسير أو ينتهي.

الكون يسير في دائرة ليس لها بداية لها أو نهاية، حالة انبلاج أو انشطار أو انفجار عظيم، ينكمش ويتمدد، يحركه نوع من الطاقة السوداء الداكنة الغامضة المجهولة النظرية الجديدة ويقولان إنه من الضروري أن يوضع في الحسبان مجموعة من الاكتشافات المذهلة، وعلى الأخص منها ملاحظة أن كل شئ في هذا الكون يتحرك متمددا ومتسعا على نحو متسارع.

وتقوم نظرية بول شتينهارت ونيل توروك على أن الكون يسير في دائرة ليس لها بداية أو نهاية، حالة انبلاج أو انشطار أو انفجار عظيم، ينكمش ويتمدد، يحركه نوع من الطاقة السوداء "الداكنة الغامضة المجهولة" حتى الآن على الأقل.

وقد نشر هذان العالمان مقتطفات من نظريتهما الجديدة في مجلة ساينس العلمية. يشار إلى أن النظرية السائدة حاليا حول نشأة الكون هي المسماة بـ "الانفجار" او الانبلاج العظيم (بيغ بانغ)، وهو انفجار هائل الضخامة حدث قبل نحو 14 مليار عام، تلته فترة قصيرة جدا من التمدد والتوسع السريع جدا، ثم التبريد، لتلحقه بعد ذلك فترة تمدد مستقرة وبطيئة.

ويقول العلماء أن هذا النموذج الافتراضي لنشأة الكون يمكن أن يفسر مجموعة من المواصفات الكونية التي تحيط بالكون في حالته الحاضرة.

ومن هذه تفسير لماذا تتشابه كل الأشياء كيفما نظر إليها، أو لماذا يبدو الكون مسطحا، تأسيسا على الفرضية الرياضية القائلة إن الخطوط المتوازية لا يمكن أن تلتقي مهما طال بها الزمن أو المسافة.

الانفجار العظيم ليس هو بداية الوقت، بل هو حلقة من سلسلة لا نهاية لها من الدورات مر خلالها الكون بالعديد من الفترات التي تعرض فيها للسخونة، ثم التبريد، ثم الانقباض، ثم العودة من جديد إلى التمدد

بول شتينهارت إلا أن العالمان يقولان إن في النموذج الافتراضي الكثير من الخلل والقصور، فهو، مثلا، لا يفسر ماذا حدث قبل حدوث الانفجار الكبير، ولا يفسر طبيعة أو ماهية النهاية المنطقية للكون.

وكانت المشاكل العلمية قد بدأت تظهر على هذا نموذج أو نظرية الانفجار العظيم في عام 1998، عندما أظهرت الدراسات أن النجوم البعيدة المنفجرة تفيد باستمرار توسع الكون على نحو متسارع.

أما المفاجأة الأكبر فقد تمثلت في أن بعض علماء الفلك خرجوا بفرضية تقول إن الكون ربما انتهى أخيرا إلى الانكماش والانقباض ليصبح كتلة واحدة متراصة خرافية الحجم.

وقد تم بالفعل التثبت من استنتاج أن الكون يتمدد بسرعات أكبر مما كان متصورا في السابق.

وهذا ما دفع العلماء إلى العودة إلى الفكرة الاينشتاينية القديمة القائلة بأن نوعا من أنواع الطاقة السوداء أو القاتمة الطاردة للجاذبية تعمل حاليا في هذا الكون، وهي التي تدفع بكل شئ نحو التمدد والابتعاد والافتراق عن بعضه البعض.

والنظرة الجديدة لهذين العالمين تضع وجود هذه الطاقة المجهولة في مركز تفسير الأشياء، ويطلقان عليها اسم "الحقل المتدرج غير الموجه".

ويعتقدان أنها هي التي تقود دورة تضم بين جنباتها ظاهرة البيغ بانغ، وتضم أيضا فترة لا متناهية في الطول هي التي تجعل من الكون ناعما وفارغا ومسطحا.

ويقول العالم بول شتينهارت، في تصريحات لـ بي بي سي، إن " الحقل المتدرج يغير من صفاته مع مرور الوقت، وهو في النهاية يبدأ في مراكمة كميات من الطاقة تصل إلى حد يصعب معه السيطرة عليها، مما يؤدي إلى انفجارها مكونة مادة وطاقة، تملأ الكون وتدفعه نحو الحقبة التالية من التمدد العظيم".

ويضيف أن "الصورة كما هي معروفة تتمثل في أن النظرية التقليدية تقول إن الانفجار العظيم هو البداية الفعلية للكون ببعديه الزماني والمكاني، وقبل ذلك كان الفراغ المطلق، وقد ظهر وتوسع من هذا الفراغ كل من الفضاء، والوقت، والمادة، والاشعاع، والطاقة".

أما النظرية الجديدة فتقول إن الانفجار العظيم ليس هو بداية الوقت، بل هو حلقة من سلسلة لا نهاية لها من الدورات مر خلالها الكون بالعديد من الفترات التي تعرض فيها للسخونة، ثم التبريد، ثم الانقباض، ثم العودة من جديد إلى التمدد.

ويقول العالمان إنهما ناقشا نموذجهما الافتراضي الجديد مع علماء من نفس التخصص، ووجدا ترحيبا واستجابة طيبة، لكنها حذرة، لما تحمله من أفكار. (البي بي سي)

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا