حملة مقاطعة البضائع الامريكية تلاقي صعوبات في الخليج

تشكل حملة مقاطعة البضائع الامريكية في العالم الاسلامي اهم اسلحة العصيان المدني الذي يمكن للعرب والمسلمون ان يستخدموه في تكثيف الضغط على الادارة الامريكية من اجل تخفيف تأييدها اللامتناهي للكيان الصهيوني، لكن هذه الحملة تواجه صعوبات كبيرة بسبب قلة الوعي باهمية هذا الاسلوب وادمان اسلوب الاستهلاك على البضائع الامريكية بحيث اصبح من المحالات عند البعض الانصام عنه.
ومن هنا تسعى بعض الجمعيات والمؤسات من اجل توعية المواطن باهمية المقاطعة ففي دولة الامارات سعت جمعية الصحفيين وعدد من الناشطين الي اطلاق حملة شعبية في الشهر المقبل لمقاطعة البضائع الامريكية في الدولة الا ان هذه الحملة تواجه مصاعب عديدة يمكن تحد من فعاليتها وتأثيرها.

ويعترف عدد من الناشطين في الدعوة الي المقاطعة ان هدف الحملة رمزي وانهم لا يتوقعون ان يكون لها صدي مؤثرا في السوق التي تكتظ بالبضائع الامريكية الصنع.

ومن المنتظر ان تطلق جمعية الصحفيين التي تضم الي جانب الصحفيين الاماراتيين عشرات من الصحفيين العرب حملة في هذا الاتجاه ابتداء من الرابع من شهر مايو ايار المقبل.

ويشكل التنوع الشديد في التركيبة السكانية الاماراتية احد اهم العقبات التي يمكن ان تواجهها حملة المقاطعة ويقول رئيس تحرير جريدة جلف نيوز عبدالحميد احمد وهو من الامارات ان الخطوة رمزية وان الدعوة للمشاركة فيها موجهة للعرب وهو امر يعني استبعاد الغالبية العظمي من السكان.

وتشير احصاءات غربية الي ان عدد سكان دولة الامارات يصل الي نحو 4ر2 مليون نسمة حسب احصاء عام 2001 . ويشكل المواطنون نسبة 19 في المئة والعرب والايرانيون 23 في المئة والاسيويون من جنوب اسيا 50 في المئة والاوروبيون وغيرهم ثمانية في المئة.

ويضيف احمد يجب ان نعترف ان الدعوة للمقاطعة تأخذ الطابع الوطني والعصبية القومية بحيث لا يجد كثير من الاجانب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية مكانا لهم في مثل هذا الجو.

ويشير من خلال احتكاكه مع الجاليات الاجنبية الي ان المنظمات الشعبية التي تقوم حبملات المقاطعة لا تبذل اي جهد لاستقطاب مؤيدين اجانب بالرغم من وجود اعداد كبيرة من هؤلاء علي استعداد للمشاركة.

ويشكك عتيق جكا الاستاذ في جامعة الامارات وهو ايضا اماراتي في ان يكون عدم الانفتاح علي الجاليات الاجنبية السبب الوحيد في العزوف عن المشاركة في حملة المقاطعة ويقول ان المسألة ليست مرتبطة بعامل واحد بل مجموعة من العوامل الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ويشير في هذا الصدد ان التوجه الي اشراك الاجانب في حملات المقاطعة سلاح ذو حدين فاذا كنا نريد للجاليات الاجنبية ان تساهم في حملات الاحتجاج علي ما يحدث في الاراضي الفلسطينية فان علينا السماح مستقبلا باحتجاجات علي قضايا وطنية خاصة بتلك الجاليات وهو امر بالغ الخطورة في بلد صغير ذي تركيبة سكانية هشة.

ويقول جكا ان المجتمع الخليجي بصفة عامة لا توجد فيه آليات ومنظمات تسمح للمجتمع المحلي بكافة جنسياته وطوائفه بالانصهار في قضايا حياتية مشتركة كما هو الحال في المجتمعات الغربية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا