ارتفاع نسبة غير المتدينين في أمريكا

ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين لا يلتزمون بتعاليم الديانات، كما تزايد عدد من لا يؤمنون بأي ديانة. جاء ذلك في نتيجة عدة استطلاعات أعدها مركز أبحاث الأديان التابع لجامعة نيويورك.
ونقلت صحيفة "يو إس إيه" الأمريكية في عددها الصادر الخميس 7-3-2002، عن تقرير لمركز الأبحاث قوله: إنه في عام 2001 بلغت نسبة الأمريكيين غير المؤمنين بأي ديانة 14%، وهو ما يزيد بأكثر من 8% عن عام 1990. وتتفاوت هذه النسبة من منطقة إلى أخرى في أنحاء الولايات المتحدة، حيث تبلغ 3% في ولاية "نورث داكودا" الأمريكية، في حين تصل النسبة إلى 25% بولاية "واشنطن" غرب البلاد.
وتنقل الصحيفة عن "لورا تيري" التي نشأت في عائلة كاثوليكية، أنها لم تذهب إلى الكنيسة منذ أن كانت طفلة صغيرة، وهى الآن أم لطفلين، وتفضل أن تقضي معهما أيام الآحاد في رحلات ومرح، بدلا من الذهاب إلى الكنيسة.
وتقول لورا: "يكفيني أن أولادي يدرسون في المدرسة فلسفة كل الأديان، أما المبادئ والتعاليم الكاثوليكية فلا تهمني كثيرا".
وتشير صحيفة "يو إس إيه" إلى أن المجتمع الأمريكي غير منتبه لتأثير تزايد ظاهرة الابتعاد عن الدين، وبالرغم من أهمية هذه المسألة إلا أنها لا تتم مناقشتها في أي مجال، كما لا يشير أحد إلى البعد الديني في الكثير من القضايا محل الخلاف في الولايات المتحدة مثل قضية الإجهاض، والحكم بالإعدام، وغيرها.
وطبقا لتقرير أصدره معهد "جالوب" في يناير 2002، فإن 50% من الأمريكيين يعتبرون أنفسهم "متدينين"، بانخفاض قدره 4% عن عام 1999، إلا أن 33% يطلقون على أنفسهم "روحانيون" أما نسبة 30 % فتقول: إنها لا متدينة ولا روحانية.
"رالف لينتر" أحد الذين يطلقون على أنفسهم "روحانيون" يقول: إنه عندما يذهب مع ابنه "بيتر" - 10 أعوام، إلى رحلة خلوية تكون فرصة لتأمل الطبيعة والتجرد من ماديات الحياة.
وتنقل "يو إس إيه توداي" عن "رودني ستارك" - أستاذ الاجتماع في جامعة واشنطن قوله: "هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم "روحانيون"، لا يريدون أن يقولوا: إنهم ملحدون، أو لا ينتمون لديانة محددة، لكنهم لا يؤمنون بديانة من الديانات المعروفة".
ويؤكد "ستارك" أن عدم الذهاب للكنيسة لا يعني عدم الإيمان بالله، وإنما في غالبية الأحيان هو مجرد عدم تعود على الذهاب منذ الصغر.

أما "مارك جالي" مدير تحرير صحيفة "كريستيانتي توداي" الأمريكية المسيحية المتخصصة، فينتقد هذا التيار "الروحاني" بشدة، قائلاً: إنها مسألة تيار سائد يقلده الجميع بغير وعي، حيث يردد الجميع الآن أن الدين بشكله المؤسسي الكلاسيكي غير ملائم للعصر ويتسم بقهر الفرد.
ويعلق "ديك ستاوب" - 53 عامًا-، الذي يدير برنامجًا في الإذاعة عن الدين والحياة، قائلا: "إن فقدان الثقة في المؤسسة الدينية هو الذي جعل الناس تبحث عن الراحة خارج الكنيسة".

عن أسلام اونلاين

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا