الفرقان في فضائل سور القرآن

الكتاب: الفرقان في فضائل سور القرآن

الكاتب: حسين عبد الحسين الصالحي

الناشر: مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت / ط1 2001.

في فجر سعادة البشر وتبلج صبح الهدى ورسالته، اشرق نور كتاب الله العزيز على العالم من أفق الوحي المبين وهو معجزة الرسول الأعظم (ص) الخالدة ولا يزال. وبعد مضي أربعة عشر قرناً من نزوله فهو يتحدى من لا يؤمن به بأن يأتي بتمثله، وقد سجد لهيبته العظماء وضع لسلطانه الخطباء والمتكلمين ولم يبق للعرب معلقة إلا حطها وعقرها بأسلوبه وفصاحته وبلاغته العجيبة، فلقد استولى من اللغة العربية على أفلاذ كبدها. وقد حفل تاريخ علوم القرآن الكريم بموسوعات ضخام ومصنفات جليلة زخرت بها المكاتب العلمية في مختلف الجامعات الدينية والحوافز العلمية على متنوع مشاربها وأساليبها في التفسير والتأويل ودقائق الآيات وبيان المراد منها حسب قواعد اللغة والروايات والأحاديث المروية عن الأئمة المعصومين (ع)  وكبار الصحابة والتابعيين.

وكان نصيب الشيعة الإمامية في هذا المضمار هو قصب السبق في جميع علوم القرآن الكريم.   

قال الشيخ إنما بزرك الطهراني في موسوعته الخالدة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة): إن فضلاء الشيعة قد أخذوا علوم القرآن كما أجابهم أمير المؤمنين (ع) الذي هو باب علم النبي (ص) ودونوا عنه فهم السابقون المؤسسون لعلم التفسير وعلم القراءة وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم أحكام القرآن، وأسباع القرآن، وفضائل القرآن، ولهم تصانيف في جميع هذه الأبواب وهم مبتكرون فيها. وقد تصدى علماء الشيعة قديماً وحديثاً لشؤون القرآن الكريم الذي هو مصدر المعرفة الإسلامية عامة من عرفان وفلسفة وأخلاق وأحكام التشريع وغيره، فالتراث الذي خلفته الحضارة الإسلامية وليد القرآن الكريم، وكان المفسرون أنفسهم أبرز رجال الفكر الإسلامي الذين لعبوا دوراً هاماً ورئيسياً في بناء أساس النهضة الفكرية الحديثة في ضوء إرشاد العقل الحكيم والمعرفة القرآنية الأصلية.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا