لغز انهيار برجي مركز التجارة العالمي

يقول خبراء أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة المئات من ضحايا انهيار مركز التجارة العالمي في نيويورك لو أن أسس وطريقة بنائهما كانت مختلفة.

لكن المحققين لا يزالون يبحثون عن أسباب الانهيار، وكان رئيس هيئة التحقيق في أسباب انهيار البرجين قد قال لبرنامج "هورايزون" في تلفزيون بي بي سي، إن "صمود البرجين للفترة التي بقيا فيها واقفين كان ممتازا".
غير أن مهندسي بناء ومعماريين آخرين قالوا إن استخدام مواد بناء أقوى كان سيسمح للكثيرين من الأشخاص المحاصرين في الطوابق العليا أن يغادروا البرجين، أو ربما كان قد منع انهيارهما كليا.

وتعتبر مسألة انهيار البرجين في غاية الأهمية لأنهما كان يعتبران من المباني الحديثة التي أبدع فيها المهندسون في طرق البناء، وأن طريقة بنائهما قد قُلدت في أماكن عديدة من العالم.

وكان المهندس لزلي روبرتسون قد صمم برجي مركز التجارة العالمي كي يقاوما اصطدام أكبر طائرة كانت موجودة في الخدمة آنذاك وهي بوينج 707.
وقال روبرتسون لبرنامج هورايزون إنه عندما صمم البرجين لم يأخذ في الحسبان ثقل الوقود الذي تحمله البوينج 707.
وأوضح البرنامج أن الوقود الذي كانت تحمله البوينج 767 هو الذي قاد إلى انهيار البرجين.
وكان هناك عمود قوي في وسط كل برج، وإطار فولاذي خارجي، إلا أنهما ليسا قادرين على الوقوف بمفردهما وأن القاعدة الفولاذية التي تربط بينهما هي أساس الاستقرار.
ويقول المحققون إن الرغوة التي وُضعت حول القاعدة بهدف منع الحريق، قد اكتسحتها الرياح عندما اصطدمت اصطدمت الطائرتان بالبرجين، مما ترك الحزام الفولاذي يقاوم الحرارة والنيران التي اندلعت بعد ذلك.
وعندما لم يصمد الحزام الفولاذي أصبح من المحتم أن يسقط البرجان.
وفي الدقائق التي صمد فيها البرجان تمكن كل من كان في الطوابق السفلية من الخروج، أما الذين كانوا في الطوابق العليا فلم يتمكنوا من الخروج بسبب النيران التي اندلعت وأعاقت الطريق نحو الأسفل.
ولم يتمكن سوى أربعة أشخاص في الطوابق العلوية من كل برج أن ينفذوا إلى شاطئ الأمان.
ويعتقد بعض المحققين أنه لو وُضعت مواد مضادة للحريق على العمودين في وسط البرجين، لكانت قد أنقذت حياة المئات من الضحايا، حتى لو انهار البرجان فيما بعد.
وقال جين كورلي، رئيس فريق التحقيق في انهيار البرجين إن البرجين صمدا ولم ينهارا مباشرة، وهذا أمر ساهم في إنقاذ الكثيرين.
وكان أحد البرجين قد صمد لمدة 55 دقيقة قبل أن ينهار، بينما صمد البرج الثاني ساعة وأربعين دقيقة.
ومن المقرر أن ينشر كورلي نتائج تحقيقه في انهيار البرجين في أبريل/نيسان القادم.
بينما قال مهندسون آخرون لبرنامج هورايزون إن التصميم لو كان مختلفا لكان قد ساهم في إنقاذ المزيد من الأشخاص.
ويقول المهندس تشارلز ثورنتون إنه لو كانت أرضية البرجين أقوى ومرتبطة ارتباطا جيدا بالأعمدة الداخلية لكن البرجان قد صمدا لفترة أطول، وربما لم ينهارا على الإطلاق.
ويشعر مصمم البرجين بالأسى لأنه يعرف الآن عن تصميم البرجين ما يكن يعرفه حين تشييد البرجين.
ويقول إن فكرة مقتل ضحايا البرجين قد أصبحت كابوسا يلاحقه باستمرار، وإنه لا يستطيع أن يتخلص من هذا الكابوس.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا