عودة إلى صفحة مكتبة النبأ

إتصلوا بنا

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

بعض الأسئلة والأجوبة

قد ترد بعض الأسئلة على طرح مرجعية سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) فنذكرها مع أجوبتها.

س1 / هناك مراجع كثيرون في الساحة الإسلامية، وهم ممن جمعوا شرائط التقليد، فلماذا ذكرتم فقط السيد صادق الشيرازي ؟

ج1/ نحن حينما نذكر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي لا يعني أننا ننفي مرجعية الآخرين من العلماء، وإنما نحن نذكر قناعتنا بهذا المرجع، لما وجدنا فيه من المؤهلات العلمية والعملية، وهذا يعكس حرية التقليد في واقع الأمة فالناس أحرار في إختيار مرجع تقليدهم ضمن الشروط الشرعية والضوابط التي ذكرها العلماء في كتاب التقليد من الفقه.

س2/ المعروف عند العلماء أن المرجعية ليست بالوراثة، ألا يعني إختياركم للسيد صادق أنه ورث المرجعية من أخيه؟

ج2/ بعض الناس عندهم حساسية ضد بعض الأمور، وهي نابعة من واقع فاسد قد تربّوا عليه، فأصبحوا يخلطون الأمور، ولا يعرفون الصحيح من الخاطئ.كوننا اخترنا سماحة المرجع السيد صادق (دام ظله) هذا لا يعني ما ذكرتموه من (الوراثة) وإلا لو كان هذا صحيحاً فلماذا لم نختر الإبن الأكبر للمرجع الراحل سماحة آية الله المحقق السيد محمد رضا الشيرازي مع ما يتمتع به من الكفاءة العلمية وهو رجل قد بدأ تدريس الخارج منذ أكثر من عشر سنوات، ثم ماذا نفعل إذا كان سماحة السيد صادق عنده من الكفاءة ما يؤهله لإستلام المرجعية، هل لأنه أخٌ للمرجع الراحل  يجب أن نتركه ولا نرجع إليه حتى لا يتعنون الرجوع إليه بعنوان (الوراثة) ؟! ثم إن أسرة المرجع الراحل ( أسرة المجدد الشيرازي) أسرة عريقة في المرجعية، ويشهد لها التاريخ بذلك ويكفي مراجعة كتاب (أسرة المجدد الشيرازي) لتعرف أعلام هذه الأسرة وأنها تسلمت دفة المرجعية منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان.

س3/ لماذا لم تختاروا مرجعاً آخر غير السيد صادق الشيرازي ؟

ج3/ التقليد حرية وقناعة ضمن الضوابط الشرعية، نحن وجدنا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق جامعاً لشرائط التقليد، وعاشرناه، وقرأنا كتبه العلمية أمثال شرح العروة الوثقى (الإجتهاد والتقليد) الفقه الإستدلالية إلى العميق وغيره من الكتب العلمية، وكنا منذ زمان نسأله عن المسائل الشرعية، وعن مداركها، فرأينا أنه بحر عميق من العلم لا يدرك قعره، بالإضافة إلى زهد الرجل وتقواه حتى في المرجعية فهو لم يبحث عنها أبداً بل هي التي جاءت إليه، فمقلدو أخيه المرجع الراحل أكثريتهم سواء في الخليج أو البلاد الأوروبية أو غيرها قد رجعوا إليه نتيجة للكفاءة العلمية والعملية الموجودة فيه.

ناهيك عن شهادة العلماء في حقه، وفي منزلته العلمية وزهده وتقواه. فكل تلك مجتمعة جعلتنا نرجع في التقليد إليه بالإضافة إلى شهادة أخيه المرجع الأعلى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) في حقه ومكانته العلمية، ونحن نعتقد بأعلمية المرجع الراحل الذي أحاط بشتى فروع العلم، فهو لم يترك باباً من العلم إلا وطرقه وكتب فيه، فلو كان يجد غيره أهلاً للمرجعية لذكره، ولكنه ذكر أخاه لما وجد فيه من المؤهلات، وكان يرجع الآخرين في الإحتياط إليه، وهذا يعني اقتناعه التام بأعلميته وكفاءته العلمية.

س4/ لعل الإمام السيد محمد الشيرازي (ره) ذكر ذلك لأنه أخوه؟

ج4/ هذا الكلام يكذبه الواقع، فلو كان كذلك لكان من باب أولى أن يذكر ابنه لا أخاه. ثم إن الذي يعرف السيد الشيرازي (ره) لا يقول هذا الكلام، فالسيد رحمه الله رجل زاهد ومتقٍ، لا يفعل بهوى النفس بل ما يمليه عليه ضميره ودينه.

ثم إن هذا الكلام تشكيك في السيد الشيرازي (ره) ودليل على عدم الثقة به من قبل قائله حتى في حياته.

س5/ البعض يقول: إن السيد صادق ليس كالسيد محمد الشيرازي وبالتالي ليس عنده كتب في الثقافة والفكر، وليس عنده نظريات للنهوض بالأمة، فغيره ممن يحمل كل ذلك هو الأصلح للتقليد؟

ج5/ نحن لم نقل بأن سماحة السيد صادق هو المرجع الراحل (قدس سره) نفسه، فمن المستحيل أن تجد شخصين متحدين في كل شيء، فالبشر خلقهم الله سبحانه وتعالى مختلفين في الصفات، وإن تشابهوا في بعض الصفات، وإلا فالإثنان المتحدان في كل الصفات - لو وجدا - أحدهما نسخة ثانية من الآخر - إذا صح التعبير. أما دعوى عدم وجود كتب لسماحة السيد صادق في الثقافة والفكر هي دعوى عارية عن الدليل، وتنم عن جهل بشخصية هذا الإنسان العظيم، وتكفي مراجعة سريعة لقائمة مؤلفات سماحته ( دام ظله) لمعرفة ذلك، وقد ذكرنا شطراً منها سابقا.

وسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) يتبنى نظريات المرجع الراحل (قدس سره) من الشورى واللاعنف وغيرهما، وهذه هي النظريات التي تنهض بالأمة، ثم إن هذه النظريات هي نتيجة التشاور المستمر بين المرجع الراحل (قدس سره) وسماحة السيد المرجع (دام ظله) الذي لازم المرجع الراحل طوال حياته، وأما دعوى الأصلح والأنسب فلا أعرف لها وجهاً شرعياً إذا هي كانت مجرد دعوى خالية وعارية عن الدليل الشرعي، وهي أشبه بالإستحسانات العقلية البعيدة عن الذوق الفقهي، ونرجع ونقول إذا كانت النتيجة مبنية على كل تلك الأمور التي أثبتنا عدم واقعيتها يتضح أن الأصلح بهذا المعنى لا معنى له.

وإذا كانت المسألة مسألة استحسان فإن سماحة المرجع السيد صادق (دام ظله) لملازمته الشديدة ومشاركته المرجع الراحل في الشورى واتخاذ القرار حيث أن سماحة المرجع الراحل كان يرجع إلى سماحة صادق في كثير من الأمور ويتشاور معه ثم يتخذ القرار فهذا أكبر دليل من المرجع الأعلى على أن  سماحة السيد صادق (دام ظله) يمتلك كل المؤهلات الإدارية والقيادية، بالإضافة إلى روح التقوى، بل ملكة التقوى التي تجعله أحرص على مصالح المسلمين والإهتمام بشؤونهم، ويكفي مراجعة موقع سماحته على صفحات الإنترنت لمعرفة كثرة رجوع المؤمنين من غالب أقطار العالم لسماحته، لما وجدوا فيه الأهلية لذلك. والحديث في ذلك يطول.

س6/ ولكن السيد صادق لم يكن له ظهور في حياة المرجع الراحل، ولذا لم يكن معروفاً، ولم يكن متصدياً لشيء بخلاف غيره ؟

ج6/ عدم ظهور سماحة المرجع السيد صادق (دام ظله) دعوى فيها نظر، ولكن الأصح أن نقول: إن سماحة السيد صادق كان يرى أن  واجبه الشرعي يحتم عليه عدم إظهار نفسه في قبال أخيه، فكان يرى أن تقوية مرجعية أخيه هو الواجب الذي يمليه عليه ضميره الديني، بالإضافة إلى أن سماحته لم يكن يفكر في مسألة مرجعيته بمقدار ما كان يفكر في أن خدمة الدين هي في إبراز مرجعية أخيه الراحل (قدس سره)، وأما القول بأن سماحة السيد صادق لم يكن متصدياً لشيء فهي دعوى تحتاج إلى دليل، ومجانبة للحق والواقع، فالسيد صادق (حفظه الله )كان الساعد الأيمن لأخيه في مرجعيته وكان له دروس في الفقه والأصول، والأخلاق بالإضافة إلى صلاته الجماعة، ومساعدته لأخيه في مرجعيته، وعكوفه على التأليف وغير ذلك.

س7/ لنكن صريحين: ما هو دور سماحة السيد صادق في ظل المتغيرات العالمية، ووجود التيارات المتصارعة، فهل لديه مؤسسات ومشاريع كما كان لأخيه حتى يتميز عن غيره ؟ أم عنده فقط الفقه والأصول ؟

ج7/ المؤسسات والمشاريع  التي كانت في زمان المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره) هي نفسها المشاريع والمؤسسات التي يقوم سماحة السيد بإدارتها، بالإضافة إلى مشاريع ومؤسسات أخرى قام بإنشائها والتشجيع عليها، ثم أن سماحة السيد صادق (دام ظله) يشرف على جهاز إداري مرجعي منتشر في كثير من أنحاء العالم من الخليج والدول الغربية والعربية بالإضافة إلى وكلائه المنتشرين كذلك في كل البلاد تقريباً من سوريا والهند والباكستان والدول الأوروبية والخليج وجمهورية إيران الإسلامية وغيرها.

فلم يتغّير شيء بوفاة سماحة المرجع الراحل (قدس سره) فمؤسساته ما زالت قائمة بإدارة المرجع الديني الحالي (دام ظله) مع أبناء المرجع الراحل (قدس سره)، والذي يميزه (دام ظله) هو حمله هذا الحمل الثقيل وصبره وحلمه وتقواه وتأليفاته وغزارة علمه، وكّل ذلك كان نتيجة صحبته الشديدة لأخيه المرجع الراحل (قدس سره)، فلم يكن شيئاً جديداً عليه (دام ظله) لأنه كان يدير في زمان أخيه (ره) فهو الساعد الأيمن كما قلنا سابقا. وأحبّ أن أوضح نقطة وهي: إن سماحة المرجع الراحل (قدس سره) له طريقة في الإدارة، وكذلك سماحة المرجع الحالي (دام ظله)، وهذا لا ضير فيه، إذا كانت الطريقتان في الإدارة تصبّ في مصلحة الإسلام والمسلمين.

س8/ بعض من الشباب يقول: بأننا سألنا بعض الأشخاص ممن كان راجعاً للسيد محمد الشيرازي (قدس سره) سألناهم عن السيد صادق (دام ظله)، فقالوا: نحن لا نعرفه، فماذا تقولون ؟

ج8/ أولاً: قولهم ليس حجة شرعية، لأن هؤلاء ليسوا مجتهدين، ومن الطبيعي أن فاقد الشيء لا يعطيه.

ثانياً: إن قولهم هذا دليل على بعدهم عن الحوزة العلمية وعن الجو العلمي.

ثالثاً: كم عدد هؤلاء في مقابل الآخرين الذين يعرفون سماحة السيد صادق الشيرازي (دام ظله) وكانوا في الأجواء العلمية ؟ إنهم لا يتجاوزون الأربعة أشخاص، وإن أحسنا الظن لا يتجاوزون عدد أصابع اليد - وإن كان هذا بعيداً عن الواقع بخلاف من رجع للسيد صادق وعرفه وهم الغالبية العظمى.

رابعاً: المعّول على أهل الخبرة لا على غيرهم وإن كانوا من طلبة العلوم الدينية.

خامساً: كلامهم هذا نابع من العاطفة أو التنظيم غير الصحيح.

س9/ ولكن سماحة الإمام المرجع الراحل (قدس سره) يؤمن بالتعددية والتنظيم وكلامك السابق يخالف نظريات المرجع الراحل (قدس سره).

ج9/  أنا لم أقل لا تقلدوا الآخرين من المراجع، فكل مرجع جامع لشرائط التقليد فللعوام أن يقلدوه، ولكن أن تصادر حرية الآخرين في إختيار مرجعهم فهذا شيء مرفوض وغير مقبول، والتذرع بالأصلح والأنسب هذا في نظر القائل، ولكن لا يعني هذا خطأ من يقول بأن الأصلح شخص آخر، وبتعبير آخر: إذا قلت أنت أن زيداً من الناس هو الأصلح، لا تقل في المقابل بأن عمرواً ليس صالحاً، فلعل الواقع خلاف ذلك فكما أنت تعتقد بأصلحية زيد، فإن الآخرين يعتقدون بأصلحية عمرو، فلا تجرح شعور الآخرين فهذا خلاف الشرع وخلاف الآداب والأعراف، والموازين الإجتماعية.

ومعنى قولي السابق (التنظيم غير الصحيح ) هو التنظيم غير المرجعي والنابع من الهوى، والنظرة الفئوية والحزبية البحتة، وهذا يُفرق الأمة ويمزقها.

وليس معنى ( التعددية ) أن تلغي الطرف المخالف لك في الرأي وتتهمه بما لا يليق حتى تتفرد أنت بالساحة، بل معنى (التعددية) أن يعمل كل واحد في الإطار الشرعي المرسوم له من قبل الشارع المقدس وأن يعتقد بحرية الآخرين في إختيار

مرجع تقليدهم  - في الإطار الشرعي - كما أن له حرية الإختيار وكل ما سوى ذلك فباطل وغير صحيح.

س10/ أليس الأصلح للمرجعية بعد سماحة السيد محمد الشيرازي (قدس سره) من عنده كفاءة إدارية، ويقود حركة وتياراً ؟

ج10/  الأصلح من يكون جامعاً لشرائط التقليد، وعنده حرص على خدمة الإسلام والمسلمين، وكان صائناً لنفسه زاهداً وليس مقبلاً على الدنيا، وكان حافظاً لدينه وكما ورد في الخبر:( من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه )، وهذه الصفات نراها يقيناً مجتمعة في سماحة السيد صادق الشيرازي (دام ظله الوارف) ومسألة الكفاءة الإدارية نحن نراها ضرورية على مستوى الكبرى ونراها متمثلة في سماحة السيد صادق (دام ظله) على مستوى الصغرى كما يقول العلماء. فسماحة السيد صادق - كما قلنا سابقاً - كان الساعد الأيمن لسماحة السيد المرجع الراحل (قدس سره)، وكان ملازماً لسماحته، وقد اكتسب كثيراً من صفات أخيه، بل إن صفات الزهد والعلم والإدارة نستطيع أن نقول أنها صفات راسخة فيه أي أنها ملكة - كما يقول العلماء.

وأما إشتراط الإدارة لحركة سياسية أو تيار، فلا أعلم أن أحداً من الفقهاء قال به، وكتب الفقهاء عندكم راجعوها فإنكم لا تجدون لهذا الكلام عيناً ولا أثرا.

وكلمة أخيرة: إن الإنسان المنصف والذي لا يحّكم عواطفه وأهوائه عندما يرى ويقرأ ويسأل أهل الخبرة وعلى الخصوص شهادة المرجع الراحل (قدس سره) وإذا كان من أهل العلم وعنده فضيلة علمية يسلّم بدون أدنى مناقشة بأن سماحة السيد صادق (دام ظله) هو المرجع الذي يشكل الإمتداد الطبيعي والحقيقي للمرجع الراحل (قدس سره) وأما إذا حكمنا أهوائنا وعواطفنا، وتعصبنا، فإن ألف دليل ودليل لن تجدي نفعا. وإنني حينما أقول هذا لا أنفي مرجعية أحد، بل إنما أطرح قناعاتي وما وصلت إليه وأما قول إن اشتراط الأعلمية - مثلاً- عند من نرجع إليه ليس شرطاً، فإن من نرجع إليه لا يرى وجوب تقليد الأعلم، فنقول له إن الفقهاء يقولون: يجب تقليد الأعلم في مسألة تقليد الأعلم، ويلزم الرجوع إلى أهل الخبرة في تعيينه.

إنني حينما طرحت كل تلك الأسئلة والأجوبة كان من واقع ما رأيت من محاولة تشويه، أو قل - مع حسن الظن - بالآخرين - لأجل الدعوة إلى شخص من العلماء ومراجع التقليد زمان الذين قاموا بالدعوة أخطأوا وأساؤا لآخرين من العلماء والمراجع، وكأن الدعوة متوقفة على هذا الأسلوب البعيد عن الدين والأخلاق الإسلامية، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ثم أقول إن حياة سماحة السيد صادق مليئة والحديث يطول عنها، وكل ما تقدم إنما هو مقدمة لما سوف يكتب في المستقبل القريب من قبل العلماء الذين عاشروه. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.