عودة إلى صفحة مكتبة النبأ

إتصلوا بنا

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

نظرياته

تميّز السيد الإمام المرجع الراحل (قدس سره) بنظريات كانت هي الطابع العام لشخصيته، وكان يؤكد عليها دائماً في كتاباته، منها ما يلي :

1- اللاعنف

2- شورى الفقهاء المراجع

3- الأخوة الإسلامية

4- الأمة الإسلامية

5- الحرية الإسلامية

6- الشريعة الإسلامية

فهذه بعض مفردات نظرياته، نشرحها بإيجاز ونترك التفصيل إلى كتبه كـ (السبيل) و(الصياغة الجديدة) و(ممارسة التغيير) وغيرها.

اللاعنف

فالسيد الشيرازي (قدس سره) يرفض العنف بشتى أشكاله وصوره. فقد قال (قدس سره) في أحد كتبه: (اللاعنف إحدى مقومات الدعوة التي ندعو إليها .. سيما في الظروف التي يـمّر بها النظام العالمي، وقد ورد اللاعنف لفظاً ومعنىً في روايتين :

إحداهما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،( من علامات المؤمن اللاعنف).

والثانية للإمام الصادق عليه السلام: (من علامات المؤمن اللاعنف).

فالعنف يولّد العنف، والعنيف يجد من هو أعنف منه، وأول ثمرةٍ من ثمار اللاعنف هي حصر العنف في دائرة صغيرة من الناحية الكمية والكيفية .

وثاني ثمرة :، هي إلتفاف الناس حول من يتأنى في موقفه ويلتزم بسياسة اللاعنف .

والعنف ثمرة العنف، فالتجمع الذي يؤمن بالعنف يتربي كلّ أفراده على العنف حيث أن من سيئات العنف أنه لن يقتصر على الأعداء فقط بل يتعداهم إلى الأصدقاء أيضاً...) إنتهى .

وقد ذكر (رحمه الله) في (الفقه:الدولة الإسلامية) مسألة اللاعنف وقال :( من أهم ما يجب على الدولة الإسلامية .. والتيار الإسلامي قبلها إلتزام حالة اللاعنف، فقد ورد في جملة من الروايات كما في الوسائل والمستدرك ذم العنف، كما ورد أن العنف من جملة جنود الجهل أيضا..) إنتهى.

وقال أيضاً :( اللاعنف يتجلى في كل مرة من اليد واللسان والقلب وأحدها أسهل من الآخر، فاللاعنف في اليد أسهل من اللاعنف في اللسان، واللاعنف في اللسان أسهل من اللاعنف في القلب، ومعنى اللاعنف أن يعالج الإنسان الأشياء سواء كان بناءاً أو هدماً بكل لين ورفق حتى لا يتأذى أحد من العلاج، فهو بمثابة البلسم الذي يوضع على الجسم المتألم حتى يطيب .أما اللاعنف في اليد، فهو أن لا يمد الإنسان يده نحو الإيذاء ولو بالنسبة لأقوى خصومه، ولو كان له رد الإعتداء، قال سبحانه وتعالى ( وأن تعفوا أقرب للتقوى ) فلا يلطم خصمه إن لطمه، ولا يضربه إن ضربه ... نعم ليس من معنى اللاعنف أن لا يقي الإنسان جسمه من الصدمة الموجهة إليه فهو وقاية لا عنف، والوقاية من اللاعنف...

أما اللاعنف اللساني فهو أصعب بكثير من اللاعنف اليدوي، ولذا ترى كثيراً ما لا يستعد الإنسان على أن يضرب أحداً أو يطلق عليه النار بينما يستعد أن يسلقه بلسان حاد ويهمزه وليمزه، .... فاللاعنف اللساني هو أن يلزم الإنسان لسانه ويلجم كلامه عن النيل من المعتدي سواء كان معتدياً بيدٍ أو لسان، وهو فضيلة كبرى يلزم على أصحاب الدعوة أن يمارسوها وإن خشن مركبه، وصعب قياده أما الثالث وهو اللاعنف القلبي فهو أصعب الأقسام الثلاثة (اللاعنف يداً ولساناً وقلباً ) ومعنى ذلك أن لا يملأ الإنسان الداعي قلبه بالعنف بالنسبة إلى خصومه ومناوئيه، وكثيراً ما يسري العنف القلبي إلى ملامح الوجه، وحركات الأعصاب...)  أنتهى كلامه .

شورى الفقهاء المراجع

جاء في ( أضواء على حياة الإمام الشيرازي ) وهو تأليف جماعة من العلماء ما يلي :

" شورى المراجع هي إحدى الإطروحات العملية والسياسية للسيد الشيرازي، وتعني أن يقود الأمة الإسلامية عدة مراجع يتشاورون فيما بينهم، ويديرون الدولة الإسلامية، وشؤون المسلمين أجمع، بإعتبار أن المسلمين بين مُقلدٍ ومقلد، والمُقلِّد كما يتبع المرجع الثقة في كل أموره حتى الشخصية منها كذلك يلتزم بأقواله وتوجيهاته ويطيعه في جميع القضايا المصيرية العامة، هذا ما أثبته التاريخ السياسي للمسلمين وعلاقتهم بالعلماء، ولذلك تكون أفضل وسيلة لجمع المسلمين وتوحيد كلمتهم وتنظيمهم تنظيماً قويماً يعيد لهم عزتهم وكرامتهم هو إجتماع العلماء الذين يقلدهم الناس في مجلس واحد لمناقشة قضايا المسلمين ومشاكلهم وإصدار القرارات والتوجيهات اللازمة لحلها ...) إنتهى مختصراً، ولقد تطرق الإمام الراحل (قدس سره) إلى هذه النظرية في كثير من كتبه مثل (الشورى في الإسلام) و(الفقه: السياسة) و (القانون) و غيرها كـ (الصياغة الجديدة) وتعرض لها ابنه آية الله السيد مرتضى الشيرازي في كتابه (شورى الفقهاء المراجع) والشيخ ناصر الأسدي في كتابه (شورى الفقهاء المراجع، دراسة تحليلية حول القيادة المرجعية الجماعية ) وغير ذلك من الكتب كـ ( ملامح النظرية السياسية في فكر الإمام الشيرازي) لـمحمد غالب و(دراسات في فكر الإمام الشيرازي ) للدكتور إياد موسى .

الأخوة الإسلامية

جاء في ( الصياغة الجديدة ): الأخوة الإسلامية كما قال سبحانه وتعالى: (إنما المؤمنون إخوة) (10/الحجرات).

فالعربي والفارسي والهندي والأندونوسي والتركي وغيرهم كلهم إخوة لا تمايز بين أحدهم في أي شيء، وهم متساوون أمام القانون الإسلامي، فلا قوميات وإقليميات ولا لغات ولا ألوان تفصل بعض المسلمين عن بعض ...) إنتهى الكلام راجع (الصياغة الجديدة ) لترى تفصيل ذلك وكذا راجع بقية كتب سماحة المرجع الراحل (قدس سره).

الأمة الإسلامية

قال في  (الصياغة) " الأمة الإسلامية هي أمة واحدة في جميع الشؤون، فلا حدود جغرافية أو لونية أو لغوية أو غيرها إنما هي أمة واحدة، وكل فرد فيها متساوٍ كسائر الأفراد الآخرين .

قال سبحانه وتعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون).

الحرية الإسلامية

"فإن الإسلام دين الحرية بجميع معنى الكلمة، والحرية الإسلامية أكثر من الحرية الغربية عشر مرات، وقد استنبط الفقهاء من الآيات والروايات القاعدة الفقهية المشهورة ( الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم ) وهذه القاعدة تعطي ألوف الحريات للإنسان، فهو حر في أن ينتخب مرجع تقليده، وهو حر في أن ينتخب رئيس دولته، وهو حر في أن ينتخب نواب مجلسه، وهو حر في أن ينتخب إمام جماعته، وهو حر في أن ينتخب قاضيه، وهو حر في أن يسافر، ويبني، ويزرع، ويتاجر، ويكتسب، ويسبق إلى المباحات، ويستملك الأراضي، خلافاً للغرب حيث أن معظم الحرية للرأسمالية، وخلافاً للشرق حيث أن الحرية للدولة فقط ....." (الصياغة الجديدة) للإمام الراحل (قدس سره)

وقد ذكر سماحته (قدس سره) مئة حرية في كتابه (الصياغة) و في كتاب (الحريات) ذكر ألف حرية في الإسلام، ولسماحته كتاب اسمه (الحرية الإسلامية ) أيضا.

وقد تطرق سماحة الإمام السيد (قدس سره) على ذلك في كثير من كتبه التي بلغت الألف وخمسمائة كتاب .

الشريعة الإسلامية

"يجب أن تكون الشريعة الإسلامية هي السائدة في البلاد بدلاً عن القوانين الوضعية، والقوانين الإسلامية كثيرة جداً، إلا أننا نلمح إلى بعضها هنا" (الصياغة الجديدة ) وقد ذكر سماحته ( قدس سره) في ( الصياغة) بعضاً من ذلك مثل (الحقوق الجنائية) و ( الحقوق السياسية ) و( الأحوال الشخصية) و( قضايا المرأة) و(حق العامل والفلاح)  و(القضاء الإسلامي) ... وتجد تفصيل ذلك في الكتاب المذكور فراجعه .

وقد ذكر سماحة المرجع الراحل (قدس سره) كثيراً من أحكام الإسلام، وبيّن بالدليل القاطع أصلحية الإسلام، وأن الإسلام لم يترك شيئاً إلا وذكر له حكماً، وقد ناقش ذلك في كثير من كتبه وعلى سبيل المثال راجع كتاب ( حوار حول تطبيق الإسلام) فهو كتاب شيق ناقش فيه سماحته (قدس سره) كثيراً من الأفراد وأثبت لهم أحكام الإسلام وأنه قابل للتطبيق، والكتاب مؤلف في الستينات .

وتستطيع مراجعة ( دراسات في فكر الإمام الشيرازي ) للدكتور إياد موسى محمود، و(ملامح النظرية السياسية في فكر الإمام الشيرازي) لمحمد غالب أيوب، و( أضواء على حياة الإمام الشيرازي) وكتب الإمام الراحل كـ ( الصياغة) و (السبيل) و (ممارسة التغيير) و ( الفقه : السياسة) و ( الإقتصاد) و ( الإجتماع ) و (الحقوق) و (القانون) و (البيئة) و ( المرور ) و ( النظافة) وغيرها وغيرها مما هو مطبوع، ويكفي مراجعة موسوعة (الفقه) البالغة (150) مجلدا.