الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

   نصوص

إلى زينب .. بهاء .. زهير .. وكاظمة 

كان بامكانه أن يجعلها بردا وسلاما

أسامة العقيلي

 ركضتْ على السطح

مدتْ يدها إلى الله

كان شعرُها مضفورا

هي بقية الفضيلة

وعلى بدلتها الكستنائية جفتْ دمعة ُ كاظمة

ركضتْ على السطح

ثم تمددتْ

كانتْ النجومُ تلتمع ..

تتكور كأنما هي قبور معلقة

زينبُ تحتضن قصة ليلى والذئب

قالت كاظمة :

يا زينبُ .. يا قرارة َ روحي

الذئاب كثيرة هذه الأيام

فلعل الله يعرف هذا

فز بهاءُ

كان يحاول أنْ يرسم نخلة ً بالقلم الرصاص

وصلَ إلى اللبّ

فقطعتْ تأملاتِه طائرة ُ أباجي

وصوتُ انفجارات من بعيد

لملم زهيرٌ شرشفَ الآخرة

قال يا أماه :

الأفضل لي أن أنزل مع أبي لأقرأ عليه شيئا من خوفي

تغير لون ُ الماء في الجرة المتكئة في زاوية السطح

أصبح أحمرَ قاتما

بينما واصل القاتلُ ربط َ الأسلاك قرب باب الدار

ما شلّ الله ُ يمينَه

ولا رماه بحجارةٍ من سجّيل

قالتْ زينبُ :

ماما ... إني أرى أجنحة ً ترفرفُ

فهل جاء الحسين ُ

نظري معي لتلك النجمة في خاصرة السماء

هناك يد ٌ تومئ لي بالاقتراب

وأظنها تناديك أيضا

فتح الجميع ُ أفواههم باتجاه النجوم

كانت الصواريخ مربوطة بإتقانٍ أسفلَ شاحنة الوقود

صلى القاتلُ وكبّرَ

كان يردد ُ الشهادةَ

حي على الجهاد

حي على قتل زينب .. وزهير .. وبهاء

حي على احتراق كاظمة

ويعجن بلفظ الجلالة عجينة َ الديناميت

للتوّ فرغ صالحٌ من قصيدتهِ الجديدةِ

أسماها :  شاحنة ٌ محملة بالصديد

نامتْ زينبُ

ولم تنم القنابلُ والصواريخُ

وسهرتْ شاحنة ُ الغاز المفخخة قربَ باب الدار

نامَ بهاءُ

فرفرفتْ أجنحةُ الخفافيش المخاطية

والتصقَ بجدار الدار عدد ٌ منها

يكفي لنشر البلاء

نامَ زهيرٌ

فقامت قيامة العصافير

وبدتِ الأعشاشُ في رمقها الأخير

نامتْ كاظمة ُ

فهبطتْ نجمتانِ من السماء

ورفرفتْ الأكفان ُ بذيولٍ مشتعلة

بعد شربة ماءٍ بطعم غريب

صاحَ صالحُ

ما بالُ الأشياءِ الليلة َ يفوح منها طعمُ الجلدِ المحروق

مسح على صلعتهِ

نامَ صالح ُ

فانفجرتْ الصواريخ ُ

واحترقَ السطح ُ

كان أياد ُ غط في نومه

انقلبتْ عليه كاظمة المشتعلة

فمصّ ثديها

لأنه حلم أن حليبا حارا سيبقيه حيا

كان حليبا بطعم الصديد

طارتْ الخفافيشُ

وهي تكتب بالمخاط على الجدار

لا غالب إلا الله

احترقت ليلى وبقي الذئب

اشتعلت نخلة بهاء

أكمل زهير خوفه

قبل أن يغمى عليه

قالَ صالحُ :

قل زهق الحقُّ وظهر الباطلُ

قبل أنْ تغمضَ جفنيها المحترقين

قالت كاظمة ..

يا عباسُ .. أوصيك بأولادي خيرا

كان عباسُ حلم في الليلة ذاتها

أنّ عود ثقاب اشتعل في طرف السرير

وحين فز من نومه وفتح النوافذ

خنقته رائحة الصديد

فلم ينم بعدها .. ولن ينام أبدا

..................

إليك يا زنوبة

لا أقدر أن أكتب أكثر

لقد فضحتِ حزني

لا سلامَ على الدنيا

ليحلّ الخرابُ والموت ُ

لينزلَ قطرانُ الربِّ على الرؤوس

ليأكلنا الربُّ واحدا واحدا

لا سلامَ على الدنيا

على الدنيا بعدكم العفا

............

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا