الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

ردك على هذا الموضوع

التكاليف الاجتماعية والإنسانية للعنف

إعداد: حيدر الجراح

ضحايا الحروب التي خاضها العراقيون خلال العقدين الماضيين كثيرة، وان أحصت المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان النساء والأطفال كأكثر المتضررين من الحرب إلا أن إحصاءات ودراسات حديثة تظهر أن الرجال كانوا في الواقع الخاسر الأكبر من الحروب.

ولا تشير الإحصاءات إلى أعداد من ماتوا والذين عددهم بنحو مليوني عراقي، بل تشير أساسا إلى التحولات التي حدثت في الهرم السكاني، ونسبة الرجال إلى النساء، وأعداد المعوقين، والتسرب من التعليم، والفقر والبطالة.

إن الحروب التي خاضها العراق أدت إلى انخفاض عدد الرجال بين 35 عاما إلى 49 عاما عن النسبة المتوقعة وهي ما بين 12.6% إلى 13.7% من إجمالي عدد السكان، كما أشارت البيانات الأولية والتي تم تجميعها من بيانات البطاقة التموينية إلى أن نسبة الرجال انخفضت عن نسبة النساء بحوال 20% عما كانت عليه قبل الحروب التي خاضها العراق.

وتشير أخر الإحصاءات إلى شيوع ظاهرة العوائل الممتدة، التي باتت تشكل نحو 63% من إجمالي أشكال العائلات العراقية.

وظاهرة (العوائل الممتدة) أقسى كثيرا من المفهوم التقليدي عنها، ففي الماضي كانت العائلات الممتدة تعيش معا في منازل كبيرة، أما الآن وبسبب الحرب والظروف الاقتصادية فالعائلات الممتدة تعيش في مكان واحد ربما يسع أربعة أو خمسة أشخاص، غير أن عشرين شخصا باتوا يعيشون في المكان نفسه، وهذه المسألة تشكل ثقلا نفسيا واقتصاديا على الرجال والنساء، وهي أحد أهم أسباب الطلاق في العراق.

ومعوقو الحرب مأساة أخرى من مآسي الرجل العراقي، وقد بلغت أخر إحصائية لمعوقي الحرب أكثر من مليوني معوق.

وقدرت منظمة العمل الدولية مجموع القوى العاملة في العراق بـ6.7 مليون شخص بواقع 5.6 مليون رجل و 1.1 مليون امرأة، وهي إحصائية توضح النسبة المنخفضة لمشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي.

وبينت النسب أيضا أن معدلات البطالة قد بلغت 18.4% وتصل إلى 33.4% بالنسبة للشباب إجمالا و37.2% للشباب الحاصلين على التعليم الإعدادي أو الجامعي.

ولم تترك الظروف الصعبة التي عاشها ويعيشها العراق الرجل عند حد الإعاقة والفقر والجهل، بل أن مئات الآلاف من الذين قتلوا خلفوا وراءهم 11% من نساء العراق أرامل يقمن بإعالة عوائلهن الآن وهذه مأساة أخرى. (الشرق الأوسط/ العدد 9671/ 21 مايو 2005)

المجرمون مصدر التهديد الرئيسي لـ 40% من نساء العراق..

أظهر استطلاع رسمي عراقي أن نسبة 40% من النساء العراقيات يعتبرن أن المجرمين يشكلون خطرا حقيقيا على حياتهن، في حين اعتبرت 12% منهن أن قوات التحالف تشكل مصدر التهديد الرئيسي لهن، بينما لم تشر 46% إلى أي خطر مباشر يهددهن.

أما على صعيد المحافظات فقد أشارت 85% من النساء في محافظات السليمانية واربيل ودهوك والمثنى إلى إنهن لم يتعرضن لأي تهديد مباشر ضدهن، بينما اعتبرت 91% من النساء في محافظة ميسان أن المجرمين هم مصدر التهديد الوحيد للمرأة في العراق مقارنة بـ73% في ذي قار و65% في العاصمة بغداد، وأكدت أكثر من40% من النساء في واسط وكربلاء أن المجرمين يشكلون خطرا عليهن، وأكثر من نصف نساء محافظة الانبار وصلاح الدين اعتبرن قوات التحالف هي أكبر مصدر للخطر عليهن.

وتعكس نتائج الاستطلاع الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء ودائرة تخطيط القوى العاملة التابعة لوزارة التخطيط، الخوف الكبير الذي يعتري الكثير من العراقيات بعد تعرض عدد غير قليل منهن، وخصوصا طالبات الجامعات، إلى الخطف والتهديد والاغتصاب على أيدي عصابات إجرامية في مناطق مختلفة من العراق خلال السنتين الماضيتين. (الشرق الأوسط/ العدد 9673/ 23 مايو 2005)

العنف يقتل الأب والأم ويوزع البنات الست على ملاجئ الأيتام...

استيقظت إيمان في احد أيام سبتمبر (أيلول) على صوت عيارات نارية، وتقول وهي تضم شقيقتها الصغرى هند التي تبلغ من العمر سنتين (هرعت من سريري ورأيت من وراء الستار أربعة رجال مسلحين وملثمين يطلقون النار على أمي).

وتضيف (لم أدرك ما حدث إلا في اليوم التالي عندما اخرج الجيران نعشي والدي لدفنهما في بلد)..

وتكفل أقرباء إيمان وهند واخواتهما الثلاث، مروة 12 عاما، وسورة 6 أعوام، وعليا 9 أعوام، بهن في أحد أحياء شمال بغداد أولا ثم قاموا بتوزيعهن على دارين للأيتام، تقول إيمان (أمنيتي الوحيدة هي أن أعيش مع أخواتي تحت سقف واحد). (الحياة/ العدد 15399/ 30 مايو 2005)

العراقيات يرفضن الزواج من عناصر الشرطة والحرس الوطني...

ترفض سناء الفتاة الجامعية، الزواج من زميلها عمر في الجامعة المستنصرية في بغداد، لسبب قد يبدو تافها لمثيلاتها في دول أخرى ألا وهو عمل عمر في سلك الشرطة.

وتوضح سناء موقفها الرافض للارتباط بعمر مالم يتخلَ عن عمله فتقول (لا أريد التفكير بأنني قد أغدو أرملة لأطفال أيتام في أي لحظة، أريد الزواج لاستقر نفسيا واجتماعيا).

مشكلة سناء وعمر تتعداهما إلى أكثر من الشباب، فالفتيات يرفضن الارتباط بشباب لهم علاقة بأحزاب سياسية أو مؤسسات ومراكز تابعة لها فضلا عن المترجمين والمقاولين والعمال مع الشركات الأجنبية وقوات التحالف.

وفي ما يتعلق بأسباب رفض الفتيات الارتباط بعناصر الشرطة والجيش، تلفت دراسة للباحثة الاجتماعية سوسن مهدي إلى ارتفاع معدلاتها في بعض المدن وانعدامها في أخرى.

ففي بغداد والموصل والانبار مثلا يظهر عزوف تام لدى الفتيات عن الزواج بمنتسبي الشرطة والجيش بسبب الوضع الأمني في هذه المدن، أما في محافظات الجنوب فالأمر مختلف كليا، إذ أن بعض الأمهات يدفعن بناتهن إلى الارتباط بعناصر أمنية وعسكرية لما تتمتع به هذه العناصر من مؤهلات اجتماعية ومادية في ظل الهدوء النسبي في مدن الجنوب، الأمر الذي لا يقلق حياة هذه العناصر أو الأسر. (الحياة/ العدد 15365 / 26 نيسان 2005)

موجة من الجريمة والعنف المتزايد تعصف بإسرائيل نتيجة نقل

الجنود أنماط سلوكهم

الميداني إلى المجتمع

وفقا للمعلومات التي قدمها قائد الشرطة الإسرائيلية، فان 71 جريمة قتل وقعت في إسرائيل منذ بداية العام الجاري، مقابل 49 جريمة في الفترة نفسها من العام الماضي، أي ارتفاع بنسبة 43 %. كما سجل ارتفاع بنسبة 5.1% في حالات العنف داخل العائلة وبنسبة 14% في سرقة السيارات وبـ61% في الفتيان الذين ضبطت في حوزتهم سكاكين لدى دخولهم النوادي الليلية.

وتضاعف مرتين عدد الفتية الأحداث الذين تم توجيههم إلى دائرة مراقبة سلوك الأحداث في السنوات الأربع الأخيرة، وفي المجمل طرأ ارتفاع بنسبة 69% في حوادث العنف في صفوف الشبيبة خلال العام الماضي.

وفي تحليله لتفاقم الظاهرة رأى الخبير في علم الأجرام عميد كلية علم الاجتماع في جامعة حيفا البروفسور آريه رطنر أنها تعود إلى عوامل عدة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية والأمنية في إسرائيل وسلوك قادتها وثقافة سياقة السيارات وعدم احترام قواعد سلوكية أساسية، مضيفا أنه ليس متفائلا لجهة إيجاد حلول لاحتواء الأزمة (طالما لم يتم حل المشاكل المختلفة التي تعيشها إسرائيل، هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة وزيادة عدد أفراد الشرطة لن تأتي بالحل المنشود).

وأضاف رطنر، لموقع صحيفة (يديعوت احرونوت) على الانترنت إن الضائقة الاقتصادية التي تضرب المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة تؤدي إلى تعميق الفجوات الاجتماعية (فالبطالة تعتبر ظاهرة مرتبطة بتفاقم العنف إذ أنها تتسبب في حصول أزمة لدى العاطل عن العمل وأفراد عائلته ومحيطه) وإنه عامل مساعد في زيادة الإحباط وتراكم الغضب والضغوط التي لا بد وأن تنفجر.

وتابع الأستاذ الجامعي متطرقا إلى تأثير الأوضاع الأمنية ليجزم بأن ثمة صلة وثيقة بين الانتفاضة الفلسطينية والحرب في لبنان من جهة وموجة العنف ويقول: (جزء مما يعيشه ويجربه الجنود في خدمتهم العسكرية ينتقل إلى الحياة المدنية، إنهم ينقلون أنماطا سلوكية عنيفة من ساحة المعركة إلى بيوتهم.. إذ اعتادوا على حل المشاكل بالعنف، وهذا ما يتم تصديره للمجتمع... هذا ما حصل للمجتمع الأمريكي أبان الحرب في فيتنام). (الحياة/ العدد 15406/ 6 حزيران 2005)