ردك على هذا الموضوع

متابعات

 

 

ندوة: التحديث والديمقراطية في العالم الإسلامي

أقيمت في بيت الحكمة بتاريخ 24/2/2005 ندوة فكرية قدم فيها الباحث والمفكر الاجتماعي د.متعب مناف، ورقة بحث دار مضمونها حول الرد والتحليل لأحد التقارير الإستراتيجية التي قامت بإعداده أحد مراكز البحوث الأمريكية، حيث ركز البحث الأمريكي على معوقات إدخال وطرح التحديث والديمقراطية في العالم الإسلامي، ولهذا كان عنوان الورقة (التحديث والديمقراطية في العالم الإسلامي/ عقبات وحلول)، أشار د.متعب إلى مسألتين مهمتين هما الأمن والطاقة ودورهما في توفير أرضية استقبال التغيير الديمقراطي المطروح، حيث يمثل الأمن بيئة حاضنة ومتفاعلة مع أي مشروع سياسي يراد له التطبيق والتأسيس، أما الطاقة فإنها هي الأخرى تتكفل بمطلوبية الكلفة والإنفاق، ولهذا أكد د.متعب على أن المرحلة القادمة في العالم الإسلامي سوف تشهد عملية تصنيع سياسي يوصل الخط الفاصل بين عولمة الأغنياء وعولمة الفقراء، كما أشار إلى ذلك، ولهذا تبرز قضية الديمقراطية كرابط شرعي في وصل متغير الداخل مع طرح الخارج، وأكد د.متعب في بحثه على أن المجتمعات الإسلامية وخاصة العربية هي بحاجة إلى معلم ينضد لها رؤية جديدة تعاكس صورة تلك المجتمعات التي رسمها باحثون من بلدان أخرى، يشار إلى أن هناك صفة الإذعان والتسليم داخل سلوكية تلك المجتمعات، لقد فتح د.متعب بتلك الورقة تاريخية ممارسة التنوير التي مثلت سعي النخب الإسلامية نحو الوصول إلى جانب الممارسة والتطبيق، كذلك كثف الضوء على صراع شمال- جنوب بكونه تقابل متغاير بين جنوب الأديان والعرقيات وشمال التقدم والتصنيع والحداثة وهنا نكتشف الفارق والهوة الفاصلة، إذن هناك قلق اللحاق والمواكبة الذي قد يقفز بمسيرة المجتمع فوق خطوات واجب المرور بها، وطرح د.متعب مسألة الثقافة بوصفها آيديولوجيا والديمقراطية بكونها تحديث، عندها يصبح الدخول عن طريق الثقافة استقرار للهوية الثقافية والمرتكز الأثني، إن القدوم من خلال الديمقراطية يكون اتصالاً على ضوء مشروع سياسي ينتج مبدأ المواطنة الذي يمثل مضاد الاستقطاب والتكور حول الهويات المحلية، لقد بين الباحث والمفكر الاجتماعي د.متعب بأن هناك قدرة وطنية تمتلك إرادة الاستيعاب والتمثل مع الحفاظ على خصوصية المكان والمجتمع والمرجعية الثقافية، إذن الانتظار من الآخر أن يفكر بدلاً عنا ويطرح حلولاً لمشاكلنا ونصبح متلقين أكثر من كوننا فاعلين في فهم تلك الإشكاليات وإيجاد الحلول لها.

نجمة الصبح تضيء عامها الثامن.. كلاويز..مهرجان الشعر والمحبة

متابعة: حيدر الجراح

غادرنا صقيع بغداد، وتركنا غربة أرواحنا فيها.. تأكل السيارة التي نستقلها أسفلت الطريق متجهين إلى كركوك أول سطر في دفتر العشق الكردي.

كنا نشعر بالخوف.. بالقلق.. وكان التوتر يستبد بأعصابنا وحناجرنا.. نصل إلى كركوك نستريح فيها، ويزايلنا التوتر والخوف.

نتوجه إلى السليمانية، نصل إلى ثاني سطر في دفتر العشق الكردي، وتتوالى السطور بعدها. في جمجمال يفتح الجبل ذراعيه ننزلق إلى أحضانه.. حياة ودفء مخضر على مد البصر.

في السليمانية وجدتني أعود بالذاكرة إلى تلك السنوات البعيدة.. سنوات القهر.. والقمع.. والموت المجاني.. والقرى المهدمة.. والأحلام المغتالة.

هي ذي السليمانية لم أزرها منذ خمسة عشر عاما.. كم تغيرت شوارعها، أبنيتها، حجارة الأرصفة والطريق.

ننزع آخر رداء، وتدثرنا السليمانية تلك المدينة الرائعة بأردية دفئها ومحبتها.

توجهنا إلى الفندق، حيث إقامة الوفود القادمة، كنا أول وفد يصل إلى هذا الفندق، كان الترحيب حارا كأرغفة خبزنا الخارجة من تنانير أمهاتنا، في شمال العراق وجنوبه.

يوم السبت 4/12/2004 وبمشاركة 160 مبدعا وباحثا في مجالات الشعر والقصة والبحث بدأت فعاليات المهرجان في العاشرة صباحا، كان الحضور كثيفا جدا، وقد امتلأت مقاعد القاعة بالمدعوين شعراء ونقاد وباحثين ومهتمين.

ألقى السيد ازاد توفين السكرتير الثقافي في مركز كلاويز الثقافي والأدبي كلمة رحب فيها بالوفود المشاركة من بغداد والسليمانية وأربيل ودهوك وإيران وسوريا، وأكد في كلمته العمل بجدية لإنجاح هذا المهرجان السنوي بنسخته الثامنة، وأمل أن يتقبل المشاركون نتائج السباق الذي يجري لتقييم القصائد والبحوث المقدمة في المهرجان، بعدها تحدث السيد حكمت محمد كريم (الملا بختيار) مسؤول مكتب المنظمات الإنسانية الديمقراطية و راعي المهرجان حيث قال في كلمته (نحن في مركز كلاويز نؤمن بالثقافة الحرة، والحياة الحرة، والكلمة الحرة، الثقافة الحرة تولد في ظل الديمقراطية، ولا يمكن للثقافة أن تبدع في ظل الاستبداد والدكتاتورية ثم وضح العلاقة الأخوية للكرد مع بقية القوميات المجاورة وتحدث أيضا عن قضية كركوك بالنسبة للكرد ولكل المنطقة، ثم جاءت كلمة السيد عمر فتاح، رئيس مجلس الوزراء الكردي التي تحدث فيها عن المنجز السياسي الذي تحقق لمدن كردستان، والتطور الحاصل في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتلك المدن.

أما كلمة السيد سعيد الساعدي التي ألقاها باسم الوفد الكردي الإيراني فقد ركز فيها على الاستبداد الذي يعاني منه الإيرانيون وخصوصا الأكراد منهم، وأنهم يعملون على تأسيس تجمعات مدنية تعنى بالثقافة واللغة الكرديتين للحفاظ على هويتهم القومية.

بعد ذلك جاءت كلمة السيد رؤوف عثمان رئيس المركز ليتحدث فيها عن ظروف انعقاد هذا المهرجان في السليمانية، وذكر أنه كان مقررا انعقاده في كركوك إلا أن الظروف الأمنية التي تمر فيها المدينة وحرصا على حياة المشاركين في المهرجان آثرت إدارة المركز عقده في السليمانية. وقال في كلمته: يظل مهرجان كلاويز الأدبي والثقافي معلما بارزا من معالم الحركة الثقافية في السليمانية حيث يتلاقى الأدباء والمثقفون من أنحاء العراق وإيران وسوريا تحت خمائل الإبداع وفضاءات الحرية المتوهجة. إن هذه التظاهرة الثقافية في المنطقة تدشن تقاليد أدبية راقية في ظل عراق فيدرالي متحرر بعيد عن ثقافة البطش والعنف وإلغاء الآخر.

في حين جاءت كلمة الاتحاد العام للأدباء العراقيين على لسان الشاعر حسن عبد راضي حيث قال: تشرق نجمة كلاويز مرة أخرى في سماء الإبداع، ناشرة ضوءها الماسي على شرفات الأدب والثقافة، لتتيح لنا أن نعيش عيدا ثقافيا رائعا وسط كم هائل من الأحزان والمرارات التي يعيشها العراق، واضعين بلسم الكلمة الشريفة على كل جرح من جراح الوطن.

إن هذا المهرجان يفتح نافذة للتثاقف وللإطلال على حركة الفكر في منطقة متعددة الثقافات، ويدفع بالمشهد الإبداعي خطوات واسعة إلى الأمام في مسيرة هادرة نحو صباح جديد شموسه الحرية والرقي والتقدم.

بعد هذه الكلمات، صعد الشاعر الكردي الشهير شيركو بيكس ليمطر الحضور بزخات من أمطار شعره وليغمر القاعة بتلك الصور من الحب والألفة والحميمية والصدق، وهو يهدر بصوته مخاطبا الجبال والأنهار والأشجار، مستدعيا شخصيات من التراث الكردي، ومن أساطيره وفلكلوره.

كانت قصيدته ملحمة شعرية رائعة تليق بمكانته التي أسسها على مدى عقود من العمل السياسي ضد النظام السابق.

يوم الاثنين 6/12/2004 كان موعد الحضور مع البحوث المكتوبة باللغة العربية، قدم للجلسة الشاعر حسن عبد راضي وشارك فيها: د. فائق مصطفى، أستاذ الأدب والنقد في جامعة السليمانية، وكان بحثه (الشعرية في مسرحيات محي الدين زنكنه)، البحث الثاني كان تحت عنوان (صراع البنية والإنسان) للناقد ناظم عوده، وقد بين في بحثه العوامل التي أفضت إلى انهيار النموذج البنيوي في تحليل الأدب، ومجمل هذه العوامل، ينتقد الفكر البنيوي في قيامه على منطق الحتميات اللسانية، ويشدد على المرجعية العقلانية لمفهوم (النظام) في سائر العلاقات اللغوية التي يبنى عليها النص بمفهومه البارتي، أي الذي يكتسب نصيته من السياق اللغوي الداخلي، وقد وجد خصوم البنيوية، أن إغفال البنيويين للمرجع الخارجي وإغفال المعطيات التاريخية قد ساهم في خلق أزمة القراءة البنيوية، ولعل هذا هو الذي حفّز جاك دريدا لكي يقترح جملة من الأفكار التي أراد لها أن تكون بديلا للمركزية العقلانية في البنيوية، وذهب إلى أن النص لا يتأسس على تلك المركزية إنما على الاختلاف الذي هو ضرورة نصيه تقاوم التقولب أو التنميط في نطاق الحتميات، وأوضحت الدراسة بشيء من التفصيل كيف ساهمت الرواية في إبراز قضية المرجع إلى الواجهة، وجعلها أحدى القضايا التي أحتج بها خصوم البنيوية، كذلك أوضحت الدراسة كيف ساهم البنيويون أنفسهم في وضع حد للمركزية البنيوية عبر يقظتهم في نهاية الستينات وإنجاز عدد من الدراسات حول التناص ونظام العلامات.

تلاه الشاعر كريم شفيدل في بحثه الذي حمل عنوان (البنية البصرية للشعر الحديث- قراءة في الوقائع التي أهملها الخطاب النقدي).

البحث الرابع قدمه الشاعر والباحث الأدبي يوسف أسكندر تحت عنوان (ثنائية النص والخطاب: قراءة نشوئية بإطار معرفي).

وكان البحث الأخير الذي حمل عنوان (التناقد في المناهج النقدية) للشاعرة والناقدة د. سهام جبار، وقد تخلل الجلسة العديد من الردود والتعقيبات على البحوث التي ألقيت.

في الجلسة المسائية التي أدارها السيد حيدر الجراح مدير بيت الحوار العراقي شارك فيها السيد محي الدين زنكنه القاص والروائي الكردي المعروف، وكانت مشاركته تحت عنوان (ولادة نص- أوجاع المخاض.. أفراح البلوغ.. صراخ الصمت الأخرس نموذجا)، حيث تحدث فيها عن تجربته الشخصية في الإبداع وهمومه وكان البحث الثاني للسيد سامي داوود الباحث في مجالات النقد الفني والابستمولوجيا وحمل بحثه عنوان (الآخر.. الأمة.. الأقليات بحث ابستمولوجي) وشارك السيد صباح الانباري وهو مسرحي وناقد ببحثه الموسوم (البوح المكتوم في كتابات محي الدين زنكنه).

هذا وقد تخلل المهرجان تقديم مسرحية كردية حملت عنوان (الزمن الذي لا موت فيه) قدمتها مجموعة من الممثلين الشباب على أحد المسارح الحديثة في مدينة السليمانية.

وقد تخلل المهرجان عدد من الفعاليات الأخرى واللقاءات العديدة بين الشعراء والباحثين والمثقفين على هامش الجلسات الصباحية والمسائية.

قراءات قصصية

ضمن جلسات اتحاد الأدباء والكتاب الاعتيادية التي عقدت في بنايته بتاريخ 23/2/2005 جلسة قراءات قصصية لأربعة أدباء هم (إيناس البدران، وعامر حمزة، وأطياف إبراهيم، وعلي الغزال)، ولقد تضمنت قراءة كل قاص، رؤية أدبية عمّا يدور ويحدث اليوم في المجتمع العراقي، طرحت القاصة إيناس البدران اقتراباً أدبياً حول مفهوم اليأس ضمن قصة بعنوان (فحيح المقصلة) عن طريق صورة سردية تبرز محتوى الجدوى داخل ممارسة الحياة اليومية، أما الكاتب عامر حمزة فحاول الإمساك بفكرة الحل لرجل في آخر العمر في قصته المعنونة (حلول آخر العمر) هذا الرجل تداخلت فيه الرغبة والحلم، في حين الكاتبة أطياف إبراهيم سعت إلى قراءة صورة المرأة في تخيلات المجتمع العراقي داخل مضامين قصتها (آخر السيّاح) كان اكتشاف تلك الصورة من خلال حوار مع امرأة أخرى، أما الشاعر علي الغزالي فحاول إثبات ذوقه القصصي في تلك الجلسة بقراءة قصة عنوانها (وتلاشت الأفكار) التي سعى فيها إلى التقاط الحدث اليومي المتغير بوصفه مادة لفكرة.

لعنة كلكامش: منتخبات من الشعر العراقي المعاصر صدرت في أسبانيا بلغتين

أسبانيا (خاص): صدرت للمرة الأولى في أسبانيا وفي مدينة برشلونة أنطولوجيا من الشعر العراقي المعاصر بعنوان لعنة كلكامش في كتابين منفصلين باللغتين العربية - الأسبانية والعربية - الكاتلانية وذلك بالتتابع عن دار نشر تمبستاد (Tempestad) و دار نشر ديلنديكس (del index). ويعد المشروع الأول من نوعه في أسبانيا أن تصدر منتخبات شعرية عراقية معاصرة بطبعتين مستقلتين ولغتين رئيسيتين، واذا كانت هناك محاولات أولى لترجمة الشعر العراقي للغة الأسبانية لأسماء معروفة مثل السياب والبياتي، فإنها المرة الأولى التي تصدر طبعة شاملة عن الشعر العراقي باللغة الأسبانية، والأولى من نوعها باللغة الكاتلانية. وقد انتخب القصائد وترجمها وقدم لها بمقدمة وافية، الكاتب العراقي المقيم في مدريد عبدالهادي سعدون بالتعاون مع المستعرب الكاتلاني المعروف جوسيب غريغوري. وقد جاء كل كتاب بـ 102 صفحة من الحجم المتوسط وضمت المنتخبات قصائد لأكثر من ثلاثين شاعراً عراقياً من أجيال مختلفة من الخمسينات حتى نماذج شعرية لآخر أصوات جيل التسعينات. والقصائد التي ضمتها المنتخبات حاولت إعطاء صورة متنوعة عن تيارات الشعر العراقي لما بعد فترة التحديث الشعري التي جاء بها تيار قصيدة الشعر الحر حتى آخر تيارات التجديد في قصيدة النثر وما بعدها، دون أن تضع عقبات أو حدود فاصلة للشعرية العراقية سواء تلك التي كتبت في العراق أو خارجه. من هنا فقد نوهت المقدمة إلى ظروف التكوين الشعري وأهم ممثليه ومن ثم التنوع والمغايرات الشكلية والتمثيلية في كل جيل وتيار ولدى كل شاعر. كما جاءت المقدمة بالتفصيل على مجمل ظروف القصيدة العراقية في مجابهة الديكتاتورية والتعسف والحروب وانتهاك الإنسانية في ظروف العراق طوال تلك السنين ومدى صلاحية القصيدة كجزء من الثقافة العراقية لمجابهة كل تلك الظروف المعتمة ومسايرتها لكل أنواع التجديد والإضافة إليه. وعنوان الكتاب (لعنة كلكامش) جاء من جملة وردت في المقدمة تشير إلى أن لعنة الشعر من ملحمة كلكامش حتى اليوم لا يمكن أن تفارق روح العراقي في التعبير عن كل ما له صلة بالعالم حتى وهو في أشد الأوضاع حلكة، ولا يجد افضل من الشعر كعشبة نجاة من اجل الوصول لطريق الأبد.

وقد ضمت المنتخبات الشعرية باللغتين الأسبانية والكاتلانية قصائد متفرقة لأسماء مثل: فاضل العزاوي، شيركو بيكه س، جان دمو، مهدي محمد علي، جمال مصطفى، صلاح حسن، عدنان الصائغ، أحمد عبدالحسين، نصيف الناصري، باسم المرعبي، طالب عبدالعزيز، سعد جاسم، سلمان داوود، عبدالأمير جرص، دنيا ميخائيل، كاظم النصار، جمال الحلاق، فرج الحطاب، محمد الأمين، صلاح حيثاني، محسن الرملي، جلال نعيم، فارس عدنان، رعد زامل، محمد الحمراني، خالد كاكي، أحمد سعداوي وآخرين غيرهم. وسيتم تقديم الكتابين أمام الجمهور الأسباني في مدينتي مدريد وبرشلونة على التتابع في الأيام القادمة. ومن المؤمل أن يتم نشر كتاب منتخبات آخر من الشعر العراقي بتحرير سعدون نفسه لأكثر من 40 صوتاً شعرياً آخر لطبعة جديدة عن دار نشر تادروي في مدينة مديين في كولومبيا هذا العام.

العراق وتحديات المستقبل في مؤتمر علمي

تحت شعار (العراق وتحديات المستقبل) انطلقت أعمال المؤتمر العلمي الخامس لمركز دراسات وبحوث الوطن العربي، وعلى مدى يومين 14-15 /2004/12 في بناية كلية العلوم/ الجامعة المستنصرية، أختص اليوم الأول بثلاث جلسات، الجلسة الأولى دارت حول محور (السياسة الخارجية) وقد ترأسها د. حسن البزاز ود. حازم النعيمي مقررا، قدمت فيها أوراق تناولت علاقات العراق الخارجية بجيرانه، حيث أخذ د. محمود علي الداوود العلاقة العراقية- التركية، التي ذكر فيها (منذ بداية الحكومة الوطنية الأولى في العراق وبعد الانتهاء من قضية الموصل وانعقاد المعاهدة العراقية- التركية عام 1926 اتسمت العلاقات العراقية- التركية بكونها علاقات حسنة على العموم، ورغم ظروف التوتر وعدم الاستقرار التي كان يعيشها العراق). ثم تلته د. بيداء محمود أحمد في بحث محور العراق- إيران بينت الباحثة أن العراق بعد 9/4/2003 دخل مرحلة جديدة ولعل من أبرز سماتها ذلك التغير في أطر سياسته الخارجية، وهو نابع من الاختلاف شبه الكلي للخط الآيديولوجي لمؤسسة صنع القرار الحالية، إذن فانتقال العراق نحو مرحلة جديدة يعني انتقال توجهات السياسة الخارجية للعراق نحو التعاون والتقارب مع أطراف الدائرتين الإقليمية والدولية ومنها إيران، ثم قدم د.سرحان غلام ورقته عن (تطبيع العلاقات العراقية- الكويتية) ركز فيها الباحث على الخلفية التاريخية لدولة الكويت وتأثيرات الصراعات الدولية السابقة بين الدولة العثمانية وبريطانيا، ولذلك أظهر الباحث أن عامل استقرار العلاقات الدولية مرتبط بمدى متانة العلاقات الإقليمية، ثم قدم الباحث مظفر الطالب ورقته التي اهتمت بالجانب العراقي- الأردني، ومن الأمور التي أبرزتها الورقة (اتسمت العلاقة مع الأردن بنوع من الخصوصية في ظل النظام السابق لأسباب معروفة، وبعد التغيير الذي حصل في العراق، فقد لوحظ اهتمام الحكومة العراقية وسعيها إلى تطوير علاقاتها مع الأردن) ثم قدمت الأستاذة سهى محمد الطريحي- وهي دبلوماسية سابقة في وزارة الخارجية العراقية - رؤيتها عن الآفاق المستقبلية لنوع العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، وحاجة هذه العلاقة إلى كفاءات وخبرات عالية على المستوى السياسي والدبلوماسي.

وكان ختام الجلسة الأولى بورقة د. فوزية صابر، وكانت بعنوان (العراق ودول الجوار بعد الاحتلال الأمريكي، الانعكاسات السياسية والإستراتيجية: إيران نموذجا) ومما ذكرته (إن إيران بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 اتخذت سياسة تفويت الفرص والحياد الإيجابي، وهي تعكس بالدرجة الأولى مخاوف إيران من الاستهداف الأمريكي لها، وحرصها على عدم التورط في أي مواجهة مباشرة وعلى عدم توفير الذرائع السياسية أو الأمنية التي تبرز مثل هذه المواجهات، وقد كان المؤتمر برعاية الدكتور طاهر البكاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

حلقة نقاشية عن التعددية والحرية في المنظور الاسلامي

النبأ/لندن: ازدحمت الأدبيات السياسية بمفردات ومصطلحات قيمية من قبيل التعددية والتعددية السياسية والحرية والحرية السياسية، وأخذت مساحة واسعة من تفكير المثقفين والزعامات الحزبية والسياسية في العالمين العربي والاسلامي.

ترى كيف تعاطى الاسلام مع مفردتي التعددية والحرية؟

كان هذا محور الحلقة النقاشية التي جرت في الثالث من اذار (مارس) في مقر الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية في لندن، حيث استعرض الباحث العراقي نضير الخزرجي الذي يحضّر لنيل درجة دكتوراه فلسفة في الدراسات الاسلامية عن موضوعة (شرعية قيام الاحزاب في الاسلام) استعرض جوانب عدة من بحث التعددية والحرية.

في البدء اشار الاستاذ في الجامعة الاسلامية الدكتور عبد الكريم الزبيدي الى اهمية عقد الحلقات الدراسية والنقاشية بوصفها تستعرض بحثا علميا يراد منه الوصول الى حقائق علمية وقطف احسن النتائج، ثم تطرق الى التعددية السياسية والحرية في المدرستين الغربية والشرقية، مؤكدا ايلاء الاسلام الحرية اهمية كبرى، معرجا على التعددية كمفهوم سياسي برز في الادبيات الغربية، ووضع التعددية السياسية في العالم الاسلامي.

وقدم الباحث نضير الخزرجي تصوره عن المنهج الذي بحث فيه موضوع التعددية والحرية بوصفه من الموضوعات التي برزت الى الساحة الاسلامية في وقت متأخر ويحتاج في تأصيله الى معاينة النصوص وتجارب السلف وفتاوى المتشرعة، ولهذا سار في بحثه في اطار: (المنهج التاريخي يغذيه المنهج النقلي والمنهج المقارن، مع اجراء توثيق واستقراء وتحليل للنصوص).

وخلص الباحث الى ان النصوص الشرعية واقفة على اقرار بالتنوع والاختلاف والتعددية بأشكالها المختلفة ومنها التعددية السياسية، وان القول بالتعددية يفضي بشكل انسيابي الى القول بالحرية واصالتها ومنها الحرية السياسية باشكالها المختلفة، فالتعددية السياسية وهي من صور التعددية تنفتح على حرية سياسية، اذ لا تعددية سياسية من غير حرية سياسية، ولا حرية سياسية من غير تعددية سياسية.

بعد ذلك فتح الباب لمناقشة الباحث وابداء الملاحظات والمداخلات، فقال الاستاذ الجامعي الدكتور عبد الحسن السعدي في مداخلته ان التعددية السياسية والحرية من الموضوعات الحساسة في نسيج تفكير امتنا الاسلامية وان الحرية السياسية انما هي خادمة للحريات المدنية. ووجد الاستاذ الجامعي الدكتور طارق نجم عبد الله انه بالامكان دراسة التعددية السياسية كحالة مستقلة عن الحرية ولا ترابط بين الاثنين، ولكن الدكتور السعدي خالفه الرأي في ذلك. فيما رأى عميد الدراسات العليا في الجامعة الاسلامية الدكتور ابراهيم العاتي ان التعددية الحزبية تعبير عن تعددية في الرأي، وان الحديث عن التعددية في الكون ومحيطه يجرنا الى موضوع الحتمية حيث يرى البعض ان الكون هو سلسلة من الحتميات، واستعرض العاتي في مداخلته الاساس الفلسفي للحرية بلحاظ الجبر والتفويض والامر بين الامرين، والاخير تقول به الامامية، اذ: (لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين) كما يقول الامام جعفر بن محمد الصادق (ع).

كما قدم عدد من الباحثين وطلبة الدراسات العليا في الحلقة النقاشية استفسارات ومداخلات منهم: صلاح مهدي تكمه جي (العراق)، مشير گلالي (العراق)، هه له ت هماوندي (العراق)، هاني السباعي يوسف (مصر)، عمار حسين عباس (العراق)، كريم المحروس (البحرين)، فيصل مرزوق العلوي (البحرين) والباحث عبد الاله حسن (العراق).

القمع وفقدان حرية التعبير والاحباط  اسباب انتشار ظاهرة التطرف عند الشباب العربي

على الرغم من انتشار العنف والتطرف عند الشباب في العالم العربي والاسلامي الا ان الارقام تشير الى حدوث تغييرات جوهرية في افكار الشباب خصوصا في البلاد التي تشهد تحولات ديمقراطية عميقة مثل العراق وفلسطين، هذا الامر يقود الباحثين الى تأكيد دور الديمقراطية وحرية التعبير في كبح جماح العنف والتطرف خصوصا عند الشباب، حيث ان الديمقراطية تفتح ابواب الامل امام الشباب نحو المستقبل، بينما الديكتاتورية تزيد من حالات اليأس والاحباط والتفكير الانتحاري.

فقد أظهر استطلاع للرأي اجرته وزارة التخطيط والتعاون الانمائي في العراق ان 6ر85 بالمائة من الشباب العراقي يرفض العنف كوسيلة لحل المشكلات العالقة.

وكشف الاستطلاع ان ما نسبته 7ر93 بالمائة من المستطلعين ضد اطلاق النار ابتهاجا او حزنا في المناسبات معتبرين ان هذه الممارسات من شأنها ان تضر بالناس وترعب الاطفال والمسنين وتؤدي الى اضطرابات فيزيولوجية وهي خرق لحقوق الاخرين.

وافاد استطلاع آخر ان دعم الفلسطينيين للعمليات الانتحارية المناهضة لاسرائيل تراجع كثيرا حتى ان نسبة الداعمين لآخر عملية لم تتجاوز 29%. وافاد الاستطلاع الذي اجراه المركز الفلسطيني والدراسات المسحية والابحاث ان 29% من الاشخاص المستطلعين اكدوا انهم يؤيدون العملية الانتحارية الاخيرة التي اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص في تل ابيب في 25 فبراير بينما كان 77% من الاشخاص يدعمون العملية السابقة التي وقعت في 31 اغسطس 2004 في بئر السبع و75% كانوا يساندون عملية اكتوبر 2003 في احد مطاعم حيفا.

دوافع التطرف كظاهرة نفسية واجتماعية

اعتبر رئيس وحدة التأهيل بمستشفى الطب النفسي الدكتور رامز طه التطرف كظاهرة نفسية اجتماعية لها دوافع كثيرة ابرزها البطالة والحاجة الاجتماعية وصعوبة تحقيق الطموح.

وعرف الدكتور طه فى مقابلة مع (كونا) التطرف بأنه (الانحراف عن الوسطية والاعتدال في السلوك) وهي ظاهرة ترجع الى اضطراب في عمليات التفكير والسلوك مع وجود دلالات نفسية للقلق والعدوانية والانطوائية وسرعة التوتر والغضب وعدم النضج الانفعالي والقابلية للإستهواء.

واوضح ان (البعض استغل العزف على وتر المعتقد الديني ودفع بالشباب في بعض الدول العربية الى الارهاب وتكفير ذلك المجتمع الذي لا يمنحه المستوى المعيشي اللائق ويجرده من حرية التعبير ولكن ظهور هذه المشكلة في بعض المجتمعات الخليجية اسقطت هذا التفسير الاقتصادي الاجتماعي).

واضاف ان هناك دوافع اخرى للتطرف في منطقة الخليج يجب رصدها مثل الاغتراب ويعني الشعور بالغربة والعزلة وعدم التوافق واللامبالاة والتشوش الناتج عن التناقضات والتغيرات السريعة المفاجئة وفقدان القيم الى جانب حيرة الشباب بين تناقض الخطاب الديني مع ما يرونه على شاشات الفضائيات وشبكة الانترنت.

وذكر الدكتور طه ان هذه الحالة من التشوش وفقد الانتماء ادت الى شيوع حالات القلق والتوتر وادت الى سقوط بعض الشباب في (هوة سحيقة من الاحباط والرغبة في التمرد) على هذا الواقع بل والعدوان عليه.

واكد الدكتور طه ان الكثير من الدراسات اظهرت ان من يرتكبون اعمالا عدوانية واغتصاب وادمان وجرائم بدون دافع مقنع يعانون من حالة اغتراب متقدمه وصلت الى اليأس وفقدان كل القيم والمشاعر.

ومضى قائلا (مثل هذه النوعية من الشباب اذا سقطت في شباك من هو اقوى منها ذهنيا استطاع ان يعطيها المبرر الديني للعدوان على الاخرين ورفع السلاح في وجه المجتمع). وحول الخصائص المشتركة بين الشخصيات القابلة للتغرير والسقوط بسهولة في شباك التطرف والارهاب ذكر ان من اهمها التصلب وعدم المرونة وسمة قلق عالية وعدم النضج الانفعالي والانطواء والميل للعزلة والشك وعدم القدرة على تحمل الغموض واخطاء عديدة في عمليات التفكير من اهمها التطرف في الاحكام والمبالغة والتعميم واخطاء الحكم والاستنتاج والحساسية الشديدة للنقد وكذلك تضخيم المواقف والأحداث.

وبين ان جميع هذه الصفات تحتاج الى تأهيل ومساعدة نفسية منتظمة وعلاج نفسي في بعض الحالات.

واضاف ان اغلب هؤلاء الشباب ينتمون الى فئات هامشية في المجتمع ويمكن ان يكونوا قد نشأوا في جو اسري متشدد او قد تعرضوا في طفولتهم للقسوة والحرمان العاطفي والاحباط.

وذكر ان اكثر من باحث اكدوا ان الكثير من الأشخاص المتعصبين والمتطرفين يفتقرون الى المعلومات الدينية العميقة والى القيم الدينية الرفيعة كالتسامح والرحمة والحلم والصبر وان مجمل سلوكياتهم تعكس اختلالا وتشوشا في استيعاب القيم الدينية الصحيحة.

وتطرق الى ما اسماه ب (ميكانيزم التوحد بالمعتدي) وهي حيلة نفسية لا شعورية وصفتها العالمة آنا فرويد بأنها (حيلة نفسية خطيرة) حيث يتقمص الشخص دور من اعتدى عليه او قهره خاصة خلال فترة طفولته و يمثل هذا اضطرابا في الشخصية قد يدفع البعض الى تقمص وتمثيل دور المعتدى.

وقال الدكتور طه ان درجة الاحتواء تصل الى الاندماج الذي يدفع بالمعتدي عليه الى التحول الى ارهابي يدافع احيانا عمن قهره ويتقمص دوره في العدوان على الاخرين.

كما عرف عمليات (غسيل المخ) بانها تعني الضغط على الشخص للتخلي عن افكاره وعقائده وسلوكياته السابقة وتبني الافكار التي يغرسها فيه شخص ما بالقوة والضغط والتعذيب.

واوضح ان غسيل المخ يتم اثناء الحروب وخلال فترات السجن او الاعتقال اما (اعادة صياغة ايدولوجية الفرد وطبع عقله بأفكار وقيم معينة خاطئة أو متطرفة فهذا نوع غير عنيف من غسيل العقول وتغيير الاتجاهات والعقائد والقيم والتقاليد ويبدأ عادة باصطياد الشباب ذوي الشخصية الضعيفة الانطوائية عبر تشكيكهم في هويتهم وقيمتهم ثم غرس افكار وشائعات وقيم مضادة)، ومضى قائلا ان هذه الافكار (تجعلهم ينفرون من المجتمع وينعزلون عنه ويصطدمون به ويفقدون توافقهم النفسي والاجتماعي مما يدخلهم في حلقة مفرغة من العزلة والاغتراب والمعاناة والاحباط والتوتر والقلق والانفعالات مما يؤدي بهم الى الفشل الوظيفي والاجتماعي والذي يؤدي بالتالي الى مزيد من العزلة). واوصى الدكتور طه ببعض التوصيات فى مجال تأهيل الشباب لمواجهة ازمة الهوية والاغتراب وهي تأسيس مراكز علمية لدراسة الجوانب النفسية لمشكلة التطرف والوقاية منها والتنبؤ بها و علاجها وتأسيس مراكز للتأهيل النفسي والاجتماعي للشباب لعلاج الجوانب النفسية لهذه المشكلة والعمل على المزيد من التوافق وتكيف الشباب مع البيئة والمجتمع وقبول الاخر والتدريب على علاج المشكلات وتعديل التفكير الخاطئ وتعلم أساليب الضبط الذاتي وعلاج التوتر والقلق وسوء التوافق.

واكد اهمية نشر طرق التعليم الابتكاري والتفكير الابداعي وتعديل الخطاب الديني ليلائم العصر ويوجه الشباب الى كيفية التعامل مع الأخرين ايا كانت درجة اختلافهم عنا مع الحفاظ على ثوابت الدين في اطار الوسطية والاعتدال.

ويرى النائب الكويتي يوسف الزلزلة كما نقلت الشرق الاوسط عنه ان هناك أدلة على وجود مواد متطرفة في المناهج الدراسية في 11 كتابا من مواد التربية الإسلامية تدعو إلى التطرف وتثير الطائفية، لمختلف المراحل التعليمية وكذلك في المعهد الديني، تحتوي أفكاراً تكفيرية ومتطرفة، وذلك بعد قيامه بمسح جزئي لإعداد دراسة بهذا الشأن. وهناك بعض الأطروحات في هذه الكتب تقوم بتكفير بعض الأشخاص وتضع قطاعا كبيرا من المسلمين في خانة الشرك، وبالتالي تعمل على استصغار واحتقار وتكفير معتقدات الآخرين نتيجة لاجتهاد معين يختلفون في معانيه، فهناك مدارس فقهية مختلفة تختلف في اجتهاداتها، لذلك لا بد من وقفة متأملة من قبل المسؤولين في وزارة التربية لإعادة النظر في بعض المناهج.

ويقول الزلزلة ان هناك كتاب للتربية الإسلامية للصف العاشر، حيث يتحدث في مقدمته إلى حاجة المسلم لمعرفة أسباب الضلال للعمل على اجتنابها والحذر منها، وعلى الرغم من أن الكتاب موجه للمسلمين يأتي ليقول: (إن من ضمن الشرك الأكبر هو التقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين وأيضاً كالذين يعبدون العجل والكواكب والأحجار والأصنام). فإذا كان الحديث موجها للمسلمين فلا يوجد مسلم يعبد حجارة أو صنما أو بقرة أو شجرة، فبالتالي وضع هذه العبارات بهذه الطريقة يدعو إلى التحريض على مجموعات كبيرة من الناس، وإعطاء صورة غير صحيحة عن معتقدات المسلمين وأيضاًَ يوجه قطاع الشباب من صغار السن ليعيشوا حالة متشنجة وحالة ضدية وندية ضد المسلمين والآخرين، الأمر الذي يدلل على أن هناك فكرا تكفيريا يدعو الناس بأنهم مشركون.

واظهرت نتائج الدراسة التي اجريت في الكويت حول (العنف في المدارس الثانوية) على شريحة مكونة من 294 طالبا وطالبة في المرحلة الثانوية بمعدلات عمرية لاتتجاوز 15 عاما ان مرحلة المراهقة تتسم بالتذبذب الانفعالي والرغبة في المحاكاة والتقليد والتسرع في تحقيق الأهداف وان كانت غير مسايرة لطبيعة قدرات واستعدادات المراهق مما يشكل عاملا ضاغطا عليه.

ووجدت الدراسة ان ارتباط العنف بمرحلة المراهقة عند الطلاب الذكور هي نتيجة مباركة جماعة المراهقين للسلوك الذي يتصف بالعدوانية والجراة والاندفاعية ومحاولة الحصول على الاشياء بمنطق القوة حيث تطلق عليه صفة (الرجولة).

الدولة العربية الحديثة ولدت متوحشة

في رأي الباحث المصري محمد السيد سعيد أن معظم الدول العربية بعد استقلالها في منتصف القرن الماضي ولدت (متوحشة) متسلحة بقبضة حديدية لا يحدها قانون أو قيمة أخلاقية.

وأضاف في كتابه (الاحتلال الامريكي للعراق) الذي صدر عن دار ميريت بالقاهرة في 332 صفحة من القطع الكبير أن ما وصفه بتوحش الدولة العربية ظهر في تعاملاتها مع المثقفين أو المجتمع على اتساعه حيث (وجد هذا التوحش تبريره في الايديولوجيات القومية والماركسية والاسلامية.)

وأشار سعيد وهو نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الى أن المثقف العربي يعيش محنة بسبب أنظمة اعتبرها غير ديمقراطية متابعا أن نظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين كان الاكثر توحشا بين جميع النظم المتوحشة في العالم العربي فما قام به يعد تدميرا منهجيا للمجتمع العراقي الذي توزع بين السجون والمنافي والمقابر الجماعية وكهوف الخوف دون أن يملك حتى حق الاختيار بين تلك الاشكال.

(صنع صدام حسين لنفسه أسطورة قسوة عدمية لا يباريها غير الاساطير المشابهة في التاريخ مثل نيرون والحجاج الثقفي وجنكيز خان... أما ما وقع في سياق العدوان الانجلو أمريكي الوحشي على العراق فمثل محنة لا تدانيها محنة أخرى).

وحمل سعيد نظام صدام حسين مسؤولية ما اعتبره محنة عراقية ممتدة.

وأضاف سعيد أن احتلال جزء من العالم العربي مسؤولية مشتركة يتحملها المواطن والمثقف اضافة الى النظم العربية التي قال انها ارتكبت (جرائم وحكمت بالحديد والنار).