ردك على هذا الموضوع

الصحافة العراقية ووظيفتها الاجتماعية السياسية

-تنظير واستبيان -

كاظم صوب الله الجيزاني

 

قوة الصحافة

تتجلى ميزة الصحافة وقوتها وحدود سماتها من خلال علاقتها بالحياة الاجتماعية والسياسية، وبمدى قوتها وشخصيتها من خلال استقلاليتها او تبعيتها واثرها في التنشئة الاجتماعية السياسية، فضلا عن كفاءتها في النقد والتحليل والمشاركة في الرأي والمشورة وباسلوب تبنيها لمطالب الرأي العام من ناحية التعبير، أو من الناحية الفنية في تناولها لانواع الفنون الصحفية عند ممارستها التنشئة الاجتماعية السياسية.

ويمكن للصحافة ان تظهر قدرتها الحقيقية على التعبير عن مطالب الشعب والرأي العام وتبني توجهاته المشروعة عن طريق المساهمة الفاعلة في عملية التنشئة الاجتماعية السياسية، وهذا بدوره يظهر أيضاً قدرتها على تناول المعلومات والحقائق ومناقشتها وجمع الاخبار عنها وتفسيرها،ومن ثم المساهمة في طرح البدائل والإسهام بشكل مباشر في عملية التنشئة الاجتماعية السياسية من اجل الوصول الى عملية التغير الاجتماعي.

ووجود هذا الدور للصحافة وأثرها في تنشئة الفرد تدفع الباحث إلى تلمس موقعها في العراق ومعرفة مساهمتها في التعبير عن وظائفها وحجم دورها في عملية التنشئة الاجتماعية السياسية، هذه العملية التي تعتبر محور كل مجتمع سياسي متحضر.

دور الصحافة في الحياة العراقية الجديدة

تأتي أهمية الموضوع من اعتبارات عدة في مقدمتها الكشف عن دور الصحافة العراقية في هذه المرحلة من تاريخ العراق المعاصر ودورها في معالجة الآثار الاجتماعية السلبية الناجمة عن استخدام نظرية السلطة في الإعلام العراقي للفترة ( 1968-2003) من خلال طرح مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية وتفعيل دور الجماهير عن طريق جعل العملية الاعلامية عملية لا تخضع لمفهوم معين أو أيديولوجي واحد. وتتركز أهداف هذا المثال في:

1- الكشف عن دور الصحافة في عملية التنشئة الاجتماعية السياسية في عراق اليوم.

2- تحديد اتجاهات قراء الصحف بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعلمية والاقتصادية من كلا الجنسين بخصوص ما مارسته الصحافة العراقية من دور في معالجتها لعملية التنشئة الاجتماعية السياسية.

3- الوصول إلى حقائق ومؤشرات عملية وعلمية واجتماعية عن واقع الدور الذي قامت به الصحافة العراقية خلال الفتره المحصورة من 9\4\2003 لغاية اليوم حول مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية.

4- الكشف عن الآثار السلبية لنظرية السلطة في العملية الإعلامية (خصوصا الصحافة) التي كانت سائدة في العراق قبل سقوط النظام السابق. والكشف عن النظرية الاكثر ملائمة للفرد العراقي من كلا الجنسين من بين نظريات الإعلام الأربع.

نظريات الإعلام ومصطلحاته

أ‌- نظرية السلطة.

ب‌- النظرية الشيوعية.

ت‌- النظرية الليبرالية.

ث‌- نظرية المسؤولية الاجتماعية. ويمكن تعريف عملية التنشئة الاجتماعية السياسيه من خلال مجموعة تعاريف، هي:

(العمليات التي يكتسب بواسطتها الافراد المعرفة والمهارات والإمكانات التي تجعلهم بصوره عامة اعضاء قادرين وفاعلين في مجتمعهم) ويمكن تعريفها أيضا (العمليات التي يصبح بها الفرد قادراً على تعلم كيف يعيش مع الاخرين ويسلك معهم مسلكهم في الحياة.وتعرف أيضا (عملية تربوية يقوم بها المجتمع من اجل تكوين شخصية قادرة على التفاعل الاجتماعي ضمن الاطار الثقافي وقادرة على تحقيق الاستقلال الفكري في اطار العلاقات الاجتماعية).

أما تعريف الصحافة فيشتمل على (صناعة إصدار الصحف وذلك باستقصاء الأنباء وكتابة المقالات وجمع الاعلانات والصور ونشرها في الصحف والمجلات وتولي إدارتها).

كما عرفها بعضهم (رواية الأخبار وعرضها بطريقة ما على الجمهور) ، كما تعرف أيضاً (بأنها جميع الطرق والسبل المتاحة والمكتسبة في تحصيل الاخبار وجمعها ورصد الاحداث ومعالجتها لغرض تقديمها للقراء فيما يخص جميع ثقافاتهم واهتماماتهم).

نظريات الإعلام (الصحافة) الذي اتفق عليه الرأي هو ان صحافة كل امة ليست الا انعكاس لصورة الحكم الذي تخضع له هذه الامة او الدولة. ومن هذا المنطلق ظهرت للعالم أربع نظريات للإعلام (الصحافة) حاولت الحكومات من خلالها استخدام أحدى النظريات الأربع لتدعيم ايديولوجيتها في عملية التنشئة الاجتماعية السياسية ويمكن استعراض هذه النظريات بشكل مبسط من اجل توضيح وتوسيع المفهوم.

نظرية السلطة

تعد نظرية السلطة من اقدم النظريات في الاعلام وقد ظهرت في أواخر عصر النهضة بعد اختراع الطباعة مباشرة وقد استغلت الحكومات الدكتاتورية والاستبدادية -التي لاتؤمن بالديمقراطية والقيادة الجماعية- هذه النظرية إذ عدت الإعلام (الصحافة) ملكا للسلطة الحاكمة تطرح من خلاله ما تريد أن تمليه على جماهير الشعب.

النظرية الليبرالية

ظهرت هذه النظرية في اوربا وامريكا، وهي تنظر الى مركز الانسان والدولة نظرة مخالفة لنظرية السلطة، فالإنسان لم يعد مخلوقاً تابعا، وغير قادر على الاعتماد على نفسه مما يقتضي أن يقاد ويوجه، بل إن الإنسان له كيان مستقل ومقدرة ذهنية تمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ وهو يهدف الى معرفة الحقيقة. والطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة تكون بترك الاراء تتصارع وتتنافس بحرية، ويجب أن تتاح لكل فرد الفرصة ليقول ما في ذهنه بحرية على شرط أن يوفر لغيره فرصة متكافئة واختيار الرأي الذي يسود في النهاية.

النظرية الشيوعية أو الاشتراكية

طبقت هذه النظرية في الاتحاد السوفيتي سابقا وبعض الدول الاشتراكية. إذ ترى الأيديولوجية الشيوعية ان الحقيقه يجب ان تكون احتكارا في يد السلطة، والسلطة محصورة في يد الحزب الواحد (الحزب الشيوعي) والصحافة يجب أن يملي عليها الحزب الشيوعي كل مواضيعه ومواقفه.. وتختلف النظرية الشيوعية عن نظرية السلطه في انها تهدف الى العناية الاجتماعية في خدمات المجتمع ومرحلة تولي دكتاتورية البروليتاريا.

بهذا تكون الصحافة جزءاً لا يتجزأ من جهاز الدولة الشيوعية، فالصحافة لا يملكها الأفراد ولكن تملكها الدولة ويديرها الحزب الشيوعي.

ووظيفة الصحافة زيارة الأحداث وتوحيد الفكر بين اعضاء المجتمع وتعليم المبادئ الماركسية وتفسير الاحداث على ضوء تلك المبادئ الأساسية.

نظرية المسؤولية الاجتماعية

ظهرت هذه النظريه في اواخر السبعينات من القرن المنصرم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبحت اغلب وسائل الاعلام وخاصة الصحافة، مؤسسات رأسمالية ضخمة تابعة لمجموعة أشخاص يرتبطون في الحكومة من خلال النظام الرأسمالي، وبهذا تكون الصحافة قد خضعت لتأثيرات السلطة ثانية، الأمر الذي دفع المهتمين بالصحافة ورجال الاعلام والمصلحين الاجتماعيين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين عبروا عن مخاوفهم من هذه الظاهرة، إلى تكوين لجنة حرية الاعلام والصحافة، حيث رفعت هذه اللجنة شعار: (إن لك حرية يقابلها مسؤولية)، وطالبت اللجنة بإنشاء هيئة اختيارية للاشراف على انحراف الصحافة، وإبراز ما يخدم منها المصلحة العامة، فأصبحت النظرية الجديدة تركز اساسا على المسؤولية، إذ ترى هذه النظرية ان مسؤولية التنشئة الاجتماعية السياسية هي مسؤولية الصحفي نفسه.

ووفقا لهذه النظرية يجب أن لا يثق الأفراد بالحكومة لتحدد لهم ما هو الخطأ والصواب، فالبحث عن الحقيقة هو من الحقوق الأساسية للإنسان، وتقوم الصحافة بمساعدة الشعب بالبحث عن الحقيقة ولهذا فهي شريكة له وتقوم بتمثيله.

وحرية الصحافة يجب الا تترك للحكومة لكي تتحكم فيها، بل يجب ان تكون الصحافة حرة لكي تستطيع تقديم الادلة واتخاذ قرارات على أساس نظرية المسؤولية الاجتماعية.

استبيان من واقع الصحافة العراقية

بعد هذا العرض الموجز لبعض نظريات الصحافة حاول الباحث أن يأخذ عينة من الوسط الاعلامي الاكاديمي عن طريق توجيه مجموعة من الأسئلة ثم الإجابة عليها بإشارة صح أمام الحقول الثلاثة (موافق، موافق إلى حد ما، غير موافق)

ت

الفقرات

موافق

موافق إلى حد ما

غير موافق

1

هل يجب ان تكون الصحافة تحت تصرف السلطه في العراق الجديد؟

 

 

 

2

هل تترك الصحافة حرة بدون رقيب؟

 

 

 

3

هل أصبحت الصحافة في العراق الجديد تعبر عن هموم المواطن؟

4

هل استطاعت الصحافة في العراق بعد سقوط النظام أن تكون حرة؟

5

هل استطاعت الصحافة ان تنهض بالمستوى الثقافي للفرد العراقي سياسيا؟

 

 

 

6

هل ان ظاهرة ازدياد عدد الصحف ظاهرة سلبية؟

 

 

 

7

هل استطاعت الصحافة العراقية ان تعبر عن واقع وطموح الشعب العراقي؟

 

 

 

8

هل ان الصحفي العراقي مثقف سياسيا؟

 

 

 

أظهرت نتيجة البحث ما يلي

الفقرة رقم (1) . أن نسبة 57 % من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (2) . أن نسبة 10% من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (3) أن نسبة 30% من العينة ترفض الفقرة.

الفقرة رقم (4) أن نسبة 10% من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (5) أن نسبة 54% من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (6) أن نسبة 6% من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (7) أن نسبة 50% من العينة ترفض هذه الفقرة.

الفقرة رقم (8) أن نسبة 70 % من العينة ترفض هذه الفقرة.