رحيل أمة

في رثاء المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي

جاسم الصحيح

موتٌ بِحَجْمِكَ فـــــــــارعٌ جبَّارُ
ما كانَ عُمْرُكَ في جليلِ عطائهِ
فكأنَّمَا انفَقدَتْ بفقــــــــــدكَ أُمَّةٌ
لكنَّ مثلَكَ لا يمـــــــوتُ جميعُهُ
وبَقيتَ في أُفقِ الهدايةِ كـــوكباً
لا لَنْ تُحالَ على المعاشِ رسالةٌ
يا بنَ الزعاماتِ التي دَرَجَتْ على
ذكراكَ ذكرى الثائـــــرينَ تفجّروا
رُمْحٌ بِطُولِ الدَهْرِ شــــــــدَ قناتَهُ
فَتَنَاسَلَ التاريخُ عبـــــــــر سُلالةٍ
ومشَى جُدودُكَ بالبطولةِ مـــوكباً
يتوارثونَ الشمسَ مثــــل حقيقةٍ
هُمْ أشعلوا الثوراتِ واشتعلُوا بِها
مازالَ في (التِنْبَاكِ) من نَفَحَاتِهِمْ
وهَديرُهُمْ ما انفكَّ يوقظُ (ثورةَ الـ
حتّى إذَا عقدُوا إليكَ لــــــواءهُمْ
سَيَّجْتَ عُمْرَكَ باللواءِ على مَدَى

 

كيــــف استطاعَتْ نَسْجَهُ الأقدارُ
عُمْراً فَيَزهـــــــــق .. إنَّهُ أعمارُ
وأُدِيلَ كـــــــــونٌ وانطوَتْ أسفارُ
بلْ فاضَ منكَ على الردَى مِقْدارُ
بِشُعَاعِهِ تتــــــــــــــوهّجُ الأَفكارُ
عُلْيَا .. ولَنْ يتقـــــــاعَدَ الأحرارُ
وَهَجِ الكفاحِ .. يقوتُها الإصرارُ
بالرفضِ يـــومَ تفجّرَ ( الكرّارُ )
(حِجْرٌ) وقَدَّ سنـــــــانَهُ ( عَمّارُ )
هِيَ بـــــــــالضَحايـــَا منبعٌ فَوّارُ
فـــــــــي دربهِ تَتَهافَتُ الأخطارُ
بيضاءَ مـــــا شَحّتْ بِها الأنوارُ
كالنّارِ حيـــن تخوضُ فيها النّارُ
غَضَبٌ بـــــــــــــهِ يتنفّسُ الثُوّارُ
عشرينِ ) حيـن يُفيق فينا العارُ
وعليهِ مــن وَهَجِ الولاءِ شِعارُ
( سبعينَ ) يملؤُها بِكَ الإعصارُ

●   ●   ●

ودخلتَ مضمارَ الفتوحِ بثورةٍ
فإذا بِكُلِّ عمامةٍ لكَ صـــرخةٌ
يَا مــــاحياً ليلَ الشكوكِ بِجُبّةٍ
كَمْ عتمةٍ أبطلتَ سِرَّ وجودِها
والأُفْقُ يلتقطُ الكـــواكبَ كُلَّمَا ـ
ساعٍ تَحُجُّ إلى اليقينِ بِناقة ـ
ميقاتُ حَجِّكَ حيثُ تُومِضُ فكرةٌ
وتتيهُ فــــــي منفَى الأَدِلَّةِ آملاً
ريَّانُ من مــــاءِ الحوارِ تَعُبُّهُ
ما طُفْتَ بالأشياءِ في مَلَكُوتِها
حتّى خطاكَ فإنَّ رجــــــع رنينِها
فإذَا اختلفتَ مع (الربيعِ)فمكسَبٌ
وحقيقةُ الشلاَّلِ أنَّ حطــــــامَهُ
يا ماردَ التقوى وعملاقَ الرضى
كانَتْ يراعتُكَ الصقيلةُ صــــــارماً
ومِدادُكَ الجاري على وَرَقِ الهُدَى
وهواجسٌ لكَ عَشَّشَتْ بِطُيورِهــــا
هذي المسيرةُ لا ضــــؤيحَ بِوسْعِها
هيَ ثورةُ الأهدافِ .. ليسَ لِنَصّها

 

للفكرِ ضـــــاقَ بِمَدّها المضمارُ
تَدْوِي ، ومـــــوجٌ عاصفٌ هدَّارُ
نَسْجِ السماءِ .. خُيُوطُهَا أقمارُ
من فرطِ ما ائتلَقَتْ بِكَ الأسحارُ
انتثرَتْ بهِ أنفـــــــاسُكَ الأطهارُ
النجوى فَيُطْرِبُها بـــــك اسْتِنْفَارُ
ويُضيءُ في داجي العقولِ مَنارُ
أنْ تَسْتَضيفَكَ للحقيقــــــــةِ دارُ
نَهِماً كأنَّ بُحوثَكَ الأمطــــــــارُ
إلاَّ وأنتَ مع الوجودِ حــــــوارُ
لغةٌ بهــــــــا تتحاورُ الأحجارُ
لِلْعِطْرِ أنْ تَتَخَالَفَ الأَزهــــــارُ
نَهْرٌ بــــــــــــــــهِ يَتَوَحّدُ التيّارُ
ودليلَ من قصدُواالطريقَ وحارُوا
ذَهَباً .. ترقِّقُ حـــــــدَهُ الأفكارُ
نَهْراً تُقَلِّدُ جــــــــــريَهُ الأنهارُ
في الكُتْبِ حيثُ تُقَدَّسُ الأوكارُ
في الأرضِ كــــــــي يَخْتَطَّهُ حَفَّارُ
بَدَلٌ .. وقـــــــــد تتَبَدّلُ الأدوارُ!!