كف اليراع

فريد النمر

وخرّ السمك وانصدع انصداعا

 يطاول حده فينا اتســـــــــــاعا

على شمس المعارف، والبقاعـا

على سمعي فقد ضقت استماعا

فوا لهفي وكيف لها استطاعـــا

مدامعنا انهمالاً و انهماعـــــــا

أيعقل سَمكُها الراسي تداعـــى

تـــــزوده أحبته الوداعـــــــــا

لــــه بالأمس قد مثلوا إتباعـــا

ولم نهوِ على الترب ارتياعـــا

وبات الحزن يقلعها اقتلاعــــا

أرانا من رزاياه اختراعـــــــا

وأعلمها بطول العلم باعــــــا

و جملة ما أسرَّ وما أذاعـــــا

ولم أغل ولم أقل ابتداعـــــــا

بوافر ضوئها تهمي انتفاعــــا

وانك كنت سيدها اتساعــــــا

سراباً قـد يخادعنا خداعــــــا

و ليــس قليلها إلا متاعــــــــا

وجمري بالحشا يغضي اقتطاعا

 نجاهده فيجهدنا امتناعــــــــا

أتتركنا وقد جئنا سراعـــــــا؟

ولم يكُ ذاك شيئاً مستطاعـــــا

بثغر باسم يهدي انطباعـــــــا

بكل وجهة أنوي اجتماعـــــا

كأنك قد رسمت بها شعاعــا

سما مجدا يطاوله ارتفاعــــا

ويا من لم يدع حقّا مُضاعـــا

ولم يترك لأعوجها انتزاعــا

إذا لم تَبد غرَّتكَ التماعــــــا

لقسنا أصبعا منكم ذراعــــا

فتبلغنا يراعتها ارتداعـــــــا

 وأن ضياءها يسمو يراعــا

من الأسفار نعشقها اقتناعــا

ومن يرجو لما فات ارتجاعا

نراكم لا توافقنا اجتماعـــــا

لهيأنا القلوب لك اضطجاعا

على مثواك تلثمه بقاعــــــا

تسابقنا الطباع له انطباعـــا

نــــــذوب به ونلقاه ادراعا

نعاوده إذا زغنــــا انخداعا

تشعُّ على أشعتك الشعاعــا

فيسمو للذرى منه ارتفاعــا

 تحفُّ بك الملائكةُ اتباعـــا

حشاشة فاطمٍ تأبى انقطاعا

 إذا طلعت تزاورنا اطلاعا

 

تــــداعى الدين فانهزع انهزاعاً

وصار الشرعُ في ثلــــــم عظيم

وعمّ المشرقيـــــــن سـواد حزن

هـــــو الــــرزء الجليل فلا تعده

وقـــد رعشت على قلبي الرزايا

ألا ياصاح مـن صـــــاح استهلي

ومــــن عزّ البرايـــــا في سماء

وهل طرحوا الضياء على فراش

وهــل حملوا على الأعواد فجراً

أمن عــــزمٍ نرى المولى مسجىً

لقــــــد فجعت بسيدهـــــــــا أنام

تفنن في الرزايــا الدهـــــر حتى

مضى ســــــر القداسة ويح قلبي

سليل المصطفى حمـــــدا ومجداً

وصــوت المرتضى بأسا وعزماً

فأنت الشمس ترمــــــي من بعيد

وانك كـــــــت فــــارسها اقتداراً

زهـــــدت فلم تجـــــد دنياك إلا

فليس متـــــــــــــــاعها إلا قليلا

فعذراً سيـــــــدي أغرقتَ دمعي

و صعبٌ أن نــــــراك على فراق

نحاول منــــــــــك قربا واتصالاً

تكلفــــــــــــنا السُّلوَّ وذاك مـــرٌّ

نراك بكــــــــــل نيّرةٍ بشوشــــاً

وشخصك حاضــــــر في كل آنٍ

ومن يرنو رؤاك يــــــــراك فيها

ويوسف إن أضاعــــــــوه بحقدٍ

فيا من لم يدع نهجاً حــــــــلالاً

وقوّمَ منهج الحق اقتباســــــــــــا

أبا الأحرار أيُّ هـــــــدى لسارٍ

فلو قسنا ســواك بمــــــــــا ألفنا

لكفٍّ كــــــــاليراع تسوق حساً

كــــــــــــأن بنانهـــا قنديل نور

فما برحــــــــــــت لآيك بيِّنات

وفي لُقياك حــــــــجّ كان يُرجى

فعذراً سيــــــــــدي تنأى ونبقى

فلو صـــــــحّ بغير الترب دفنٌ

تمـــامُ العشق أن تقف الصفوف

ستبقى بــــــــــالخلود وأيّ ذكرٍ

ونبقى في رؤاك كملح مــــــاءٍ

و(شيرازي)، سيعلو فينا فكـــراً

وحسبك بالكواكب نيــــــــرات

فترسل فكرك الصافي وجوداً

فسر نحـــو الجنان بخير ركب

يباركـــــك الرسول وأنت منه

فعش فينا كشمس الصبح دوماً