معالم العظمة

دراسة إحصائية في مؤلّفات الإمام الشيرازي(قدس سره)

السيد محمود الموسوي(*)

إننا لا نعدو الحقيقة إن قلنا أن الإمام الشيرازي نادرة العصر في جوانب كثيرة، ومن ضمنها جانب التأليف، وحسبه من خاصية امتاز بها سماحته، لأنها خاصية تعبر عن المكنونات العلمية للإمام الشيرازي، بل إنما هي تعبر عن بعض ما يحويه فكره النيّر من دون استيعاب لسعته، لأن مهام المرجعية الجسيمة وظروف الهجرة القاسية، ومصاعب الحياة التي أملاها الفعل السياسي وتابعه الاجتماعي، والتي اجتمعت لتكوّن ظروفاً حالت دون أن نرى المزيد، وقد أعطى الكثير وما زال حتى آخر يوم من حياته الشريفة بركاناً من العطاء، فقد أعطى أكثر من (1065) كتاباً، رغم أنه لم يكن من المعمّرين.

إنّ استكشاف العظمة واستبيان معالمها من خلال النظر لببلوجرافيا مؤلفات الإمام الشيرازي، إنما هي من منطلق (قيمة كل امرءٍ ما يحسنه) كما قال أمير المؤمنين(ع)، هذا وقد أقسم الله عز وجل بالقلم وما ينتجه القلم، إذ قال عز شأنه: (ن. والقلم وما يسطرون)، وقال عز وجل: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، وقال تعالى : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

إن عظمة العظيم تتجلى في ما يصدر عنه مما يحسنه، ويحمل من مقومات العظمة وصفاتها، وتتسع أو تضيق بتوسّعه وتضيّقه، و كذلك فإن نتاجه هو السعي الذي سعاه، فلا بد للمؤمنين أن يفتحوا بصائرهم ليروا معالم عظمته، تحقيقاً للسنّة الإلهية التي تنبئ عن أن الله تعالى ورسوله والمؤمنين سيرون عمل العاملين.

وعندما ننظر لمؤلفات الإمام الشيرازي بشكل علمي، فما ذلك إلا مواصلة للمسار الذي أثبته بنفسه من خلال غزارة انتاجه، والعظماء يشهدون لأنفسهم بأعمالهم بالعظمة. عندما واجه سماحته حملات التهميش وسياسات التشكيك والإقصاء، بالخلق الرفيع الذي عُرِف به، وبمواصلته لمسيرته في العطاء العلمي المتواصل والدؤوب، من غير أن تؤثر فيه عواصف الحسد وألاعيب المكر، وضغوط السياسات الظالمة، وبعد أن اختار الله تعالى أمانته وانتقل إلى رحمة رب العالمين، تفجّرت ينابيع المدح والإطراء والوصف بالعظمة، من كل فم وقلم حتى سمع أصداءها القاصي والداني.

وجاءت الإشارات في محافل التأبين و الندوات و المحاضرات والكتب الصادرة حول حياته (قدّس سرّه) إلى صفة كثرة التأليف في شتى ميادين الحياة، كملمح من ملامح عظمته، وقد ارتأيت أن ألقي الضوء على هذه الخاصية لاستكشاف ذلك الملمح والمعلم من عظمته من خلال النظر في مداده الطاهر، ألم يقل الحديث الشريف: (مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء)، ثم ألم يقل أمير المؤمنين(ع): (تكلّموا تعرفوا)، فما المؤلفات إلا وجود كتبي للكلام وما ينطوي عليه من أبعاد علمية تحكي لنا صور العظمة.

ولو لاحظنا كلام جميع الذين تحدّثوا عن تأليفات سماحته، لرأينا أنه رغم تضمنه وصفاً قيماً موضحاً لخصائصها في السعة والتنوّع والكثرة ومخاطبة جميع الطبقات وما شابه ذلك، إلا أنه لا يعدو وصفاً في دائرة العموم والإجمال. وقد ارتأيت في هذه الدراسة السريعة أن أسلك طريق التخصيص والتفصيل، وأخطو خطوة في هذا الاتجاه، لتكون دراسة علمية إحصائية لمؤلفات الإمام الشيرازي (قدس سره). والهدف منها إظهار معالم العظمة بشكل جلي ومعلوماتي؛ فعندما تتحدّث الأرقام تظهر الحقائق بحجمها الحقيقي لتلامس عقل القارئ وتحاكي محسوساته؛ فهي اللغة الجادّة والصادقة، و كما يعبر القرآن عن القيم غير الحسية بأمثلة حسية ملموسة، وكما يشير إلى معاناة النبي نوح(ع) ـ مثلاً ـ في قومه بالعدد حيث قال تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلاخمسين عاماً)، ليستوعب ذهن الإنسان مقدار العناء الذي لقيه النبي نوح(ع).

والهدف الآخر من هذه الدراسة هو تقديم لائحة معلوماتية للباحثين في فكر الإمام الشيرازي، لعلها تقدّم فائدة إحصائية لهم، وتساهم في دعم الدراسات القادمة في فكره وشخصيته (قدس سره)، أسكنه الله فسيح جنّاته، و نسأله تعالى أن يوفقنا لذلك المقصد، وبه المستعان.

في سبيل المنهج

منهج الدراسة الإحصائية الذي اتخذناه لاستظهار معالم العظمة عند الإمام الشيرازي، و تلمّس مواطن التجديد في فكره، جاء انطلاقاً من المعرفة المعلوماتية التي تجسّد الأفكار وتجسّمها في الذهنية البشرية كما أسلفنا؛ الأمر الذي انطلق منه علم الإحصاء من جهة - وهو العلم الذي يعنى بجمع المعلومات وتنسيقها بشكل منهجي لتتوّلد لدينا مجموعة من النتائج - وعلم الببليوجرافيا من جهة أخرى، الذي هو علم الكتابة عن الكتب، عبر الفهرسة الموضوعية أو التسلسلية لاستظهار البعد الكمّي والنوعي للكتب..

إضافة إلى ذلك، فإن أهل البيت (ع) لمّا أرادوا، في أسلوب من أساليبهم، أن يعرّفوا الناس بالقرآن، اتبعوا منهج الأرقام والنسب والتقسيم الإيضاحي؛ فعند الحديث عن الأسلوب القرآني في توجيه آياته، قال الرسول الأعظم(ص): (أنزل القرآن على سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وحلال، وقصص، ومثل). وعند إرادة تبيين التنوّع الموضوعي القرآني، اتبعوا أسلوب النِسَب، فقد جاء عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: (إن القرآن نزل أربعة أرباع: ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم)، وفي حديث آخر، باعتبارات موضوعية أخرى، قال أمير المؤمنين(ع): (نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام). و بلحاظ المستويات العلمية قسّم أهل البيت(ع) القرآن الكريم إلى عدّة أقسام؛ فعن الإمام زين العابدين(ع) قال: (كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق، فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للعلماء).

وعبر هذا المنهج المتبع، سيجد القارئ الكريم عقله يقرأ دلالات علمية باهرة تعبيراً عن عظمة الإمام الشيرازي في جوانب كثيرة؛ وذلك عندما نقوم بسرد الأرقام وتبويبها واستخراج النسب و اللّفتات المختلفة منها، وبعبارة أخرى نروم رسم لوحة رقمية لعظمة الإمام الشيرازي (قدّس سره).

الإمام الشيرازي سلطان المؤلفين

ولقد أطلق الدكتور (أسعد علي) على الإمام الشيرازي(رحمه الله) خلال الحفل التأبيني الذي أقيم في سوريا، في الحوزة الزينبية، لقب (سلطان المؤلفين) ودلّل على هذا اللقب بالأرقام، وأشار إلى أنه سيرفع دعوى قضائية ضد القائمين على (موسوعة غينس) للأرقام القياسية، لتجاهلها الإمام الشيرازي في بعد التأليف؛ إذْ قدمت مؤلفاً بريطانياً ألّف 600 كتاب فقط.

نظرة إجمالية

وللتعرّف بإجمال على مؤلفات الإمام الشيرازي(رحمه الله)، تمهيداً للدخول في التفصيل، نودّ أن نذكّر بأنه (قدّس سرّه) قد ألّف أكثر من (1065) كتاباً. وقد تم رصد هذا العدد من الكتب في نشرة وزعت بشكل واسع، كما أنها ملحقة ببعض كتبه، كـ (الكتاب من لوازم الحياة)، وكتاب (الأعلمية).. و لازالت هنالك بعض المحاضرات، التي ستخرج على هيئة كتب وكراسات، والتي تبلغ أكثر من ثلاثة آلاف محاضرة.

- (1065) الكتب المرصودة حتى تاريخ هذه الدراسة.

- (494) عدد عناوين الكتب المرصودة.

- أكبر مؤلف هو (موسوعة الفقه) التي جاءت في (150) مجلداً.

موسوعة الفقه

تعتبر أكبر موسوعة إسلامية فقهية على الإطلاق، حيث بلغت (150) جزءاً؛ إذ إن أكبر موسوعة كانت متوفرة تضم (44) جزءاً في الفقه، وهي موسوعة (جواهر الكلام) للمحقق الحلي، أي إن موسوعة الفقه للإمام الشيرازي تفوقها عدداً بثلاثة أضعاف. وموضوع (موسوعة الفقه) هو الفقه الاستدلالي الإسلامي ابتداء بكتاب الاجتهاد وحتى كتاب الدّيات، وهي الكتب الفقهية المتعارفة، ولكن الإمام الشيرازي جدد في الفقه وابتكر أبواباً جديدة مقدارها (24) موضوعاً في الموسوعة وحدها، وهي كالتالي:

1/(الفقه: حول القرآن الحكيم)، 2/( الفقه :الحكم في الإسلام)، 3/(الفقه: الحقوق)، 4/( الفقه: الدولة الإسلامية 2ج)،5/(الفقه: الإدارة 2ج)، 6/( الفقه: السياسة 2ج)،7/( الفقه: الاقتصاد 2ج)،8/( الفقه: الاجتماع )، 9/ (من فقه الزهراء 6ج)، 10/(الفقه:السلام)، 11/(الفقه:البيئة)، 12/ (الفقه :العقائد)، 13/(الفقه: الإعلام)،14/(الفقه: علم النفس)، 15/(الفقه: الحكومة العالمية الواحدة)، 16/(الفقه: النظافة)، 17/(الفقه : المرور)، 18/(الفقه: الطب)، 19/(الفقه :الحريات)، 20/(الفقه: القانون)، 21/(الفقه: المستقبل)، 22/ (الفقه: الأسرة)، 23/(الفقه : فلسفة التاريخ)، 24: (الفقه: طريق النجاة).

وقد استحدث الإمام الشيرازي أبواباً أخرى لم يعهد بحثها في الفقه، أو إفراد كتاب خاص بها في الكتب الفقهية، مثل ( الفقه: السنّة المطهّرة) الذي يبحث عادة في علم الأصول، ولكن الإمام أضافه أيضاً إلى المباحث الفقهية التكليفية. وهذا إبداع لم يعهد من قبل، وكذلك (الفقه: حول القرآن الحكيم) و (الفقه : حول العقل)، (الفقه: الآداب والسنن)، (الواجبات)، (المحرمات)، (آداب المال)، (القواعد الفقهية)، (المستحبّات والمكروهات 3ج)، (المسائل المتجددة)، أي ما مجموعه (10) مواضيع لم يعهد بحثها في الفقه الاستدلالي، أو إفراد كتاب فقهي خاص بها من ذي قبل.

ومتوسط عدد صفحات كل جزء من أجزاء الموسوعة يبلغ (400) صفحة، أي إنها تحوي مقدار (60.000) صفحة (ستون ألف صفحة) بالحجم الوزيري.

إحصاء موضوعي مفصّل

سنعرض الموضوعات العامّة لمؤلفات سماحة الإمام الشيرازي (قد سره) وعدد الكتب التي ألفها فيها، مع ذكر النسبة المئوية من مجمل المؤلفات. ولا شك أن الموضوعات التي تنال حظاً أوفر تكون ذات أهمية متميّزة لدى الإمام الشيرازي، وسنشير إلى مزيد من الدلالات بعد العرض الإحصائي، مع التأكيد على أن الميادين التي ألّف فيها كثيرة ومتنوعة. وقد قمنا بضم بعض المتناسبات من المواضيع مع بعضها البعض خشية من التشعّب الذي لا يحتمله هذا المختصر.

1- الفقه الإسلامي

إن أكثر ما كتب فيه الإمام الشيرازي(رحمه الله) هو الفقه كعلم تكليفي يشمل جميع مناحي الحياة في العبادات والمعاملات، المختلفة ومنها الأبواب التجديدية، كالاجتماع والسياسة والاقتصاد والبيئة والحقوق. وتنوّعت المؤلفات في هذا الجانب على شكل مسائل وأحكام تكليفية مجرّدة، وكبحوث استدلالية معمّقة. وقد بلغ عدد الكتب فيه (240) كتاباً، أي بنسبة 22% من مجمل المؤلفات، ومن ذلك العدد الموسوعة والتي تبلغ لوحدها (150) جزءاً، وبقية الكتب المتفرقة (90) كتاباً، بين كتاب ضخم وكرّاس، من أبرزها: (المسائل الإسلامية)، (أحكام الإسلام)، (هل تعرف الصلاة)، (حاشية اللمعة)، (حاشية التبصرة)، (إيصال الطالب إلى المكاسب16ج)، (الاستنساخ البشري)، (أجوبة المسائل اللبنانية)، (أجوبة المسائل المالكية)، (أجوبة المسائل الشرعية)، (تسهيل الأحكام)، (مناسك الحج)..

2- الثقافة والقضايا الثقافية

ألف - قدّس سره الشريف - (110) كتب في الشأن الثقافي العام، أي ما نسبته 10.3% من مجمل المؤلفات، تنوّعت في القضايا الثقافية، والمعالجات المعاصرة، والتأكيد على الهمّ الثقافي عند الأمة الإسلامية. ومن أبرز العناوين: (استمرارية المؤسسات)، (ما هو الإسلام)، (في ظل الإسلام)، (الدين والسعادة 6ج)، (الكتاب من لوازم الحياة)، (إلى نهضة ثقافية)، (جهاز التفكير)، (القرن الواحد والعشرون وتجديد الحياة)، (الإصلاح)، (ثقافة التحرير)، (إلى الكتّاب الإسلاميين)، (طريق التقدّم)، (سقوط بعد سقوط)، (كيف يمكن نجاة الغرب)، (فنّ الهداية)، (حول التبليغ في الغرب)...

3- التاريخ

(106) كتب، بنسبة 9,9 %، توزّعت على التاريخ، كعلم (الفقه: فلسفة التاريخ)، وسرد تاريخي محقّق مثل (ولأوّل مرة في تاريخ العالم)، (التاريخ الصحيح)، (رسول الإسلام في المدينة 4ج)، (موجز تاريخ الإسلام)، (جهاد الإمام الحسين ومصرعه)، (تلخيص الحضارة الإسلامية 2ج)، (سلسلة من حياة الأئمة(ع))، (سلسلة حياة الأنبياء)، وتاريخ تحليلي، مثل (أول حكومة إسلامية في المدينة المنوّرة)، (فاطمة الزهراء أسوة للنساء)، (الإمام الرضا يقود الحياة)، (ثورة الإمام الحسن). وقد شملت مؤلفاته التاريخ المعاصر أيضاً، مثل (موجز عن الدولة العثمانية)، (النازحون من العراق عام1391هـ)..

4- القرآن الكريم وعلومه

ألّف الإمام الشيرازي(رحمه الله)في القرآن الكريم وعلومه (68) كتاباً، أي بنسبة 6.3% من مجمل تأليفاته، تراوحت بين التفسير ( تقريب القرآن إلى الأذهان 30ج)، (التفسير الموضوعي للقرآن 10ج)، (تبيين القرآن)، (توضيح آيات الجنة والنار)، و حول القرآن و شؤونه (القرآن حياة)، (الفقه: حول القرآن الحكيم)، (لماذا يحاربون القرآن)، (متى جمع القرآن)، (عاشوراء والقرآن المهجور)..

5- السياسة والقضايا السياسية.

بلغ عدد ما ألّفه الإمام الشيرازي في السياسة كعلم متشعّب، ومنه علم الدولة والحركات والأنظمة، ومعالجات سياسية معاصرة، ونظريات إسلامية إبداعية متنوّعة - بلغ الـ ( 67) كتاباً، أي بنسبة 6.2% مما كتب، من أبرزها (الفقه:السياسة 2ج)، (الفقه: الحكم في الإسلام)، (الحكومة الإسلامية الواحدة)، ( النظام الإسلامي والأنظمة المعاصرة )، (الفقه: طريق النجاة)، (السبيل إلى إنهاض المسلمين)، ( الصياغة الجديدة لعالم الإيمان و الرّفاه والسلام)، (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين)، (الشورى في الإسلام)، (الحرية الإسلامية)، (موقف الإسلام من الأحزاب)، (بحوث في الدكتاتورية)، (العالم الإسلامي المعاصر)..

6- الحديث.

(56) كتاباً في الحديث، أي بنسبة 5.2% من مجمل ما ألّفه (قدس سره الشريف)، عرضاً وشرحاً وبحثاً، مثل (الفقه: حول السنّة المطهرة)، (وسائل الشيعة ومستدركاتها 40ج)، (توضيح نهج البلاغة 4ج)، (توضيح كلمة الله)، (تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار)، (فضائل آل الرسول من الصواعق المحرقة)..

7- الاقتصاد والمال والتجارة.

عدد المؤلفات (51) كتاباً أي بنسبة 4.8%، تنوّعت في الجانب الفقهي لعلم الاقتصاد، والمشكلات المعاصرة للبنوك والتجارة، والاقتصاد المقارن، ومن أبرزها: (الفقه: الاقتصاد 2ج)، (الفقه: التجارة)، (الاقتصاد للجميع)، (حل المشكلة الاقتصادية على ضوء القوانين الإسلامية)، (من القانون الإسلامي في المال والعمل)، (الكسب النزيه)، (كيف يمكن علاج الغلاء)، (آداب المال)..

8- علم أصول الفقه.

(50) كتاباً في أصول الفقه، أي بنسبة 4.6%، وهي المادة التي تدرّس في الحوزات الدينية، لمعرفة استنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها. توزّعت مؤلفات الإمام الشيرازي في هذا المجال، بين شرح الكتب الدراسية شرحاً معتبراً اعتمد عليه أكثر الطلاب في جميع الحوزات الشيعية، وبعض الحواشي عليها، و كتب مستقلّة في الأصول، منها: (إيصال الطالب إلى المكاسب 16ج)، (الوصول إلى كفاية الأصول5ج)، (الوصائل إلى الرسائل، طبع منه 5ج)، (دراسات في الأصول 5ج)، (الأصول 8ج)، (حاشية المكاسب)، (حاشية المعالم)، (حاشية القوانين)..

9- علم الاجتماع والشأن الاجتماعي.

(36) كتاباً بشكل مباشر، بنسبة 3.3%، اشتملت على (الفقه :الاجتماع 2ج) في علم الاجتماع بنظرة إسلامية تأصيلية معاصرة، (الفقه: الأسرة)، (المرأة المسلمة وأحكامها)، (الحجاب الدرع الواقي)، (لكي لا تتنازعوا)، (كيف نعاشر الناس)، (من شؤون النساء)، (الشباب)، (العائلة)، (الزواج)، (فنّ الهداية)، (الإسلام أمل الشباب)، (الطفل المسلم 4ج)..

10- العقيدة.

ما كتبه (قدّس سرّه) في العقيدة، والمحاورات والردود على العقائد المغايرة للإسلام، بلغ (26) كتاباً، أي بنسبة 2.4% من مجموع تآليفه، منها (الفقه: العقائد)، (السيد المسيح بين الديانتين)، (اعرف الشيعة)، (من هم الشيعة؟)، (لماذا نزور الإمام ؟)، (ماذا في كتب النصارى)، (بين الإنسان ودارون)، (مباحثات مع الشيوعيين)، (البابيّة والبهائية)، (كيف عرفت الله؟)، (العقائد الإسلامية)، (الصابئة في عقيدتهم وشريعتهم)، (كيف ولماذا أسلموا؟)، (الإمام المهدي عج)..

11- القصص.

(24) مؤلفاً قصصيّاً، أي بنسبة 2,2% من مجموع مؤلفاته (قدس سره)، منها: (المجوعة القصصية)، (من قصص العلماء)، (من نهج العلماء)، (من أخلاق العلماء)، (العلماء أسوة)، (من تقوى العلماء)، (من قصص المستبدّين)، (قصص تاريخية)..

12- علوم اللغة والشعر.

ألّف الإمام الشيرازي(رحمه الله)في علوم اللغة، وهي النحو والصرف والبلاغة والعروض والشعر، (20) كتاباً، أي بنسبة 1.8%، منها: (حاشية المطوّل)، (حاشية السيوطي)، (حاشية المغني)، (البلاغة)، (خلاصة العروض)، (المنصورية)، (رباعيات)، (أشهاد العرب في شرح أشعار العرب)، (في بلادي)، (المدائح والمراثي)..

13- الأخلاق والسلوك.

(18) كتاباً في الأخلاق والسلوك، بنسبة 1.6%، منها: (الأخلاق الإسلامية)، (الفضيلة الإسلامية)، (الفضائل والأضداد)، (الزهد)، (تهذيب النفس)..

14- الدعاء.

(17) كتاباً، أي بنسبة 1.5% مما ألّفه الإمام الشيرازي، عن الدعاء، منها مجموع محقّق مثل: (الدعاء والزيارة)، ومنها شروحات مثل: (شرح دعاء السمات)، (شرح الصحيفة السجادية 3ج)، (توضيح الدعاء والزيارة 10ج)، (الدعاء والإجابة)، (إقبال الإقبال)..

15- المذكرات.

وقد كتب الإمام الشيرازي مجموعة من الكتب والكراسات سجّل فيها ما مرّ به من ذكريات سياسية وثقافية وأخلاقية و اجتماعية، شكّلت (11) كتابا، وهي: (مذكراتي)، (كفاحنا)، (بقايا حضارة الإسلام كما رأيت)، (والدتي)، ( والدي)، (تجاربي في المنبر)، (عشت في كربلاء)، (تلك الأيام)، (مطاردة قرن ونصف)، (التجارب والعبر)، (حياتنا قبل نصف قرن)، وقد يكون كتاب (مذكرّاتي) أكثر من مجلد..

16- الحقوق.

(7) كتب في مجال الحقوق بشكل مباشر، هي: (الفقه: الحقوق)، (حقوق الإنسان في الإسلام)، (العدالة الإسلامية)، (العدل أساس الملك)، (الحريات)، (كيف ينظر الإسلام إلى السجين؟).

17- شؤون الطب.

(6) كتب في الطب، هي: (أولويات الطب القديم)، (مبادئ الطب)، (الأمراض والأعراض سبباً ووقاية وعلاجاً)، (تحفة التحفة)، (الفقه: الطب)، (الاستنساخ البشري).

18- متفرقات من العلوم والمفاهيم الحيوية.

وقد ألّف الإمام الشيرازي في عدّة علوم وقضايا ومفاهيم حيوية، مثل الإدارة: (الفقه: الإدارة ج2)، (كيف تدير الأمور)، والإعلام: (الفقه: الإعلام)، (الإعلام الإسلامي)، والمستقبل: (الفقه: المستقل)، والبيئة: (الفقه: البيئة)، والنظافة: (الفقه: النظافة)، والقانون: (الفقه: القانون)، (حل المشكلة الاقتصادية على ضوء القوانين الإسلامية)، السلام (الفقه: السلام)، والمرور: (الفقه: المرور)..

19- متفرقات أخرى.

(علم النفس)، (الفقه: علم النفس)، (علم رجال الحديث)، (فصول الحساب)، ( أبواب الهندسة)، (نجم الهداية في الإسطرلاب)، (نجوم الفلك)، (مختصر المنطق)، (شرح منظومة السبزواري، قسم المنطق)، (وقفة مع الوجوديين)، (القول السديد في شرح التجريد)، (شرح منظومة السبزواري، قسم الفلسفة)..

أهل البيت (ع) في مؤلفات الإمام الشيرازي(رحمه الله)

لقد ركّز الإمام الشيرازي(قدّس سره)، في كتاباته المختلفة، على الثقافة الولائية، وفكر أهل البيت(ع)، وتاريخهم، وعقيدتهم. وقد بلغت الكتب التي تحدّثت بشكل مباشر عن أهل البيت(ع)، (85) كتاباً، أي بنسبة 9.01% من مجمل مؤلفاته. هذا غير ما تضمنته بعض كتبه من أحاديثهم والمباحث حولهم (عليهم السلام)، والاستدلال بأقوالهم في كل جانب كتب فيه (قدس سره)؛ من السياسة إلى الثقافة والبيئة والقانون وغيرها.. وأمثلة المؤلفات التي تحدّثت عن أهل البيت لدى الإمام الشيرازي، هي: (تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار)، (فضائل آل الرسول من الصواعق المحرقة)، (فضائل أمير المؤمنين)، (فاطمة الزهراء أفضل أسوة للنساء)، (ثورة الإمام الحسن)، (جهاد الإمام الحسين ومصرعه)، (من حياة السجاد)، (من حياة الباقر)، (من حياة الصادق)، (الإمام الرضا يقود الحياة )، (لماذا نزور الإمام)، (المدائح والمراثي للمعصومين)، (البقيع الغرقد)، (السيدة زينب عالمة غير معلّمة)، (من حياة العباس(ع) )، (أم البنين(ع) )..

الإمام الشيرازي (قدس سره) يعاصر الحياة:

من أبلغ ما قد يذكر عن مدى معاصرة الإمام الشيرازي لشؤون الحياة، ولمتطلبات الساحة الإسلامية والعالمية، هو لغة المعلومة، والأثر المكتوب الذي يمكث في الأرض، لأنه مما ينفع الناس، و يبقى ماثلاً أمام أعينهم، وهذا ثابت يوضّح مدى متابعة الإمام الشيرازي للحركة الفكرية والسياسية من خلال إسهاماته فيها.

معاصرة الحركة الفكرية

لقد توالت على الأمة الإسلامية الكثير من العواصف الفكرية التي كانت ترمي إلى التشكيك في الفكر الإسلامي، وتشويهه، وربطه بأسباب التخلّف والتراجع. وقد صدَرَتْ من قِبَل مثيري هذه العواصف الكثيرّ من النظريّات والأفكار التي تريد تشويه عقول الشباب، وإقناعهم بصلاحية ما يزعمون، ولكن الإمام الشيرازي (قدس سره) كان واعياً ومراقباً لمتطلبات الواقع فلجأ لنشر الفكر الإسلامي الأصيل، وردّ بجدارة على الفكر المضاد، تماماً كما كان فعل أهل البيت(ع) في مواجهتهم لحروب التشكيك والهجمات الفكرية المنحرفة.. وأصدق برهان على معاصرة الإمام الشيرازي للواقع الفكري، وخوضه في غماره، هو المؤلفات التي ألّفها في هذا المجال والتي بلغت (41) كتاباً، ردّ فيها (قدس سره) على أصول ما تعتمد عليه كل تلك الحركات، مثل: (ماركس ينهزم)، (نقد نظريات فرويد)، (نقد المادية الديالكتيكية)، (القوميات في خمسين سنة)، (مائة سؤال حول الثالوث)، (الغرب يتغيّر)، (كيف ولماذا أسلموا)، (هؤلاء اليهود)، (ماذا في كتب النصارى)، (الصابئة في عقيدتهم وشريعتهم)، (بين الإنسان ودارون)، (وقفة مع الوجوديين)، (مباحثات مع الشيوعيين)، (الإنسان والقرد)، (البابية والبهائية)، (كيف يمكن نجاة الغرب..)

معاصرة الحياة السياسية

كما أن الإمام الشيرازي قد راقب باهتمام بالغ جميع حركات التحرر، وقضايا البلاد الإسلامية السياسية، والسياسات العالمية، فكتب في ذلك مجموعة من الكتب، موجهاً ومعالجاً بل ومتنبئاً.. وكمثال على هذه الكتب: (النازحون من العراق عام1391هـ)، (حوار حول تطبيق الإسلام)، (من عوامل الاستقلال في العراق)، (لنحافظ على استقلال أفغانستان)، (إلى إخواني في الهند و باكستان وأفغانستان)، (هل سيبقى الصلح بين العرب وإسرائيل؟)، (تدويل البلاد الإسلامية)، (ماذا بعد النفط؟)، (مجموعة البيانات 3ج) وهي مجموعة البيانات التي كان يصدرها الإمام الشيرازي، حول الأحداث السياسية وغيرها، ومن أبرزها: (بيان حول العصيان المدني في الانتفاضة الشعبانية في العراق)، (بيان حول العدوان على الكويت - تنبأ فيه عن رجوعها إلى أهلها، وضرْب العراق ضربة عسكرية قاسية -)..

مواضيع الكتب التي يحتاجها العالم

في كتابه (ثلاثة مليارات من الكتب)، يتحدّث الإمام الشيرازي عن أن العالم اليوم، وبالنظر لمشاكله الحالية، يحتاج إلى ثلاثة مليارات كتاب، على المسلمين أن يؤلفوها. وقد حدّد المواضيع الرئيسية التي يحتاجها العالم ليخرج من مشاكله ومِحَنه، وهي: 1/ توعية المسلمين، 2/ الردّ على الاعتداءات الفكرية، 3/تعريف الإسلام الحقيقي للغرب.. ولأننا نعتقد بأن الإمام الشيرازي، ومن خلال ما قرأناه في مسيرة تأليفه، إنما يكتب عن الحاجة إلى الأمر، وفي نفس الوقت يقوم بتنفيذ ما يدعو إليه؛ فهو (قدّس سره) يمارس النظرية والتطبيق في آن واحد. سنقوم هنا بتقسيم مؤلفاته على المواضيع الثلاثة التي يحتاجها العالم، حسب ما يراه (قدس سره).

أولاً: توعية المسلمين

إن أغلب مؤلفاته صبّت في مجال توعية المسلمين و (تفهيمهم ما هو الإسلام؟ وكيف يمكن تطبيقه في الحال الحاضر) حسب تعبيره؛ فقد نظّر للحالة الإسلامية المعاصرة، وصاغ نظريات العمل من أجل عالم الإيمان و الرّفاه في كتاب (الصياغة الجديدة لعالم الإيمان و الرّفاه والسلام)، ورسم المنهج لإنهاض المسلمين ليتحمّلوا مسؤولياتهم في كتابه (السبيل لإنهاض المسلمين)، ثم وضع منهج التحرّك والممارسة من أجل إنقاذ المسلين في كتابه ( ممارسة التغيير لإنقاذ المسلين).. وقد ألّف (رضوان الله عليه) الكثير في هذا المجال وكانت أغلب كتبه تصبّ في هذا المسار، حيث بلغت (990) كتاباً، أي بنسبة 92.9% (انظر العناوين السابقة).

ثانياً: الردّ على الاعتداءات الفكرية

لقد تحدّثنا عن هذه الخاصية لدى الإمام الشيرازي، في معاصرته للقضايا الفكرية، حيث ردّ سماحته عبر (41) كتاباً، على أصحاب النظريات والسياسات الغازية لعقول الشباب في المجتمعات الإسلامية، (انظر معاصرة الحياة الفكرية).

ثالثاً: تعريف الإسلام الحقيقي.

لقد ألّف الإمام الشيرازي، حول تعريف الإسلام الحقيقي بشكل مباشر (34) كتاباً، عرض فيها الإسلام كما هو، مبشراً به ومبلغاً لمقاصده، ومن هذه الكتب: (هذا هو النظام الإسلامي)، (ما هو الإسلام)، (عبادات الإسلام، بصورة عصرية)، (في ظل الإسلام)، (الاقتصاد المقارن)، (حقوق الإنسان في الإسلام)، (حول التبليغ في الغرب)، (كيف يمكن نجاة الغرب)، (هكذا الشيعة)، (اعرف الشيعة)، (الرجوع إلى سنن الله)..

المستويات العلمية التي ألّف لها الإمام الشيرازي(رحمه الله)

من المعروف أن الكتابة بحدّ ذاتها فن وصناعة تحتاج إلى الإتقان؛ هذا لأنها تندرّج ضمن مستوياتٍ من العطاء، وإلى مستويات من العقل الإنساني؛ فأدب الطفل مثلاً له خصوصياته وله متقنوه، وكذلك الأسلوب الثقافي الذي يخاطب الشريحة الأكبر من الناس، وكذلك فإن العلوم العقلية العميقة تحتاج إلى كتابة من نوع آخر.. ومن الصعب أن يجمع أحد بين اثنين أو أكثر، وقد وجدنا الكثير ممن كتب للمستويات العالية، كيف أنهم لم يتمكنوا من مخاطبة الجماهير، فضلاً عن الطفل، كتابياً، وكذلك من يكتبون للأطفال، فمن الصعب عليهم ممارسة الكتابة لغيرهم. والإمام الشيرازي في كتبه الـ(1065) تنوّع في توجيه الخطاب، حسب المستويات العلمية و الإدراكية للإنسان، وحيث أنه متبحّر في العلوم، فقد استطاع أن يهطل على كافة المستويات بكتاباته، كالغيث الذي يستوعب الجميع.

لقد كتب (قدس سره) للناشئة (67) كتاباً، بأسلوب مبسّط يفهمه الأطفال، ومن يخطون خطواتهم الأولى على طريق الوعي بالإسلام؛ ومنها: (كيف عرفت الله؟)، (هل تحب معرفة الله)، (القصص الحق.. عدّة أجزاء)، (هل تعرف الصلاة)، (ما هو الصيام)، (كيف نجاهد)، (أيّكم يعطي الخمس)، (العقائد الإسلامية)، (الطفل المسلم 4ج)..

كما كتب للشباب والمثقفين الكثير - وهي أكثر كتبه - وقد بلغ ما كتبه في هذا المجال (824) كتاباً؛ لأن أكثر القرّاء و المحتاجين للقراءة هم من هذه الطبقة. يعلل (قدس سره) اختياره في أكثر كتبه لهذا الأسلوب، في كتابه (أنفقوا لكي تتقدّموا) كما يلي: (إني في هذا الكتاب كسائر كتبي التي أكتبها للجماهير أختار الأسلوب البسيط، وأجعل الكتاب كالتكلّم في التفاهم والسلاسة، حتى ينفذ إلى الأعماق، ولعل الله ينفع به.. وقد شجعني على هذا الأسلوب.. الإقبال المنقطع النظير الذي لاقيته على كتبي التي أكتبها للجماهير بالإضافة إلى ما ذُكر في علم النفس من: ضرورة تحريك الجماهير بلغتهم، وقد اقتطفت من هذا الأسلوب، سواء في البيان أو القلم ثماراً طيّبة).

وقد قام الإمام الشيرازي أيضاً بتأليف الكتب التي تحاكي العلماء وأساتذة الحوزات العلمية و الفقهاء، في الفقه الاستدلالي (موسوعة الفقه 150ج) بجميع أبوابها العلمية المختلفة، كما كتب (الأصول)، (الوصائل إلى الرسائل)، (الوصول إلى كفاية الأصول)، (دراسات في الأصول)، (إيصال الطالب إلى المكاسب)، وغيرها.. وقد بلغت الكتب والحواشي العلمية، والكتب الفكرية ذات المستوى الراقي (110) كتاباً، غير الـ (150) كتاباً وهي عدد أجزاء الموسوعة، أي ما مجموعه (260) كتاباً للمستوى العلمي الرفيع.

استخلاصات و دلالات

عند مشاهدة هذه اللوحة الرقمية المختصرة لمؤلفات الإمام الشيرازي (رضوان الله عليه)، نقف أمام لوحة راقية المعاني، معبّرة عن دلالات العظمة، وتؤسّس لمعلمٍ من معالمها، العظمة التي يندر وجودها في الزمان، فتعالوا نقرأ شيئاً من تلك الدلالات :

1- الإمام الشيرازي شخصية موسوعية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وذلك لما يتمتع به من قدرة على العطاء في كافة المجالات ومختلف الأصعدة.

2- وهو فقيه مجدّد، حيث أضاف للفقه الاستدلالي، أبوابا جديدة كالسياسة والاقتصاد والقانون والبيئة.

3- كان مسكوناً بهمّ صياغة المجتمع الإسلامي الذي أراده الله تعالى وأهل البيت(ع)، حتى أن مذكراته لم تكن شخصيّةً إلا بمقدار ما تتصل بالإسلام، كـ(حضارة الإسلام كما رأيت).

4- وقد كان يفعل فيقول، وكان مبتدءاً بنفسه عندما يدعو الآخرين للعمل، فعندما يكتب عن ضرورة ردّ الهجمات الثقافية على الإسلام، فإنه أول المبادرين للردّ بعشرات الكتب.

5- متابع شديد للقضايا المصيرية والمهمّة التي تواجه الإسلام والمسلمين، كالقضيّة الفلسطينية والعراقية.

6- كان حاضراً لنصرة الإسلام عند الهجمات الفكرية والعقائدية الشرسة من قبل أعداء الدين.

7- لم يقتصر توسّعه طولياً على التعمّق في مختلف العلوم، بل توسّع عرضياً ليخاطب جميع الفئات العمرية، والمستويات العلمية.

8- ذلك الكمّ الهائل من المؤلفات يكشف عن قدرة إدارية هائلة على استيعاب الوقت وتحقيق الإنجازات في أصعب الظروف.

9- كان(رحمه الله)حريصاً على توفير المادّة الفقهية لمقلّديه بكافة الوسائل، والأساليب، لأنها المهمة الأهم لمنصب المرجعية الدينية، فإن الحصة الأكبر في التأليف هي للفقه حيث بلغت (240) كتاباً.

10- لم يترفع على الجماهير بأسلوبه وعلمه، بل أعطى العطاء الأوسع للشريحة الأوسع في المجتمع، وكانت أكثر كتبه موجهة لهم، وبلغ عددها (824) كتاباً من كتبه.

هذا ويمكننا أن نستخلص معالم العظمة عند الإمام الشيرازي (رضوان الله عليه) كلّما نظرنا إلى هذه القائمة واللوحة الرقمية لمؤلفاته (قدّس سره).. فرحمه الله، وأدخله فسيح جنّاته و حشره مع أجداده الطاهرين.

الهوامش:

(*) كاتب من البحرين