العرب والعقل.. وأوهام (عقلانية) الجابري (2/2)

راجي أنور هيفا

بالعودة إلى سؤالنا السابق نقول إن الجابري وصف الشيعة من العرب وغير العرب بالهرمسية، فما هو حال العرب الذين هم في غالبيتهم غير شيعة، والذين هم عند الجابري الممثلون للجانب العقلاني من الفكر العربي الإسلامي، وبماذا يمكن أن يمتازوا عن غيرهم؟.

إننا لن نضع مقدمات للجواب، بل سنأخذ الجواب مباشرة من مقدمة ابن خلدون في الفصل الخامس والعشرين والذي اسماه (العرب لا يتغلبون إلا على البسائط) وذلك لأنهم -كما يقول ابن خلدون-: (بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعيث ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ويفرون إلى منتجعهم بالقفز ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم، فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه، والقبائل الممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة من عيثهم وفسادهم) (1).

هذا بالطبع جزء مما جاء في الفصل الخامس والعشرين من مقدمته، ورب قائل يقول: ربما قصد ابن خلدون بهذا الكلام العرب قبل الإسلام وليس بعد الرسالة الإسلامية، والجواب هو أن العرب في طبيعة فكرهم وعقولهم ونظرتهم للأمور يقعون ضمن منظومة فكرية واحدة لا يستطيع أحد أن يتجاهل أية حلقة من تلك السلسلة سواء قبل الإسلام أم بعده؛ لأن الجابري نفسه يؤكد أن عصر التدوين للسنة إنما يشمل تلك المنظومة الفكرية للعقل العربي ويمثلها بعد الرسالة وقبلها، ومع ذلك فهو لم يتطرق إلى ما جاء في مقدمة ابن خلدون عن وصفه للعربي وتكوين وبنية عقله، وعندما نتحدث عن العرب بهذه الطريقة فإنما نريد أن نبين أن الكاتب الذي يدعي العقلانية في كتاباته عليه أن يكتب ماله وما عليه، أي (قل الحق ولو على نفسك) وأن لا ينظر إلى الآخر على أنه -كما يقول (سارتر)- هو الجحيم. كل إنسان يعتز بقوميته وبدينه وربما بمذهبه الديني، ونحن بالطبع لسنا ضد ذلك، ولكننا نحن ضد من يرفع راية الإسلام والتسامح بيمينه في الوقت الذي يحمل سيف الحجاج الظالم بيساره.

ولذلك فعندما أكتب أنا شخصياً عن عروبتي، فإني لا أخجل أن أتكلم عن كل ما أعرفه عن الجوانب المظلمة في تاريخنا بدءاً من العصر الجاهلي وحتى العصر الحالي، ومن هنا تحديداً لا أجد حرجاً في قراءة وتأمل ما كتبه ابن خلدون في الفصل السادس والعشرين من مقدمته حيث يقول: (إن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب، والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له)(2)، وما يؤكد بعضاً من هذا الكلام هو أننا لو ألقينا نظرة سريعة على الدول العربية الإسلامية عموماً فإننا نراها تصنف جميعها تحت منظومة (البلدان النامية) وهذا التعبير في الواقع هو التعبير المهذب لعبارة (البلدان المتخلفة).

ومن غريب الملاحظة أن هذا العقل العربي الذي هو في غالبيته غير شيعي، ويعيش في مجتمعات البلدان المتخلفة، هو العقل الذي يعتبره الجابري العقل (العقلاني) الذي يجب استثماره وتوظيفه لدفع عجلة التطور نحو الأمام، وأصحاب هؤلاء العقول يمثلون عنده (دولة العقل) و (المعقول الديني العربي).

ولا بأس الآن في أن نقف قليلاً عند بعض رجال (المعقول الديني العربي) لنرى كيف يستثمرون ذلك العقل وكيف يوظفونه تجاه المبدأ الإنساني والمعتقد الإسلامي (المعقول): يذكر الطبري في تاريخه أن الرسول الكريم (ص) أرسل خالد بن الوليد -وهو أحد الصحابة العرب- إلى بني جذيمة بن مالك يدعوهم للإسلام، وبعد أن وصل خالد إليهم وأعطاهم الأمان، جردهم من سيوفهم ثم أمر بهم بعد ذلك فكتفوا ثم أعمل السيف في رقابهم، فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله (ص) رفع يديه إلى السماء، ثم قال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد)، وبعد أن دفع الإمام علي (ع) ديات القتلى نيابة عن رسول الله (ص) وبأمره (ص)، وقف رسول الله فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه، حتى إنه ليرى بياض ما تحت منكبيه، وهو يقول: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد - ثلاث مرات-)(3).

أين المعقول الديني في هذا العمل التاريخي من قبل أحد الصحابة العرب ممن هم من رجال دولة العقل اللاهرمسي؟ ألا يتفق معي كل ذي لب أن الذي يبنى على خطأ فهو خطأ؟.

إن اختيارنا للمثال الثاني لن يكون عن عبث، بل سيكون دليلاً على ألمعية العقل العربي في ابتداع طريقة العقاب التي لاقاها الشهيد محمد بن أبي بكر على يدي عمرو بن العاص ومعلمه معاوية لا لشيء إلا لأنه وقف إلى جانب الإمام علي (ع) وكان من شيعته أو (متهرمساً) له كما يحلو هذا اللفظ للجابري.

يروي الطبري في الجزء الخامس من تاريخه أن عمرو بن العاص هزم محمد بن أبي بكر على أبواب مصر، واقتادوه أسيراً ظمآناً إلى معاوية بن حديج أحد قادة الجيش الأموي، وهنا نرى كيف أن العقل العربي تفتق عن عبقرية فريدة في القتل، فبعد أن أزهقوا روحه وضعوا جسده في جوف حمار ميت وأحكموا إغلاقه عليه ثم رموه في النار، ولما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعاً شديداً وقنتت في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو(4).

ولا اعتقد أن هناك حاجة لذكر من قتل الإمام الحسين (ع) سبط رسول الله (ص)، ولماذا قتل، ولا حاجة أيضاً لذكر ما قام به الحجاج بن يوسف الثقفي من هدم وحرق لمكة المكرمة والكعبة المشرفة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان(5)، ولا ما فعله القائد الأموي مسلم بن عقبة في فتيات المدينة المنورة وانتهاب جيشه لها واستباحتها في وقعة (الحرة)(6) على الرغم من أنها مدينة رسول الله (ص).. إن هذا غيض من فيض، فأين عقلانية وموضوعية الجابري أمام هذه الأحداث التي هي من صميم تاريخنا العربي والإسلامي، وهل هذه الأعمال السياسية والعسكرية في نهاية المطاف إلا الانعكاس والتطبيق العملي للبنية العقلية العربية بشكل عام؟!.

ولئن كان المفكر والأديب (جورج جرداق) الذي يعيش معنا في زمننا محقاً في استغرابه من تخلف أمة يعيش فيها الإمام علي (ع)، فإن أبا حنيفة الذي عاش حياته في ظل الدولة الأموية كان محقاً أيضاً في سخطه على الدولة الأموية المعادية للإمام علي (ع) ومبادئه، لقد كان أبو حنيفة، كما تقول الدكتورة (سميرة الليثي) في كتابها (جهاد الشيعة)، ساخطاً على الدولة الأموية، ميالاً إلى العلويين، وكان يرى جواز الخروج على الحكم الأموي(7)، بل إن أبا حنيفة واصل ولاءه للعقل العلوي الشيعي وجاهر بعدائه أيضاً للدولة العباسية في أوائل ظهورها مما دفع بالخليفة العباسي المنصور أن يضع السم لأبي حنيفة في شربة عسل فمات من غده(8)، وهكذا دفع أبو حنيفة حياته ثمناً لوقوفه إلى جانب من كانوا شيعة لعلي (ع) وأبنائه، فهل هذا الموقف من أبي حنيفة يعتبر في نظر الجابري (لا معقولية دينية)؟!!.

لقد تعمدت ذكر هذه الأمثلة القليلة عن أهل (دولة العقل) ومواقف رجال (العقلانية الدينية) لسببين:

السبب الأول: من أجل التأمل في هذه المواقف والشخصيات اللاهرمسية، والسبب الثاني: هو قول الجابري نفسه في حوار مطول أجرته معه مجلة الوحدة المغربية عام 1986: (إننا لا نمارس نقداً حيادياً بل نمارس نوعاً من النقد الذاتي بمعنى أننا ندرس التراث من أجل أن نوظفه في إعادة بناء ذاتنا الوطنية القومية وليس فقط من أجل أن نفهم موضوعاً من الموضاعات)(9)، فأين النقد الذاتي وروح إعادة البناء والعقلانية في كتاباته عن هذا التراث العربي -الإسلامي، وخصوصاً الإسلامي الشيعي وهو الذي لم يستخدم ولو مرجعاً شيعياً فلسفياً واحداً يتناول من خلاله بشكل مفصل فلسفة الشيعة الأمامية الاثني عشرية حيث يبين للقارئ تلك الفلسفة الشيعية من وجهة نظر أئمتها (ع) ورجالها لا من وجهة نظر من كتب عنهم بهدف الإساءة إليهم عمداً أو جهلاً أو لأسباب سياسية أو عقائدية مذهبية؟!!.

لقد استخدم الجابري في كتاباته حشداً من الكتب والمراجع العربية والأجنبية محاولاً تأكيد وجهات نظره عن الشيعة وعدم عقلانيتهم وعن عرقلتهم للنهضة الإسلامية وللعقلانية العربية، ولكن للأسف لم يتكلف عناء مطالعة كتاب واحد مفصل من كتبهم يتناول تاريخهم وعقائدهم ويعتبر الناطق بلسان حالهم، والأغرب من ذلك أن الجابري الذي لم يستخدم أي مرجع شيعي في كتاباته، وكما هو واضح في فهرس المراجع التي استخدمها وأثبتها في نهاية كتبه، يقول عن الأمانة العلمية والموضوعية في الكتابة: (أصبحت لا أكتب حول موضوع إلا بعد أن أضع بين قوسين كل ما قرأته عن هذا الموضوع، اللهم إلا ما كان مصدراً أو مرجعاً تقتضي الأمانة العلمية الإشارة إليه)(10).

ولطالما أن الجابري قد غاص في البحث عن بنية وتكوين العقل العربي في غياهب الماضي ومنزلقاته الخفية دون ان يبلغ ما يصبو إليه، فالأجدر به أن يتجه إلى الحاضر ويدرس العقل العربي في هذا العصر، لأن العصر الراهن قريب منا، بل إننا نعيش في ظلاله وبالتالي فإن دراسة نظم تفكير أهله أقرب إلى يدنا وأبين لفكرنا، لقد كان الأجدر بالجابري، إن كان يهمه تطور العقل العربي حقاً، أن يكتب عن العقل العربي الذي يذبح نفسه في الجزائر ويكفر نفسه في مصر تحت عناوين وشعارات شتى، ويهاجر من أرض عربية إلى أخرى غير عربية -أفغانستان مثلاً- كي يغتال نفسه هناك وليضع نفسه في خدمة من هم أعداء للحياة ولكل مستجد فيها في عالم الفكر والمعرفة، إن هذه النماذج من العقول العربية اللاهرمسية هي في محصلة الأمر الامتداد الطبيعي للعقول العربية البائدة التي قرأنا عنها ما جاء في كتب التاريخ والسير.

نعم، إننا نركب أفخم السيارات والطائرات في الوقت الذي نصف صانعيها بالكفر والشرك، ونستهلك ما يصنعه العقل (اللاعربي) في كل يوم من أيامنا واصفين أنفسنا بالرقي والآخرين بالإلحاد والتخلف الروحي، ونجلس وراء شاشة الكمبيوتر ونصنف من يقوم بصناعته في المرتبة التي نريدها في النار لأنه ليس مسلماً، ونلبس أفخم الملابس الغربية على أجساد تعشش في رؤوس أصحابها نخوة وأفكار الجاهلية، ونُدخل الجنة والنار من نشاء، وإذا صارحنا أحد بتخلفنا الحضاري وتراجعنا الفكري أمام بقية الأمم، دفنا رؤوسنا بالتراب كما تفعل النعامة، وهربنا من واقعنا بهذه الطريقة الساذجة ومن ثم نلجأ بعد ذلك إلى الدفاع عن أنفسنا برفع شعار (وكنتم خير أمة أخرجت للناس) دون أن ندرك حقيقة ما نقول.

ومن أبسط مظاهر الاتصال والامتداد الطبيعي للعقلين العربيين القديم والمعاصر ظاهرة مصادرة الفكر واعتقال العقل المبدع، أليست حلقة الوصل واضحة في عملية مصادرة رقابة اليوم لديوان شاعر عاش قبلنا منذ ما يزيد على أكثر من ألف عام مضت؟، فلماذا تصادر رقابة عصر الفكر والانفتاح العربي ديوان أبي نواس(11)، في بلد يدعي الديمقراطية الفكرية وحرية الرأي؟! وأين المعقولية الدينية في (دولة عقلاء اليوم) في فتاوى مفتي عام لبلد إسلامي كبير بمكانته الروحية يؤكد من خلالها أن الأرض ليست كروية وأنها ثابتة والشمس تدور حولها(12)، ومن يقول عكس ذلك يقتل؟ وأين المنظومة العقلية السليمة عند رجل دين عربي يؤم المصلين في جامع (فنسبري بارك) يرى أن (الإرهاب الإسلامي) هو الحل الوحيد لتحقيق الذات وإثبات الوجود، فطبع كتاباً له يتناول فيه الطريقة المثلى لنشر أفكار الدين الإسلامي وجعل عنوان كتابه (الإرهاب هو الحل)؟، وقد وصف الأستاذ الكاتب صقر أبو فخر هذه الشخصية وغيرها من الشخصيات والجماعات خير وصف عندما قال معلقاً على فكر هذا (الإمام المجاهد): (والحركات الإسلامية من صنف (المجاهدين) و(المهاجرين) ومن ماركة (التكفير والهجرة) و(أنصار الشريعة) هي مشاريع فتنة متنقلة)(13).

أليس من باب الواجب والأولى الكتابة عن هذه العقول العربية المعاصرة لنا وتشريحها لفهم بنيتها وتكوينها وهي العقول التي -والحمد لله- لا تصنف ضمن قائمة جماعة (الهرمسيين)؟.

ومن الغريب حقاً أن لا يتناول الجابري في كتاباته ظاهرة أنصاف المثقفين الذين أغرقوا الأسواق بكتبهم وروجوا لها بكل وسيلة وطريقة وهي في مجملها لا تقدم للقارئ إلا أنصاف الحقائق، أي إنها تقدم له الحقائق مشوهة ومنقوصة، ومن أمثلتنا على ذلك، وهو مثال كان الأجدر بالجابري أن يتناوله بالنقد والتشريح؛ كمثال لما تفرز هذه الأمة من ثقافات مموهة وأفكار مشوهة لا تغني من الحق شيئاً.. إن هذه الشخصية الثقافية التي تميل مع كل ريح توصل بها الأمر في نهاية المطاف إلى أن تدافع دفاع المستميت عن فلسفة ومبادئ الطالبان الأفغاني، وقبل أن أذكر اسم هذه الشخصية الفكرية (العقلانية) المعاصرة لا بد لنا من ذكر شيء عن مبادئ رجل (المعقولية الدينية) من الطالبان وأعوانهم: تحرم هذه الجماعة عمل المرأة وتحرم عليها الخروج خارج البيت إلا في حالتين، الحالة الأولى من بيت أبيها إلى بيت زوجها ليلة الزفاف، والحالة الثانية من بيت زوجها إلى قبرها يوم يقبض روحها، وتحرم هذه الجماعة أيضاً حلق الرجال للحى، بل توجب جلد كل من تكون لحيته أقصر من 10 سنتمترات لأن ذلك، بزعمهم، من السنة النبوية.

وتوجب تلك الجماعات المسلحة مهاجمة وتدمير ناطحات السحاب لأنها بعلوها هذا إنما ترمز إلى محاولة الإنسان الباني لها إلى تحدي الله سبحانه وتعالى بعلوه في السماء.. ولا داعي للوقوف بشكل مفصل ومسهب على موقف هذه الجماعات (اللاهرمسية) من قضية الأوابد والفنون الإنسانية ووجوب تحطيمها بالمعاول والمدافع التي يستوردونها من (الغرب الكافر) خوفاً من أن تعود عبادة الأصنام إلى مجتمعهم مجتمع النقاء والطهارة والإيمان من جديد!!.

وبعد كل هذا نرى المفكر العربي الإسلامي فهمي هويدي يجيز بشكل أو بآخر الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعة وغيرها من الجماعات تحت عناوين براقة وشعارات لم يرفعها حتى رسول الله (ص)، وقد اعترف فهمي هويدي شخصياً في إحدى مقالاته بهذا الاتهام الموجه إليه وكان دفاعه عن هذا الاتهام واهياً تماماً(14)، فبدل أن يدين هذا العقل العربي المعاصر تلك العقول القاصرة في فهمها للحياة ولطريقة التعامل معها، نراه يبارك عملها ويدافع عن فلسفتها التي نسجتها أكف الخفافيش في كهوف الظلام، وبإمكاننا أن نقرأ أيضاً ما جاء في مقال للأستاذ عبد الستار الطويلة بعنوان (دفاع فهمي هويدي عن الطالبان) حيث يقول: (ويمضي الأستاذ هويدي في دفاعه المستميت والذكي عن نظام الطالبان بالهجوم على أولئك الذين يحذرون من خطورة الحكم الديني لأن الآراء والاجتهادات تختلف حسب الهوى والمصلحة وهو أمر ليس بقاصر على فرق الإسلام السياسي هذه الأيام، إنما هو أمر قديم يمتد إلى أكثر من ألف عام منذ ظهور الإسلام)(15).

ويتابع الأستاذ عبد الستار الطويلة قائلاً في نفس المقال: (ويتهم هويدي في جرأة يحسد عليها معارضي نظام الطالبان بأنهم مصابون بعمى الألوان.. ولكن ما نريده حقيقة أن نسأل الأستاذ فهمي هويدي عن ذلك الشعار الذي يكرره كل يوم هو وآخرون من دعاة الاستنارة، وهو ما يسمى بالمشروع الحضاري الاسلامي، ماذا يعني بهذا المشروع، هل هو يعني أن ندير ظهورنا للحضارة الحديثة المتقدمة؟ ثم ما هي حدود المشروع وموقفه من المشاكل المعاصرة، ما هو البرنامج الاقتصادي مثلاً؟ هل يقر المشروع التعددية الحزبية وحرية الصحافة والتعبير؟ هل سيقر المساواة بين الرجل والمرأة؟ هل يدعو إلى اقتحام آفاق العلم والبحث العلمي؟ هل سيتدخل في حرية الناس، في أزيائهم ونمط حياتهم العادي والسينما والمسرح والفنون؟ والأهم من ذلك هل يسمح المشروع بنشأة أحزاب تعارض الحكم الديني؟! إن الأستاذ هويدي قد أعلن مرة معارضته لوجود مثل تلك الأحزاب لأنها تقلب نظام الحكم).

إن كل هذه الأسئلة التي طرحها الأستاذ عبد الستار طويلة على فهمي هويدي منطقية جداً، وخاصة تلك الأسئلة التي ترتبط بالعلاقة التي ستكون موجودة بين دولتهم (الدينية العقلانية) من جهة ومفاهيم العلم والحرية والديمقراطية من جهة ثانية، وطالما أن هويدي ينادي بالديمقراطية وبنفس الوقت يعارض قيام أحزاب تعارض الحكم الديني، فإننا نستطيع الخروج بنتيجة واضحة مما سبق وهي أن هويدي ورفاقه (المستنيرون) يتعشقون الديمقراطية حقاً ولكنهم يريدونها لمرة واحدة فقط وهي المرة التي ستمكنهم من الوصول إلى كراسي الحكم، وبعد أن يستتب لهم الأمر فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم.

أين الجابري ونقده من هذه الحقائق؟، ولماذا يرفض أن يستنطق قلمه عن الذين يقولون إن جميع مظاهر التخلف في مجتمعنا ناتجة عن خيانة العرب للخلفاء العثمانيين وانفضاضهم عنهم وخذلانهم لهم، وان البعض لا يزال يصرخ بأن الخلافة هي الحل حتى بلغ الأمر بأحد رؤساء الأحزاب الدينية في دولة عربية شقيقة أن عرض الخلافة الإسلامية -وكأنه هو الممثل والناطق عن جميع المسلمين- على الشيخ محمد متولي الشعراوي على أن يكون مقر الخلافة في مكة المكرمة؟!(16).

أين محاولات الجابري النقدية العقلانية التي تتناول ظاهرة إصدار الفتاوى الإسلامية التي تبيح دماء وأعراض وأموال الأقليات في الوطن العربي من مسلمين ومسيحيين، وهي فتاوى بدأت بشكل علني مع ابن تيمية الملقب بـ(شيخ الإسلام!) ولا تزال مستمرة في صدورها حتى الآن من أكثر من دولة إسلامية تعتبر نفسها معقلاً وحصناً للإسلام الحنيف؟! ومن نافلة القول هنا أن كل الفتاوى التي صدرت وأباحت دماء وأعراض وأموال الأقليات إنما هي فتاوى صدرت من الفقهاء الذين لا يمتون إلى المذهب الشيعي بأدنى صلة، وهؤلاء الفقهاء الذين يمثلون وينهلون من نبع التراث الثري و(الأصالة الفكرية) هم أسس وأعمدة الحضارة المرتقبة في مشروع الجابري الحضاري.

ونعتقد دون أدنى شك أن الجابري سيقف مكتوف اليدين ومعقود اللسان من الدهشة ومن العجز، عن أن يفقد المستوى الذي وصل إليه رجال دولته العقلانية خاصة إذا أرسلنا إليه نسخة من كتاب يعاد طبعه عدة مرات في العام وهو لشخصية دينية يعتبرها البعض مرجعاً دينياً عاماً وممثلاً للسلف الصالح، وعنوان هذا الكتاب -ويا للعار- (صفة صلاة النبي وفتاوى تتعلق بالحيض)(17)، والله سبحانه وحده هو الذي يعلم كيف جمع هذا المرجع الديني والمفتي الكبير بين صلاة النبي (ص) وروحانيتها وبين حيض النساء وكيفية التنظيف والغسل، وربما لو استطاع أن يرفق كتابه بالصور التوضيحية لفعل لا لشيء إلا من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والتثبت من وصول أحكامه الفقهية إلى كل بيت عربي!!.

ومن الظواهر التي شاء الجابري أن يغيبها عن دائرة نقده، ظاهرة تحول العديد من المفكرين العرب الكبار من دائرة الانتماء الماركسي إلى دائرة الانتماء الديني السلفي الذي يقوم على تكفير الآخرين بعد أن هوت أحلامهم وسقطت الوعود المعطاة لهم بسقوط الماركسية وزوال آثارها وانحلال البلدان المعتنقة لها. لقد تم الانتقال من قمة العلمانية الإلحادية إلى قمة السلفية الدينية دون المرور بأي طور انتقالي يلعب دور الوسيط بين الإلحاد والتعصب ولا أقول الايمان، ألا يمكن لأي ناقد منهم أن يكتب كتاباً ضخماً عن كل ظاهرة من هذه الظواهر خصوصاً إذا ما اقترنت هذه الظواهر بأسماء أشخاص بارزين جداً في الحقل الديني، كـ(السيد قطب) مثلاً، وهو مثال واحد يغنينا عن أمثلة كثيرة، ذلك الرجل الذي أصبح إماماً للتكفير ونصيراً لمبدأ الحاكمية حتى أصبح أقوى مرجع للمتطرفين في مصر وغيرها في ذلك الحين، وهو الذي كان يدعو قبل ذلك إلى أفكار ونظريات غريبة ومن ذلك إقامة مستعمرة كبيرة للعراة في مصر؟!!(18).

إن هذه المفارقات الغريبة في العقل العربي المعاصر للعديد من رجال (الاستنارة) الفكرية و(العقلانية الدينية) هي الجديرة بالبحث والتمحيص والغربلة النقدية، فهي قريبة منا ومحيطة بنا من كل جانب، فلماذا لا نعمل على تشريحها بواسطة مبضع الجرّاح الماهر الذي يعمل على نقد وتحليل هذه الظواهر بروح موضوعية بغية استخلاص الدروس التي يمكن أن تفيدنا في اللحاق بركب الحضارة وحتى لا نخرج من التاريخ؟.

فكل الظواهر التي ذكرناها وكل المواقف التي تحدثنا عنها هي المادة الخصبة للشرفاء الذين يريدون فعلاً أن ينتقدوا هذا الواقع الفكري اللامعقول بهدف النهوض والارتقاء، لا بهدف النيل من حزب أو طائفة لمجرد أنها لا تتفق معهم في أفكارهم ومعتقداتهم؛ فنطلق على هذا لقب (لاعقلاني) وعلى ذاك صفة (اللامعقول)، وعلى الذي لا يتفق مع معتقدنا المذهبي أو الطائفي صفة (الهرمسية)، فمن غير اللائق حقاً أن يدعي الناقد أنه يغوص في بحار التاريخ من أجل محاورة التراث وجعله عقلانياً بهدف بناء الذات العربية المعاصرة في الوقت الذي يعمل فيه على تشويه مفهوم العقلانية من خلال تحليلاته الشخصية للأحداث وللشخصيات التاريخية التي لا تروق له ولا تتفق معه في فلسفته المذهبية، وقد ذكر عبد السلام بن عبد العالي في كتابه (الفكر الفلسفي في المغرب) محاولة الجابري لتوظيف التراث بعد تنقيته من الشوائب من أجل بناء الذات العربية العقلانية القويمة في الحاضر(19)، ولكن للأسف فإن الجابري لم يوفق في عمله ولم يكن موضوعياً قط لسبب وجيه وهذا السبب لن نجيب نحن عليه بل سنترك الجواب للجابري نفسه كي يجيبنا عليه بعد أن نسأله قائلين نفس السؤال الذي سأله إياه الأستاذ محمد الوقيدي في ندوة حوارية عن هدف الجابري من كل كتاباته التي يدعي من خلالها أنه صاحب مشروع فكري: ما هي المرحلة التي وصل إليها الآن هذا المشروع؟ فكان جواب الجابري وبكل صراحة: (يمكن أن أصارحكم بأنني لا أعرف أين وصلت، ولا إلى أين سأصل)(20)، فإذا كان هدفه الفكري والعقلاني مبهماً في كتاباته ولا يعرف إلى أين وصل به، فكيف نتوقع منه أن يصل ويوصلنا معه إلى بر الأمان؟، وهل هناك من كاتب يحترم قلمه وفكره يكتب بهدف الكتابة فقط دون مخطط مسبق يسعى للوصول إليه؟! وهنا تحديداً لا يغيب عن ذهننا أن الجابري يطلق على نفسه لقب (فيلسوف) ويصنف نفسه بين الفلاسفة(21)، في الوقت الذي يرفض صديقاه المفكران المغربيان عبد الكبير الخطيبي وعبد الله العروي هذا اللقب لنفسيهما(22).

وآخر ما يمكن أن أطرحه على الجابري وعلى أي مثقف عربي من خلال هذا البحث الموجز الفكرة التالية: لو أننا خضنا غمار التراث العربي الإسلامي وبالتحديد منذ الخيوط الأولى للحضارة الإسلامية وحتى مغيب شمسها وزوالها،وأخذنا بعد جولتنا تلك كل رجال الفكر الإسلامي الشيعي من تلك الحضارة وعلى كافة المستويات العلمية والفلسفية والأدبية والفكرية، فلو أننا قمنا بهذا العمل وأقصينا هؤلاء الرجال جانباً، فماذا سيبقى من الحضارة الإسلامية؟.

ألا يكفي أن الفارابي الملقب بـ(المعلم الثاني) بعد أرسطو (المعلم الأول) كان معروفاً بتشيعه لأهل البيت(ع)، وكذلك الحال بالنسبة لابن مسكويه الملقب بـ(المعلم الثالث) الذي كان متشدداً في تشيعه وهو على ما هو عليه من العلم في الفلسفة والأخلاق والحكمة والمنطق؟!!، ألا يكفي أن الشيخ الرئيس ابن سينا كان أحد رجال الشيعة، وكان أعظم فيلسوف إسلامي ظهر في المشرق واجتاح بفكره الخلاق أفكار أهل المغرب بل والغرب ذاته؟!!.

وهل يستطع أحد أن ينكر الهوية الشيعية لنصير الدين الطوسي الذي أسهب المستشرق (رونالدسن) في مدحه ومدح ما قدم للحضارة الإسلامية وللحضارة الغربية لاحقاً من علوم ومعارف متنوعة؟! وماذا عن جابر بن حيان، ألم يكن شيعياً مخلصاً للإمام جعفر الصادق (ع) كما أكد وأثبت ذلك مؤرخ علم الكيمياء (هولميارد) في بحوثه عن جابر، وكذلك الحال بالنسبة لما كتبه عنه حسين حمادة في كتابه (تاريخ العلوم عند العرب) وقدري طوقان في كتابه (العلوم عند العرب)؟.

وإذا أراد أحد ما أن يتأكد من الهوية الشيعية لأبي بكر الخوارزمي فعليه أن يقرأ رسالته المطولة إلى أهل نيسابور، وعليه أن يقرأ ما جاء عنه في كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان، وقبل أن يرفع القارئ كتاب (وفيات الأعيان) من بين يديه، عليه أيضاً أن يتأكد من تشيع أبي بكر الرازي فيه، ولا بأس أن يطلع المثقف العربي على قضية تشيع أبي علي الحسن بن الهيثم عالم الفلك والبصريات، في كتاب التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى للمستشرق (هاملتون جب) الذي قال في الصفحة 25 من الكتاب المذكور: (وقد يدهشنا لأول وهلة أن نرى أن عدداً كثيراً من أشد الحركات والأشخاص نشاطاً في القرنين الثالث والرابع كانوا ذوي ميول شيعية).

أما بالنسبة للمسعودي صاحب المؤلفات العظيمة في التاريخ فقد لقبه المستشرق (رونالد سن) بـ (هيرودوت الإسلام) وذلك ضمن كتابه (عقائد الشيعة) وذكر أمر تشيعه في أكثر من موضع في نفس الكتاب، وعلى الذي يريد أن يتأكد من تشيع المؤرخ (اليعقوبي) صاحب كتاب (تاريخ اليعقوبي) المشهور فعليه أن يقرأ كتاب Arabic Literature للمستشرق (هاملتون جب).

ولو وقفنا في حقل اللغة والنحو، فلن نتكلم إلا عن أبرز رجلين في هذا المجال وهما:

أبو الأسود الدؤلي الذي دون علم النحو نقلاً عن الإمام علي (ع) وكان شيعياً قوياً في تشيعه، وقد ذكر أحمد أمين أمر تشيعه في كتابه ضحى الإسلام ج3 وكذلك الحال بالنسبة للخليل بن أحمد الفراهيدي الذي شذب وبسط علم النحو وأوضح العلل والحجج فيه.

وعلى الرغم من أني لا أجد رغبة في الوقوف على الهوية المذهبية لأهم الشعراء في تلك الحقبة الذهبية إلا أني سأذكر منهم من اشتهر بتشيعه بين الناس، وهم: الصاحب بن عباد، والفرزدق، والكميت بن زيد الأسدي، وكثيّر عزّة، وعبيد الله بن قيس الرقيات، ودعبل بن علي الخزاعي، وأبو فراس الحمداني، والأديب الفارس سيف الدولة الحمداني رأس الدولة العلوية، وأبو الطيب المتنبي، وديك الجن الحمصي (عبد السلام بن رغبان) وأبو تمام الطائي صاحب الرائية المشهورة التي يعلن فيها تشيعه، وصفي الدين الحلي، وابن الرومي (أبو الحسن علي بن العباس) صاحب القصيدة التي مطلعها:

ألا أيّهذا الناس طال صريركم بآل رسول الله فاخشوا وارتجوا

والحسن بن هاني (أبو نواس)، ومهيار الديلمي، والشريفان الرضي والمرتضى، وبديع الزمان الهمداني صاحب (المقامات)، وإذا كنا نقرأ بعض المقطوعات الشعرية لبعض هؤلاء الشعراء يمدحون بها خليفة أموياً أو عباسياً فإنما فعلوا ذلك تقية وحقنا لدمائهم من سيوف جلادي الخلفاء.

وبعد هذا الاستعراض السريع لأهم أسماء رجال الحضارة الإسلامية الذين كانوا هرمسيين بنظر الجابري، وكانوا لا عقلانيين وبعيدين عن إمكانية تطويرهم للعقل العربي، فنعود ونسأله مرة أخرى: لو استثنينا هؤلاء المفكرين الشيعة من الحضارة العربية الإسلامية، فماذا يبقى منها؟ نترك حرية الجواب للقارئ.

وأخيراً أقول: إن الجهل بالحقيقة خير من تقديم نصفها، لأن الذي يشكل الخطر الحقيقي على المجتمع وعلى الأفراد هم أشباه المثقفين الذين يشوهون الحقائق وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، لقد آن الأوان للنهوض من كبوتنا وسباتنا الطويل لأن الأجيال القادمة لن ترحمنا أبداً.

لقد آن الأوان للتخلص من إحاطة السلف بهالة من القداسة التي لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بها أبداً، لقد آن الأوان لنعرف أن الرجال يعرفون بالحق وليس العكس صحيحاً، فالميزان الحقيقي للصراعات الأيديولوجية وللأحداث الدامية المأساوية التي شهدتها أمتنا العربية والإسلامية، هو الحق ذاته، وليس الميزان هم الرجال الذين خاضوا تلك الأحداث ولعبوا دوراً هاماً فيها، لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين ونحن نعيش هاجس الوجود والقيمة، وبدل أن نصدر للعالم القيم والمبادئ النبيلة أصبحنا نصدر للعالم ظاهرة (الاسلاموفوبيا) أي ظاهرة الخوف من الإسلام، وليس هذا بالشيء الغريب لأن الذي يقدم للآخرين صورة مشوهة عن الإسلام بتشويه الحقائق وقلب المفاهيم بحيث يجعل أهل العلم والمعرفة واللاعنف هم (اللاعقلانيون) وهم (أهل اللامعقولية الدينية) ويجعل بنفس الوقت أهل التحجر والقوالب الفكرية الجاهزة والعنف في طريقة الحوار مع الآخرين هم (العقلانيون) و (رجال دولة العقل) - فلا بد وأن يخيف الإنسان الغربي الذي أصبح يدرك الحقائق، كل الحقائق ويعرف تماماً أن إسلام السيف لم يكن في يوم من الأيام شيعياً، بل كان إسلام الشيعة دائماً وأبداً هو إسلام الكلمة والحوار، فالاسلاموفوبيا هو المصطلح الذي يمثل المخطط البياني لمسيرة العقل العربي الذي يسير نحو الهاوية منذ أن تخلى عن لغة الحوار إلى لغة الدماء، ومنذ أن تخلى عن (إسلام الكلمة) إلى (إسلام السيف).

المصادر:

(1) ابن خلدون: المقدمة دار القلم -بيروت ص149.

(2) نفس المصدر السابق: ص149.

(3) محمد بن جرير الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج3/ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم/ دار سويدان-بيروت ص68.

(4) نفس المصدر السابق: ج5/ ص105.

(5) المسعودي: مروج الذهب ج3/ مطبعة دار الرجاء-القاهرة ص5.

(6) ابن الأثير: الكامل في التاريخ ج4 (1302هـ) القاهرة ص48.

(7) سميرة مختار الليثي: جهاد الشيعة في العصر العباسي الأول نشر البطحاء ص217.

(8) نفس المصدر: ص164.

(9) مجموعة من الأساتذة: نقد العقل العربي في مشروع الجابري (ندوة حوارية) مجلة الوحدة العدد مزدوج (26-27) كانون أول 1986م، ص140.

(10) نفس المصدر: ص156.

(11) عبد الغني العطري: أبو نواس شاعر صادروا ديوانه، جريدة تشرين العدد 7918 31 كانون 1/ 2001م.

(12) محمد شاكر عظيمة: كنت مفتشاً (1969م) مطبعة الكشاف-اللاذقية ص157.

(13) صقر أبو فخر: الدوري والديوان في الصين وأفغانستان جريدة السفير العدد 8501 -15/1/ 2001م.

(14) فهمي هويدي: الديمقراطية أزمة تيار أم أنها أزمة مجتمعنا العربي مجلة (المجلة) العدد 958- 27/6/ 1998م.

(15) عبد الستار الطويلة: دفاع فهمي هويدي عن الطالبان/ مجلة روز اليوسف العدد 3570- 11/11 1996 ص66.

(16) المصدر السابق: ص59.

(17) عبد العزيز بن عبد الله بن باز (صفة صلاة النبي ويليها فتاوى مهمة تتعلق بالحيض) دار الوطن للنشر-الرياض.

(18) زين إبراهيم: أشهر الكتب الممنوعة في مصر (ملحق مجلة صباح الخير) العدد 19/ 16 نوفمبر 1999 ص43.

(19) عبد السلام بن عبد العالي: الفكر الفلسفي في المغرب/ دار الطليعة - بيروت ص12.

(20) راجع الندوة الحوارية مع الجابري في مجلة الوحدة المذكورة سابقاً ص154.

(21) نفس المصدر السابق: ص155.

(22) عبد السلام بن عبد العالي: الفكر الفلسفي في المغرب ص8.