وداعا.. وداعاً

بمناسبة رحيل الإمام القائد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس الله سره )

علي يوسف المتروك

وداعاً فقد ودعتُ فيك شـــــمائلاً 
فلا الدمع يشفي ما اُعانيه حرقةً
دُعيت فلبـــــّيت النـــــداء و هكذا
فما قيمةُ الدنيا و قد غاب بدرُها
تسنّم علم الفقه و الدين فارتـقى
ففاضت علومٌ و استقامت ركائزٌ
يُذكرنا عـــــهَد الأئــــمَّة نهــــجُهُ
رحلتَ و لم ترحل عن الناس سيرةٌ
فيا علَماً لا غيَّـــــب القبرُ شخصَهُ
تلَونت الدنـــــيا تلـــــوّن اهــــــلُها
فحلّقَ بعيداً غير ما كنـــــت هاهنا
هُناك تجوب الروح لا قــــيدَ فوقها
هناك نعيمٌ لا حـــــــــــدود لفــيضه
هنيئاً لك العُقبى فقد كنت صـــابراً
ويا إخوتي بالله صبراً لفـــــــــقدهِ
و ليسَ حَريباً من أُصيــــبَ بمالِهِ

 

من النُبل غابـــت أو تــكاد تغيبُ
و لا للكرى من مقلتي نصــــيبُ
رحلت و لم تبعد فأنـــت قــــريبُ
و ران عليـــها عتـمة و غروبُ
كما يرتقي فيما يجـــسُّ طبـــيبُ
من الفقه جـــهدٌ دائـبٌ و دؤوبُ
بدهرٍ به الطــفل الرضيع يشيبُ
و نهجٌ و رأيٌ ثاقـــبٌ و مُصيبُ
و إن طاولتـــهُ ألسُنٌ و خُطوبُ
فما ثَمَّ شيءٌ في الحياة عجيبُ
فكل مكــــان أنــــت فـيه يطيبُ
سوى نَفحاتٌ ما لهُنَّ نُـــضوبُ
هناك رحابٌ ممرِعٌ و خَــصيبُ
فبالله ما كابدتَ فـــهو حسيــبُ
فليس سواهُ غـــافرٌ و مثــــيبُ
و لكنَّ من وارى أباه حَــــريبُ