في صعيد القلوب

في رثاء إمام الفقه آية الله العظمى المجاهد

السيد محمد الشيرازي (قد)

محمد أمين أبو المكارم

أفطر بكـأس الموقنين شهيدا
والفجر نـاولك البداية منبراً
إنا اجتلــينا من مدادك دربنا
المجد مجدك أنت صانعه أباً
إن أخفــقت لغةٌ فذاك لحيرةٍ

 

تلك المواقف، والشهود مواقفٌ
وأذبـــت نفســــــك للأنام ميمِّماً
فإذا رحلت فأنــــت صوتُ قلوبنا
وإذا ظُلـمت فأنـــت وارث حيدرٍ
وبفاطــــــمٍ لك أســــوةٌ لكـــنما

 

يا عيد ما جزعٌ عليه وإن يكن
لكنّ ثلـــماً في فـــؤادك موجعاً
وبمثله يا (قمّ) عشــــتِ مآثراً
ولمثله يا (كربلاء) تعـــــشَّقي

 

إنا على شرف العـــمامة لم نزل
وعلى هدى الرايات صوتُكَ بيننا
وإذا انتحـــــينا قبـــلةً علــــــَويّةً
وإذا أصاخت للــــمكارم مـــهجةٌ
ها أنت في دمــنا وفي نبــــضاتنا

 

لا ليس منّا من يصـــول إذا خلا
لا ليس منّا من يعــــــضُّ بلحمه
لا ليس منّا من يفـــــــرِّق جمعنا
لا ليــــس مـــنّا من يــذوب تكبُّرا

 

لا ليس منّا مـــن يســـــير وخــــلفه
ويذوب في الأضواء سالكَ نهجِ من
وإذا تسامــــى كــــان غايــــةُ همّه
وإذا تـــــفاخر قال: كنّا معـــــــشراً

 

أعلى مدى التاريـــــــخ ليس ببدعةٍ
أعبادةٌ للـــــذات خــــــير عبــــــــادة
يا أيها الإنـــسان تــلك رســــــالتي
وإذا عشقتَ الحرف فارسمه هوىً

 

يا (صـــادق) الأفــــعال مُدّ لنا يداً
وامسح بـــها نار الفــــراق بأمة
وعلى صدى الآيــــات أفـئدةٌ ترى
وابسط جناحك للرضا والمرتضى

 

يا واهب الإنســــان نــعمةَ عقله
أُصبب علينا نعــــــمـةً مـن وحدةٍ
وازرع جناجن صـــــحبنا أنشودةً
وأصخ إلى قلبٍ يمــور به الأسى
مولاي كربك في النفوس، قلوبنا
ولترق معراج الكمال مـــحمدَ الـ
ولتلق فيـــــها عند ربــــك رحمةً

 

فلقد حبتك يد السماء العيدا
فاسلك طريقك للبقاء خلودا
حراً على هدي النبي سديدا
مثلاً أبـــــياً طـــــارفاً وتليدا
من أي نــهرٍ نستقيك جديدا

 

لك شاهدٌ ولكم غدوت شهيدا
شطر العقول وللرؤى توطيدا
لما يزل متــــجدّداً تـــــــغريدا
ومن الســماء منحتنا التأييدا
أُسكنت في عين القلوب صعيدا

 

جزعاً - على أمثاله - محمودا
ومن اللظى قد بعثر العنـــقودا
وبمثله روحاً خــــــــفقت بنودا
علماً أذاب عن العقول جلــيدا

 

نهواكَ في كلح الزمان عميدا
حرٌّ ووجـــــهُكَ لا يزال رشيدا
كنتَ الشريفَ وإن عدمتَ شهودا
فلديك قولٌ لم يُشَـــــــبْ تنديــدا
صوت الكرامة يستعيد نشــيدا

 

ومع الأعادي خـــــائراً رعديــدا
و(يبوس) كــــفّاً بائســـاً وبعــيدا
طمـــــعاً وخوفاً، ذِلّــةً، ومــزيدا
حسداً.. متى احترم الأنام حسودا؟


خفق النعال مردِّداً تمـجيدا
صَلُبت أعاليه ودقّ الجـيدا
بين الأماجد قصعة وثريدا
نهب الأنامَ بوارقاً ورعودا

 

أن لا يروح شمــــلُنا التبديدا؟
بينا ضــــمائرنا تظلُّ عبــــيدا؟
فكن البصير إذا أردتَ صمودا
واجعل لقومك في الفؤاد رصيدا

 

- من خلف نائرة الشقاق - ودودا
عشقتكَ من روح الإمــــــام وريدا
في بحر فكـــــرك مــوئلاً مـنشودا
واســــلك بنا جَدَدَ الــــطريق رغيدا

 

والغيُّ يبــقى دهرَه مصـــــــفودا
تهب المبادئ في الورى تجسيدا
شملت بعطـــــفك رائداً ومـــريدا
ويذوب في بحر الجراح وقــــيدا
عبرى عليك، وإن وُهِبتَ خلودا
أخلاق ولتَردِدِ الجنـــــان ورودا
ولتلقَ فيـــــها نـــــظرةً وورودا