قالوا في الإمام الشيرازي

 

لقد فقدت الأمة الإسلامية برحيله مرجعاً دينياً ثراً أغنى بفقهه ومؤلفاته الفكر الإسلامي.

فاروق الشرع              

نائب رئيس مجلس الوزراء السوري

وزير الخارجية              

تلقينا ببالغ الحزن والألم وفاة المرجع الديني الأعلى للطائفة الشيعية المرحوم آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي الذي نشهد له كفاحه وجهاده لنصرة الإسلام والمسلمين والمظلومين والمستضعفين في العالم.

وزير الأوقاف

محمد زيادة

كان (قدس سره) له تاريخ طويل من النضال ضد الاستبداد ومحتكري السلطة، ومارس التجربة العملية للتوافق بين الإسلام وسلطة الشعب.

ولقد اعتقد، بالتنوع في فهم الدين وكان يؤمن بالحقوق والحريات الأساسية للشعب، إيماناً راسخاً.

لقد ترك المرحوم آية الله العظمى الشيرازي مئات من المؤلفات والكتب والمقالات وكتب حول السلطة الشعبية، والحقوق والحريات الأساسية وضرورة العمل السياسي الحزبي والعمل الجماعي، ولهذه المؤلفات مكانة مرموقة لدى المثقفين والعاملين السياسيين.

الدكتور إبراهيم اليزدي       

الأمين العام لحركة الحرية الإيرانية

لقد كانت حياة الإمام السيد جهاداً متواصلاً على طريق العلم والعمل، حيث أسهمت مؤلفاته في إثراء الحياة الفكرية والعلمية ومعالجة مشكلات العصر، كما كان له دور بارز في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين وحقوق الشعوب المستعمرة والمظلومة ولا سيما في فلسطين ولبنان.

الأمين القطري المساعد     

لحزب البعث العربي الاشتراكي

الرفيق الدكتور سليمان قداح  

لقد كان الفقيد يتمتع بمواصفات فاضلة في الأخلاق الحميدة والخدمات الدينية والثقافية، ويتميز بالصبر وسعة الصدر والمداراة للناس والمواظبة على الدرس والتأليف وتأسيس المؤسسات الإسلامية الإنسانية النافعة.

السيد محمد باقر الحكيم        

رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية

في العراق                 

لقد فقدت الأمة الإسلامية رجلاً فضيلاً من كبار العلماء الاجلاء، المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره).

عندما نتذكر المغفور له الغالي، فإننا نتيقّن كيف أن الباري تعالى، يرفع بقدره من يشاء من عباده لملاقاة الردّى دون وهنٍ أو إنحناء.

النائب اللبناني   

علي عادل عسيران

لقد عاصرت أكثر من عشرين من مراجع التقليد الكبار، وقرأت في كتب السيرة والتاريخ عن أحوال العظماء والفقهاء والحكماء بل والسياسيين وعمالقة التاريخ، وقلما وجدت عظيماً مثله في زهده وأخلاقه وخدماته وسائر صفاته ومناقبه التي لا أحصيها.. وما كنت أظن أنني سأبقى بعده، ولعلي الحق به قريباً.

آية الله السيد مرتضى القزويني

لقد رحل عنا الإمام التقي والعبد الصالح آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي «قدس سره» صاحب نظرية اللاعنف والتي لو عمل بعض المسلمين بموجبها لتجنبوا الويلات ولو عمل بموجبها أمراء الحرب الأفغان لحموا بلادهم وأنفسهم من ويلات الحروب.

عادل عباس الخضاري

برحيله إلى ربه يفقد العالم الإسلامي رجلاً لم يعرف للراحة معنىً إلا في إغفاءته الأخيرة. وبرحيله إلى الرفيق الأعلى، تفقد الأرض أحد أوتادها الذين وقفوا بوجه الظلم وانتصروا للمظلوم وعاشوا معاناة الفقير ومسحوا دمع اليتيم.

الأستاذ مدين الموسوي

كرس جل حياته في خدمة كلمة الحق والعدالة والفقه،وكان رسولاً مثالياً للمسيرة الفكرية العلمية الحضارية بمبادئها الثورية والتي صبت نتاجها في خدمة القضية العادلة لشعبنا العراقي الحبيب والشعوب المضطهدة.

مكتب العلاقات

الحركة الديمقراطية الآشورية

جسد في حياته أسمى معاني الزهد والتقوى التي أضحت قدوة ومثال، فحفلت مسيرة حياته الشريفة بالمواقف والتضحيات والمحطات الجهادية، وهو أثرى المكتبة الإسلامية بمئات الكتب والمؤلفات الفقهية والعقائدية والعلمية والبحوث التاريخية والاجتماعية التي أغنت تراثنا وفكرنا الإسلامي.

نائب رئيس                

المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى

الشيخ عبد الأمير قبلان         

كان المرحوم آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي طاقة جبارة ومدرسة سيارة خرجت الكثير من العلماء الفضلاء، وملأت المكتبة العربية والإسلامية بالمؤلفات الكثيرة المنيرة بحيث يصلح أن يقال في حقه: إنه المجلسي الثالث.

الشيخ حسن طراد

وافته المنية وهو بعيد عن الوطن الذي طالما دافع عنه بالغالي والنفيس وعاش آلام الغربة والمعاناة من أجل أن يرى العراق دولة يسودها العدل والمساواة والحرية.

المؤتمر الوطني العراقي

لقد أنجبته عائلة علمية جهادية عريقة وتربى في اجواء الفضيلة والتقوى حتى أصبح من ابرز مراجع الدين في هذا العصر. وامتاز بعلميته الواسعة، وانتاجه الغزير في مختلف ميادين المعرفة، حتى تجاوزت مؤلفاته رقم الألف كتاب. وهو رقم قياسي في تاريخ الكتابة والتأليف.

وهو رائد ومؤسس خط جهادي أصيل يتبنى الدعوة الى الله، والعمل لانقاذ الامة، عبر برامج التوعية والتربية، والتغيير الاجتماعي، والاساليب الحضارية، بعيداً عن وسائل العنف والتطرف.

وكان قمة في التحلي بمكارم الاخلاق، يتسع صدره لجميع الناس، ويحترم الرأي الآخر، ويغضي عن السيئة، ويقابلها بالاحسان، كما هي سيرة اسلافه واجداده من اهل البيت عليهم السلام. ولقد قضى حياته منذ نعومة أظفاره والى أن اختاره الله الى جواره، في خدمة الإسلام والامة دون كلل أو ملل، متحملاً صنوف الاذى والمعاناة، بثبات وصبر عظيم.

وإذ تفقده الامة اليوم في هذه الظروف الحساسة الخطيرة، فإن ذلك يشكل خسارة فادحة ومصيبة عظمى، ولكن الامر لله، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

الشيخ حسن الصفار

فقدنا علما كبيرا وعالما مجاهدا ومرجعا بارزا قلما يجود الزمان بمثله علما وجهادا وعطاءا وأخلاقا سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي .

نعم لقد عرفته طالباً مجداً ودارساً مجتهداً وباحثا مثابرا وراويا حافظا وعرفته عالما مجتهدا يبحث في الدقائق العلمية ويفصل في الاختلافات الفقهية ويحقق في الحديث والأصول وعرفته مجاهدا بالقلم والكلمة الطيبة والموعظة الحسنه حتى أثرى المكتبة الإسلامية بانتاج غزير وعطاء جزيل من المؤلفات في مختلف ميادين والأصول والعقائد والفكر الإسلامي الأصيل وعرفته مرجعا كبيرا وعلما عظيما بذل نفسه وسخر وقته لنشر علوم اهل البيت وخدمة الموالين واعلاء كلمة الحق وعرفته اخا مؤمنا ورعا زاهدا صابرا يدفع بالتي هي احسن .

آية الله الشيخ محمد الهاجري

فقدنا طوداً شامخاً قلّ ما يجود التاريخ والمرجعية ومنتديات الفقه بمثله، وشكّل وسيشكل فقدان هذا الإمام العظيم خسارةً ثقيلةً للإسلام والمذهب وكل الذين يعملون لأجل السبيل إلى إنهاض المسلمين.

فقدنا العلم والورع والترابية الرسولية والعلويّة والكفاح الحسيني والمعرفة الصادقية ولا يعوضنا بفقده إلا رجل يحمل الشيرازية في اليمنى والصادقية في اليسرى ويضع الأمة في القلب.

تجمع علماء الدين      

الولايات المتحدة الاميريكية

ميشيغان - ديترويت    

فوجئنا كما فوجئ جميع عارفي مسيرة وفضل آية الله العظمى سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي بنبأ غيابه وانتقاله إلى الرفيق الأعلى في يوم عيد الفطر، ليزداد المسلمون شعوراً بالأسى والحزن على ما أصابهم على يد أعداء الإسلام. وقد كان فقده أكثر تأثيراً في النفوس، لأنه كان مفاجئاً وغير متوقع، وهو في ذروة النشاط والعطاء، وقد ترامى النبأ أنه أصيب وهو يؤدي رسالته، بما أدى إلى وفاة تشبه الاستشهاد، على نحو يذكر بمقولة (مداد العلماء خير من دماء الشهداء) ولقد أشاد الكثيرون بمناقبه وغزارة إنتاجه. وفي نظرنا إن أهم ما كان يتميز به هو بعد النظر والانفتاح على المتغيرات مع تمسكه بأصالة التراث، وسعة الصدر، والشجاعة وسمو الخلق. وقد تفهمه الذين أساءوا فهمه، وتعاملوا معه ببعض الإنصاف. عوض الله به المسلمين، عقباً صالحاً طيباً.

السيد محمد باقر الشرع

إن فقدان المرجع الكبير يعتبر خسارة فادحة وثلمة لا يمكن أن تجبر لعالم التشيع والحوزات العلمية للشيعة.

فلقد كان هذا العالم الجليل القدر والمجاهد الصلب محققاً متبحراً في كافة العلوم الإسلامية كالفقه، الأصول، التفسير، والحديث والكلام وله تأليفات واسعة وقيمة في جميع هذه الاختصاصات المختلفة. ولقد قضى عمره الشريف في العراق وايران لنشر المعارف والعلوم الإسلامية وفي الجهاد والكفاح السياسي للدفاع عن كيان الإسلام والتشيع. وتحمّل على هذا الطريق مشقات ومصاعب جمّة.

آية الله العظمى الشيخ

حسين علي المنتظري

فقدنا علماً ونبراساً للدين بل إن مثل هؤلاء العظماء الذين تكون ذات حياتهم إحياء لذكر وشعائر أهل البيت (عليهم السلام) يكون غيابهم وفقدهم عاملاً في نفوذ الفتن والظلم لذا يشاكل موتهم ثلمة في الدين والله الحافظ لدينه.

الشيخ محمد كاظم الشيخ مرتضى عياد العاملي

خسارة كبيرة في الزمن الصعب، كان (قدس سره) شخصية استثنائية ليس على مستوى رجال عصره وعلمائه فحسب، ولكن على مدى قرون طويلة من تاريخ الإسلام والتشيّع... لقد أثرى المكتبة الإسلامية والفقه الجعفري بنتاج يصعب على الباحث أن يتصور رجلاً واحداً بوسعه أن يقدمه. ولم يكن فقيهاً كبيراً فحسب بل مفكراً من طراز هو مزيج من الموسوعية الشاملة تراثاً وحداثة.. وإذا أردنا أن نصف هذا الرجل الاستثنائي فإننا لا نتمكن أن نفعل، إذا نحن لم نستعرض شريطاً بالغ الروعة من خلقه العظيم، من جهاده ورفعة خلقه.. كان إماماً حقيقياً في تسارع الرؤية وفي الصبر والمثابرة والترفع.. لم يستثمر شيئاً من مواهبه الواسعة لشخصه.. كان يتألّق ويدوي في آن.. وكان ذلك مصدر قوته وشموخه.. بكل الحب والنبل استطاع أن يخترق القلوب والعقول بما فيها قلوب أولئك الرجال الذين اعشت أبصارهم الأغراض والأهواء.

فإذا بهم عندما يعودون إلى ضمائرهم تتفتح في نفوسهم آيات الإعجاب والإكبار.

آية هذا الرجل أنه اجترح، بفرادة عظيمة، تمثّل النهج العظيم لأئمة أهل البيت وحاول، موفقاً ومسدداً، أن يستحضر عبر سلوكه قبساً من أنوارهم الغامرة.

السيد محمد حسن الأمين

رحل عن الساحة الإسلامية آخر عمالقة المرجعية الشيعية من الجيل القديم، ومؤلف أكبر وأضخم الموسوعات الدينية في مختلف العلوم والمعارف في تاريخ التأليف الإسلامي على الاطلاق، ومؤسس ابرز المراكز الثقافية والإنسانية والجوامع في مختلف بقاع العالم، ومربي اوسع جيل من العلماء وخطباء المنبر الحسيني والقادة وكوادر الحركة الإسلامية العالمية.

ولقد غيب الثرى رائد نظرية السلم واللاعنف في العمل الإسلامي، وقائد الصحوة الإسلامية منذ القرن الماضي، والمعارض الاكبر تاريخيا لنظام حزب البعث في العراق، والفاضح حقائق ونوايا الصهاينة الطامعين، والمدافع العنيد عن المسجد الاقصى السليب، والمتحدر الوارث عن سلالة البيت الهاشمي العريق في محاربة المستعمرين القدماء، والمتصدي امام هجمات الاعداء الطامعين بخيرات عالمنا الإسلامي.

الشيخ عبد العزيز الحبيب

منذ أن كان نبض الحياة حيويّاً في قلبه الكبير نذر هذا الإمام الرباني والفقيه الصمداني كل حياته وما يملك للإسلام وحركته وللتشيع ونبضه الأبدي، وخلال تلك الفترات العصيبة التي عاشها العراق والعالم الإسلامي، كان الإمام يعيش حركة الأمة وهمومها ومحنتها الكبيرة ولأنه عرف مكامن خطر المحاولات التغريبيّة الاستعمارية والالغائية التي استهدفت الشعوب العربية والإسلامية انطلق الإمام في الفقه والحركة والمشروع والنهج الحركي والحضاري لكي يبني قاعدة الارتكاز الأساسية التي تضع الأمة في قلب التحدي وتعرفها مكامن تلك الأخطار.

كان الإمام وإلى حين استقراره في الملكوت الأعلى الداعية المحمدي والحسيني الأول المدافع عن الشريعة والحياة الإسلامية المقارع الأول لمحاولات النيل من المشروع الإسلامي والأمة ومكانتها في العالم، كان التجسيد الحقيقي لحياة النبوات والرسالات واختصر بروحه النبوية الكبيرة وصبره الأيوبي وجلادته المحمدية وأناقة تصوره للإسلام، روح الإسلام العظيم...

منظمة الدفاع عن رجال الدين والجامعيين

الولايات المتحدة الأمريكية         

واشنطن                     

كان سيدي الإمام رجلاً متفانياً بمحبة أهل البيت(ع) وقد تعلمت منه حب أهل البيت(ع) فله الفضل في ذلك، كما أنه كان فريداً في عطائه؛ ولو قارنا انتاجاته بالآخرين فإنها تعادل حياة رجل عاش ثلاثمائة عام..

كانت له روح شامخة لا يثني عزمها المستحيل.. طموحاته لا مثيل لها.. كنت بين فترة وأخرى عندما تأخذ الصعوبات والمشاق والمعاناة والمشاكل مني مأخذاً تصل إلى درجة العجز عن القيام بالمسؤوليات الدينية، كنت أتصل بسماحته فيعيد لي الأمل ويعطيني دفعة من النشاط والقوة على مواجهة الحياة، فتقرع في أذني كلماته العطرة وصوته الأبوي..

كانت تهزني كلماته من الأعماق فتكون وقوداً ونشاطا وحيوية، لا يعرف قدّس الله سره كلمة اسمها مستحيل..

كان أباً وقائداً ومربياً ومرجعاً، أحب الجميع حتى الذين عادوه وحاربوه..

تعلمت منه احترام الجميع صغيراً وكبيراً، عدواً وصديقاً..

الشيخ صادق المجاهد

(كندا – أوتاوا)       

إن هذا الحدث الجلل كان كارثة مؤلمة وفاجعة عظمى وإنا إن فقدناه لم نفقد آثاره العلمية القيمة في الفقه والأصول والتفسير وكذلك خدماته الاجتماعية ونشره لمعارف الإسلام..فشكر الله مساعيه وحشره مع أجداده الطاهرين

آية الله العظمى

الميرزا عبد الرسول الحائري الاحقاقي

لم يكن رحمه الله مرجعاً تقليديا ولم ينتظر الدور كما يفعل بقية العلماء بل شق طريقه وفرض نفسه على الساحة الإسلامية بأطروحاته الجيدة، وكان (قدس الله سره) يهتم بالشباب كثيراً، ودائم السؤال عنهم ويحضهم على العمل على العمل الرسالي ويدعوهم إلى الزواج المبكر والتسلح بالعلم والأخلاق العالية والانخراط في الأعمال الفكرية والثقافية والإعلامية الهادفة.

كان رحمه الله جبلاً شامخاً بالصمود وتحمل المسؤولية والاستقامة ولذلك كانت مواقفه ثابتة لا تتغير أمام الصعوبات.

عاش زاهداً ورعاً تقياً لم يستملك بيتاً أو عقاراً ولم يخلف درهما أو دينارا بل خلف مصداقا للحديث الشريف علماً واسعاً يستفاد منه ومئات بل آلاف الصدقات الجارية منتشرة في ربوع العالم كله وذرية صالحة متمثلة في أولاده العلماء الكرام.

النائب الكويتي صالح عاشور

الإمام الشيرازي عبقري فقدناه.. بعد مدة قضاها وراء حجاب المعاصرة أو.. الجمود!.

كان نادرة من نوادر العصر وفريدة من فرائد العصر كان يملك ميزات منحها الله إياه كحدة الذهن وسرعة الانتقال والفهم والشجاعة والكرامة وسعة النظر والقلب الرقيق وعمق الفكر وبجانبها كمالات اكتسبها كالعلم في شتى جوانب علوم الدين كالفقه والأصول والنحو والصرف والكلام والمنطق والتفسير والمعاني والبديع فأن تعلم كل واحدة منها في منتهى الأناقة وعلمها للآخرين تدريساً وألف في كل واحدة منها تأليفاً على مستوى عال وغيره وبجانب العلم اجتهد في العمل فهذب نفسه وأدب روحه وأخذ من أساتذة الأخلاق ومن المأثور عن المعصومين وملاحظة ما ورد منهم تارة أخرى فسعى سعياً بليغاً في تربية نفسه وأسرته امتثالاً لأمر الله (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً)، فبلغ في الأخلاق والحلم والأدب والتواضع والعفو وحسن المعاملة مرتبة اعترف بها الموافق والمخالف وأقر بها المحايد والمعاند فكان يمر عن اللغو مرور الكرام ويعفو عن الخطأ والأثام بوجه منفتح وابتسام.

ثم أنه لم يترك فرصة أبداً إلا وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويعلم الأخلاق وينصح الشباب ويعطي توجيهاته لكل من يقابله ويزوره وكانت توجيهاته متناسبة مع الشخص وظروف حياته ومكان نشأته فأنه كان يعرف الكويتي مثلاً وظروفه وما ينقصه ويحتاجه في إطار تربية الجيل الناشيء ويعرف التقاليد ويعرف المجتمع.

وكان الناس يندهشون من قدرة ذاكرته وسعة حفظه وفي مطاوي كلامه كان يذكر أحاديث وروايات من المعصومين بألفاظها المنصوصة وكان فذاً أيضا يثير الغرابة أولاً من الانتخاب كيف انتخب من الأحاديث ما يناسب الموضع ثم حفظها وفسرها تفسيراً مقنعاً وبجانبها يذكر نبذة من تاريخ الأمم السالفة والعظماء حتى يستند بها في إثبات رؤيته وتقريب المعنى إلى ذهن مخاطبه.

فكان يعرف تاريخ الأمم وأكثر البلاد وكان يعرف مجاري السياسات والمنظمات السياسية ويعرف الخائنين والخادمين وما جرى في تاريخهم وكان يحفظ منها فيذكرها في مطاوي خطاباته هذا بالإضافة إلى تواضعه وحلمه فإذا رأى مكروهاً رد بالإحسان وإذا رأى معروفاً رده بأحسن منه.

العلامة السيد محمد الرئيسي

أصبحت محباً للحسين بفضل الإمام الشيرازي..

انطوان بارا كاتب مسيحي ومؤلف كتاب الحسين في الفكر المسيحي ومدير تحرير جريدة شبكة الحوادث ويعتبر من الكتاب المشهورين لتميز كتاباته بالسلاسة و البساطة.. قال عن الإمام الشيرازي الراحل:

«منذ حقبة السبعينات تعرفت على السيد الشيرازي فشجعني على تأليف كتاب «الحسين في الفكر المسيحي» وإليه يرجع الفضل في تأليف الكتاب الصعب الذي لم أكن أستطيع تأليفه بدون مساعدته، تعرفت على قصة كربلاء من خلال الكتب التي أهداني إياها وحدثني كثيراً عن الحسين (ع) فأصبحت محباً لهذه الشخصية، ولقد أمضيت سنتين في دراسة كل ما اهداني أياه عن الحسين وكان يتابع تأليف الكتاب ويشجعني عليه لأن هذا أول كتاب لي حيث كنت شاباً صغيراً ومن الصعب أن يؤلف شاب مثلي كتاباً فكرياً سوف يقع بين أيدي العلماء والمفكرين والآن بعد 30 سنة من تأليف الكتاب اندهش كيف استطعت أن أكتب هذا الكتاب في هذا السن المبكر وأما الآن فإني لا أستطيع تأليف كتاب مثله أبداً ولكن بفضل الله وإشراف الإمام الشيرازي علي استطعت أن اتخطى سنوات طويلة من تحصيل الخبرة وأن أنتج هذا الكتاب الذي أفخر به من بين 15 كتاباً ألفتها ومنذ ذلك الوقت تعرفت على الإمام الشيرازي فعرفت معدنه وأفكاره فكان ذا فكر متطور عصري وكان حريصاً جداً أن يؤقلم هذه الأحكام الشرعية على مفاهيم العصر وقد نجح في ذلك. وله كتاب مشهور اسمه (تسهيل الأحكام) وهذا الكتاب لا تستطيع أن تتركه إذا بدأت بقراءته لأنه يهم كل الناس المسلم والمسيحي والمؤمن واتباع الديانات الأخرى ليعرفهم بأحكام الدين الإسلامي والإيمان بشكل عام وإحكام العصر فمؤلفات الإمام التي جاوزت 1100 مؤلف لا تستطيع أن تكتبها طائفة من العلماء فكيف بفرد واحد ولديه كل تلك الالتزامات والإشراف على مؤسساته الاجتماعية والدينية والعلمية فحقيقة انك تعجب كيف يستطيع إنسان واحد أن ينتج هذا العلم الغزير وأي علم فأن كل كتاب من كتبه يحتاج إلى سنوات لتأليفه فكيف استطاع أن يؤلف أكثر من 1000 كتاب في 50 سنة وكان الإمام الشيرازي ذا فكر معتدل وعالم وذا شخصية سمحة ويتمتع بحس أبوي وكان متواضعاً لا يتكبر على أحد.

ويضيف انطوان بارا مشيداً بأطروحات الراحل: «كانت تطرح نظرياته في المجالس والمنتديات الدينية لأن فكر الإمام كان يشجع الآخرين لكي يستزيدوا منه إضافة إلى مؤلفاته الكثيرة وأحاديثه الإذاعية وله اتباع في كل مكان.. فهذا الفكر المرن والمتفهم لمعطيات العصر وبهذه الوسائل ذاع صيته وانتشر فكره وتظل كتبه وأشرطته التي أغنت المكتبة العربية الإسلامية والتي استطاعت أن تسد فراغاً عظيماً كان الناس بحاجة ماسة لها. فندعوا الآخرين لنشر فكره وفاء له وتقديراًً لما أعطاهم إياه في حياته من راحة فكر وضمير وساعدهم على تخطي مشاكل حياتهم العصرية لتواكب الأحكام الشرعية والسنة الشريفة.

أنطوان بارا

إن عظمة هذا السيد المجاهد لا تتوقف عند حنانه ورهافة إحساسه مع المقربين منه التي خلفت فراغاً من العطف الأبوي بعد رحيله، إنما تتجسد عظمته في التعامل الإيجابي مع منافسيه وحتى أعدائه، فبمقدار ما كان يحمل الفقيد السعيد من روح أبوية وشفافية وصدق في التعامل مع الآخرين، فإن الآخرين كانوا يعبرون عن حالة الأمة المتخلفة التي لا تعرف قيمة عظمائها وقياداتها الربانيين.

عبد الحسين السلطان