الإمام الشيرازي.. المسيرة والمسار

علي الحائري الشمري

جاء في الدعاء (اللهم صلي على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق)، ويرى المتأمل أن المنهج اللاحب والمقصد الثابت هو منهج محمد وآل محمد(ص)، فمنهجه هو المشروع الحضاري الشامل لجميع جوانب الحياة والفعال المتحرك الذي يتجاوز العقبات والمخاطر حاملاً أهله إلى بر الأمن والسعادة، لذا كان التشبيه بالسفينة تشبيهاً تطابقياً إلى درجة كبيرة جداً قد تصل حد الكمال لولا أن الأمثال تقرب من جهة وتبعد من جهة أخرى، وهذا المشروع (السفينة) لا بديل له من ناحية ولا فشل فيه من ناحية أخرى، وهذه محطات اعتباره الهدف والمقصد الفريد الذي لا بد من أن يسلكه السالكون، وينتهج منهاجه العاملون الصالحون، وحيث أن القضية أقرب للحقيقة العلمية المسلمة منها إلى الحقائق المنهجية الخاصة، لذا كانت مشروعاً حضارياً إنسانياً لعموم بني آدم على اختلاف مشاربهم ومناحلهم وأهوائهم وألوانهم وألسنتهم، ومن هنا أيضاً لزم أن نبدأ في البناء والتصحيح وعلى جميع الصعد، مع ملاحظة أن المتقدم على ثوابت هذا الأمر ما رق والسهم المارق هو السهم الذي أنطلق قبل دقة التصويب من كبد القوس ولما تثبت الرامي في إمساكه جيداً، فهو بالتالي لا يصيب الهدف المرجو فيطيش عن المقصد وربما يصيب أهدافاً أخرى لا ينبغي إصابتها، بل قد يحرم إصابتها، لأن ما عدا الهدف المنشود لا يخلو أن يكون مهماً أو غير مهم ففي الأول حرمة في إصابته وفي الثاني حرمة في تبديد الطاقات والإمكانات لإصابته، والمتأخر عن ثوابت الأمر لا يقل سوءاً عن المتقدم..

من أجل ذلك كان المصلحون الأوائل في عجلة الحضارة يعايشون جدلية اختيار المنهج قبل انتهاجه، وانتخابه قبل تحمل صعابه، وقشع ضبابيته قبل الإيمان به، والصراع في دوامة الثابت والمتغير قبل كتابة أبجديته، ناهيك عن ممارسة التغيير، ومماحكة العقبات و مجالدة الأقران، ومدافعة الأحزاب، ومواجهة التيارات، في مرحلة التطبيق التي لا ترضى إلا برجال المهمات الصعبة، وإدارة العقول ذات الحواس الجادة، ممن خبرتهم التجارب ولاكتهم المحن والتضارب، ثم هم بعد كل هذا وذاك عيونهم في المقصود الأول الذي هو في الواقع بل في حاق الواقع رضا الله سبحانه وتعالى، وهو مدى طموحهم وغايات الغايات في برنامجهم وإن تطلعوا إلى شيء فإنما نظرة إلى ثمار ما قدموا ونتائج ما أسسوا وحصيلة ما إليه وصلوا، وهناك تختلط الوسيلة بالغاية والحج بالمحجة وفي الصباح يحمد القوم السرى.

والأوائل الذين تصدروا قائمة المصلحين، إذ ليس بالضرورة أن يكون كل مصلح الأول، هم من النزر القليل والمعدن النادر، الذي لا يجود به الزمان إلا قطرا، ولعل وجه الحديث الشريف: (إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد أمر هذا الدين)، له إشارة لما نلمسه من قلة المتقدمين في صدارة المصلحين، ذلك الأول الذي يكون رمزاً حينئذ بلا شك حيث التزم الثوابت وعارك التغيرات قاصداً الهدف بنفس لا ينقطع وطموح لا يفتر ومثابرة لا يصيبها كلل ولا ملل، جامعاً لأطراف البلاد والعباد، ممارساً مفردات النظرية من أجل التطبيق الذي تجده في الأغلب حراماً في كثير من أروقة المجتمعات، ودائماً عينه على الهدف وقلبه على الطريق وأمانة الاستمرار فيه، وحينئذ أيضاً يصير المشروع الحضاري وليداً وتكبر الحقيقة وتتطاير الأوهام فيصفوا الصريح دونه مريديه رجاله ورواده، حيث أسمى مدرسة، وتعقلنت الأهداف وسبلها وصارت يوميات المواطن العادي يقتاتها كما قوته بالضبط وهناك يستبشر الصبح بتباشيره ويضحك الأمل وتكون عاقبة الأولى والثانية خيراً والعاقبة للمتقين.

الإمام الشيرازي (قده) هو أحد ذينك الأوائل الذين قل نظيرهم في التاريخ البشري فضلاً عن التاريخ الإسلامي أو التاريخ الشيعي الخاص، فاستقراء السيرة التي سارها (رضوان الله تعالى عليه) وتتبع المسار الذي قصده ينبئك بهذا ويجليك الحقائق عن الأوهام، وفي محطات خارطة المسير والمسار تقف على مفاصل صدق ووضوح لما يبدو لك ولكل متأمل بعيداً عن الإحن والأضغان والحسد والشنئآن، ودونك بعض المحطات..

المحطة الأولى: (الأصالة)

كثيراً ما نقرأ ونرى ونلمس في حركة الإصلاحيين لمسات غريبة وأجنبية على المسير، لا تجد لها أصلاً ولا مرجعاً في القرآن الكريم أو السنة المحمدية الطاهرة أو سيرة المؤمنين (في دليل الإجماع) أو سيرة العقلاء (في دليل العقل) وهذه الآفة يطول ويتنوع الكلام فيها وعنها، حيث هي مستشرية في أكثر الحركات الإصلاحية، إنسانية عامة كانت أو دينية عامة أو إسلامية على وجه الخصوص، ونقصد بالغرابة والجنابة، عموم الخروج على نداء الفطرة مرة وعلى نداء مبادئ ذلك المصلح الأولية مرة أخرى، التي قد تكون مبتنيات فكرية قبلها لنفسه ابتداءً ثم عزف عنها أو عن بعضها فيما بعد أو مبادئ فكرية لا تقبل التبديل ولا التحويل، كان ينبغي أن لا يصرف عنها ولا يحيد مهما كانت الأسباب والضغوطات.

هكذا القول حتى في بعض الحركات الإسلامية التي بدأت في طموح دونه الجبال لا ترضى بغير العالم فراشاً لها فإذا بها انتثرت في زوايا البيوت وظلم السراديب ومتاجر الأسواق، وقد تجد في حركة بعض الأشخاص الفردية الإصلاحية ذات الأمر مع فارق في حجم الهجانة التي أصابت الأصالة التي كان يتمتع بها صاحبها، فنجد بعض الكتاب يشترون كتبهم من الأسواق ليتلفوها لأنها كتبت في مرحلة الأصالة واليوم هم يعانون من مشكلة التهجين، وقد تجد الشريط السمعي الذي كان يتداول كورقة ضغط كبيرة على الانحراف الإداري بنظام ما، والذي كان يعتبر مستمسكاً فكرياً يدل على إدانة حامله بما يجر له الآلام والمتاعب، ولربما السجن تجد نفس ذلك الشريط السمعي ومن دون أي تغيير فيه يمنع من قبل نفس ذلك الشخص الذي تداوله كعملة معمول بها بالأمس، هذا حينما دارت الأيام ودر حلبها، بل قد عد الخروج على الأصالة فناً لا يتقنه كل أحد، وأنه ضرورة لا بد منها، وحداثة الفكر المتطور، وأن الالتزام بشيء اسمه الأصالة إنما هو الالتزام بالقديم والمهتري.

هنا نجد الإمام الشيرازي (قده) يحفر في الفكر البشري أخدود الأصالة مأصلاً مجنداً، محدداً ومرمماً لها وداعياً لالتزامها وكان بحيث جعلها بمفاهيمها المقروءة بلغة اليوم رديف الآدمية، ومساوقة لعنوان الفطرة والإنسانية وكان يقول: (أن تكون عالماً شيء صعب وأن تكون إنساناً شيء أصعب) في رده على من يقول بعدم أهمية الأصالة الإنسانية والمذهبية في قبال صعوبة وأهمية طلب العلم، وحينما تبحث عن مصاديق ذلك تأتيك فتراها عديدة فحين يهرع أكثر الآخرون إلى التملص من شذى السيرة المحمدية الطاهرة أو من شعائر أهل البيت (ع) أو من ثوابت عقيدتنا المسلمة فيهم في العصمة والطهارة والتزكية والتربية والعلم، فينسون بدم بارد وعقل معروف الخطأ والذنب كل الذي أثبتوه، بينما ترى سماحة الإمام الراحل(قده) الشيرازي العظيم لا يغير ولا يبدل غير مبالٍ بعذل عاذل ولا لومة لائم، فيجيز الشعائر الولائية بقول مطلق إلا ما خرج بالدليل، ويكتب في فقه العصمة الطاهرة ما يصل مجلدات عن الزهراء البتول صلوات الله عليها، بل قد أشير إلى جزئية ربما فاتت أو دقت في التفريق بين حال وحال، في باب الحفاظ على مظاهر وثوابت الأصالة في الإسلام مجتمعاً وأسرة وفرداً حكومة وشعباً، وهي مفردة تبويب باب أحكام الرق في الإسلام، مع مقدمة شارحة لذلك، والرق وإن انتفى موضوعه إلا أن أحكامه سارية، فتبويب باب يشير إلى مسألتين الأولى: نظرة في عمليات إدارة الصراع مع الأعداء، وله شرح مفصل، للإمام الشيرازي(قده) نظرية خاصة في ذلك، يخرج بنا عن مقصود بحثنا هذا.

الثانية: توكيد الأصالة من حيث وجود الداعي وارتفاع المانع لها قدر الإمكان وذلك بذكرها وبيان القول الفصل فيها.

إذا علمت هذا فأعلم أن الكتاب الوحيد الذي أنفرد بتبويب باب للرق في الإسلام هو كتاب: (المسائل الإسلامية) للإمام الشيرازي (أعلى الله درجاته).

والأصالة في حقيقتها ليست ضد التطور والتجديد، بقدر ما هي روح الانتماء إلى المثل والمبادئ والمعاني والشريعة التي شرعها الله سبحانه لرسله وأمرهم بالتزامها، نجدها في العبادات والمعاملات والإيقاعات والديات وغيرها بأمثلة كثيرة يصعب حصرها فدونك ما كتب في هذا الباب.

المحطة الثانية: (التحديث)

وهي إشكالية اجتياز الموروث مما ليس له علاقة بالأصالة من جهة وهو عقبة أمام تقدم عجلة التطور والانفتاح والازدهار من جهة أخرى، تماماً كما تزدهر الزهرة وتنفتح وتتطور إلى ألوان وأوراق زاهية غاية في اللطافة و الجمال والإبداع وحتى تكون ثمرة ناضجة، ولكن من دون المساس بكونها زهرة تفاح مثلاً لا غير أو زهرة برتقال لا غير، فالأصالة بمفهومها محفوظ في جميع مراحل التطور والازدهار والانفتاح، الأمر الذي يصعب العثور عليه في غير الإمام الشيرازي(قده)، ففي الوقت الذي تتحدث تركيا بسرعة لاهثة وراء السراب الغربي تلفظ الإسلام بكل تفاصيله حيث أنها لم تعلم من أكثر مشايخها عنه إلا العمائم والتمائم(1)، فلفظته أيما لفظ، وهو ما تصطدم ببعض بوادره في مجتمعاتنا الإسلامية التي سارت وراء التحديث بزعمها فوقعت في المظاهر الغربية المنحلة في أكثرها، فنرى من يحرم قراءة المطبوعات تمسكاً بالأصالة بزعمه ومن يبيح المطبوعات وإن حوت الدعارة والتشرذم العقائدي نزوعاً إلى الحداثة كما يزعم، وبين ذاك وذا ينفرد الإمام الشيرازي(قده) في كثير من يوميات حياته وكتبه وأقواله ومجمل سيرته، بإباحة بل وطلب وإيجاب السعي إلى غدٍ أفضل بتمام الحداثة والتطور التقني الحاصل وأكثر وذلك بتطوير ما وصل ويصل إليه الإنسان بشرط طهارة كل ذلك من الفسق والفجور والعهر والتشرذم العقائدي والديني(2)، فدعا لإنشاء الإذاعات للحوزات العلمية ودعا لأممية المناطق المقدسة الإسلامية وعالميتها واستقلاليتها عن إداراتها في إدارة عالية واحدة، ودعى لدخول وإدخال الصحف والمجلات والحاسوب والإنترنت والفضائيات وما إلى ذلك ضمن تقنية متطورة جداً يحسبها الجاهل المتنسك ليست من الدين ويحسبها العامل المتهتك (لنظافتها وطهارتها) تزمتاً مهيناً، الأمر الذي ميز الإمام الشيرازي(قده) رمزاً ومفردة حضارية واضحة في هذا المضمار.

المحطة الثالثة: (النظرية السياسية)

هنا نكتشف كيف يولد النور من عقم الظلم وأكداس الحلول والنظريات السياسية التي ما انفكت تكون قرينة الحيلة والدجل والخداع والمهاترات الإعلامية، التي لا أصدق عليها من قول القائل (جعجعة بلا طحين)، ودائماً الاستقراء شبه الكامل في البدء من الأغيار أصحاب المبادئ ذات الرؤى الفاشلة التي جرّت غير المسلمين إلى الخراب والدمار. وما كتبه ويكتبه حتى أكثر المسلمين في الحزب والدولة والشعب ومؤسساتها و الإنتاج والتصنيع وغيرها من الأمور التي تمس السياسة والاقتصاد للشعوب عموماً، فماذا نرى وماذا نجد؟. تهافت أكثر النظريات السياسية التي تمس الشعب والوطن في العالم الإسلامي من تلك التي حكمت وجهة نظر معينة أو ثبت فشلها بالتطبيق، أو بالنظرية والتطبيق معاً، بعدما عانت من الفراغ الفكري أو الأخلاقي أو العقائدي بحيث صارت تدور في دوامة مخيفة غالباً ما جرت إلى الويلات والمصائب والحروب، وليس أقل من الآثار السلبية الموقعة للتقاطع والتنافر والتدابر والانعزال الذي أصاب تكتلاتها وتجمعاتها، فكلما أعلنت أو كابرت في فشلها حتى بعد ظهوره لكل ذي عينين، هذا من جهة أخرى، فالذين قالوا بحكومة الحزب باعتباره طريقة آلية لإدارة البلد يكفي عدم كفره داعياً لإستلامه مقاليد السلطة مع أن النظرية فاشلة لفقدانها قيمومة المرجع الشرعي عليها كما هو واضح ومع أن كثيراً من أصحابها تخلو عنها بعد التجربة والبرهان ومع أن البعض منهم كابر ولا يزال يكابر في صحتها ومع أن البعض (منهم ومن غيرهم) خرجوا من بئرها ليسقطوا في بئر آخر شبيهاً بها، إلا أن الحاجة لا زالت قائمة شاخصة أمام الجميع في البحث عن النظرية السياسية البديلة والأنجح وأما أولئك الذين ذهبوا إلى القبول بنظرية تحكيم الفقيه الواحد حتى لو عارضت ولايته ولاية الفقهاء الآخرين أو عارضوها، وحتى لو ثبت عدم فاعليتها في جمع الأضداد وإدارة الصراع، وحتى لو عارضت في مبناها وبناءها بعض المسلمات أو المشهورات في طريقة إستنباط الحكم الشرعي مما في أيدينا من أدلته، وحتى لو وصلت إلى طريق مسدود باتباعها ومريديها بل وحتى لو أطلقت من عنانها فكانت مطلقة خارج إطار الإسلام في جميع أحكامه الابتدائية (الأولية) أو الأحكام الثانوية، والتي صرح بها أصحاب النظرية عياناً وعلناً ولا زالوا أكثر من مرة في كل منتدى ومجمع غير آبهين بما يحل وحل بكل الشرائح السياسية التي يتشكل منها المجموع السياسي للبلاد كدولة وشعب ووزارات ونشاطات متعلقة بذلك كالجيش وقراره السياسي، والزراعة وواقعها والصناعة ومآلها. حتى لم يعد يميز أصحاب تلك النظرية بين الأمور التي هي لله سبحانه كعنوان مثل الصلاة والدعاء وما هو للإنسان كعنوان مثل مشربه ومأكله و ما إلى ذلك وما هو للمجتمع من الأمور العامة كالسدود والأنهار والطرق والغابات والبحار المتعلقة بالمسلمين وحربهم وسلمهم فحسبوها شيئاً واحداً وجعلوه في يد الفقيه وفرقوا بين الفقيه الولي بزعمهم والفقيه غير الولي، فعزلوه غير الولي الأوحد من ولايتهم ثم طلبوا منهم الانصياع لحكومة الولي الواحد، بعدما أطلقوا له عنان ولايته لكل ما تعني كلمة الإطلاق من معنى، الأمر الذي ترك فراغاً عقائدياً وفكرياً واضحاً سببته النظرية السياسية المشار إليها، والذي دعى في نفس الوقت لتكريس الظاهرة بل النظرية الموجودة سابقاً عليها، وهي نظرية فصل الدين عن السياسة تماماً بلا أي خيط ارتباط مهما كان عنكبوتياً إلى درجة أن لو سئل مستفتٍ عن حكمه الشرعي في الدخول في الحزب الفلاني أو الانخراط في التنظيم الكذائي لم يحصل على نعم أو لا، أو حتى على حكم تقية، فكان الحال أشبه شيء بحال الكنيسة بعد النكسة التي أصابتها والتي جعلتها تقبع إلى أجل غير معلوم في زوايا الفاتيكان ودهاليز الأديرة، نائية عن هموم الإنسان المغلوب على أمره..

والأمر العام ليس مختصاً بمذهب دون مذهب ولا بعقيدة دون عقيدة ولا بجماعة دون جماعة فالمسلمون كلهم سواء في هذه المحنة الكبرى، التي ساقت المجتمعات الإسلامية لأن تتعدد وتتفرق وتهمل وتضعف وتتداعى عليها الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها كما قال رسول الله محمد(ص)، ويسودها جهلائها وتأكل من صناعات أعداءها، ولأن يكون المسلم أجنبياً على أخيه المسلم، ولأن تقبل الأمة الإسلامية بكل صنوف التفرقة والضياع، وبدع الأعداء المتكالبين عليها، وكل ذلك يرجع إلى وجود ولو خطأ واحد قاتل في جسم النظرية السياسية لإدارة العباد جميعاً والمسلمين خصوصاً، فكما نعلم أن الصاروخ الذي أطلقته أمريكا باسم التحدي (challenger) انفجر وهوى قطعاً متناثرة بسبب وجود خطأ واحد. فكيف لو كانت أخطاء.. إن المتأمل للنظريات الأخلاقية والسياسية، التي عالجت وتعالج الأمة بل الأمم عموماً لا ينتهي إلا إلى حقيقة واحدة لا غير وهي وجود نقص مهم فيها، ذلك النقص الذي يعني مقدار الابتعاد و(التقدم) أو (التأخر) عن الأسوة الحسنة رسول الله(ص) وأهل بيته(ع)، والذين هم السفينة وعنهم قال علي عليه السلام: (وليتأس متأسٍ برسول الله وإلا فلا يأمنن الهلكة) (3)..

إذن الدمار على الأبواب والفاتيكانية الإسلامية أول الزائرين والتجربة أكبر برهان والخلاص بالمنهج المحمدي على صاحبه آلاف التحية والسلام، فماذا كان عند الإمام الشيرازي(قده) في هذا الباب..؟.

المدخل فهم المرض والعمل تشخيص العلاج والنتائج صحة طيبة، فالإمام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، وبصبره الكبير وتجربته الفريدة (كونه من عائلة عريقة في الصراع السياسي في الإسلام)، استفادها من جده لأمه وجده لأبيه الشيخ محمد تقي الشيرازي طاب ثراه والذي قاد الشعب العراقي في ثورة العشرين الشهيرة 1920م والتي انتهت باستقلال العراق كلياً وطرد الإنكليز كما هو معلوم، والسيد الميرزا محمد حسن الشيرازي(قده) والذي قاد إيران للاستقلال الكامل من سلطة الإنكليز في ثورة التنباك الشهيرة، وكونه مارس المقام المرجعي مبكراً، للاستعداد والنبوغ الهائل الذي كان يتمتع به في أجواء غير مهيئة لذلك أبداً، فعالج السياسة مع الشعب والحوزة العلمية والأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية والسلطة المتقنعة بقناع الدين، وعالج أمور المسلمين تأييدا ًونصرة واشتراكاً في جميع دول العالم تقريباً، والذي ذهب ضحية في هذا الطريق أخوه آية الله المفكر الإسلامي المتألق السيد الشهيد حسن الشيرازي(قده) وكانت تضحيات أخرى جسام أخذت الوالد والوسط الشعبي والإعلام والثمار لكل ما غرسه أو أكثره، فكانت ضريبة كبيرة جداً صار جليس البيت الطيني بغرفته المعهودة ذات العشرة أشخاص كما كانت غرفه جده رسول الله(ص) أما الباقي وكما سأل به خبيراً ولا ينبئك مثل خبير، كل ذلك كائن مهر النظرية السياسية عند الإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) فماذا كانت خطوطها العريضة..؟

إن الإمام الشيرازي الذي أعطى الأمة والدين والمذهب فخاض التجارب وحنكة العمل السياسي، اكتشف ونكتشف معه (بفضل جهوده) صدق تلك النظرية ومتانتها ومصداقيتها، فليس عجيباً بعد ذلك أن يكتب سماحته أكثر من ألف وستين كتاب ومطبوع دعماً لهذه الخطة الإصلاحية والسياسية الشاملة والتي مارسها في بيته ومع نفسه وأولاده وجيرانه ومع مقلديه ومع سائر الناس بل ومع أعدائه ومع الحكومات إسلامية وغير إسلامية منها مؤكداً على الجانب التطبيقي في الممارسة وهازئاً مراراً عديدة من محض الادعاءات الفارغة.. وتتلخص النظرية بوجوب اجتماع فقهاء الأمة المسلمين والذين هم محل ثقة الناس جميعاً لإدارة المسلمين وفق منهج وطريقة الشورى بينهم، ولا يشترط حضور نفس الفقيه بل يكفي أن يرسل ثقته ومعتمده إلى مجلس شورى الفقهاء الراجع للمسلمين لإدارة البلاد والعباد وبذلك تجتمع كلمتهم، وتقوى شوكتهم، وتوحد أموالهم، وتصلح بلادهم وتشكل ثقافتهم وتعود إليهم عزتهم وكرامتهم، لأن في الاتحاد قوة كما هو واضح وفي التفرق ضعف. ويكون بيت المال لجميع المسلمين لأنها متعلقة حينئذ بهم جميعاً ويكون لهم رأي واحد يمثلهم جميعاً يستخرجوه بالتصويت وان تساوى طرف ضد طرف مثلاً ستة فقهاء مقابل ستة فقهاء، فحينئذ يقرع للرأي، وكما قال رسول الله(ص): (القرعة لكل أمر مشكل) ووفق قاعدة اللطف المعروفة والمبينة في الأصول (4) يكون الرأي المستخرج بالقرعة أو بالاتفاق أو بالأكثرية المطلقة (التي أمضاها دستور مجلس الفقهاء)، يكون ذلك الرأي هو رأي الإمام المعصوم (ع) والذي هو بالطبع رأي الله سبحانه وتعالى..

وهنا نلحظ التكاملية في النظرية التي ما غادرت أحداً ولا بخست حق أحد من الفقهاء المراجع الذين هم معتمد الأمة وخيارها لشؤونها، ولا فاتها دليل في المفكرة حيث (من شاور الرجال شاركها في عقولها) ولا تركت الأمر استبداداً حيث قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) وجمعت الطاقات ولم تفرط بشيء منها، إلى كثير من الفوائد والمنافع التي لا مندوحة عنها لكل مسلم ولكل أسرة ولكل مجتمع، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قطع الطريق على التشرذم والمهاترات والأوراق الصفراء وتكالب الأعداء وطمع الحاقدين وغزو الغازين للإسلام والمسلمين فكراً ودولة وحقوقاً وبلاد.

حيث ترى سماحة الإمام الشيرازي يأخذ بأيدينا إلى كل ذلك وأكثر لا ينسى أن يذكر بتجربة الشورى، أخذ مصاديقها من العهد النبوي أو العهد العلوي أو تاريخ تحالف الفقهاء المراجع وتكاتفهم في جميع العصور في كل شأن ذي بال مما يصيب مجموع الأمة، فاتفقوا لطرد الإنكليز من العراق وإيران واتفقوا لطرد الشاه(5)، واتفقوا لتحسين الوضع الاقتصادي لجميع المسلمين ببناء أو المساهمة أو الإجازة في بناء المعامل واستصلاح الأراضي الزراعية، واتفقوا لطرد الصهاينة سياسياً ومالياً(6) من فلسطين وأجازوا من أجل ذلك الأخذ من الحقوق الشرعية، واتفقوا في محاربة الشيوعية في جميع الأرض ومحاربة الفساد والجهل والمرض اتفقوا على المشهور بينهم ونبذ الشاذ النادر، وغيرها مما لا يمكن حصره..

ودعماً وألحاقاً بذلك، دعا سماحة الإمام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه لأن يكون للمسلمين السنة مجلساً كما هو عند الشيعة ثم تكون شورى منسقة من مجلسين تحددها الأكثرية للطرفين، وهذا المجلس العام سيدير شؤون المسلمين في جميع العالم.. وهكذا دعا (رحمه الله) لنبذ الحدود الجغرافية بين البلاد الإسلامية وحرمها وحاربها واعتبرها بدعة من بدع المستعمرين الذين هم يتوحدون بينهم ويزرعون التفرقة بيننا، فلا حدود شرعية بين المسلمين ولا جواز، إنما ينتقل المسلم بين البلاد الإسلامية كيفما شاء فله حرية التنقل والإقامة حيث شاء وتكون عملة المسلمين واحدة هي الدينار والدرهم والفلس، كما توحد الأجانب ووحدوا عملتهم، ثم أضاف على ذلك بيان إلغاء جميع القيود والموانع التي أسسها واختلقها المستعمر بين المسلمين، منهم أحرار في كل شيء حلال ولا حرية للحرام فقط المنصوص المعلوم، وكذلك يحرم اعتبار المسلم أجنبي على أخيه المسلم بل كل مسلم هم أخو المسلم بكل ما تعني الكلمة من معنى مستدلاً بقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة) وقوله تعالى: (ويضع عنهم أعدائهم والأغلال التي كانت عليهم)..

وكل ذلك في تقنين الأخوة والحرية والبلد الإسلامي الواحد للمسلمين ولم ينس (رضوان الله عليه) أن يكون عملياً وصادقاً حينما قال: (إن التعددية تدخل في ضمانة ذلك) (7)، فتعدد الأحزاب الحرة جائز في الإسلام، لذا فحينما تعرض على سماحته مسألة أن كثيراً من الأحزاب متواجدة في الساحة على مختلف مشاربها وقناعاتها، فهو لا يبادر لتكفيرها أو تضليلها أو تفسيقها بما فيها تلك التي تحاربه، ومعلوم حكم محاربة المراجع في الإسلام تحت أي لافتة كانت – بل يقول بأنها ظاهرة صحية وأن نظام الحكم في الإسلام يشترك مع الأحزاب الحرة غير المنتمية إلى الأجنبي والمستقل في الحكم الفعلي للدولة وإدارة شؤون الناس، ولكي يكون عملياً كما عهدناه، قال بجواز الأحزاب الوطنية أيضاً، وليس بعد ذلك من الوضوح في السيرة التي أنتهجها رضوان الله تعالى عليه ما رأينا مما أنكر أكثر الآخرون معرفته أو وجوده في قاموس السياسة، فإن الحزب والتكتل والجمعية والمنظمة وما إلى ذلك كانت ألفاظاً مستهجنة على مسمع أكثر أهل الحل والعقد، بل والى الآن نجد صدى مقولاتهم بتحريم ذلك أو الاحتياط بعدم الاقتراب منها..

وحينما يحدثك الإمام الشيرازي رحمه الله ويكتب لك عن الأخوة، تجده بدأ بنفسه، فهذا بيته محط إنشغال الإيراني والعراقي والأفغاني والتركي والسوري واللبناني والخليجي والباكستاني، ولا أعني المقلدين من سائر الناس بل أعني من له عمل أو شغل أو وظيفة علمية أو مرجعية في بيته الشريف وهو مصداق لمسناه ورأيناه للأخوة الإسلامية الحقه، والتي افتقدناها في أكثر مراكز الآخرين...

وحينما ينظر للاقتصاد تجده مقتصداً في ملبسه ومأكله وفراشه وحاجاته وحقاً يقال أنه مصداق قوله(ع): (حاجاتهم خفيفة) و(ملبسهم الاقتصاد) (وعيشهم التواضع).. إلى ما هنالك من المعاني الأخلاقية السامية التي تدعم النظرية الإصلاحية العامة التي بشر بها ودعا لها (رضوان الله تعالى عليه)، وهي المحطة الرابعة (الأخلاق).

فربما نجد من يوفق لأن يكتب ألف كتاب عن تربية أولاده، فيما لو كان مقتنعاً بالإنجاب، فأكثر المصلحين لا يعتقدون بأهمية النسل وحاجة الأمة إلى أن ترى أولاد المصلحين سائرين على درب آبائهم، لكنه رضوان الله تعالى عليه أتقن التربية لأثني عشر ولداً ستة من الذكور وستة من الإناث..!.

وربما تجد من يوفق للكتابة والتربية لمثل هذا العدد من الكتب والأولاد إلا أنه لا يكاد يلتقي بالناس ولا يراهم ولا يرونه معتزلاً في صومعته لابساً أدرعة الانكفاء على البيت وشؤونه، لكنه طاب ثراه كان أكثر الناس التقاءاً بالناس فكان يزورهم قبل أن يكون جليس داره قسراً لمدة زادت على العشرين عاماً، وكان يجالسهم صباحاً قبل صلاة الظهر وعصراً قبل صلاة المغرب وليلاً بعد صلاة العشاء وكان هذا برنامجه كل يوم..

وربما نجد من يوفق لهذا وذلك ولكنك تعدم أن ترى صاحبها دمث الأخلاق حلو النكتة لين العريكة طيب المجلس لا يكاد يمله من يجالسه أبداً فيحدث جليسه عن شؤونه هو لا عن شؤونه الخاصة، فيسأله ويجاذبه الكلام عن أسمه ومعناه وبلده ومقصده ومبتغاه يتأمل طاقاته ويرجو خيره ويحثه عليه ويخوفه الشر والآخرة والنار ويشوقه لسعادة الدنيا والآخرة من حيث هو جالسه خمس أو عشر دقائق أو ساعة أو ساعتين فكثيراً ما أحرص أن أكون أول الداخلين عليه وآخر الخارجين طيلة ثلاثة عشر عاماً عاشرته بها لم أجد بل لا أحسب غيرها من عمري، وكلي يقين أن كل من عاشره وعرفه ينتهي إلى نفس النتيجة...

ولو وقفت على مثله في كل ذلك فقد يفوتك أن تجده من عائلة علمائية مرجعية مخصوصة في هذا الباب من أجداده لأمه وأبيه وأعمامه وأخوته، فآية الله العظمى المرجع الديني الكبير الذي حمل الراية اليوم بعده رضوان الله عليه هو السيد الحاج صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف)، شجرة في نفس البستان، وهو أخ الإمام الراحل وآية الله السيد مجتبى الشيرازي هو أخ للإمام، وكما رأيت طينة طابت بعضها من بعض جد وآباء وأخوة وأولاد، فكأنهم المثل الحاضر للأسرة الإسلامية الرفيعة، فإن البعض قد يوفق في بعض ذلك، إلا أن من النادر أن ينتج مجتهدين وكتاب وعلماء ومجاهدين وشهداء وعاملين في آن واحد في شخص واحد، فكل واحد منهم له موسوعة علمية لنصرة الإسلام والمسلمين وله أكثر من كتاب، وهم باستثناء الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه، كتبوا موسوعة الكلمة للسيد آية الله الشهيد حسن الشيرازي (قده).

موسوعة أهل البيت في القرآن للإمام المرجع الكبير السيد صادق الشيرازي (دام ظله):

الترتب؛ بحث أصولي: لآية الله السيد محمد رضا الشيرازي (دام عزه).

شورى الفقهاء المراجع: لآية الله السيد مرتضى الشيرازي (دام عزه).

التجري بحث أصولي: لحجة الإسلام والمسلمين السيد جعفر الشيرازي (دام عزه).

وهم أولاد الإمام الراحل... إن ذلك ليس عرضاً لتاريخ بل قراءة في سيرة الإمام الشيرازي رضوان الله عليه المشروع الحضاري القائم، والنظرية العملية لإنقاذ المسلمين والإنسان كل إنسان، فماذا كان المسار الذي ساره وقصده والذي راعى كما قدمنا في أول البحث أن لا يتقدم على الأسوة والسفينة والمقتدى الأول محمد وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم جميعاً ولا يتأخر عنهم قدر المستطاع، في الأخلاق والعلم والتربية والسياسة والإدارة والاجتماع ومن شاء فليراجع مظان بحثنا هذا في كتبه وتركته الثقافية العالية...

إرجاع الإسلام إلى الحياة، إسعاد الإنسان، السعي لمرضاة الله سبحانه، السعي بالدارين، تحصين المسلمين أمام الأعداء، حفظ الثغور، إرجاع العزة والكرامة والسؤدد المفقود إلى الوطن الإسلامي الكبير الممتد من طنجة في المغرب إلى جاكرتا في إندونيسيا، إصلاح العالم كله، الاستعداد لقدوم المصلح الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف وعليه الصلاة والسلام، جمع الكلمة على التقوى، تطوير الوضع المعاشي والثقافي والأسري لكل أسرة ولكل مسلم، مد يد الصداقة والسلم والأمن والأمان لجميع الشعوب في العالم ضمن نظرية الالتزام باللاعنف الإسلامية التي بينها وشرحها مفصلاً الإمام الراحل (قده) وباختصار احتذاء حذو الرسول وأهله صلوات الله عليهم أجمعين، والتأسي بهم، ورسم معالم الإسلام كما بينوها، وردع الكافر كما ردعوه وهداية الضال كما هدوه وحب الناس كما أحبوهم والتضحية كما ضحوا والحرب كما حاربوا والسلم كما سالموا والحق كما قالوا وبينوا والباطل كما أنكروا وأبطلوا.. لهذا لم تكن حركات وسكنات وكتابات وتوجهات وأفعال الإمام الشيرازي أعلى الله مقامه ودرجاته، بالتي حدثت بنت الساعة، ساعتها، ولا صدرت عفواً أو تركت هفواً أو كانت لميل أو هوى، بل لم تكن خيرة مستقلة إلا ما كان بينه وبين ربه مما هو أعلم به، إنما كان كل ما قدمه وأبداه خاضع بدقة ودراسة معمقة لخريطة ومسار ينتهي إلى الغايات التي تحرك من أجلها النبيون وأقتدى بهم هو طاب ثراه، فكما المؤمن الحق، كان نظره في عبرة لا خطاً ولا شزراً وقوله نصيحة وهدى لا لغواً ولا لهواً، وفعله الصواب ومقصده إرضاء الله سبحانه، ويمكن القول حقاً وصدقاً من خبير خبره وعايشه أنه الرمز الأمثل الذي ما فعل مكروه ولا مباح إنما كان ينوي المباحاة في قصد القربة إلى الله تعالى طيلة حياته فكانت حياته الشريفة موزعة دوماً بين الوجوب والاستحباب..

واليوم إن نفقده نفقد رمزاً في صدق السيرة والمسار نحن أحوج ما نكون إلى الاقتداء به والسير على منهاجه، فلقد جربنا وجربتنا الأحداث، وطحنا وطحنتنا الوقائع، والمؤمن أحد ثلاثة لا يكون رابعهم مهلك، فأما عالم رباني أو متعلم على سبيل نجاة أو محب لهما..

وحسب المسلمين من دمائهم ونواميسهم وفرقتهم وتنابزهم وتنافرهم وتقاطعهم وتحاربهم، ما كان، ولقد بان الصبح لذي عينين والدعوة مفتوحة، لجميع أحرار العالم للرجوع إلى الإسلام وقراءته من جديد بعيداً عن التعصب الأعمى، وإذ دعونا فأرجوا ايضاً أمرين الأول إنشاء دار الدراسات الإسلامية العليا لدراسة النظريات السابقة ونظرية الإمام الراحل ضمنها، ليكون معهداً لتخريج أخصائيين في التنظير والتطبيق الإسلامي، لما دعا إليه الإسلام، وخصوصاً ما جسده منه الإمام الراحل (قده) والثاني إنشاء مكتبة واحدة تجمع ما كتبه الإمام الشيرازي (قده)، وجعلها في ضمن المكتبات العالمية العامة، وذلك بطباعتها طباعة واحدة، ليفتخر كل إنسان وكل مسلم وكل شيعي أن الله سبحانه أهدى العصر الحاضر شخصاً مثل الإمام الشيرازي (قده)، فهو فخر الزمان وقد لا يتكرر بسهولة، وليكون قدوة العلماء العاملين الذين قدموا وأنتجوا أكثر مما عمروا، والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير.

المصادر:

1- راجع كتاب الرجل الصنم: ضابط تركي.

2- راجع كتاب المسائل المتجددة والمقدادية.

3- نهج البلاغة.

4- الأصول للشيخ الأنصاري (رحمه الله).

5- راجع كتاب نهضت روحانيت: لحميد روحاني.

6- راجع كتيب تأييد المراجع للقضية الفلسطينية.

7- للمزيد راجع: السبيل إلى إنهاض المسلمين – ممارسة التغيير – لأول مرة في تاريخ العالم – الصياغة الجديدة، إلى حكم الإسلام، الإسلام كما رأيت – الحكم في الإسلام – إذا قام الإسلام في العراق.

8- المراجع السابقة – وفقه السياسة.