هذا جزاء المحسنين

مرثيةٌ في حق العلامة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمه الله وطيّب ثراه وقد وافاه الأجل في الثاني من شهر شوال عام 1422 هـ إنا لله وإنّا إليه الراجعون

علي العراقي

ستظــــلّ ذكـــراً حــقّه الترتـــــــيل
فالشمس حتّى في المـغيب مهابةٌ
والزهر فطرته الجــمال فـأيّ عيـ
من كان مسكنه القلوب فكـيف يد
من ذا رآك بغـــير وجـــهٍ نـــــــيّرٍ
خير المعارف في لبــابك أزهرت
فبألف ســـفرٍ نمت ســـفراً خالداً
لو لم تكن نوراً لما مـــزّقت أسـ
يا أيّها المـــوفي بعـــهد الله طب
لا ظـــلم بعد اليـــوم أنــــت بجنّة
كلّ الشـدائد هاجمــــتك عتــــــيةً
صبرت على البأساء والضرّاء منـ
وأطعت حيــن البـــأس ربّك مؤمناً
مرض الزمان وكــنت فيه مداوياً
لم تدّخر جـــهداً لتلــــتقط العلــــى
فبزغت من كلّ الجهات وأنت تقتـ

 

لا عنف لا استـبداد قلت مــــجاهراً
والى الإخاء بســــطت كـــفّ مودّةٍ
يا ابن الأماجد كيف يحضنك الثرى
ما كان شغــــلك غير ديــــن محمدٍ
كيف التصبر والخطوب سحـــــائبٌ
كلّ المصـــــــائب فتّحت أبوابــــــها
ما غــــاب يوماً جرحــنا عن نزفه
كم من عظيم غاب عن أحضانــــنا
عبث البغاة بنا فســـــاد ظلامــــــنا
غاب التبــــسّم في غــياب (محمّدٍ)
ستظلّ دمع القـــــلب شـــــيرازيّنا
يا آله صــــبراً ويا عشــــــــــــّاقه
اليوم عدت لكــــــــــــــربلاء منعّماً
هذا جزاء المحسنـــــــين لكل من

 

عبثاً يــقال رحلت أو ستـــزولُ
والبدر حتّــى في المحاق جليلُ
نٍ أمعنته ولا تــــقول: (جميل)
ركه الفناء ويلتـــقيه رحـــــيل
أو شاهد الحسنات عنك تميل؟
فلها عليه من الســـنا إكلـــيلُ
فيداك بعــض حقوقها التقــبيل
تار الظلام ولا اصطفتك عقول
نوماً فأنت على الحسين نزيل
تصغي وتفــعل كلّ ما ستــقول
لكنّ حلمك (مســلمٌ) و(عقيل)
ك إرادةٌ وانزاح عنـــك خمول
وشــكرته والشـــاكرون قلـــيل
وملأتـــه بالخـــير وهـو بخـــيل
عرضٌ جهادك في الحياة وطول
ـحم السنـــين وما اعتراك ذبول

 

والقول عندك (فاعلٌ) و(فعول)
وبك التـــآزر والســـلام نخـيل
ويداك بالخير الثـريّ تصـــول؟
ولقد شفى للدين فــــــيك غليل
والدمع غيثٌ والعذاب وبـــيل؟
بعيونـــنا ولها بــــنا تنــــــزيل
ودموعنا منـــذ النبيّ تـــــسيل
كم علةٍ فـــينا لها المـــــعلول
حتّى كــــأن بنا الصباح كلـــيل
فبكى له الإســـلام وهو ثكـول
يبكيك جيل في الحياة فجـــــيل
فالموت من ربّ العباد رسول
واليوم في غرف النعيم تجول
بالصالــحات فـــؤاده مشــغول