وقلبي في بحور الحزن عاما
تحدّى كــــلّ عـــاتيةٍ دوامـــا
وأغصان السّلام غدت سهاما
بـــه الآلام تــزدحم ازدحـاما
ولا لفـــراق دارٍ أو نــــدامى
وأورت في حشاقلبي ضراما
لنـــا كـــان الموجّه والإمامـا
لنا كـــان السّفينة والغمامــــا
وكنّا قبــــــل نهضته نيامــــا
بيوم العيد صيّرنـــا يتــــامى
ليومٍ فيـــه ننتظم انتظامــــــا
بفكرٍ في مبــادئه استهامــــا
سليمٍ يمــــلأ الدّنيا سلامـــــا |
|
دموع العين تنسجم انسجاما
وآهــاتي تفتّت كـــلّ صخرٍ
وأطيار الهنا أمست نسـوراً
وآمـــالي تلاشت فــي متيهٍ
ومــــا هذا لمال ضاع منّي
ولا لمقولة أدمــــت فؤادي
ولكن كــلّ ذا لرحيل مولىً
لنــا كــان المربّي في حنوٍّ
بـــه سـرنا إلى العليا حثيثاً
عــرفناه أبـاً، بـــرّاً، ولكــن
وكنّـأ نـــرتجي منـــه بقــاءً
ونمشي إثــر منهجه جميعاً
بقلبٍ مــــا بــــه حقدٌ وشكٌّ |
عليها طنّب الجهـــل الخياما
وجــرّد فوق عزّتها الحساما
فأضحى نورها السّامي ظلاما
فكان الفــارس الفذّ الهمامـــا
فأقصاهم وصيّرهــم رغامـا
ولا دام الهنـا للغرب عـــاما
ولا النور المبين غدا قتامــا |
|
رآنـــا أمّةً حيــــرى دواماً
وصادر فكرها طاغ تعدّى
وأجّج أرضها الأعداء ناراً
فثار بــوجههم قـولا وفعلاً
وحـــاربهم بإيمانٍ وعـــزمٍ
فلا صهيونُ نالت ما تمنّت
ولا فكر العدا لاقى رواجاً |