عيدية الجنة

عبد الباري الدخيل

أربعون يوماً مضت.. بل ألفُ عامٍ

أجل ألف عامٍ.. من البكاءِ.. من الفقدِ.. ومن الشوق

يا سيد الآل

يبكيك محرابك.. وتبكيك مناجاتك

ويبكي عليك القلم والمداد والقرطاس

إنهم يا سلطان التأليف يفتقدونك

صارت لياليهم طويلة موحشة

ونهارهم مظلم عابس

وأنا يا سيد الآل

أحس بيتم ما أحسسته يوم رحل أبي

أحس بضيق كلما تذكرت أنك رحلت عنا

فهذا الكون بسعته لا يغني عن تلك الابتسامة الرقيقة

والنظرة الحانية

فالكون يا سيد الآل

في مقلة المحزون أشبار

يا سيد الآل

ألم يفرح بموتك أحد؟!

بلى..

لقد سمعت أنها فرحت بموتك

بل كادت أن تطير فرحا وهي تستقبل روحك الطاهرة

وهي تشرع أبوابها للقاء

تُزيّن الحور

وتُعطّر القصور

هناك يا سيد الآل

يا عيدية الجنة

حيث اللقاء مع الأجداد

أجدادك الذين زاروك يوم العيد وأخبروك

إنك إلينا قادم فلا تحزن

يا سيد الآل

إذا ما وجدت فراغاً هناك في الجنان

وبعد مراسم الاستقبال

أبلغ أجدادك عنا السلام!

قبِّل يمين سيدي الرسول

وقل له يا سيدي لم يعد لدينا نبي بل أنبياء

نبي للشيعة

نبي للسنة

نبي للخوارج… وهكذا

يا سيد الآل

قبِّل جبين السيد المبجل

وقل له: يا سيدي أصبحت نسختين

صورٌ رسمناها لنا

ثم ألصقناها بك سيدي

صورة لإمام متق زاهد صبور

وصورة للقائد المجاهد الغيور

ومِلْ يمينا وقل يا حسن يا غريب

ما زال من تاه في فكرك يرفع الشعار

ويعيش في الظلام

وعن يسار الرسول تلقى حسيناً يحمل الرأس القطيع

قل يا حسين تاجر بالقضية قوم

وتاه آخرون

وما زال الآبق المأفون

يكرر خرج الحسين عن حدِّه!

وآخرون يا سيد الشهادة والشهيد

حرروا الأرض والعبيد

(....)

وفي الختام

يا سيد السلام

إن زارك الإمام

فقل له العجل

العجل

العجل

فقد ضاقت النفوس

واستفحل الظلام