مجلة النبأ - العدد61

 

الرفاهية لا تعني السعادة... دائماً

شباب العصر الحديث مصابون بالقلق والتوتر رغم الرفاهية

على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات الذي سهل الحياة والمعيشة، إلا أن الدراسات تؤكد أن شباب العصر الحديث يعانون بشكل ملفت من مستويات قلق وإحباط عالية.

وقال الباحثون إن القليل من الشباب المضطربين نفسياً كانوا يعانون من مشكلات كبيرة في الصحة العقلية قبل خمسين عاماً، أما الآن فقد أصبحت أعدادا مهولة من الشباب وصغار السن يعانون من مثل هذه المشكلات.

ويرى العلماء الأميركيون أن التفكك الأسري وانعدام الأمان الاجتماعي وزيادة معدلات الجريمة، وانتشار الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد وغيرها، ساهمت جميعها في إنتاج حالة من القلق وانعدام الأمان بين الأجيال الحديثة.

وقال الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة (الشخصية وعلم النفس الاجتماعي): (إن فساد الإعلام الحديث الذي يمطر الأطفال بوابل من أخبار العالم السيئة والمزعجة ساهم أيضاً في زيادة إصابتهم بالقلق والإحباط).

وحذرت الدكتورة (جين توينج) من جامعة (كيس ريزيرف) في اوهايو بالولايات المتحدة، بعد قيامها بتحليل نتائج دراسة حول القلق والإحباط عند أكثر من 40 ألف طالب جامعي و12 ألف طفل بين الأعوام 1952 و1993 من أن مستويات القلق العالية قد تقود إلى مشكلات نفسية واسعة النطاق تتراوح بين الاكتئاب واستخدام المخدرات وأمراض عضوية مختلفة ناجمة عن التوتر والقلق.

ولاحظ الباحثون وجود معدلات وفاة عالية عند الأشخاص القلقين، وأرجعوا ذلك بشكل رئيسي إلى ارتباط القلق والتوتر بظهور نسب عالية من إصابات الربو ومتلازم الأمعاء المتهيج والقرحات الهضمية إلى جانب مرض الأمعاء الالتهابي ومرض القلب التاجي.

دمى ميتة.. كلا. جثث

(فون هاغنز) ينتهك إحدى الحرمات: (عرض الموتى)

تبدأ جثث بشرية أعدها عالم التشريح الألماني (غونتر فون هاغنز) يسبقها جدل كبير بعد أن شاهدها أكثر من ستة ملايين شخص في خمس سنوات، جولة حول العالم بعد آخر محطة في برلين في ألمانيا حيث أمضت ثلاثة أسابيع.

وقد تدفق اكثر من مئة ألف شخص إلى القاعة التي كانت في الماضي محطة لنقل البريد في برلين، من اجل مشاهدة مئتي جثة من هياكل عظمية أو أشلاء جثث حفظت بطريقة ابتكرها فون هاغنز.

وأمام هذا الإقبال الشديد، يعتزم فون هاغنز أن يعرض هذه الجثث في الولايات المتحدة وأوروبا إن لم يكن إقامة متحف في إحدى العواصم الكبرى ويؤكد: (أريد أن يتطلع اكبر عدد ممكن من الناس على التشريح)، مشدداً على الطابع التعليمي لمعرضه الذي ينتهك إحدى المحرمات وهو عرض الموتى.

فللمرة الأولى، يمكن للجمهور العادي مشاهدة جسمه ويتأمل أعضاءه ويكتشف عمل عضلاته وأعصابه ويدقق في رئة مدخن وكبد مريض على حد قوله.

وتبدو تعليقات الزوار في برلين مشجعة، وقد ردد العديد منهم: (إنها فكرة عبقرية) و(المعرض مهم ومثير للاهتمام) و(غني جداً بالمعلومات).

وفي المقابل، رأى آخرون المعرض (جنائزياً) و(مثيراً للاشمئزاز) و(لا إنساني).

وقالت (فيرجينيا) (21عاماً) التي تعمل لدى طبيب للأمراض العصبية: (كيف يمكن عرض كائنات بشرية كما لو أنها أشياء عادية؟).

وبقيت أسئلة أخرى أيضاً بلا أجوبة: (لمن تكون هذه الجثث وكيف وصلت إلى درجة الموت وكيف وصلت إلى هنا؟).

وقال فون هاغنز: (إن بقاء هذه الجثث مجهولة أمر متعمد). وأضاف: (أريد أن أتجنب تأثر الزوار وإجهاشهم بالبكاء كما حصل أصلاً)، معبراً أن: (المتحف ليس معرضاً متعلقاً بمصير هؤلاء الموتى بل معرض لتشريح).

لكنه اعترف انه أراد عبر الإبقاء على أسماء الأشخاص الموتى سرية تجنب الدعاوى المرفوعة على معرضه وهذا ما يمكن أن يحدث في حال تمكن المشتكون من الاتصال بذوي هؤلاء الموتى.

ويؤكد فون هاغنز المستعد لإرضاء زواره والذي يمضي فريقه اكثر من ألف ساعة في العمل على كل جثة، أنه يتابع عن كثب اقتراحات الذين يراسلونه بعد زيارتهم المعرض.

فقد كان يعرض الجثث أولاً واقفاً. لكنه لبى مطالب لزوار في اليابان قالوا انهم صدموا بمنظر الجثث التي تبدو أشبه بدمى ميتة، فاصبح يعرضها بأوضاع محددة.

وفي المعرض بشكله الجديد في ألمانيا، تمكن الزوار من مشاهدة امرأة ممدة على جانبها فتح بطنها وخرج منه جنين يبلغ طوله 28 سنتيمتراً ورجلاً يقف حاملاً جلده.

واليوم، يأخذ الزوار على المعرض إبرازه الأشياء أكثر من اللازم. لكن فون هاغنز يرى أن هذه الأوضاع التي تنطبق مع نشاطات الأحياء تسمح بتأمل قدرات الجسم بشكل أفضل. وأشار إلى (رواد التشريح) وخصوصاً ليوناردو دافنشي، الذين كانوا في عصر النهضة يحركون الجثث بما يطابق الواقع: فأجسام كانت تجري وتجلس وترتفع يديها.

ومنذ أن ابتكر الطريقة التي يحفظ بها هذه الجثث في 1977 لطلابه في جامعة (هايدلبرغ)، يجوب فون هاغنز العالم للدعوة إلى اعتمادها. وتقضي هذه الطريقة بأن تحل محل المياه والشحوم في الأنسجة مواد السيليكون والبوليستر وغيرها.

وقد فتح 400 معهد في العالم يعتمدون هذه الطريقة ويعقد مؤتمر عالمي سنوياً حولها بينما يعتزم فون هاغنز إصدار أطلس في وقت يزداد فيه عد المتبرعين بجثثهم لمعرضه.

الطب الحديث يكشف المزيد عن أسرار السواك

اكتشف فريق بحث دولي المكونات السرية في عيدان السواك الذي يستخدم على نطاق واسع في إفريقيا وأسيا والبلاد العربية، لتنظيف الأسنان وحماية اللثة من الأمراض.

فقد كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة (ايلينيوس) بشيكاغو، وجامعة (ستيلينبوش) في (تايجربيرغ) بجنوب أفريقيا- عن أن السواك يحتوي على مواد طبيعية مضادة للمكروبات تمنع إصابة الفم بالأمراض، وتقلل ظهور التجاويف السنية وأمراض اللثة.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على كشف أسرار قدرة السواك في تنظيف الاسنان - أن أعواد السواك التي عادة ما تستخلص من جذور أو سيقان الأشجار والشجيرات المحلية في البلدان التي تستخدمها، وتستعمل بعد مضغ أطرافها حتى تهترأ، ثم تستخدم كفرشاة لتنظيف الأسنان، فعالة كفرشاة الأسنان تماماً في إزالة طبقة (البلاك) المتراكمة على الأسنان وتدليك اللثة، مشيرين إلى أن هذه الأعواد تمثل بديلاً أرخص ثمناً لسكان العالم الثالث، حيث لا تتوفر فرش الأسنان.

وأشارت الدكتورة كرستين -أستاذة طب الأسنان واللثة في جامعة ايلينويس الأمريكية- إلى أن عيدان السواك المستخدمة في ناميبيا مثلاً، بعد استخلاصها من نبات يعرف باسم (ديوسباروس لايسيويديس)، يحتوي على ستة مركبات تقاوم الميكروبات، أربعة منها متحدة مع مادة (ديوسبايرون) والاخران هما (جوجلون) و(7-مثيل جوجلون) وهما مادتان سامتان تتواجدان في الجوز الأسود أيضاً، يعتقد أنهما الأكثر فعالية ضد البكتريا، حيث تصل درجة فعاليتها إلى فعالية مستحضر غسول الفم الذي يعرف باسم (ليسترين).

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء الأمريكية إلى أن آلية عمل السواك الذي يعرف بالهند باسم (نيم)، وفي الشرق الأوسط باسم (السواك)، في قدرته على مهاجمة الميكروبات التي لم تنضج بعد.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن معدلات تسوس الأسنان بين مستخدمي السواك كانت اقل بالرغم من تناولهم أغذية غنية بالسكريات والنشويات، كما أثبتت دراسات أخرى أن آثاره المزيلة لطبقة البلاك تعادل آثار فرش الأسنان المستخدمة لنفس الهدف.

وقد استخدم فريق البحث أحدث التقنيات الحيوية لعزل المركبات الموجودة في السواك الناميبي، حيث تتركز آليات الحماية في معظم النباتات في اللحاء أو في الأخشاب القريبة منه فتقلل الأشجار بهذه الطريقة خطر إصابتها بالأمراض.

من جانبه، أكد الدكتور (كين بيوريل) مدير الشؤون العلمية في مجلس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، إن هذه الاكتشافات لا تعني التخلي عن معجون الفلورايد وفرش الأسنان، لكن السواك قد يكون بديلاً عندما لا تتوافر فرش الأسنان.

ويرى أن المركبات الجديدة التي تم اكتشافها في السواك، الذي يستخدمه سكان المناطق الريفية في العالم الثالث بكثرة، قد تصبح أساس المنتجات الطبية في المستقبل، وتدعم هذه الدراسة ما أكده الدين الإسلامي الحنيف قبل أربعة عشر قرناً على فوائد السواك حيث أوصى الرسول (ص) المسلمين باستخدامه قبل كل صلاة.

عوارض الإصابة بأزمات قلبية

نشرت مجلة (نيوانغلاند) الطبية دراستين قالتا إن مؤشرات الإصابة بالتهاب في الأوعية الدموية قد تساعد الأطباء على اكتشاف المرضى المعرضين لأزمات قلبية والإسراع بإخضاعهم لعلاج مكثف، وركزت الدراسة على علامة مغايرة من علامات التهاب الأوعية الدموية لكنهما توصلتا إلى نتيجة واحدة تفيد أنه كلما وجد الالتهاب زادت مخاطر الإصابة بأزمات قلبية أو أمراض القلب الأخرى، وقال الدكتور (دانييل جي ريدر) من جامعة بنسلفانيا: (إن الباحثين لم يتمكنوا من فهم هذه الصلة بعد؛ لكن إحراز تقدم في هذا المجال يزيد قدرتنا على التنبؤ بمثل هذه المخاطر ويسمح للأطباء باستخدام علاجات وقائية مع المعرضين للإصابة بأمراض القلب).

وركز الباحثون السويديون في إحدى الدراستين التي قادها الدكتور (برتيل ليندال) من جامعة (ابسيلا) على الوفاة بين مرضى القلب الذين أظهرت الاختبارات ارتفاع مستويات مادة (التروبونين تي) لديهم وهو ما يعكس حدوث أضرار في القلب ومستويات البروتين (سي) النشط التي تظهر مع الإصابة بالالتهابات. وتابعت الدراسة 917 حالة على مدى ثلاث سنوات، واكتشف الباحثون أن معدلات الوفاة تزيد 13 مثلاً عن المرضى الذين تنخفض عندهم مستويات مادة (التروبونين تي) في الدم، أما المرضى الذين لديهم مستويات عالية من البروتين (سي) النشط فقد زادت معدلات الوفاة بينهم ثلاثة أمثال على من تتدنى عندهم مستويات ذلك البروتين، واستندت الدراسة الثانية التي قادها (كريس جي باكارد) من المستشفى الملكي في اسكتلندا إلى الفحوصات على دم 580 رجلاً يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، واكتشف باكارد وزملاؤه أن أصحاب العينات التي يوجد بها أنزيم يعرف باسم (بي ال ايه2) هم أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بأزمات قلبية من العينات الأخرى التي تتدنى فيها مستويات الأنزيم.