النبأ

 

أفاطمة الزهراء

 

   مهداة إلى سيدة نســاء العالميــن   

أفاطمـــةُ الزهـــــراءُ يــا ابنة أحمدِ..
أمــــا كنتِ أشواقاً، أما كنــتِ جَنّــَةً؟
أما كنتِ نــوراً في الزمان وروضةً..
وراعَـــــكِ أن تُمســي لظلـمٍ ضحيةً..
ومـــا لنْـــتِ خوفـــاً للجُناة، ورهبةً..
ولـــيسَ عجيبـــاً، أن يـــهابكِ ظـالمٌ..
ولم يــكُ يدري، أنــه انصاع للهوى..

ويــا ابنـــة من هـــزّ الزّمـانَ بلاغةً..
تمــرَّس بالصبر الجميلِ على الأذى..
وكــم قبّل الزهــــراء في الليل باكياً..
وكـــان يمنّيهــــا بكــــــل هنــــــاءةٍ..

وغــــابَ عن الدنيـا، متشوقاً لخالق..
ومـــاتتْ، كما مــات الربيع مُجرَّحاً..
أتمنــــعُ عــــن إرث النبـــي محمدٍ..؟

يا بضعــة المختـــارِ، يا جنّة الهُدى..
حنانيـــك، لا تبكـي من الظلم حسرةً..
وفــي جنـّة الفردوس، عَدْلٌ، وحاكمٌ..
ســلاماً على الزهراء فـي كلّ ساعةٍ..
سلاماً على الليثِ المــكفّن في الثرى..
تفــانوا نضـــالاً فـي الحيــاة وحكمةً..
عليــــكِ ســــلامُ الله، ما لاح كـوكبٌ..
ومــــا كنــــتِ إلا كــــالنجوم قداسةً..
وأنــــت صــــلاةُ المــــؤمنين محبـــةً
لــــئن غــــال إرثَ الأنبيــاء صنيعةٌ..
وأنــــتِ، وإن طـــالَ الزمــانُ قصيدةٌ

 

ويـــا عَبــــَقَ الريحانِ في كلِ مَعـبدِ..
أمــــا كنتْ عِطـراً في شفاهِ محمدِ..؟
يفـــيءُ إليهــــا كُلُّ عانٍ، ومجُـهَدِ..؟
وراعَــــكِ أن يجتـــاحَ حقّــَكِ مُعتَدِ..
وكنـتِ كحـــدّ الســيفِ لـــم يتــردَّدِ..
تقحَّـــم شرّاً، ناســـياً غضبـــةَ الغدِ..
ولـــم يَكُ يـــدري، أنـــه غير مُهتدِ..

وحطّـــم أصـــناماً، وأوفــى بموعِدِ..
ولـــم يـــَكُ هيـــّاباً، ولا طائش اليدِ..
فهـــل كان يخشى من لجاجة أرْبَدِ..؟
وكـــان يمنّيهـــا بكـــل مهنــــــــــّدِ..

أحـــبَّ رسولَ الله، والحبُّ سرمَدي..
وغابــت غيـــابَ النـــاسكِ المتهجِّدِ..
فيـــا ويـــلَ مـــن أفتـى، ولم يتزوّدِ..

ويــا غُربة الدنيا، ويا حُلْمَ أصيدِ..(2)
فــــدنياكِ أوهــــامٌ أبيحــــت لأعْبـُدِ..
وحاشـــــاهُ أن يُـــعـرى بدمعة معتدِ..
ســـلاماً على الدين الـحنيف المخلّدِ..
ســـلاماً علـــى سيــفٍ هنالك مُغمدِ..
وهيهـــات أن تُمحـــى بهذر معربدِ..
ومـا غرّد الشحــرور في ظـلّ أملَدِ..
ومــــا كنــــتِ إلا آهـــة المتعبّـــــد..
تنـزَّهتِ عـن سهـم اللئيـــــم المسددِ..
لطـــاغٍ، فحــــقّ الله غيـــر مُبــــدَّدِ..
يُردّدهــــا بــــاكٍ تغنّــــى بأحمــــــدِ..

الأستاذ أنور الجندي

الهـــوامـــش:

(*) قام الأستاذ علي العباس بإلقائها في الحفل الذي أقامه أهالي مدينة مصياف بمناسبة مولد سيدة نساء
العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) بتاريخ (2/10/1999م).

(2) الإمام علي(عليه السلام).