مجلة النبأ

الشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثية)

إصدارات

آثار الظلم في الدنيا والآخرة

الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر / بيروت ط1/2001م

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم، والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية، والمعاناة السياسية والاجتماعية التي تقاسيها بمضض، وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع..

والحاجة الماسة إلى نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة، والتعطش الشديد إلى إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلى الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحية، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق..

لأجل ذلك قامت مؤسسة المجتبى بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الأعلى السيد محمد الشيرازي في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقامت بطباعتها مساهمةً منها في نشر الوعي الإسلامي، وسداً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

الحسين (ع) ريحانة النبي (ص)

الشيخ كمال معاش

مؤسسة الهداية للطباعة والنشر والتحقيق/بيروت/ط1/‏2001

عندما نتأمل شخصية الإمام الحسين (ع) في التاريخ نراها شخصية متميزة  سواء في أخلاقه أو أفعاله أو أقواله أو صمته أو مواقفه، كل ذلك يدفعنا إلى تأملات ثاقبة من خلال أحاديثه العطرة، إنه بلسم في القلوب، صحيح أن القرآن معجزة النبي محمد (ص) بينما الحسين (ع) هو صوت القرآن وحركته التي قادها وجسدها على أرض الواقع بطف كربلاء، حركة قرآنية ورسالية وثورة إنسانية. ومن الخطأ أن نفكر أن الحسين (ع) ملك للشيعة الإمامية فقط، بل هو حامل رسالة جده الحبيب المصطفى محمد (ص) فهو للعالم اجمع بمختلف أديانه ومذاهبه وطوائفه وطبقاته، انه لملايين البشر عقدت آمالها بشخصيته وإنسانيته ، لان رسالته إنسانية قبل كل شيء، ولم يكن الإمام الحسين (ع) رجل حرب أو مجرد بطل مواقف وميادين فحسب، كما لم تكن واقعة كربلاء حادثة عابرة في التاريخ وإنما اقترن الحسين(ع) وحركة نهضته الرائدة بهدف سام أعلى نتجت منه مسيرة عبا دية جهادية سياسية استظلت في ظل مبادئ مقدسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية والرسالة المحمدية.

لقد أراد الحسين (ع) أن يحررنا من عبودية الطاغوت إلى عبودية الله سبحانه وتعالى ليعبر عن إرادته وكرامته ولكي يتنفس الحرية بكل كلامه كما قال أبوه علي (ع): »لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً«.

يقع الكتاب في 96 صفحة من القطع المتوسط، وقد نفدت هذه الطبعة من الكتاب وسيصدر في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة..

كيمياء الكلمات

علي الشوك

دار المدى للثقافة والنشر / دمشق / ط1 / 2001

يبحث الكتاب في كثير من أصول الكلمات الموجودة في اللغة العربية ومدى اشتقاقها من اللغات الأخرى أو تأثرها بها..

قسم الباحث كتابه إلى ثلاثين بحثاً توزعت على 227 صفحة من القطع المتوسط

من عناوين الكتاب: البحث عن اصل كلمة (اللغة)، حول الألفاظ العربية المستعارة من الفارسية، ألفاظ عامية لها جذور ضاربة في القدم، السومريون ليسوا اكراداً، تنويعات على حرف الهاء، الاسم، الوسم، الوشم، وأشياء أخرى، الصغير، والصغر، والضفدع.. إلى غيرها الكثير من البحوث.

ثقافة العولمة و عولمة الثقافة

د. برهان غليون، د. سمير أمين..

دار الفكر / دمشق / ط2 / 2000

لا يزال موضوع العولمة يثير نقاشاً واسعاً في البلاد العربية والعالم، لان العولمة مرتبطة بالواقع والمستقبل..

صحيح أن العولمة بدأت اقتصادية، ولكنها مع التطور التقني والعلمي والمعلوماتي طالت كل جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية، أصبحنا نعيش في قرية كونية.

هناك من يدافع عن العولمة لأنها تقدم فرصاً يمكن إذا استغلت أن تخرج المجتمعات العربية من حلقة التخلف والقهر والاستبداد وهناك من يقف ضدها بوصفها أداة جديدة للهيمنة الدولية..

فكيف سيكون شكل هويتنا الثقافية في ظل محاولة هيمنة ثقافات أخرى؟

هل ستكون ثقافة جديدة مشاركة عالمية يمكن تسميتها ( عولمة ثقافية ) حيث سيكون للخصوصية مكان؟ أم ستتحول إلى ثقافة هوية مفككة؟

هذا الكتاب يحاول أن يجيب على هذا التساؤلات..يقع الكتاب في 237 صفحة من القطع الوسط.

جداليات الفكر الإسلامي المعاصر

إبراهيم العبادي

دار الهادي /كتاب قضايا إسلامية معاصرة بيروت /ط1/2001

اصطبغ الفكر الإسلامي الحديث و المعاصر بجملة أسباب، عملت على إعاقته وتعطيله عن التطور والتكامل، استنزفت الكثير من جهود المفكر والباحث المسلم في مشاغل أبعدته عن الوظيفة المناطة به، وقد ظهرت عدة محاولات تحليلية لتقويم مسار الفكر الإسلامي المعاصر وتشخيص ابرز سماته المرضية، ومن أهمها دراسات المفكر المعروف مالك بن بني، الذي تناول الحضارة، وحرص على اكتشاف العناصر المستترة لهذه المشكلات، والتعرف على النزعات المزمنة في التفكير الإسلامي، التي أقعدته عن بلوغ غير واحدة من غاياته، في الفصل الأول تناول الكاتب في دراسة مسهبة قضية (التعددية وحق الاعتراض) في بعدين من ابرز أبعادها، يتمثل الأول في قراءة للمشروعية والمسار التاريخي للمعارضة في الدولة الإسلامية، أما الثاني فهو متابعة لأسباب ظاهرة العنف السياسي بين القوى الإسلامية والسلطات الحاكمة، وكيف تشكلت فصول هذه التجربة والى أين هي ماضية، مع بيان الانحياز الأيديولوجي والتبرير المسكون بالعداء للإسلاميين، أما الفصل الثاني فيشتمل على مراجعة تقويمية لاطروحة المفكر هشام شرابي حول النظام الأبوي وتفشي هذا النظام في تنشئة العائلة، واثر ذلك في تكوين وبناء الفرد طفلاً وحدثاً وراشداً، والعلة العضوية لذلك بالسلوك الاجتماعي وتركيب المجتمع.

وفي الفصل الثالث توقف عند المشكلة الثقافية في أربعة عناوين وهي الحرية الفكرية في الإسلام، قضية الثقافة عند الإسلاميين، أزمة الفكر الإسلامي المعاصر، ومشروع إسلامية المعرفة.

وفي الفصل الرابع و الأخير تناول الكاتب مسألة الاختراق الثقافي وما يلامسها من آراء متنوعة، وشدد على أن تحصين الذات هو الوسيلة الأهم للممانعة والحماية، ويستند ذلك إلى مشروع ثقافي محلي يحدد نقاط الضعف والقوة في الثقافة الممكنة، ومن خلال عملية إحياء ونقد دائمين، والإفادة من معطيات التجربة البشرية، بتنظيم عملية تبادل ثقافي، تحول دون تسرب العناصر القاتلة من الثقافة الغربية.

نهاية اليوتوبيا.. السياسة والثقافة في زمن اللامبالاة

راسل جاكوبي

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت - رقم269/ أيار/2001م

هل يمكن أن يكون المستقبل شيئاً غير الحاضر، وهل ثمة من لا يزالون يؤمنون بهذا؟ ذلك هو السؤال الذي يتردد في صياغات مختلفة -عبر صفحات هذا الكتاب- يقدم المؤلف إجابته من خلال هذا الفرع الجديد من العلوم الإنسانية: الدراسات الثقافية، حيث تمتزج دراسة التاريخ بدراسة كل مفردات الثقافة: ثقافة (النخبة) وثقافة (الجماهير) على السواء..

في تقديمه يشير المؤلف إلى رسالة (كولريدج) إلى (وورد زورث) يطلب فيها من صديقه أن يكتب قصيدة يحفز فيها أولئك الذين تخلوا عن أي أمل في مستقبل أفضل للإنسانية، وفي نهاية كتابه يرى جاكوبي أن (التاريخ يخادع حتى أكثر طلابه جداً واجتهاداً) ولعلّه يخفي لنا مفاجأة في بداية ألفيته الثالثة. وعبر فصوله الستة المتتالية: نهاية الأيديولوجية)، (خرافة التعددية الثقافية)، (ثقافة الجماهير والفوضوية)، (المثقفون في اليوتوبيا إلى انحسار البصر)، (جمالية كثيفة ووطنية رقيقة)، وأخيراً (الحكمة بالتجزئة والجنون بالجملة) بقدم جاكوبي إجابات عن الأسئلة المطروحة، ويطرح سواها مؤمناً - في كل الأحوال- بأن المستقبل سوف يكون مختلفاً عن الحاضر كل الاختلاف إنه كتاب معاصر، يتصدى لمناقشة أهم الأفكار المطروحة في عالم اليوم.

الدستور والبرلمان في الفكر السياسي الشيعي

جعفر عبد الرزاق

دار الهادي / بيروت ط1/2001م

إن شيوع الاستبداد وترسخه في مؤسسة الحكم، هو الذي قاد الكثير من المؤلفين لتسويغ جور الحاكم، وشرعنة الطاغوت، وتبرير جرائمه وموبقاته مهما كانت. ويمكن القول أن الاستبداد ظل على الدوام أشد العوامل تأثيراً في تفكير المسلمين السياسي، فما أنجزه هذا التفكير من أحكام وأفكار، كان يصاغ في آفاق رؤية المستبد، ويتخذ من آرائه وقناعاته مرجعية لها..

على هذا الضوء نستطيع أن نكتشف جذور الانقطاع والتوقف والانشطار والتشوه الذي اكتنف مسار الفكر السياسي الإسلامي، فإن هذا الفكر لم يطرق أبواب عدة موضوعات، أو أنه تجمد عند الخطوة الأولى ولم يواصل تنمية البحث في موضوعات أخرى، مثلما نلاحظ في الفلسفة السياسية..

ولم يقتصر أثر الاستبداد على انقطاع الفلسفة السياسية وتوقفها وإنما أدى شيوع الاستبداد في الحياة السياسية إلى ضمور أو اندثار بعض الحقول الأساسية في الفكر السياسي الإسلامي..

أما الفقه السياسي الذي يتناول شؤون المواطنة وحقوق الرعية، والأمن السياسي والاجتماعي، ونصيحة الحكام ومحاسبتهم، وأحكام المعارضة السياسية، فلم نعثر عليه إلا متخفياً في مساحة هامشية داخل تراثنا السياسي..

ويبدو تأثير الاستبداد بوضوح في صياغة وتوجيه الفكر السياسي الإسلامي عند مراجعة وتقويم مشاغل هذا الفكر واهتماماته، وما غيبه وتناساه، فقد لبثت قضية العدالة منسية في المصنفات السياسية عدة قرون، ولم يصنّف فيها بنحو مستقل حتى مطلع القرن الخامس الهجري..

وفي الحقبة التالية لم تأخذ قضية العدالة مكانتها المناسبة في التأليف، ولم يجر تعميقها وتطوير البحث فيها مع ما لها من أهمية بالغة - كمعيار قيمي - في إرساء بنية الحكم الإسلامي على أساس متين، بالرغم من أن الإسلام اعتبر العدل معياراً لا يعلو عليه ولا يضاهيه معيار آخر..

لقد أعاق استبداد السلطان الفكر السياسي الإسلامي من التطور، وتسبب في إحجام المؤلفين عن معالجة غير واحدة من قضاياه الأساسية، وابتعادهم عن حقوق الرعية، وتأكيدهم على حق السلطان في السمع والطاعة، وإن تعدى حدود الله..

هذا الكتاب يدرس مسألتي الدستور والبرلمان، وهما من المسائل الجديدة في الفكر السياسي الإسلامي، والتي لم تستوف ما تستحق من البحث والدراسة، مع ما لها من أهمية بالغة في بناء المؤسسات السياسية، والتداول السلمي للسلطة في الدولة الحديثة.. ويهدف الباحث في هذا الكتاب، إلى تنمية الوعي السياسي، حول حاكمية القانون والتأكيد على مسؤولية الحاكم أمام الأمة،وتحديد سلطاته في إطار الدستور، في عالمنا الذي بدد فاعليته وأعاقه عن النهوض والتقدم منح الحاكم سلطات شاملة مطلقة لا تحدها سوى نزواته ورغباته..

اشتمل الكتاب على قسمين؛ الأول انفرد بالحديث عن جهاد مراجع الشيعة في إيران ضد الاستبداد ودورهم في نشر الأفكار التحررية وتأسيس الحكم الدستوري، أما القسم الثاني فتناول فيه جهاد علماء الشيعة في العراق حول نفس المطالب..

يقع الكتاب في 242 صفحة من القطع الكبير.

تجارب في المنبر

آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر/ط4 - 2001م

اقترن المنبر بصوره المشرقة بالإمام الحسين(ع) وما جرى له ولأهل بيته في واقعة كربلاء الدامية، فأصبح يتبادر إلى الذهن حين الحديث عن المنبر بأن المقصود هو المنبر الحسيني..

ويعتبر هذا المنبر وسيلة إعلامية وتثقيفية هامة أدى دوره طيلة القرون الماضية، ولا زال يؤديه حتى قيام الساعة، مستمداً هذا الدور من المسمّى الذي حمله، وما أشرفه من مسمّى..

وعاشوراء الحسين(ع) هو اليوم الذي تنهمر فيه الدموع من العيون، وتسيل الدماء من الرؤوس، وتسودّ فيه الظهور بالسلاسل، وتتورّم فيه الأقدام بالمشي والركض، وتضحى الأجسام تحت وهج الشمس..

ولكل إنسان في هذا اليوم حالة غير اعتيادية، وترى الناس وكأن كل واحد منهم فقد أعزّ أعزائه، أو أعزاء متعددين، كيف لا وقد تجددت ذكرى من هو أولى بهم من أنفسهم، أليس الحسين(ع) من النبي (ص)كما قال(ص): »حسين مني وأنا من حسين«، وأليس النبي(ص) أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!..

ولقد رأى سماحة المؤلف أن ينتهز هذه الفرصة لخدمة المنبر الحسيني الذي هو من أقوى وسائل الحزن على الإمام(ع) الذي اعتدناه في مثل هذا اليوم، امتثالاً لأوامر الرسول(ص) وآله الكرام(ع)..

يقع الكتاب في 64 صفحة من القطع المتوسط..

السائرون على درب الحسين (ع)

نور الدين الشاهرودي

مكتب عماد للطبع والنشر - طهران - ط1/2001م

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول؛ تناول المؤلف في الفصل الأول تأملات في النهضة الحسينية وثورة الحسين وأصحابه والشعائر التي اعتاد المسلمون الشيعة على إقامتها والمناسبات الخاصة بعزائه، أما في الفصل الثاني فقد خصصه لمسيرة العلم و الأسر العلمية في مدينة الحسين (ع) كربلاء، بعد هذه الخلفية العامة تكون الدراسة قد تهيأت لحدث أكثر تفصيلاً، حيث تناول في الفصل الثالث الخطابة وخطباء المنبر الحسيني، أما في الفصل الرابع فقد تناول موضوع النهضة الحسينية وحماتها من العلماء والأدباء..

أول ما يلفت النظر في هذا الكتاب انتباه القارئ إلى التركيز على التحليل في السيرة، فقد ظل المؤلف حريصاً على أن يعرض على أنظارنا صوراً كأنها لوحات مشرّفة تنطق أصلها على ما هو عليه أو تسترجعه الذاكرة على هيئته..

موضوعات الكتاب في غاية الأهمية ولها صلة بالنهضة المباركة، تلك النهضة التي ثارت من أجلها ريحانة الرسول الأكرم (ص)، ثم تعرض إلى ذكر ضريح الحسين (ع) ومجالس العزاء الحسينية، ثم أتى على مسيرة العلم والعلماء والأسر العلمية في كربلاء؛ المدينة التي شهدت أرضها أعنف ثورة في مقارعة الظلم والطغيان، فضلاً عن كونها إحدى أهم المدن العربية والإسلامية..

إن المواضيع المطروحة في هذا الكتاب يمتزج فيها التاريخ والدين، وتتصل اتصالاً مباشراً بالدراسات الأدبية.

يقع الكتاب في 293 صفحة من القطع الكبير.

إسلامية المعرفة

إسماعيل الفاروقي

دار الهادي للطباعة والنشر/ كتاب قضايا إسلامية معاصرة - بيروت -ط1/2001م

ظهرت الدعوة إلى تبني اتجاه جديد في تدوين العلوم في العالم الإسلامي، منذ ربع قرن تقريباً، عبر دراسات عديدة، شددت على كتابة العلوم من وجهة إسلامية، والأسس الإسلامية للعلم، وصياغة العلوم الاجتماعية صياغة إسلامية، والتأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية، وتأسيس العلوم الاجتماعية وبنائها على منهج الإسلام، وأسلمة المعرفة أو إسلامية المعرفة، لكن هذا المحور اتسع في الكتابات اللاحقة، ليستوعب العلوم الطبيعية والتطبيقية مضافاً إلى العلوم الإنسانية، فشاع استخدام تعبير(إسلامية المعرفة) ليشمل صياغة العلوم والمعارف بأسرها صياغة إسلامية، وأضحت (إسلامية المعرفة) تسمية لمدرسة فكرية إسلامية، أنجزت في الدعوة لها، والكتابة عنها، والتثقيف على أفكارها، قطاع من الأكاديميين الإسلاميين في الجامعات، ومجموعة من العلماء والمثقفين، وذاع صيتها وانتشرت إصداراتها في أرجاء العالم الإسلامي.

ولم يقتصر دعاتها والمتحمسين لها على طائفة أو مجموعة خاصة، وإنما استعار عنوانها الكثير من المهتمين بإصلاح الفكر الإسلامي، وتأثر بفكرتها آخرون، وان لم يقتبسوا تسميتها، إن مشروع إسلامية المعرفة يشدد على ضرورة تجاوز القراءات الأحادية للحقيقة، تلك القراءات التي اجتزأت الواقع، وانتهت إلى تشوه الرؤية وشقاء الوعي، ويخلص أصحاب هذا المشروع إلى أن حلّ الأزمة الفكرية في عالمنا الإسلامي بل في العالم اجمع، يتوقف على تبني منهج إسلامية المعرفة، ولا سبيل لتحقق هذا المنهج إلا بالتوكؤ على كتابين، هما : الوحي المقروء، والكون المتحرك، فإنه عبر الجمع بين هاتين القراءتين تتكامل المعرفة، وتتخلص العلوم الإنسانية من منزلقاتها ونزعتها المادية، وما نجم عنهما من ركام مادي مفرغ من أي مضمون روحي، ومنظور قيمي أخلاقي، لأن العلوم الحديثة انغلقت في مدار قراءة أحادية، هي قراءة الكون فحسب، بينما الكون يمثل مساحة محدودة من الوجود، وتجاهلت مساحة شاسعة ما وراء هذا الكون، وما يحفل به من غيب ولم تدرك كنه الوشيجة العضوية بين المساحتين، يحتوي الكتاب على ستة فصول مع ملحق ويقع في 189 صفحة من القطع الكبير.

إشكاليات الخطاب العربي المعاصر

د. كمال عبد اللطيف، د. نصر محمد عارف

دار الفكر/ دمشق/ط1/2001

كيف سيكون شكل الخطاب العربي في القرن الواحد والعشرين، بعد كل ما تم إنجازه في القرن المنصرم من تطورات، تفجرت فيها المعلومات، وتأججت ثورة الاتصالات فحولت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة، وقدمت العلوم البيولوجية اكتشافات جديدة، سوف تؤثر في مستقبل البشرية إن هي تابعت خطواتها في اللعب بالمورثات الإنسانية؟.

هل سيظل الخطاب العربي يدور حول قضايا بدأت تأخذ معاني جديدة، مثل الأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة، والهوية والعولمة، والأحادية والتعددية؟.

وهل سيبقى نخبوياً في لغته وأفكاره، وصائياً في تعامله وممارساته، على الرغم من التحول البشري الكبير نحو التعميم والتبسيط وإلغاء الفوارق وترسيخ قواعد الديمقراطية؟.

وهل سيحتفظ بايديولوجيته، التي تصر على امتلاكها الحقيقة، ورفضها الرأي الآخر، وقمعه ونفيه، بعدما أثبت الواقع تهافت الإيديولوجيات وتداعيها؟.

وهل سيظل ماضوياً يطوف حول الأطلال ويتغنى بها بدلاً من أن يتابع مسيرته مرتكزاً عليها آنياً، يواجه حاضره الذي لم يخطط له بحيرة وعشوائية وحلول لم يسهم في إنتاجها؟. هل سيتمكن من اجتياز العقبة التي توقف طويلاً عندها، لينطلق إلى فضاء فكري واجتماعي أرحب، يؤهله له تراثه الغني، وقدراته الواعدة، ليسهم مع الآخرين بفعالية في بناء حضارة إنسانية نافعة، يكون له فيها حضور حميد و وقدم راسخة تؤكد خصوصيته وأصالته؟. هذا ما ستجيب عنه هذه الحوارية، لتكون لبنة في صرح بناء فكري عربي نهضوي واعد، بدأ ينشئ نسفه.