nba

 

متابعات

مشاهدات من واقع معرض لندن الدولي للكتاب

نقلت صحف لندنية حرة أنباء عرض مؤلفات سماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) في معرض لندن الدولي للكتاب، وذلك قبل يوم من افتتاح المعرض المذكور، من أبرزها (الشرق الأوسط) و(الحياة) و(الزمان).

كما ونشرت صحيفة (المؤتمر) الأسبوعية الصادرة في لندن تقريراً مفصلاً عن هذه المشاركة المميزة على المستوى الإسلامي والعربي في معرض دولي للكتاب وفي عاصمة أوربية مهمة، وجاء التقرير تحت عنوان: (مؤلفات المرجع الشيرازي بلغات عدة في معرض الكتاب الدولي بلندن).

وقد زار المئات من المهتمين الجن    اح المذكور لمطالعة مؤلفات سماحته باهتمام كبير، كما واطلع الزوّار وأغلبهم من الأجانب، علاوة على العرب والمسلمين، على نشرة تعريفية بسماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) اشتملت على قائمة تفصيلية بمؤلفات سماحته وباللغات المختلفة موزعة على مجموعة أقسام ضمت:

- الدورات العلمية والأكاديمية: ومن بينها موسوعة الفقه الاستدلالي (150 مجلداً)، وإيصال الطالب إلى المكاسب (16 مجلداً)، والوصول إلى كفاية الأصول (5 مجلدات)، وتفسير تقريب القرآن إلى الأذهان (10 مجلدات)، وما إلى ذلك..

- الكتب والكراسات بالعربية: وشملت المئات من العناوين في حقول القرآن والحديث والاجتماع والاقتصاد والسياسة والتاريخ وما إلى ذلك.

- المؤلفات المترجمة إلى الإنجليزية.

- المؤلفات المترجمة إلى الفارسية.

- المؤلفات المترجمة إلى الأردو.

- المؤلفات المترجمة إلى الألبانية.

- المؤلفات التي طبعت منها عدة طبعات، وهي تتراوح بين طبعتين وسبع وثلاثين طبعة، وهو رقم قياسي مشهود.

- المؤلفات التي يعود تاريخ طباعتها إلى عدة عقود من الزمن حيث كان سماحته قد ألّف بعضها قبل حوالي 40 عاماً مضت.

- المخطوطات من مؤلفات سماحته والتي لم تجد طريقها للنشر بعد، وهي تعد بالمئات وتمتد على مساحة عريضة من الموضوعات العلمية والفقهية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما إلى ذلك.

وقد أبدى عدد من الزوار المتخصصين من بينهم أمناء المكتبات العامة في جامعات أمريكية وأخرى في الشرق الأدنى والجمهوريات الإسلامية في روسيا، اهتماماً ملحوظاً بذلك وسجلوا رغبتهم في اقتناء البعض من تلك المؤلفات منها موسوعة الفقه الاستدلالي التي تربو على المائة والخمسين مجلداً.

كما وأبدى عدد من المتخصصين في حقول الاقتصاد والأدب والإسلاميات رغبتهم في ترجمة عدد من هذه المؤلفات كلٌّ في مجال اختصاصه.

وتحول الجناح إلى حلقات للمناقشات النشطة والشيقة حول الإسلام وقيمه الحضارية امتدت طوال أيام المعرض الثلاثة وشارك فيها العديد من أهل الاختصاص وغيرهم، خصوصاً من الأجانب غير المسلمين وكان البعض يبدأ حواره بقليل من الاهتمام بالتعرف على الإسلام عن قرب وينتهي بطلب أو شراء كتب الإمام (دام ظله) للاطلاع على شعائر الإسلام بشكل أكبر.

بينما أبدى البعض الآخر من الزوار المسلمين وغيرهم الرغبة في اقتناء مختلف العناوين من المؤلفات المذكورة بكميات تراوحت بين الآحاد والعشرات، بين البيع والتوزيع.

من جهة أخرى نشرت صحيفة الرأي العام الكويتية تقريراً حول المشاركة الفعالة لمؤلفات سماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) في معرض الكتاب الدولي بلندن بعنوان (مشاهدات زائر عربي): بقلم: عبد الكريم جراغ

وصلت إلى العاصمة البريطانية لندن في زيارتي الثانية خلال العام الحالي باحثاً عن متعة جديدة مغايرة للعرف. واقصد بالعرف زيارتنا نحن العرب الدائمة ودون كلل أو ملل لأسواق أكسفورد وساحات الهايدبارك والطرف الأغر ونهر التايمز وما إلى ذلك.

ولحسن حظي فقد مر بي سائق التاكسي الذي نقلني من المطار إلى الفندق من أمام أرض المعارض الشهيرة (أولمبيا) التي يقام عليها أسبوعياً وعلى مدار العام معرض جديد مغاير للآخر، من الأطعمة والأشربة الفرنسية إلى الرسوم والتحفيات ومن مهرجان التزحلق على الجليد إلى ما لم يكن بالبال.

في هذه الزيارة كان معرض الكتاب الدولي بلندن يقام على أرض (أولمبيا) ولمدة ثلاثة أيام (17 - 19 آذار) فلم أتردد في حضور حفل الافتتاح ومنذ الساعات الأولى، يجب أن أقر أنني لم أشهد معرضاً بهذه الضخامة وقد يناهز معرض القاهرة الدولي للكتاب. باختصار ما رأيته في لندن يصعب وصفه فقد كان عدد الأجنحة المشاركة يربو على 500 من المؤسسات والمعاهد الثقافية والتعليمية ودور النشر والتي لا تمثل بريطانيا فحسب بل 45 دولة أجنبية.

ولم تقتصر المعروضات على الكتب فحسب بل شملت آخر المبتكرات والوسائل التعليمية والثقافية من الأقراص الليزرية وبرامج الحاسوب وبرامج بالصوت والصورة ولعب توفر للأطفال المتعة وتنمي عندهم المعارف والقدرات التي يحتاجها الجيل الناشئ.

ما دفعني لكتابة هذه الأسطر ذلك الغياب الواضح للمؤسسات الثقافية الإسلامية والعربية إلا ما ندر، والتي لا تتناسب وحجم التراث العربي والإسلامي الذي يمكننا تقديمه للعالم، بصراحة يمكنني الجزم بأن التمثيل العربي والإسلامي لم يتعدّ 1% من الأجنحة المشاركة، فعدى الجناح الإيراني ودارين عربيين للنشر أحدهما لم يعرض سوى الكتب الأجنبية وبعض المؤسسات الإسلامية المهتمة بالقرآن الكريم والتي يديرها مسلمون بريطانيون، والتي لم تتعد أصابع اليد الواحدة.

تساءلت مع نفسي عن غياب الدول العربية والإسلامية قبل غيرها من المؤسسات والمعاهد الكبرى كالأزهر الشريف والقيروان والنجف الأشرف، وهو غياب غير مبرر برأيي، فالحضور في معرض الكتاب بلندن ليس ضرورياً للجاليتين العربية والإسلامية العريضتين في العاصمة البريطانية فحسب بل يجب أن يكون ضرورياً أيضاً للعالم ولألوف المشاركين في المعرض حيث تعرض الشعوب تراثها وعقائدها وإنتاجها الفكري والحضاري فأين نحن من ذلك كله؟

ومما لاحظته بوضوح الجمهور المسلم والذي يمكنك الجزم به من خلال حجاب النساء إن لم يكن بالإمكان الجزم به من خلال لحى الرجال، ورغم صعوبة الفصل بين القوميات إلا أن العرب من بينهم كانوا قلّة قياساً بغيرهم، ولعل مردّ ذلك إهمال المؤسسات العربية في بريطانيا لمثل هذه المهرجانات الثقافية.

ولكن مما أثلج صدري ولم يترك مجالاً للأسف هو حضوري لأحد الأجنحة البريطانية التي كانت قد قررت المشاركة في المعرض وعرضت مؤلفات رجل واحد لا غير وقد اختارت عنواناً ليناسبها (الإمام الشيرازي.. نادرة التآليف) ولم يكن المؤلف الفذ موضع استغراب لي بقدر ما كان موضع فخر واعتزاز فقد كان زوار الجناح من المسلمين وغير المسلمين العرب منهم والعجم يتعقبون ذلك العدد الهائل من مؤلفات الرجل والتي تربوا على 1200 إنتاج توزعت على مساحة هائلة ومتنوعة من المعرفة والعلم وذلك بإعجاب واستغراب واضحين، وكانت موسوعة الشيرازي الفقهية تتصدر الجناح وتقع وحدها في أكثر من 150 مجلداً.

يقول القائمون على الجناح أنها تمثل أكبر موسوعة فقهية في العالم الإسلامي خاصة وأن المؤلف الفذ مستمر في إضافة الموضوعات والأجزاء الجديدة إلى الموسوعة، لم لا وعدد صفحاتها الآن تربوا على 7000 ضربت في شؤون الفكر والسياسة والاجتماع والاقتصاد والفقه والتشريع والعبادات والقانون وحقوق الإنسان والإدارة، والقائمة طويلة، وكانت مطبوعة بالمناسبة وتوزع في الجناح وبلغات عدة.

ولن أكون مبالغاً إن قلت أنني صرفت نصف وقتي في ذلك الجناح أتصفح الكتب التي تبدو وكأن لا نهاية لها والتي تناولت موضوعات الحياة المعاصرة وبأساليب مشرقة ومناسبة مع كافة الأذواق والمستويات، فهناك ما يخاطب الشباب وما يحاكي الباحثين والأكاديميين.

ورغم أن الغالبية الساحقة من المؤلفات كانت بالعربية وبعضها يعود تاريخ إنتاجها إلى أكثر من 40 عاماً مضت إلا أن العديد من مؤلفات الإمام الشيرازي كانت مترجمة ومعروضة وبعدة لغات من بينها الإنجليزية والفارسية والأردو والألبانية والتركية، ما أشعرني بالفخر والاعتزاز بعروبتي وإسلاميتي.

ومما دفعني للكتابة أيضاً رغبتي في إيصال صوتي إلى المؤسسات العربية منها والإسلامية، الحكومية منها والأهلية، حول أهمية التصدي لهذه المهمة النبيلة والمسؤولية الثقيلة. فإن كان مؤلف واحد من علماء المسلمين بإمكانه أن يعطي هذه الصورة المشرقة ويعرّف بحضارة الإسلام للشعوب والأمم المشاركة في مثل هذه التظاهرات الثقافية، فكم سيكون أداؤنا أفضل فيما لو تضاعفت مثل هذه المشاركات الفاعلة؟

عاشوراء في العاصمة البريطانية - لندن

شهدت العاصمة البريطانية لندن مشاركات عديدة وفعّالة لإحياء مجالس عاشوراء وعزاء الإمام الحسين:

وقد ارتقى عدد من الخطباء الحسينيين منابر لندن الرئيسية وذلك بالترتيب التالي:

السيد جاسم الطويرجاوي في المجلس الحسيني (البلاغية)، والسيد عامر الحلو في مؤسسة الإمام الخوئي، والسيد حيدر الحائري في دار الحكمة، والسيد غياث طعمة في المجمع الإسلامي العالمي، والسيد علي الميالي في دار الإسلام، والشيخ مهدي الكعبي في مركز أهل البيت (عليهم السلام)، والشيخ حسن الخزاعي في المعهد الإسلامي.

وقد أحيا الرادود الحسيني السيد حسن الكربلائي الليالي ذاتها بقصائد ومراثي حسينية من نظم شعراء أهل البيت (عليهم السلام) أمثال الحاج جابر الكاظمي والحاج هيثم سعود الكربلائي وغيرهما. حيث استمرت مواكب المعزين في إحياء شعيرة (اللطمية) بشكل قلَّ نظيره في تاريخ الحسينية والعاصمة البريطانية.

وكانت (التشابيه) التي تركّز على وقائع وشخصيات من ثورة الطف الخالدة تتخلل مواكب العزاء لتسهم في تجديد الأحزان على مصاب سيد الشهداء (ع)، كما وشارك في إلقاء القصائد الحسينية عدد من الرواديد المقيمين بلندن أو الواردين عليها لإحياء عاشوراء وكان من بينهم الملا صالح الكربلائي والملا حيدر الكرخي والملا مصطفى النائب والملا أبو بشير النجفي.

وقد زارت حسينية الرسول الأعظم (ص) بلندن والتي كانت تمتلئ بالحضور ومنذ الليلة الأولى من محرم الحرام 1422 هـ، وفود من الحسينيات والمواكب الأخرى وموكب الأكراد الفيلية وموكب الإمام المهدي(عج).

هذا بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العلمية والعلمائية وعدد من الأكاديميين والحركيين ومن أبرزهم آية الله السيد محمد بحر العلوم وآية الله السيد محمد باقر الناصري وآية الله السيد حسين الصدر والعلامة الشيخ محمد الهويدي وأصحاب الفضيلة السيد أبو أحمد الموسوي والشيخ محمد علي الحسيني والشيخ محمد التاجر والشيخ طالب الحربي والأساتذة الحاج حسين الركابي، توفيق السيف، رضا جواد تقي، الدكتور رؤوف الأنصاري، الدكتور علاء الحسيني، الدكتور إبراهيم الجعفري.

وفي النصف الثاني من محرم الحرام هذا العام أقام قسم الأنشطة باللغة الأردو بحسينية الرسول الأعظم (ص) الكربلائية بلندن مجلس العزاء لعشرة ليالٍ انتهت بإحياء ذكرى وفاة الإمام زين العابدين (ع) حيث كان يرتقي المنبر الخطيب الحسيني الشهير السيد نسيم الرضوي. وقد كانت هذه خطوة نوعية ومبادرة متميزة على مستوى العاصمة البريطانية لندن حيث تندر المجالس الحسينية بالأردو في النصف الثاني من محّرم لقلة الروّاد، إلا أن الحضور في حسينية الرسول الأعظم (ص) كان كثيفاً وكانت صالات الرجال والنساء تمتلئ بنحو لم يكن متوقعاً.

وجدير بالذكر أن خطباء المنبر الحسيني بحسينية الرسول الأعظم(ص) والذين يتناوبون على ارتقاء المنبر خلال البرنامج الأسبوعي المستمر طوال العام، قد توجهوا للتبليغ وإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) في مناطق أخرى، فقد ارتقى المنبر في مدينة سوانزي بمقاطعة ويلز البريطانية سماحة الخطيب الحسيني السيد أحمد النواب، وفي استراليا ارتقى المنبر سماحة الخطيب الحسيني الشيخ كاظم الحائري، وفي جنيف بسويسرا ارتقى المنبر سماحة الخطيب الشيخ فاضل الخطيب.

تحت شعار (عاشوراء الحسين (ع) منهج في التغيير والإصلاح)

عقدت دار التبليغ الإسلامي في السيدة زينب (ع) ندوتها الثالثة عصر يوم السبت 20/محرم/1422هـ والموافق 14/4/2001م في قاعة بناء الإمام الصادق (ع) وبحضور جمع غفير من علماء وأساتذة الحوزة العلمية في السيدة زينب (ع)، وحضور جمع من الخطباء والمبلغين الرساليين وممثلي المكاتب والحوزات العلمية وممثلي الصحف والمجلات الإسلامية المختلفة حيث تمت مناقشة المحاور التالية:

1- توظيف رسالة عاشوراء وجعلها منهاجاً في الحياة لتغيير الأمة وحركتها نحو الأصلح.

2- البحث في الوسائل الإعلامية والأساليب العلمية المؤثرة في تغيير المجتمع للسير على خطى أهل البيت (ع).

3- توحيد الخطاب التبليغي خلال موسم محرم لتحقيق الوعي الديني الموحد.

شارك في هذه الندوة السادة الأفاضل كل من سماحة العلامة الحجة السيد هادي المدرسي وسماحة حجة الإسلام الشيخ محمد علي المحفوظ وسماحة الشيخ أبو محمد البغدادي وكان مسك الختام مجلس حسيني حيث ارتقى المنبر فضيلة الخطيب الحسيني الشيخ عبد المنعم المشكور.

وكانت الجلسة بإدارة سماحة السيد الفائزي وفضيلة الشيخ علي الخطيب على التناوب..

ثم ابتدأت الندوة بآيات معطرة من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الشيخ أبو عمار الحلي ثم كلمة سماحة الشيخ أبي محمد البغدادي حول المحور الثالث (توحيد الخطاب التبليغي خلال موسم محرم لتحقيق الوعي الديني الموحد( تناول فيها دعوة المتصدين لنشر فكر أهل البيت (ع) عبر تحويل الحالة الشيعية الإثني عشرية والمتمثلة بالشخصيات العلمائية من المراجع والفقهاء وغيرها إلى تقنين أوضاعها بصورة واضحة المعالم وبجرأة حازمة، وذلك بهدف توسيع دائرة العطاء ودائرة المتابعة والتخطيط والخروج من الحالات الفردية في عملية التحكم على المؤسسات الظاهرية والوصول إلى العقلية الجمعية في الإدارة والقرار والتنظيم والتخطيط.

وبعد ذلك ألقى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد علي المحفوظ كلمته حول المحور الثاني وهو (البحث في الوسائل الإعلامية والأساليب العلمية المؤثرة في تغيير المجتمع للسير على خطى أهل البيت(ع)).

ومن ضمن ما قال: أن البعد العالمي والتعامل مع هذه القضية كقضية إنسانية عالمية بشرية تحت مختلف العناوين، يمكن إدخال الملايين من الناس إلى الدين عبر بوابة الحسين (ع).

نحن نستطيع أن نستثمر هذا المنبر، وكل المحطات الرئيسية في حياتنا ولكن لم نطور هذا المنبر فجاءتنا الفضائيات فسرقتنا وذلك في وقت من الأوقات كان التحدي أن نبعد الناس من الفضائيات حتى يلتفوا حول المنبر، ولكن كان من الممكن أن يتحول المنبر إلى محطة فضائية أن ينتقل هذا المنبر إلى مناطق أخرى، أن لا يبقى في طائفتنا الخاصة وفي مجالنا الخاص.

اليوم نجد خلال عشرة أيام محرم مئات المحطات تتحدث عن قضايا غير ذات قيمة ولا تتحدث عن قضية نعتبرها نحن من القضايا الأولى، ولم نتمكن أن نتوصل فعلاً إلى جعلها عالمية مع أن هناك جماعات أقل منا وقضاياهم أقل بكثير من قضيتنا بل لا تصل إليها لكن أولئك بواسطة الهمم نهضوا فوصلوا إلى ما وصلوا وهي جماعات أقل شأناً منا.

على العموم لابد من الاستفادة من جميع وسائل الإعلام هذا اليوم لنقل رسالة الإمام الحسين إلى العالم أجمع. نؤكد الاعتماد على الوسائل الحديثة لإيصال الأفكار والرؤى إلى مختلف بقاع العالم خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الحسينية أو قصة الثورة والاستفادة من البث المباشر ووسيلة الانترنيت الحديثة وسائر الوسائل اليومية لطرح ثورة الإمام الحسين (ع) عالمياً وكذلك المنبر الحسيني، وهي أول وسيلة إعلامية في ذلك. وهكذا الصحف والنشرات والبيانات المؤقتة لطرح فكرة الثورة الحسينية وأهدافها والاهتمام بطرح الأفلام النظيفة الهادفة إلى تركيز فكر الثورة ومضمونه والاستفادة من الوسائل الإعلامية العادية كالملصقات والبوسترات واليافطات الصغيرة التي تعبر عن شعارات الثورة. مضافاً إلى الكاسيت السمعي والمرئي لنشر أهداف الإمام الحسين (ع) والانطلاق إلى المراكز العامة والمؤسسات الثقافية والمساجد والشوارع لطرح مسألة عاشوراء.

وألقى سماحة العلامة الحجة السيد هادي المدرسي في الندوة محاضرة جاء فيها:

إن الإمام الحسين(ع) كان منظومة قيم، الإمام الحسين هو نتاج كل الرسالات، ومن ثَم كان وارث آدم، وارث هابيل، وارث نوح، وارث إبراهيم، وارث موسى، وارث عيسى، ووارث محمد (ص).

لكن الحسين قضيتان:

قضية سيرة المقتل، قضية منهج العمل، قضية مأساة فظيعة، وقضية إحياء الشريعة، قضية جسد مقطع، وقضية حق مضيع، قضية وقائع يومية، وقضية حقائق كونية.

الحسين (ع) هو العدل؛ يقول (ع): (اتخذوا مال الله دولاً، وعباد الله خولاً). الحسين إذاً في مواجهة الظلم حرية.. (ولا أفر فرار العبيد)، الحسين عزّة في مواجهة الذلّة (ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك)، في الحقائق التي خلقها الله في عالم الغيب يأبى لمؤمن أن يذلّ نفسه (إن الله أوكل إلى عبده المؤمن كل شيء، ولم يوكل إليه أن يذل نفسه)، الحسين إيمان في مواجهة النفاق (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون.. )، الحسين (ع) - إذن - قيم تنتهي إلى الجنة في مواجهة باطل ينتهي إلى النار، الحسين - إذن - عدل، الحسين حرية، الحسين إيمان، الحسين جنة.. كل هذا تجسد في شخصية من لحم ودم، وعدوه يمثل العكس تماماً.

الحسين قضية كونية مستمرة، ولذلك الإطار الصحيح الذي يجب علينا أن نضع القضية الحسينية فيه هو:

قضية الخير والشر، والحق والباطل، والصلاح والفساد، الإيمان والنفاق.. وهذا أمر امتحن الله به كل العباد، ونحن منهم؛ يعني الحسين رسالة لنا.. نحن عادةً، نريد إصلاح العالم الذي لا نملكه، وننسى أنفسنا التي نملكها.

يكون الفرد من المضحين في سبيل القيم فيصبح هو قيمة لذلك، اسم الحسين مقدس، ولاسم الحسين حرارة في القلوب، كما أنه الاسم المعادل لاسم الإيمان، لاسم الإخلاص، لاسم التقوى، لاسم الجنة..

فالمطلوب منا جميعاً أن نعمل لغد؛ والحسين ليس مشروع الماضي للماضي، الحسين ليس للذكرى، الحسين مشروع، الحسين منهج، الحسين طريقة حياة، ومن ثم الحسين تقوى، الحسين جنة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).

الانترنيت بين المعلم والطالب

( جامعة أهل البيت(ع) استمارة انتساب وعنوان )

في سياق الشعور بأهمية وجود جامعة إسلامية تعنى بعلوم أهل البيت (ع) على شبكة الانترنيت، أثمرت جهود نخبة من الجامعيين من العراق والكويت، بتأسيس جامعة أطلق عليها اسم (جامعة أهل البيت العالمية) واتخذت من الكويت مقراً لإدارتها.

لتسليط الضوء على نشاط هذه الجامعة، وطريقة عملها، أجرت (مجلة النور) في عددها 119 هذا اللقاء مع عميدها الدكتور محسن الموسوي حيث التقيناه في بيروت على هامش معرض الاتصالات الدولية، الذي أقيم في (بيروت هول) من 1/3/2001م حتى 4/3/2001م:

* ما هي التخصصات التي يمكن دراستها، وكيف يستطيع الطالب الانتساب إلى هذه الجامعة؟.

التخصصات هي: الشريعة الإسلامية، العلوم الإدارية، العلوم السياسية، العلوم الاقتصادية، العلوم القانونية، علوم التربية.

يستطيع الطالب الذي يمتلك جهاز كومبيوتر أن يدخل على موقع الجامعة وهو (ahlulbaitonline.com) وأن يملأ استمارة الانتساب ثم يذكر في الاستمارة عنوانه في الانترنيت ليتم الاتصال به.

* ما هي شروط القبول في الجامعة؟.

أن يكون حائزاً على الثانوية العامة وأن يجتاز امتحان قبول يجري عبر الانترنيت يُعلن عنه بعد تعيين الدروس المطلوبة كمقدمة لدخول الجامعة.

* هل هناك رسوم يدفعها الطالب؟.

هناك رسوم رمزية، الهدف منها إشعار الطالب بالالتزام، وجعله مرتبطاً بالجامعة.

* بيّنوا لنا كيفية تلقّي الدروس في الجامعة؟.

قسمنا اليوم إلى أربع فترات زمنية، يختار الطالب الفترة المناسبة له، فتعطى له الدروس في تلك الفترة، فعليه أن يلتزم بالمواد كما وإن دخوله للدرس وخروجه منه يُسجل في سجلّ الحضور والغياب، فإذا غاب الطالب عن عدد من الدروس يحرم من الامتحان.

* كيف تجري الامتحانات في الجامعة؟.

تعتمد جامعات الانترنيت نظام الامتحان (الاختبار) المفتوح، وهو أن تُقدم للطالب مجموعة من الأسئلة ويطلب منه الإجابة عليها في وقت محدد، ولما لم تتعود جامعاتنا في الشرق على هذا الطراز من الامتحانات فنحن نضطر لإجراء الامتحانات (الاختبارات) تحت إشراف مندوبين نبعثهم إلى أماكن وجود الطلبة.

* هل ستعترف الجامعات والدول في البلاد العربية بهذا النوع من الجامعات؟.

لابد أن نذكر حقيقة هنا؛ إن الاتجاه الذي يحكم تطور الجامعات في العالم اليوم هو الاتجاه نحو الدراسة عن بُعد، فنحن اليوم نعيش عالماً متصلاً تحول بوجود وسائل الاتصال المختلفة إلى قرية صغيرة، فلابد أن نقرّ بهذا الأمر الذي بات حتمية، فحكوماتنا وجامعاتنا لابد لها أن تستخدم هذه الوسيلة المتطورة كأداة للتعليم، فإن هي غفلت عنها اليوم فسوف تتقبلها في يوم ما.

مشكلتنا الرئيسية اليوم أن ثقافة الانترنيت لا زالت غير مترسخة في مجتمعاتنا الشرقية بينما هي في الغرب أصبحت متأصلة وسائدة بصورة كبيرة ومع ترسخ هذه الثقافة تزداد قناعة المسؤولين عن التعليم في العالمين العربي والإسلامي بأهمية وضرورة جامعة الانترنيت لقد قمنا بمخاطبة جهات عدة مسؤولة في الأمر ونرجو منها التجاوب معنا.

* تعلمون أن الجامعة العادية توفّر عملية الاتصال بين الأستاذ والطالب وهي مسألة تربوية ذات أهمية كبيرة، فكيف تستطيع جامعة الانترنيت أن تملأ هذا الفراغ؟.

المحاضرات التي يُلقيها الأستاذ إما أن تكون بالصوت فقط أو بالصوت والصورة معاً. وهناك ساعات يلتقي الأستاذ طلبته بصورة مباشرة يجيب عن أسئلتهم واستفهاماتهم فينشدّوا لأجوبة أستاذهم.

* وماذا يفعل من لا يمتلك جهاز الكومبيوتر أو الانترنيت؟.

يستطيع أن يشترك مع أحد الطلبة الذين يملكون هذا الجهاز أو الارتباط بمندوب الجامعة الذي يقوم بتوفير المحاضرات وتهيئة التواصل الدائم مع الجامعة.