نهج الصادقين

بمناسبة أربعين الإمام الحسين (ع)

دمـــــاً طــهـــــوراً أشــــــــاعَ الفــــــوحَ والأرَجا
والــوجــــــدُ يــــــزرع فـــــي أجفاني الحَرَجا(1)
وأطهــريـــنَ عطـــاشـــى قـــد قضَــوا سجُجا(2)
فلـــــم يـــــــرومــــــوا إلــــــــى إدراكهـــا حُجَجا
دنــــــا جـــــــناهـــــا فلــــــم تــعجــــــزهـمُ فُرَجا
نُســـــْغَ الحــــــياة يـــديــــــل الرَّيْنَ والرَّهَجا(3)
حــــــَطَّ العبــــيد بهــــــا تـــــِرحالــــهم زُججا(4)
حكـــــــام بغـــــــيٍ أرادوا أهلـــــــــه هَـمَجـــــــا
وألبســـــوهـــــم حـــــــرابــــاً فـاغتـــدوا سُرُجا
نهـــــــج الحـــــــياة فســــامــــــوه الــردى نُهُجا
أم إنَّ ديــــناً لهـــــم فـــــي قلــــــبهم خَمِجـــا(5)
بــــــبرقِ وعــــــدٍ أهـــــاجَ القلــــــب فاختلـــجا
وأجَّجــــــوا فــــــي فـــــِناه الهَــــــرْجَ والمـرَجا
معفّـــــَراتٍ ولــــــم يستشــــــعروا حـــــــــــَرَجا
وقــــــد أقــــــام لهـــــم نحــــــو اللَّظـــــى دَرَجا
فأمـــَّروا دون أهــــــل البيـــــــت منــــتَفِجــا(6)
مـــــــاجَ الــــــنفاقُ وبـــــــاتَ الأمــــــرُ مختلِجا
مــــــن البـــــوائــــق مـــا شقـــــّوا لـه خُلُجا(7)
كمـــــا أراد أبــــــو جهـــــل لهـــــا سَــــــــــمَجا
وذا يــــــزيدُ يحــــــوزُ الـــــــيوم مــا احتلِجا(8)
نمــــا وشـــــبَّ بحضـــــنِ الشـــــــرِّ مـــــندرجا
فهــــــــو الزنـــــيم علـــى ريــــــح الخَفــا دَرَجا
قريـــــنَ ســــــوءٍ يســــــاقيه الهـــــوى غَـــنَجا
وكــــــم بخبــــــثٍ علــــــى مـــــــنوالهــم نَسَجا
وصـــــوَّبَ الــــــــرمـــــحَ يفـــري للهدى مُهَجا
وأرســـــلَ الشّــــــــِمْرَ حـــــــَزَّ الــرأس مبتهِجا
فــــــي كــــــــربــــــلاء فـــــــتربـو نارُها وَهَجا
وقـــــد غـــــــدا القلـــــــب بــــالآهــــات معَتلِجا

أكـــبرتُ جــــــرحاً بـــــترب الطــَّفِّ قــد مَـــزَجا
ورحـــتُ أنـــــثُرُ حــــَبَّ المــــزنِ مـــــن مقــــلٍ
لأكرميــــــنَ تســـاقوا فــــــــــــي معــــــــارجهم
هانــــــَتْ لديــــنهم الدنــــــيا بمــــــــا زَخــــَرَتْ
ولــــــم يــــــبالوا بمـــــــا تـــــبديه مـــــن مُتـَعٍ
لله عاشــــــوا وفــــــي رضــــــوانـــــــه بذلـــوا
فلــــــــم يكونـــــــوا لـــــــــيرتاحــــوا إلى سِكَكٍ
ومـــا اســــــتكـــانوا إلـــــــى نهــــــجٍ توسَّمـــَه
فبيّـــــــَتوهـــم عـــــــرايا مـــــــــــن دمــــــائهمُ
هـــــذا انــــــتقامهـــــمُ ممــــــــن أراد لــهــــــم
يـــا للجـــــــناة أعـــــــن عمــــــــدٍ نَضـَوا خُلُقـاً
أرِعـــــــدةً مــــــن وعـــــــيد البـغـــــي أم طمعاً
فبـــالحســـــين إمـــــــــام الحــــــــق قـد غدروا
وللســـبايـــا علـــــــى الأقـــــــتاب قـد حملـــــوا
ســـــاروا علـــــى دربـــــه يخطـــون في عَجَــلٍ
رامــــوا اغتــــــيالاً لديـــــــن الله فائــــتمــــروا
ألقــــــوا إلــــــــيه مقـــالـــــيد الأمـــــــــور وقد
ســــــامــــوا بخســـــــفٍ عبــــادَ اللهِ واجترحوا
تعــــاوروهــــا فـعـــــــــادت فــــي جهالـــــــتها
هــــــذا معــــــاوٍ يســـود الشــامَ محتلــــــــــــباً
حاكـــــى جــــدوداً فمــــن إبلــــيس طينـــــــــَتُه
رَبـــَتْ غــصونُ سجايــــاه على زَغــــــــــــــــَلٍ
خـــــاضَ الــــبحارَ إلــــى اللــــَّذّاتِ مرتفقــــــــاً
كـــم راح يبنــــي علـــــــى مــــــا الأوَّلـون بَنَوا
فســـدَّد السّــــَهَم نحــــو الطهـــــر يرشـــــــــُقُه
وأســــرجَ الخــــــيلَ جالـــــت فـــــوق جثــــــته
فــــيالفــــاطم تخــــبو نــــار ضــــيغمهـــــــــــــا
ويـــــالزينــــبَ تـــــرنــــــو صــــوب مَبــــْسِمـِه

إبراهيم محمد جواد

الهـــوامـــش:

8 ـ احتُلِجَ: حيز وأُخِذَ، من حلج القطن.