اعلى

السلام عليكم

سالة الإعلام

أصبح الإعلام اليوم هو القوة المحركة الكبيرة في حركة المجتمع وحيويته, فهو المعبّر عن الطاقة الكامنة التي تنبع من أعماق كيان الأمة, إذ يمكن لهذا الإعلام أن يبلور الأفكار المتجددة والأحداث المتتالية في حركة إصلاحية ايجابية مبدعة, ويمكن لهذه الأداة أن تتحول الى قمع استلابي وتدمير بنيوي, عندما تختنق بتسلط الاستبداد والخنوع للسلطة.

واليوم أصبح الإعلام في بلادنا مجرد قوة قد نُزعت أنيابها فتدثرت بعباءة السلطة لتتخذ دوراً سلبياً في عرقلة حركة الإبداع والبناء في المجتمع.

لا يمكن أن نتطلع لإعلام يمارس حركة النقد وينهض بمهمة الإصلاح والمراقبة, ما لم يتشكل هذا الهيكل في أساسه بصورة سليمة ومتينة ومتماسكة؛ فجوهر الإعلام هو القدرة على التعبير بحرية حقيقية وإبداء الرأي دون خوف أو مماراة أو تملق, ومع افتقار حرية التعبير يصبح الاعلام شكلياً يتخذ النفاق لباساً والترفيه التافه مظهرا.. الإعلام الحقيقي يحتاج الى روح تخترق الخوف فتنزع دثار الرهبة والخضوع, فالإعلام الشجاع هو القادر على بث حركة التغيير والإبداع.

الإعلام الحر هو الذي يمارس الموضوعية بدقة ويبتعد عن الاستمتاع بعملية الإلغاء والإبعاد والتحيز, فمع التمحور والاحتكار وقمع الرأي الآخر نخلق إعلاماً استبدادياً يهوى الإرهاب والعنف.

تبقى تراودنا أحلامنا, ففي ذات يوم يمكن أن تنعم الأمة بإعلام هادف يستلهم مبادئه من الحرية والتعددية ويساهم بجدية في نهضتها وبنائها.

نحاول لكي نتعلم الاعلام الحقيقي ونحبو في طريق هادف لبناء عقل انساني ووعي متميز وندعو الله أن يوفق اصحاب القلم وحملة الفكر المؤمنين في اداء رسالتهم الاعلامية باخلاص وتفان وتجرد وايثار.

(ن، والقلم وما يسطرون)

أســـرة التحـــريــر