اعلى

المسلمون في العالم

المسلمون في الصين: جذور حضارية مشتركة

في كل يوم جمعة يجتمع أهالي قرية سانغبو في المساجد الأحد عشر بالقرية مثل أسلافهم الذين وصلوا إلى هنا قبل 600 عام. تقع هذه القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 5 آلاف نسمة بشمال غربي مقاطعة خنان ( وسط الصين ) حيث تأسست عاصمة أسرة شانغ ( القرن 16 إلى القرن 11 ق.م ) وهي أول أسرة ملكية في تاريخ الصين.

وعثر الأثريون على نقوش على العظام ودروع السلاحف لهذه الأسرة في المقاطعة أيضاً، لذلك اعتبرت (مهد الحضارة الصينية).

وتحيط القرية قرى ومدن لقومية هان. وقال الإمام ( ليو تشي هنغ ) لأكبر مسجد هناك أن القرية تتميز بالخصائص الإسلامية ويمكن ملاحظة اختلاط الثقافتين الإسلامية والصينية أيضاً، صممت قاعة صلاة المسجد على شكل البلاط الملكي الصيني وعلى سطحه هلال يرمز إلى الإسلام. وحسب التقاليد الصينية يلصق سكان القرية دوبيتات باللغة العربية على جانبي الأبواب. ويتم التزاوج بين المسلمين والفتيات الهانيات اللواتي يعتنقن الإسلام ولكن الزواج بين فتيات القرية والشباب من قومية هان مازال ممنوعاً.

وأشار الإمام ( ليو) إلى أن الدين الإسلامي دين يحب التعايش السلمي مع الأديان المختلفة مثل البوذية والطاوية والمذهب الكنفوشي التي تعتنقها قومية هان.

وعدد المسلمين الصينيين 20 مليوناً. ومعظمهم يستوطن في شمال غرب الصين. وفي مقاطعة خنان يوجد 700 ألف مسلم فقط.

وكان أسلاف المسلمين الصينيين تجاراً في عهد أسرة تانغ ( 618 إلى 907 ) قدموا من بلاد العرب وفارس بالإضافة إلى مهاجرين عرب وجند في أيام أسرة يوان ( 1271 إلى 1386 ). وشهد تاريخ الصين اشتباكات بين قوميتي هان وهوى نتيجة لسياسة التمييز العنصري التي انتهجتها السلطات الإقطاعية الصينية ضد قومية هوى. ولكن ذلك قد مضى وولى إلى غير رجعة.

ومع أن عيد الربيع التقليدي الصيني ليس عيداً خاصاً لقومية هوى المسلمة إلا أن أهالي القرية يقدمون هدايا إلى أهالي هان بالقرى المجاورة في أيام هذا العيد.

ويظهر عمدة القرية اهتماماً بالغاً بتعليم مبادئ الإسلام لأطفال القرية المغرمين أيضاً بالإنترنت. وقال إن "الدين الإسلامي هو الملجأ الروحي الوحيد لنا".

وأشارت عالمة الاجتماع شوى جينغ جون التي قامت بتحقيقات في القرية إلى أن قرية سانغباو تحافظ على الخصائص الإسلامية في الوقت الذي امتزجت فيه بالحضارة الصينية.

طابعان أمريكيان جديدان لتمجيد عيدي الفطر والأضحى

قالت مصادر في واشنطن أن طابعين أميركيين يخلدان عيدي المسلمين، الفطر والأضحى، سيصدران في الخريف المقبل. وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية نقلاً عن مسؤولين في الخدمات البريدية الأميركية قوله بأن الطابعين اللذين يصدران لأول مرة يحملان عبارة "عيد مبارك" بالعربية تمجد عيدي الفطر والأضحى.

وذكر التقرير بأنه سيجري توفير 75 مليون طابع بريدي لتصبح في متناول الجمهور بحلول يوم عطلة عيد العمال في شهر مايو (أيار) المقبل.

وأكد مسؤولون في خدمات البريد الأميركية أن اختيار تسليط الضوء على هاتين المناسبتين لدى المسلمين جاء بعد تلقي أكثر من ستة آلاف رسالة من المسلمين في الولايات المتحدة ومعظمها من الأطفال الذين حثّوا الحكومة الأميركية على إدراج تراثهم الإسلامي ضمن طوابعها البريدية.

وقالت أمينة إسماعيل من اتحاد المرأة المسلمة في ولاية كنتاكي، وهو أولى المجموعات الإسلامية التي بدأت حملة الرسائل الموجهة إلى خدمات البريد الأميركية.. "أطفالنا يشعرون بأن الأميركيين لا يتقبلونهم".

وتابعت تقول: "أما الآن ومع وجود هذه الطوابع فسيشعر أطفالنا بأنهم أميركيون حقيقيون".

وكان السناتور الأميركي الجمهوري توماس ديفيز من ولاية فرجينيا قد تقدم بمشروع قرار يدعو خدمات البريد الأميركية إلى إصدار طابع بريدي يعترف بعيدي الفطر والأضحى وهما عطلتان رسميتان للمسلمين. وكان ديفيز قد برر تقديمه لهذا المشروع بأن الجالية الإسلامية تعد واحدة من أسرع الجاليات نموا "وتعد جزءاً حيوياً من مجتمعنا وهم أصدقاؤنا وجيراننا وأميركيون مثلنا".

وأضاف السناتور ديفيز يقول: إن المسلمين يتمتعون بقيم عائلية قوية ويعملون على تجديدها مع أقاربهم وأصدقائهم خلال شهر رمضان، كما أن شعورهم بالنظام والطاعة والانتماء الاجتماعي خلال شهر رمضان يُعد ملهماً لنا جميعاً.

ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة حوالي سبعة ملايين نسمة طبقاً لإحصاءات مجلس المسلمين الأميركيين منهم ما يقرب من 300 ألف شخص في منطقة مدينة واشنطن.

يذكر أن الطابعين قام بتصميمهما محمد زكريا من منطقة ايلرلنجتون بولاية فرجينيا.

الحجـــاب رغم أنــف المحـــافظ

مرّ نحو ثلاثة عشر عاماً على بروز مشكلة الحجاب منذ كان رئيس الحكومة الفرنسية الحالية ليونيل جوسبان وزيراً للتعليم، ولم تنته فصول المشكلة التي تحولت فيما يبدو إلى أزمة. احدث وقائع حالة التجاذب بين المسلمين والرافضين للحجاب في المدارس والحياة العامة، شهدت أحداثها مدينة فلير الواقعة في مقاطعة أورن شمال غرب البلاد. فقد قضت المحكمة الإدارية بمدينة كاين بإلغاء قرار محافظ المقاطعة الذي قرر رفض منح هوية ثبوتية فرنسية مؤقتة إلى شابتين من أصل تركي، ويعود أصل المشكلة إلى طلب تقدم به جورسيل كيرفانس والد كل من آسمانور (14 عاماً) ورحمانور (11 عاماً) إلى قسم الأجانب في المحافظة للحصول على الهوية المذكورة، استنادا إلى قانون يحمل اسم وزير الداخلية السابق جان بيير شفنمان صدر في 16 مارس عام 1998. ويمنح القانون للشبان الأجانب الذين يعيشون في فرنسا هوية مؤقتة إلى أن يقرروا لاحقا التمتع بالجنسية الفرنسية أو الإبقاء على جنسية الوالدين.

وظل الطلب محل أخذ ورد في ردهات المحافظة إلى أن حسم المحافظ الأمر بعد مضي شهرين وأصدر قراره برفض منح الهوية الفرنسية المؤقتة للمذكورتين، وأرجع المحافظ قراره إلى سبب فني يتعلق بنظام وطريقة التصوير الفوتوغرافي، حيث ينص هذا النظام على ضرورة أن يظهر من صاحب الصورة (منبت الشعر وشحمة الأذن ومنشأ الرقبة).وفي أعقاب إعلان الرفض تقدمت عائلة الفتاتين بدعوى إلى المحكمة الإدارية في مدينة كاين. وقد قضت المحكمة بما يلي (إن تسليم الهوية المؤقتة لا يعترضه أي نص ولا يوجد تشريع يفرض على صاحب الطلب التقدم بصورة برأس عارية). إن الصور موضوع الشكوى تسمح - ورغم أنها لا تظهر الفتاتين المعنيتين بالرأس العارية -بتحديد ملامحهما - وألغت المحكمة قرار المحافظ وألزمته بتسليم الهويتين محل النزاع، مع أمر بتغريمه ثلاثمائة فرنك عن كل يوم تأخير.

ويعد هذا التطور جزءاً من معركة تخوضها الأسرة للحفاظ على حجاب الابنتين الشابتين. ففي سبتمبر عام 1998 رفضت المدارس في مدينة فلير تسجيل آسمانور ضمن قائمة التلاميذ بسبب ارتدائها الحجاب. ولجأ الأب آنذاك إلى المحكمة الإدارية أيضاً، لكي يحصل على حق التسجيل الدراسي لابنته. وقد استبق وزير التعليم في منتصف ديسمبر من نفس العام قرار المحكمة، وأمر بتسجيل آسمانور في القائمة المدرسية والالتحاق بالصف مثل بقية أقرانها.

وحدث في يناير من عام 1999 أن ارتدت تلميذة ثانية الحجاب مقتفية بذلك أثر آسمانور. ولم ترق بوادر انتشار الحجاب لإدارة المدرسة على ما يبدو، فأصدرت قراراً بحرمانهما من الالتحاق بالصفوف ثم طردهما بسبب ما اعتبرته الإدارة (عدم انضباط) من جانب التلميذتين.

 مسـؤول في البنتاغون:

 نحترم الإسلام ونوفر للعسكريين المسلمين حاجياتهم الدينية

قال مسؤول في البنتاغون أن السياسة الموضوعة هي احترام الإسلام، والاعتراف بدوره في حياة المسلمين، وخاصة في الجوانب الأخلاقية والروحية.

وقال إن البنتاغون يقدر إسهامات الأمريكيين المسلمين في الحياة العامة، وفي الحياة العسكرية، ويلاحظ زيادة أعدادهم، ويعمل على توفير حاجيات العسكريين الدينية. وقال إن نمو العلاقات العسكرية مع الدول الإسلامية، وخاصة خلال وبعد حرب الخليج، ساعدت العسكريين الأمريكيين على فهم الإسلام والمسلمين أكثر، وإن علاقات البنتاغون مع الدول الإسلامية لا تقتصر على دول الخليج فقط، وإن هناك علاقات مع عسكريين في دول إسلامية أخرى.

وعن التسهيلات التي تقدم للمسلمين داخل القوات المسلحة، أشار إلى زيادة عددهم، وإلى مكتب التنسيق للعسكريين المسلمين، وإلى تعيين أول إمام في القوات الأمريكية المسلحة، قبل سبع سنوات.

وقال: إن أئمة آخرين عينوا بعد ذلك في مختلف قطاعات وفرق القوات المسلحة. وإن التسهيلات التي يقدمها البنتاغون للعسكريين المسلمين تشمل احترام مواعيد الصلاة، ومواعيد شهر رمضان. وأشار إلى تقليد في البنتاغون، وهي مشاركة كبار العسكريين في احتفالات العسكريين المسلمين، سواء بشهر رمضان أو بالعيد.

انتشار الإسلام بين أبناء المهاجرين الأميركيين اللاتينيين في أمريكا

نشرت صحيفة (الواشنطن بوست) إحدى أكبر الصحف الأميركية مؤخراً، مقالاً عن سرعة وأسباب انتشار الإسلام بين أبناء المهاجرين من قارة اميركا الجنوبية، والذين يتحدث غالبيتهم اللغة الإسبانية، بالولايات المتحدة.

وتكشف المقالة، التي كتبها، كريس جينكنز، أحد الكتاب في الجريدة، عن وجود حوالي 25 ألف مسلم من أصل أميركي لاتيني في الولايات المتحدة، اعتنق معظمهم الإسلام في السنوات الأخيرة تاركين ديانتهم السابقة (المسيحية الكاثوليكية) التي يدين بها معظم أبناء القارة الأميركية الجنوبية. وذكرت المقالة ثلاثة أسباب رئيسية دفعت المسلمين الجدد لاعتناق الإسلام:

أولاً: طبيعة الديانة الإسلامية التي تسمح لمعتنقيها بالاتصال المباشر بخالقهم، من دون سلطة وسطية كسلطة الرهبان أو القساوسة.

ثانياً: طبيعة المجتمع المسلم الأكثر تقارباً بما يعطي معتنقيه شعوراً بالمساندة والجماعة وهو شعور يحتاجه العديد من المهاجرين الجدد في الولايات المتحدة، حيث تتقطع معظم الصلات العائلية والاجتماعية بسبب سرعة الحياة وكثرة التنقل.

ثالثاً: سرعة انتشار الإسلام في الولايات المتحدة وزيادة فهم الأميركيين له، حيث أوضح العديد من معتنقي الإسلام الجدد أنهم تعرفوا على الديانة الإسلامية من خلال احتكاكهم بالمسلمين خاصة في الجامعات.

وترصد المقالة أهم الأماكن التي يتجمع فيها المسلمون من الأصل الأميركي اللاتيني، وهي الأماكن التي يكثر فيها أبناء المجتمعين المسلم والأميركي اللاتيني، كنيويورك وشيكاغو وجنوب كاليفورنيا.

كما توضح المقالة كيف يحاول المسلمون الجدد تقوية روابطهم مع الدين الجديد من خلال بناء المؤسسات المتخصصة في ترجمة القرآن والكتب الإسلامية للغة الإسبانية ونشر الإسلام بين أبناء الجالية الأميركية اللاتينية وفي مساعدة المسلمين الجدد، مثل منظمة المسلمين الأميركيين اللاتينيين (of latin american muslims the association ) التي تعمل في منطقة واشنطن وتقوم بطبع وتوزيع جريدة نصف شهرية عن الإسلام باللغة الإسبانية بعنوان (صوت الإسلام) (La Voz Del Islam). ويرى الكاتب أن انتشار الإسلام بين أبناء الجالية الأميركية اللاتينية وهو جزء من ظاهرة أكبر هي سرعة انتشار الإسلام في الولايات المتحدة وزيادة احترام المجتمع الأميركي للإسلام والمسلمين خاصة في الجامعات والمؤسسات العلمية.

واهتم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بالمقالة وقام بتوزيعها على الصحافة الأميركية والصحافة الإسلامية في أميركا والجاليات المسلمة والعربية هناك من خلال شبكتي (الإسلام انفو-نت) (Islam-Info.Net ) و(كير-نت) (Cair.Net) حيث تصل خدماتهما إلى مئات الآلاف من المهتمين بشؤون المسلمين والعرب في أميركا عبر شبكة الإنترنت.

يذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) يقوم بمراجعة ما تنشره أهم الصحف الأميركية عن الإسلام والمسلمين للمجتمع الأميركي.

أحوال المسلمين في أوربا في مؤتمر دولي بالتعاون مع اليونسكو

أفضل معاملة في النمسا وبلجيكا والأسوأ في فرنسا:

بتنظيم من الاتحاد العام لمسلمي فرنسا وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية وبالتعاون مع منظمة (اليونسكو)، عقد في مقر منظمة اليونسكو وعلى مدى يومين متتاليين مؤتمر عن (الأقليات الإسلامية في أوروبا)، حضره عدد كبير من الشخصيات الإسلامية قدمت من مختلف الدول الأوروبية فضلاً عن الشخصيات الفرنسية والأوروبية. ناقش المؤتمر الأوضاع القانونية للمسلمين المتجنسين والمقيمين بشكل دائم في أوروبا بهدف إيجاد وضع قانوني دائم يضمن لهم الحريات الأساسية وممارسة حياتهم وشعائرهم الدينية.

وفيما ركزت كلمة مدير عام اليونسكو على حوار الثقافات وجد أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية أن المسلم الجيد في أوروبا هو المواطن الجيد. أما رئيس الاتحاد العام لمسلمي فرنسا فقد دعا إلى إطلاق مبادرات تسهم في تفعيل الحوار بين ممثلي الجاليات الإسلامية في أوروبا والهيئات الحكومية الأوروبية.

حقوق المسلمين:

غطت كلمات وأبحاث الندوة جميع الأبعاد المحيطة بأوضاع المسلمين في أوروبا، فعن الحضور الإسلامي في أوروبا تحدث الباحث الفرنسي كريستيان لوشون وقسمه إلى ثلاث مراحل: مرحلة الحكم العربي الإسلامي في إسبانيا وبفضلها انتقلت العلوم والفلسفة إلى أوروبا، ومرحلة الإمبراطورية العثمانية وانتشار المسلمين في وسط أوروبا، ومرحلة استعانة أوروبا باليد العاملة الإسلامية في القرن العشرين ومساهمتها في النهضة الصناعية الأوروبية. أما الأستاذة في جامعة جنيف فوزية العشماوي فقد تحدثت عن الصور المشوهة للإسلام في المناهج الدراسية الأوروبية التي تحكمها الأفكار المسبقة، وبينت أن التاريخ الإسلامي لا يحتل سوى 3% فقط من مجمل كتب التاريخ في أوروبا.

وبحث المشاركون في قضية حقوق المسلمين كأقليات في الدساتير الأوروبية وما يتعلق منها بحقوق العمل والاستثمار والملكية وحرية العقيدة والحقوق التشريعية المتعلقة بحق الترشيح للمجالس البلدية والمحلية والإقليمية، فوجدوا اختلافاً بيناً في إقرار هذه الحقوق من دولة أوروبية إلى أخرى في التعامل مع المسلمين.

وربما تكون فرنسا التي تضم أكبر جالية إسلامية في أوروبا هي أكثر الدول تشدداً في التعامل مع المسلمين، بينما تقف كل من النمسا وبلجيكا في مقدمة الدول الأوروبية التي تعترف بالمسلمين كأقلية دينية على غرار الأقليات الأخرى مع ما يستتبع ذلك من اعتراف بالمواطنية وحرية المعتقدات، ففي النمسا اليوم قوانين تفرض تدريس الدين الإسلامي للطلبة المسلمين في المدارس الرسمية للدولة، وتدفع الدولة نفسها رواتب المدرسين للدين الإسلامي في هذه المدارس، وعلى صعيد آخر منعت الدولة أي اجتهاد إداري مدرسي يتعرض للمحجبات المسلمات في المدارس، واعتبرت أن الحجاب واجب ديني إسلامي لابد من احترامه وهو أمر لا يتعارض مع ديمقراطية وعلمانية الدولة. أما في بلجيكا فقد اعترفت الدولة بدور الإسلام في المجتمع البلجيكي وشجعت الجالية الإسلامية على انتخاب ممثليها بحرية كاملة من دون تدخل من الدولة وهو ما رفضته بإصرار فرنسا، ففي حين يخلو البرلمان الفرنسي من نائب مسلم واحد رغم كبر حجم الجالية الإسلامية في فرنسا، التي تصل إلى عشر السكان يضم البرلمان البلجيكي اليوم نوابا مسلمين.

عنصرية في التعامل:

وفي مداخلة شيقة للغاية نالت إعجاب المشاركين تحدثت النائبة المسلمة في البرلمان الأوروبي حليمة بومدين (هناك خمسة نواب مسلمين من بين 87 نائباً يمثلون فرنسا في البرلمان الأوروبي) فقالت، إنها تمثل المسلمين في أوروبا وتدافع عن حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ونوهت بأن هناك عنصرية واضحة في معاملة المسلمين في أوروبا، ويكفي النظر إلى نسبة قبول تشغيل المسلمين في المرافق العامة والخاصة لكي نتأكد من وجود هذه العنصرية، التي تنال في فرنسا حملة الجنسية الفرنسية من المسلمين أيضاً.

ومازال هناك الكثير من التقصير في التعامل مع الإسلام رغم أنه الدين الثاني في فرنسا، ذلك لأنهم يعتبرون الإسلام قضية أمنية يبت فيها وزير الداخلية، وهو أمر مشين بالطبع. وتحدثت حليمة عن أبيها الذي كان يؤدي صلاته مع آخرين في أماكن منزوية وبائسة في أسفل البنايات. وقالت إن الأمر لم يتغير إلى يومنا هذا لأن السلطات المحلية والبلدية لا تسمح للمسلمين ببناء جوامعهم اللائقة لأداء شعائرهم الدينية. كما تطرقت إلى المذكرة التي قدمها وزير الداخلية السابق جان بيير شوفينمان إلى المسلمين باسم (الإستشارة) واعتبرتها مذكرة قاسية، إذ تطلب من المسلمين الالتزام بالقوانين وأداء واجباتهم إزاء الجمهورية والعلمانية، واستنكرت هذا الأسلوب الجارح لكرامة المسلمين لأنه يشكك بهم ويعاملهم مثل معاملته للخارجين على القوانين.

وتساءلت: لماذا لا يطلب من الديانات الأخرى مثل هذه التعهدات الجارحة للكرامة؟ وأضافت: إننا هنا يا سيدي الوزير نعمل ونؤدي الضرائب ونساهم في البناء من دون وصاية من أحد. سنناضل من أجل حقوقنا لأنه لا يوجد في البرلمان الأوروبي أو في أي طرف سياسي أوروبي من يقدم لنا أفكارا حول وضعية المسلمين في أوروبا.

لذلك تقع على عاتقنا المساهمة في تشريع القوانين لحماية أوضاعنا، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل على تطوير مساهمتنا في مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات وجمعيات ونواد رياضية، واستغلال ما تتيحه لنا الحياة الديمقراطية في التصويت والترشيح في كل المجالس وبخاصة التشريعية لتحقيق مطالبنا بالمساواة في الحقوق التي هي أفضل سلاح للنضال ضد العنصرية.