مكتبة النبأ

  مظاهرات وثورات وحروب عربية

السيد حسن الأمين

  دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم: بيروت ط1 /2001م

هذا الكتاب كما يقول عنه المؤلف صفحات من تاريخ الأمة العربية التي شهد المؤلف بعضها بنفسه عياناً وعرف أخبار بعضها الآخر سماعاً ومطالعة، وقد عمل على تدوينها لتستفيد منها الأجيال القادمة لما فيها من عبرة وتذكير.. كي تعلم تلك الأجيال كيف عشنا هذه الفترات بما فيها من عثرات ومآسي، وما احتوت عليه من هفوات وأخطاء وما حملته من تطلعات وأحلام، هي كلها من صميم حياة هذه الأمة التي إذا كبا بها الدهر اليوم أمام حفنة من أخلاط الشعوب المتربصة بها، فإن لها من أصالتها ما سينهض بها إلى المقام الجدير بها بين الأمم..

قسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول تحدث في الفصل الأول عن مصر واستغرق هذا الفصل في الحديث عن نابليون وغزوه لمصر وعن ثورة القاهرة التي قامت ضده هناك.. وقد كشفت تلك الثورة لنابليون أن كل ما حاول أن يغري به المصريين من التودد والتظاهر بالميل إلى الإسلام والمسلمين لم تجد شيئاً، فأعدم العديد من المشايخ وصادر أموالهم.. وفي التقرير الذي أرسله نابليون إلى حكومة الإدارة في 27 تشرين الأول 1798م ذكر أن قتلى الثوار يتراوح بين 2000 و2500 قتيل، وأن قتلى الفرنسيين 16 قتيلاً..

الفصل الثاني حمل عنوان فلسطين وابتدأه بالحديث عن موسى كاظم الحسيني رائد التنظيم الفلسطيني الأول.. ثم انتقل للحديث عن ثورة عز الدين القسام ضد القوات البريطانية عام 1935م، ورغم فشل الثورة لعدم تكافؤ القوى، كانت نبراساً أضاء للفلسطينيين الطريق الوحيد الذي بقي أمامهم يسلكونه في مقاومة استيلاء اليهود على البلاد..

وقد ترك استشهاد القسّام البطولي أثره العميق في فلسطين كلها فأصبح رمزاً للتضحية والفداء وشيع جثمانه في حيفا في تظاهرة وطنية كبرى نادت بسقوط الإنكليز والوطن القومي اليهودي.. وكانت ثورة القسام تلك بمثابة النذير للعاصفة التي هبت رياحها القوية في نيسان 1936م.

الفصل الثالث جاء تحت عنوان العراق واقتصر هذا الفصل على الحديث عن الثورة العراقية الكبرى والعوامل التي سببت اندلاعها..

كان مفهوماً للجميع أن الإنكليز يعدون لاستمرار حكمهم المباشر للعراق، وقد كانوا يأملون أن يكتسب هذا الحكم غطاء شعبياً ينتج عن الاستفتاء الذي قاموا به.. وكان في ظنهم أن الشيعة بسبب ما نالهم من الحكم العثماني سيماشونهم ثم تبين لهم خطؤهم في الرأي وأن الشيعة مصممون على طلب الاستقلال والحيلولة بين الإنكليز وتطبيق الحكم المباشر.. وأدرك الشيعة في الوقت نفسه أن الإنكليز لا يرضون بحكم عربي دستوري استقلالي يرأسه ملك عربي، لذلك صمموا على الثورة ضد الإنكليز ثورة مسلحة كاسحة يكونون هم وقودها..

لذلك اتجهت أنظار الجميع إلى الرجل الذي يمكن أن يكون مؤهلاً لقيادة العمل الثوري المسلح فوجدوه في شخص الشيخ محمد تقي الشيرازي.. وكان الشيرازي (قدس سره) يقيم في ذلك الوقت في سامراء، فكتب المعدون للثورة إلى نجله الشيخ محمد رضا ليعرض الأمر على والده ثم لينتقل إلى النجف، فجاء الجواب بالموافقة وأن الشيخ يتهيأ للانتقال، ثم ارتأوا أن تكون كربلاء هي مقر الشيخ لعوامل عديدة، وهكذا انتقل الشيرازي (قدس سره) من سامراء إلى كربلاء..

وقد اندلعت الثورة يوم الجمعة 30 حزيران 1920 حين اقتحم عشرة ثوار سراي الرميثة وأطلقوا سراح شعلان أبو الجون بعد أن قتلوا الحارس وشرطياً آخر وجرحوا اثنين، فكانت هذه الرصاصات أول رصاصات تطلق في الثورة العراقية الكبرى وتشعلها..

الفصل الرابع انفرد بالحديث عن سوريا وابتدأه المؤلف بقرار حل المجلس التأسيسي الذي أصدره المفوض السامي الفرنسي المسيو بونسو في 24 أيار سنة 1930م وما تبعه من إضراب عام شمل سوريا يوم 11 حزيران 1930م، وقد غطى هذا الفصل تسع سنوات انتهت في 7/7/1939م.

الفصل الخامس وهو أطول الفصول، حمل عنوان حروب عربية، وقد غطى الفترة الممتدة من نهاية حرب 1948م مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م ونكسة حزيران في عام 1967م وحتى حرب أكتوبر 1973م..

بذل المؤلف جهداً كبيراً في ملاحقة الأحداث ونفض الغبار عنها وتقديمها للقارئ بصورة موضوعية بعيداً عن الشعارات أو المزايدات.. يقع الكتاب في 291 صفحة من القطع الكبير..

  الفكر الإسلامي.. تطوراته ومساراته المعاصرة

  زكي الميلاد

  قضايا إسلامية معاصرة/ إيران/ 2000م

يتتبع المؤلف في هذا الكتاب الفكر الإسلامي الذي تشكل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وامتد إلى العقود الأولى من القرن العشرين وتحديداً مع نهاية الخلافة العثمانية، والذي يصطلح عليه في الأدبيات المعاصرة، العربية والإسلامية، بالفكر الإسلامي الحديث، أو بفكر النهضة، أو بحركة الإصلاح الإسلامي، وفي بعض كتابات المستشرقين بحركة التجديد الديني، أو بالاتجاه الحديث في التجديد الديني..هذه المرحلة من تاريخية الفكر الإسلامي، يمكن النظر إليها على أنها من أهم وأبرز فترات تطور وتقدم مسارات هذا الفكر.. ويمكن رصد عدة مستويات للفكر الإسلامي المنجز منذ الطهطاي حتى الآن، فقد اتسم هذا الفكر في مرحلته الأولى بنزعة اعتذارية تبريرية، وطبعت آثار الدارسين مقارنات واسعة بين قضايا التراث ومعطيات العلوم الحديثة، بهدف ترسيخ الانتماء للأمة وميراثها، ولم تتجاوز دائرة المهتمين بهذا الفكر نخبة ضئيلة من المستنيرين، الذين تخرجوا في الحواضر العلمية التقليدية، وتعرفوا على النمط الجديد للعلوم الغربية..

وقد ارتبط الفكر الإسلامي الحديث بالاحتكاك المباشر والواسع بالغرب، الذي كان يمثل تحدياً تاريخياً ضاغطاً على العالم الإسلامي وتجربة متقدمة في النمو والتطور على الصعيد العلمي والصناعي، وعلى صعيد النظم الإدارية والتشريعات القانونية والسياسية والدستورية، في نظر رواد تلك المرحلة من المفكرين والإصلاحيين الإسلاميين.

في حين أن الفكر الإسلامي قبل هذه المرحلة ارتبط في أكثر قضاياه بالظواهر والمفاهيم التي تتصل بالعقيدة وإصلاح الواقع الاجتماعي دينياً في نطاق البيئات العربية مع احتكاكه بالدولة العثمانية التي كانت تحاول أن توسع من سيطرتها على هذه البيئات..

أما الفكر الإسلامي المعاصر، فقد ارتبط بالواقع الذي جاء بعد نهاية الخلافة العثمانية في النصف الأول من القرن العشرين.. ثم بالواقع الذي جاء بعد قيام الدولة القطرية في المنطقة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، ويمتد إلى نهاية حقبة السبعينات.. لأن سياقات الفكر الإسلامي بعد هذه الحقبة اختلفت بصورة كبيرة، حيث ارتبط الفكر الإسلامي في هذه المرحلة بواقع شديد التغير، كان من أبرز معالمه الانبعاث الإسلامي الواسع في العالم العربي والإسلامي الذي فرض على الفكر الإسلامي وضعيات جديدة.. اصطلح البعض على هذه الفترة بالفكر الإسلامي الجديد..

قسم الباحث كتابه إلى خمسة فصول.. الفصل الأول حمل عنوان تطور الفكر الإسلامي الحديث، والفصل الثاني جاء تحت عنوان تطورات الفكر الإسلامي ومساراته المعاصرة، والثالث عنونه الباحث الفكر الحركي الإسلامي تحولات ومراجعات، وحمل الفصل الرابع عنوان التجديد الثقافي في مناهج التغيير الإسلامي المعاصر، وجاء الفصل الخامس والأخير تحت عنوان الفكر الإسلامي الجديد: ملامح وقضايا..

يقع الكتاب في 124 صفحة من القطع الوسط.

  جواسيس جدعون.. التاريخ السري للموساد

  جوردان توماس

  مكتبة الساقي / بغداد ط1 - 2000م

في خبايا العالم المبهم، الغارق بالجواسيس والعمليات السرية، ما انفك جهاز مخابراتي آخر، أن يكون محاطاً بالأساطير والألغاز كما هو حال جهاز الموساد الإسرائيلي..

جواسيس جدعون يكشف لأول مرة بأن الحقيقة كثيراً ما تتخطى جميع الأوهام..

في هذا الكتاب روايات من أغوار جهاز الموساد تكشف عن كيفية جعل روبرت ماكسويل الوصل الأهم في فضيحة الأسلحة مقابل الرهائن (إيران - غيت) وتميط اللثام عن الشرخ الذي أحدثه جهاز الموساد في وضع وكالة المخابرات الأمريكية (كمصدر استخباراتي للفاتيكان) وتسلط الضوء على النجاح الذي حققه جهاز الموساد في البيت الأبيض في عهد الرئيس كلينتون..

يسرد أسياد الجاسوسية الخرافيون لإسرائيل وبأسلوبهم الخاص كيفية كون المرء متورطاً إلى حد ما وبشكل مباشر في العديد من العمليات والتي من ضمنها: عملية اختطاف أدولف ايشمان ومقتل المساعد الرئيسي لياسر عرفات وسرقة مواد نووية حيوية من مفاعل بتريبورغ وتهريب طائرة عسكرية من طراز ميغ خارج العراق..

حوار جوردان توماس مع زعماء مخططون وعملاء ميدانيون في جهاز الموساد وعلى مدى ثلاث سنوات أو يزيد، يعتبر مقتطف نموذجي لعمل ما أجيز لقبله من هكذا اقتراب..

ولم يأت هذا الحوار إلا رغبة من جهاز الموساد بتسليط الضوء أخيراً.. والرغبة هذه ليست ممارسة علاقات عامة على الرغم من سرد (جواسيس جدعون) لأخطاء مأساوية فادحة وصراع وحشي لا يرحم في مؤسسة اتسمت بالإجرام.

(جواسيس جدعون) كتاب حيك بأسلوب روائي يضارع الروايات الأكثر إثارة.. وعبره أميط اللثام عن الحقيقة المثيرة للجدل وراء سلاح إسرائيل السري..

يقع الكتاب في سبعة عشر فصلاً موزعة على 396 صفحة من القطع الكبير..

  ما بعد الرشدية.. ملا صدرا رائد الحكمة المتعالية

  إدريس هاني

  دار الغدير/ بيروت ط1 - 2000م

إن أهمية الحديث عن مسارات القول الفلسفي والعرفاني داخل حقل الثقافة العربية - الإسلامية، وتحديداً ما يتصل منها بصورة مباشرة بالتراث الآخر، تكمن في مدى خطورة القول الفلسفي - في حد ذاته - من حيث انتمائه إلى دائرة الثقافة العالمية، ومن جهة أخرى لأنه ظل مستعصياً على آلية الاحتواء التي أتى منها عصر التدوين وسقوطه - في بعض نواحيه - في بؤرة التيارات المعارضة التي سوف يقوم على أساسها ما كنا نعتناه بالتراث الآخر..

في هذا الكتاب، يواصل الباحث سعيه إلى تنفيذ مشروعه الرامي إلى إعادة النظر في التراث العربي الإسلامي، من خلال معرفة التراث المقصي إلى الهامش، عن طريق رصده في السياق التاريخي لتكون الوعي العربي الإسلامي، ومحاورته بوصفه مكوّناً من مكونات هذا الوعي، فيتم بذلك تحصيل معرفة كاملة، غير مجتزأة للتراث.. وهي المعرفة المفروض أن تمثل جذور نهضتنا المعرفية في هذا العصر..

إذا جاز الحديث عن مشروعية البحث في هذا القطاع المعرفي، فإننا بلا شك سوف نكون - ونحن نقرأ للحكماء والعارفين - أمام إنجاز يحظى بقسط وافر من الأهمية.

إن أهمية هذا المشروع تتجلى في طبيعة العودة إلى الإطار التاريخي لتشكل الوعي العربي الإسلامي، فالمسافة الغامضة التي تفصل ما بين وعينا العربي المعاصر ومجمل ثقافتنا العربية الإسلامية، بملابساتها التاريخية وهواجسها التراثية، قمينة بأن تعزز مشروعية القراءة في صميم هذا الموروث. وهي المشروعية ذاتها التي لم يحظ بها جيل من النقاد، احترفوا هذه الاستراتيجية الارتجاعية، دون أن يوفّقوا في القبض على حقيقة هذه المسارات التي ظلت خارج منطق البيان العربي وأيديولوجيته التاريخية.

يحاول الباحث في هذا الكتاب، وهو يتتبع تشكل الوعي الفلسفي الإسلامي في سياقه التاريخي، أن يقدم صورة شاملة للفلسفة المتعالية، كما أقام أركانها صدر المتألهين الشيرازي، فقدم لكتابه بملمح تاريخي عام، ثم تحدث في قسم أول عن مفهوم الفلسفة وفي قسم ثان عن مباحث الحكمة المتعالية، وهي ثلاثة: ألها الوجود بوصفه صيرورة، وثانيها المعرفة بوصفها الوجود عينه، وثالثها العالم أو جدل الطبيعة..