(سارت وفود الحجيج والزوّار إلى مدينة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفتني قعيد الآمال والأمنيات)

يا عازفَ القـيثــــارِ شنِّـــــف مسمعـي           ودَعِ الجـــواهرَ تنحــــدرْ من مدمعـــي

أَضـْرِمْ بِشـَدوِكَ نار شـــوقٍ فـي دمــي           وَاقــْدَحْ بِشَجــــْوِكَ جَمرهـا في أضلُعي

فــــأنـا المتيّـــَمُ لســـتُ أنكــر صبـــوةً           قـد أرَّقـت جفنـي وهــزَّت مضجعـــــــي

فغـــدوتُ فــي سجنـــي أسيــرَ تطلـــُّعٍ           لشعـــاعِ صبـــحٍ قد يجلـــِّلُ مهجعـــــي

ولقد وهى جَلــَدي وخــارت عزمتــــي          واجتاحَنــــي شيـبٌ وبـانَ تـدُّعــــــــــي

فلئـن جـرى دمعـي علـى رملِ اللــــِّــوا          فلقــــد غـــــَدَتْ حبَّاتُـــه تبكــي معــــي  

من لــي بوقفــةِ ساعــــةٍ فــي ساحـــةٍ          خطــر الحبيـبُ ضحىً بذاك الموضــــع

فأقـــومَ بيــن مكبــِّرٍ ومهلـــــــــــــــــِّل          ومسبِّــــــــــحٍ فِعــــْلَ امــرئٍ متخشـــِّع

دلــــف الأُلى وفــــــدوا إلى محــرابــه          وتوحَّدوا في السّــــَاجديــــــنَ الرُّكـــــَّع

ودلفــتُ بيـــن القـــوم أرجـــو زلفــــةً          وجــــوارحي أبدت رســـــومَ تخضُّعــي

ودعـــوتُ ربَّ العالميـــــن يُنيلُنـــــــي          منه السّـــــَلامَ وذاك أكبـــــرُ مطمعــــي  

من روضـةِ المختـــارِ وَقــْدُ صَبَابَتـــي           وفــــــِراقُ مِنْبــــــَرِها مَثـــارُ توجُّعــي

كيــــــــف السبيــــلُ لأن أقبـــِّلَ تُرْبَهــا           وعلـى الثــَّرى المجـدودِ تجري أدمعي

من لي بذاك وقــد أطـــاحَ بيَ الهــوى           وازدادَ فــي وجـــه الحبيـــبِ تولُّعــــي

وقـفٌ عليـــه مــدى الزمـــان تفجُّعــي           وبنـــــور غُرّتــــِه استهــامَ تخشُّعـــي

ولديـــــــه قدَّمـــتُ اعتـــذارَ مقصـــــِّرٍ          وأدمــتُ للغيــــثِ الجـــَوادِ تطلُّعــــــــي

وبسطــــتُ بيـــن يديـــه كـــفَّ تـــــود          ومــددتُ للسُّحـــُبِ الهواطــــل أذرعـــي

ولآلــــه الغُـــرِّ الكـــرام - إذا التجـــــا          قومٌ لكهــفٍ – ألتجــــي، هـــم مفزعـــي

وودادُهـــم نحـــو الإلـــهِ وسيلتــــــــي           وبهـــم إلــى الــرَّبِّ الغفــور تضرُّعــــــي

إنَّ الصّــــــَلاة عليهــمُ بــين الـــورى          ذخري خليـــّاً كنـــتُ أو فــي مجمـــــــــع

الأربعاء: 9 شعبان 1420 هـ

17/11/1999م

إبراهيم محمد جواد