1

علــي عبد الرضــا

   تـــوطئــــة  : 

* فيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته : الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا(1).

* عن مرازم بن حكيم قال : زاملت محمد بن مصادف، فلما دخلت المدينة اعتللت، فكان يمضي إلى المسجد ويدعني وحدي، فشكوت ذلك إلى مصادف، فأخبر به أبا عبد الله (عليه السلام) فأرسل إليه: قعودك عنده افضل من صلاتك في المسجد(2).

* وعن أبان بن تغلب قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) في الطواف، فجاء رجل من إخواني، فسألني أن امشي معه في حاجة، ففطن بي أبو عبد الله (عليه السلام) فقال : يا أبان من هذا الرجل؟، قلت : رجل من مواليك سألني أن اذهب معه في حاجة، قال : يا أبان اقطع طوافك، وانطلق معه في حاجته فاقضها له، فقلت،أني لم أتم طوافي، قال: أحص ما طفت وانطلق معه في حاجته، فقلت: وإن كان طواف فريضة، فقال: نعم وإن كان طواف فريضة، إلى أن قال : لقضاء حاجة مؤمن خير من طواف وطواف حتى عدّ عشرة أصابع، فقلت: جعلت فداك، فريضة أم نافلة؟ فقال : يا أبان إنما يسأل الله العباد عن الفرائض لا عن النوافل(3).

* وعن صفوان، عن سيف التمار، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: كان أبي يقول: الحج افضل من الصلاة والصوم، إنما المصلي يشتغل عن أهله ساعة، وان الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وان الحاج يتعب بدنه ويضجر نفسه وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله، لا في مال يرجوه، ولا إلى تجارة.. (4)

* وعن الصادق (عليه السلام) انه قال: لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك، وعلى المقام عنده، ولو تركوا زيارة النبي صلى الله عليه وآله لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك، وعلى المقام عنده، فان لم يكن لهم أموال، انفق عليهم من بيت مال المسلمين(5).

* وعنه (عليه السلام) انه قال : لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة(6).

* وورد في الدعاء: (اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام) (7).

الملاحظة الأولى:

بعد المطالعة الأولية لهذه المجموعة من الروايات، نجد أن فيها تأكيداً وحثاً غير عادي على أداء مناسك الحج وعدم ترك هذه الشعيرة بعد حصول الاستطاعة كما أن أداء الواجب قد لا يكفي في بعض الأحيان، فالدعوة صريحة لاداء هذه العبادة في كل عام والاستعداد لها قبل دخول وقتها بكثير، وهذا ما أشارت إليه بعض الأدعية الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام والتي تقرأ يوميا في شهر رمضان، كما أن الممارسة الميدانية لهذه الشعيرة من قبل الأئمة المعصومين عليهم السلام في كل عام هي الأخرى تصر وتدعوا إلى عدم ترك بيت الله خاليا وقبر نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) مهجورا.

الملاحظة الثانية:

الروايات الشريفة هذه وغيرها مما تزخر به كتب المسلمين عامة، تشير إلى مطلبين مهمين في ما يتعلق بالحج:

الأول : العلاقة مع الله سبحانه وتعالى

الثاني : العلاقة مع الناس

فالحج هجرة إلى الله تعالى، ومعراج للروح، وشوق للمعبود، وتجرد من حطام الدنيا، وتحرر من قيود التبعية، وأداء لحقوق الله، واستجابة لندائه: (ذوَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)(8).

فهذه الشعيرة أو الممارسة الإيمانية بأدواتها المتعددة تشير إلى حقيقة واحدة لاغير، وهي التجرد الكلي عن كل ما يحول بين الفرد وربه، وفي المقابل إيجاد ارتباط والتصاق وثيق بالخالق، وهذا ما يصبو إليه كل من استعد ووفد على الديار المقدسة.

ولكن... لو نظرنا إلى هذه العلاقة بإمعان وتفحصنا وضع المسلمين الخاص منه والعام لرأينا هناك تخلخلا وانفصالا وتباعدا في هذه العلاقة، فما زال البعض متعلقا في مكانه وزمانه رافضا أية هجرة إلى الله، ومازال البعض ملتصقا بحدود الدنيا ومتشبثا في مادياتها، وما زال البعض الآخر مشدودا لتوجهاته الشخصية ومصالحه الآنية، وما زال الكثير رافضا هجر حطام الدنيا وملذاتها ومنجرا وراء سراب زائل وحطام حائل لايغني ولا يسمن.

فالعلاقة التي أريد لها أن تكون خالصة من كل الشوائب، نقية من كل العوالق، نراها اليوم وبكل أسف قد ذهبت بالبعض شرقا وغربا، وجعلته محروما من إدراك لذة المناجات وحقيقة العبارات والكلمات التي يتفوه بها. وإذا انعدم الوصال مع رب العالمين فهل سيكون هناك وصال مع عباد رب العالمين؟.

الثاني:لو قلنا بوجود علاقة نسبية بين العبد وخالقه تختلف من فرد إلى آخر، فأين العلاقة مع الناس ؟ ونحن نعرف أن الإنسان إذا احب شيئا وارتبط به احب جميع ما يتعلق بذلك الشيء، واستعد للعمل والتضحية من اجله ومن اجل متعلقاته، فإذا كنا حقا قد أوجدنا علاقة حب وارتباط وثيق مع الحق تعالى فحينئذ تكون العلاقة مع خلق الله علاقة حب ومودة وعاطفة، ولكن الصورة التي أمامنا لاتكشف عن وجود أدنى رابطة وارتباط، وهذا الشيء هو الذي يجعلنا نشكك بالعلاقة التي يدعيها البعض مع رب العالمين.

وتعاليم السماء تذهب إلى ابعد من هذه العلاقة الإنسانية، فتدعوا افراد الدين الواحد بإقامة علاقة خاصة بهم تفوق تلك الموجودة بين بني البشر، وهي علاقة الاخوة والترابط المعنوي مع كل المسلمين، حيث يقول سبحانه:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (9).

الملاحظة الثالثة:

عندما تكون العلاقة قائمة مع الخالق وخلقه، ينبغي أن يكون هناك ما يدعمها من أقوال وأفعال، وخطوات تكميلية تسند هذه العلاقة وترتفع بها إلى مراحل التنسيق التام، والتكامل العام، أما إذا أبقي الوصال مجردا عن أي تفاعل إيجابي مع خلق الله، فهذا ما يجعل العلاقة والترابط بين العبد وخالقه محل إشكال وتزلزل وقد تؤول إلى الانفصام وعدم التلاقي، وهذا هو الخسران المبين.

لذا ينبغي أن تكون العلاقة مع الناس فوق مستوى التواصل الشخصي واللقاء العابر، او التأسف المجرد عن أي اهتمام وعناية ورعاية، علاقة قائمة على الاستعداد للعمل والتضحية من أجلهم ومن اجل تحقيق غاياتهم السليمة واسترجاع حقوقهم المسلوبة، ونكون مصداقا للحديث الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) .

  الخطوات العملية لعلاقات أفضل..

الحج افضل وسيلة لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات المرجوة، باعتباره اكبر حدث يجتمع به المسلمون على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ولغاتهم وتوجهاتهم، ونحن إذا أردنا أن نعرف قيمة هذا الحدث والمناسبة ننظر ماذا يقول عنه الآخرون، وماذا يستخدمون من وسائل وأساليب من اجل تجميع بضعة مئات أو ألوف من الناس لمناسبة معينة، فهم يختلقون القصص والروايات الكاذبة للكثير من الأحداث، ويخصصون الملايين من الدولارات، والكثير من القدرات لأجل إقناع الناس في الحضور إلى الحدث الفلاني او المناسبة الكذائية وبالنتيجة تخيب آمالهم عندما لا يشاهدون ذلك الحضور المطلوب، فتراهم يتحسرون على ما عندنا نحن المسلمين من مناسبات عامة يأتي إليها الناس من كل فج عميق بدون ترويج ودعاية، والأكثر من ذلك أن القادمين لهذا المكان المقدس يبذلون اغلب ما لديهم في سبيل الوصول إليه ويتحملون ويقاسون اشد الظروف للإسراع إلى هذه البقعة ليس مرة واحدة وانما كل عام.

فالحج قد رفع عن كاهلنا عدة مقدمات ووضعنا أمام مرحلة اقتطاف الثمر لاغير، فهل نكون على قدر المسؤولية ونستغل هذا الحدث العام لاقامة افضل العلاقات وإرجاع العزة للإسلام والمسلمين؟

النقاط التالية ربما تكون خير برنامج عملي للاستفادة من شعيرة الحج:

  الأولى: عقد المؤتمرات وتكثيفها

لاشك أن الحج من المؤتمرات الإسلامية الكبيرة والتظاهرات الإيمانية الفريدة التي لا تتكرر في مناسبات أخرى،فهو إلى جانب كونه شعيرة عبادية تشترك في أدائها عينات مختلفة من المسلمين، في نفس الوقت فيه غايات عامة يعود نفعها على الصالح العام (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، وهذه لا تتحقق إلا من خلال تكثيف المؤتمرات المصغرة التي تشترك بها كل الجهات الفاعلة على الساحة الإسلامية وأصحاب الخبرة والدراية والاختصاص، ومن مهامها:

أ) تحرّي أوضاع المسلمين: فالغالبية العظمى من المسلمين ونتيجة لطغيان الروح الوطنية أو القومية الضيقة، والتعلق بأطر القبلية المقيتة، انفصلوا عن واقعهم الإسلامي الوسيع، وعاشوا في بعد وتغاضي عن الدوائر المحيطة بهم، فلا يعلمون ما يقاسيه المظلومون وما يتجرعه المحرومون، أو ما يجري في هذا القطر وذاك الإقليم، هذا بالنسبة للدوائر القريبة أما الدوائر الأبعد فلا يأتي ذكر عليها ولا تخطر على البال.

وإذا أريد لهذه الأمة النجاة وتخطي مرحلة الخطر، عليها أولا وقبل كل شيء تحري أوضاع المسلمين بدقة وعناية والوقوف على الأخطار المحدقة بهم، والعلل التي أصابت مفاصلهم واقعدتهم كل هذه الفترة، ومعرفة الوضع والواقع أو الأرض التي نريد التحرك عليها يأتي في مقدمة أي امر يراد بحثه او العمل له وعليه، لان الجهل بالواقع سيفقدنا القدرة على إعطاء الحلول السليمة والبدائل الحكيمة، وسيبعدنا عن الأهداف التي نتوخاها. ومناسبة الحج تختصر لنا الكثير من المراحل، فالحجاج القادمون من مختلف البلدان خير من يقدم المعلومة بصدق وأمانة.

ب) دراسة مشاكلهم: بعد معرفة العلل والأمراض وتشخيصها جيدا، تأتي مرحلة دراسة هذه المشاكل وتفحصها وتشريحها بعناية، لمعرفة أسبابها و العوامل المؤثرة فيها القريبة والبعيدة، وكيفية التحرك لحلّها، واحتياجاتها الحالية والمستقبلية.. فالغالبية من المسلمين ربما تعرف ما يجري هنا أو هناك ولكنها تجهل جذور المشكلة والخطوط الفاعلة فيها، والتفاعلات الإقليمية والدولية المؤثرة عليها، و مطالب فرقائها المتصارعة أو المختلفة، لذلك تشاهد تخبط واضح في مسائل الدعم والإسناد والمساعدة التي تقدمها بعض الأطراف إلى بؤر الصراع والمشاكل.

أما الدراسة المستفيضة للأحداث والمشاكل فقد تعطينا أبعادا لم نكن متوجهين إليها من قبل وتسهل علينا مسائل العلاج والوقت الذي عبرنا بمسافات طويلة.

ج) تقديم الحلول الناجعة: وهذه نقطة تأتي متأخرة عن ما سبقها، باعتبار أن الحلول والبدائل الكفيلة بإنهاء المشكلة أو إدارة الصراع لا تقدم إلا بعد الدراسات المستفيضة المقدمة من اللجان المختصة. وغياب الحلول والخيارات البديلة عن أطراف المشكلة أو الجهات المختلفة مسألة طبيعية، فالمبتلى بمرض أو أزمة لا يفكر بغير ما يحيط به ولا ينظر إلى البعيد، لذا من الضروري تشكيل لجان عديدة مهمتها تقديم أنجع الحلول وأفضلها لبؤر الصراع أو الحد من تدهور الوضع إلى الاسوء، وإيقاف الهجمات المستمرة على كيان الأمة.

د) الإحسان إلى الضعفاء: التحديات التي تواجهها الشعوب الإسلامية لا تقف عند حد معين، ولا تتحدد في نمط خاص، فالهجمة شرسة وتشترك فيها عدة جهات معادية، وحل مشكلة سياسية أو إدارية خاصة قد لا يرفع المشاكل الأخرى ومتعلقاتها، وخصوصا الوضع الاقتصادي المتردي الذي يخيم على عموم المسلمين، فهو بحاجة إلى دعم من أصحاب القدرة المالية الكبيرة والمؤسسات الخيرية لرفع الضعف الحاصل في الكثير من مفاصلهم، والدعم المادي يشد الأواصر ويوثق العلاقة بين المسلمين ويجعل الأقوال تتطابق مع الأفعال.

  الثانية: إقامة التكتلات العملاقة

وهذه لا تتحدد في نمط معين بل تشمل كل الأبعاد الاقتصادية، والسياسية، والإعلامية، وغيرها...

ففي عصر قائم ومستمر على التكتلات والتحالفات والاندماجات العملاقة لا وجود يبقى للمتفردين والرافضين،لان الإصرار معناه الذوبان والانصهار في عالم لا يرحم.

نعم يستطيع رواد القلم وأصحاب العقول الكبيرة إقناع المتصدين للعمل وحثهم على الإسراع في إقامة وتشكيل كل ما يساعد على تجمعهم ووحدتهم ويمنع بلعهم من قبل الحيتان الكبيرة.

  الثالثة: تشكيل المنظمات العالمية

فالذي يؤسف له اشد الأسف إننا في هذا الجانب لم نخطو بعد حتى الخطوة الأولى وليس لنا أية مؤسسة أو منظمة سياسية أو حقوقية أو إنسانية تدافع عنا وتقف إلى جانبنا في الاجتماعات والمؤتمرات والمحافل الدولية التي تعقد في مناسبات عدة، ومع أن الأزمات تتكالب علينا، وحقوقنا تهضم وتسحق في اكثر من بلد إلا أننا لا نشاهد ذلك الاهتمام المطلوب والجدية في اقتفاء أثر الذين سبقونا وما زالوا متقدمين علينا.

ومهمة المنظمات لا تنحصر في الدفاع عن المسلمين في المحافل الدولية وانما هناك مجالات أخرى ربما أهم من ذلك، منها إيصال الرموز الإسلامية وغير الإسلامية، الصديقة والموالية إلى المناصب الحساسة في دول القرار السياسي النافذ والمسموع من الكل،أو بالأحرى إيجاد اكثر من لوبي إسلامي في هذه الدول، مهمته الدفاع عن الجاليات الإسلامية المنتشرة في الخارج، ومنع تنفيذ الخطط والبرامج الموجهة نحو الكيان الإسلامي الموحد.

  الرابعة: حثهم بالرجوع إلى القرآن

فالعزة التي تمتع بها المسلمون في القرون الماضية مصدرها تمسكهم بتعاليم السماء والتزامهم النهج الإسلامي في جميع مناحي الحياة وتشعباتها، ونحن إذا أردنا إرجاع العزة والكرامة وإبقاء الرأس مرفوعا أمام الأمم الأخرى فعلينا الإسراع في تنفيذ ما امرنا الله به وفي المقدمة منها يأتي:

أ) رفع الحدود الجغرافية: فالكيان الإسلامي واحد لا يتجزأ، وما نحن فيه ألاعيب استعمارية قطعتنا عنوة في السنوات الأخيرة لغرض تبسيط عملية بلعنا من قبل الأطراف المهاجمة، لذا يجب العمل بكل قوة لرفع خطوط التجزئة الاستعمارية وجعل الكيان الإسلامي كتلة واحدة ليس فيها ما يمنع سفر الفرد المسلم من هذا الإقليم إلى ذاك.

ب) إزالة الحواجز النفسية: أو جعل المسلمين أمة واحدة كما كانوا، لا فرق بين عربهم وعجمهم، ولابين أبيضهم وأسودهم، ولا بين فقيرهم وغنيهم، أخوة متحابين في الله، متعاونين على ما يرضي الله، متوحدين أمام أعداء الله، متراحمين فيما بينهم، أشداء على أعدائهم.

والعبارات في هذا المجال لا تجدي نفعاً ما لم يدعمها فعل قوي يرفعها إلى مرتبة الفعل والإنجاز، ولا يتحقق ذلك إلا بكسر الحواجز النفسية وإزالتها كاملا، وهي مرتبة تأتي متأخرة عن الحدود الجغرافية.

ج) إعطاء الحرية الكاملة: فالحرية أس الأشياء والمحور الذي تبتنى عليه كافة المسائل الأخرى، والباب الذي من خلاله يستطيع كل مسلم التعبير عن رأيه وتنفيذ خططه ومشاريعه، فما زالت الغالبية من المسلمين لا تتمتع بالحرية ولا تستطيع إظهار ما بداخلها، وإذا وجد من يدعي غير ذلك فحريته منقوصة أو أنها موجهة نحو أشياء هامشية لا تجدي نفعا للصالح العام.

اللازم فسح المجال أمام الكل للتعبير عن تصوراتهم وما توصلت إليه عقولهم،لانه ينمي العمل ويثري النقاش ويفتح الخلاقيات والإبداع ويقتل روح التهيب والتردد من قول الحق والرأي الآخر أمام الحكام والمسؤولين.

هذه نقاط أحببنا التذكير بها والتأكيد عليها، في وقت اصبح الفرد المسلم أو بالأحرى الكيان الإسلامي بما يحويه هدفا لسهام أعداء الأمة والمتربصين بها، فحري بكل مسلم أن يكون حذرا متيقظاً عند كل خطوة يخطوها لكي لا تكون خطاه معولا هداما لبناء الأمة أو تصب في نفع أعدائها وهو لا يعلم، وان يدافع بشراسة عن حقوقها المغتصبة وثرواتها المهربة، ولا يترك أية فرصة تمر دون أن يكون هو المستفيد منها أولا وأخيراً.

ولعل مناسبة الحج افضل فرصة ووسيلة لتحقيق ما نتوخاه من أنفسنا ومن الآخرين، والله هو المسدد والمعين.

المصـــادر :

(1) بحار الأنوار ج 78 ص 10.

(2) الكافي ج 4 ص 545.

(3) وسائل الشيعة ج 9 ص 448.

(4) علل الشرايع ج 2 ص 116.

(5) وسائل الشيعة ج 5 ص 14.

(6) المصدر نفسه ص 16.

(7) انظر مفاتيح الجنان.

(8) سورة الحج آية 27.

(9) سورة الحجرات: الآية 10.