1
 
 

من مشارق الأرض ومغاربها، بحراً بين أمواجه وعواصفه المتلاطمة، أو براً مع غبار الطريق تحت الأمطار أو الحرارة اللاهبة، وجواً حيث مشاعر القلق بين السماء والأرض.

من تلك المشارق والمغارب، وبقلوب يقيم بها الشغف مستوطناً، يتوجه الملايين من المسلمين كل عام إلى بيته العتيق الذي أراده سبحانه وتعالى للإنسان عودة إلى فطرته السليمة التي أودعها فيه واجتماعاً إسلامياً لتحطيم الفروقات وإحلال التآلف والتناغم في لوحة اختلافه سبحانه و تعالى ..

تلك الرحلة الممتدة عبر أياماً معدودات وتلك الأفواج البشرية شغفاً ونوايا، غديراً متحركاً وصاعداً نحو السماء، ابتهالاً وتضرعاً ودعوات إنابة ورجوع ..

تلك السماء التي تستقبل هذه الجموع المتماوجة، ما بخلت على القافلة الأولى، حاديها ختم النبوة، أن تنزّل غديرها إلى الأرض، إنصباب رحمة و إحسان ..

ما بين غديرين؛ غدير الصعود إلى السماء، وغدير النزول منها، قوس ممتد، يحدّث عن إكمال الدين وإتمام النعمة ..

حيــدر الجــراح