مشاعر مختلفة من الشجن والفرح تمتزج في النفوس مع زخات المطر الهاطلة، تغسل الأشجار والشوارع، وتغسل الاجساد معها في طقوس من الطهارة والنقاء..

تلك الأمطار، نعم الله الهاطلة من خزائن سماواته، تعلمنا الرغبة في تغيير ذواتنا من الداخل، ونحن نغتسل بمكارم أفعالنا وأخلاقنا، من أدران ما يعلق بنفوسنا في مسير حياتنا اليومي المتواصل سعياً وراء أهدافنا العديدة والمتجددة..

تلك الأمطار، مثلها مثل تفتح الزهرة في حقلها، ومثل صرخة الطفل حين الولادة، ومثل اشراقة الشمس في كل صباح جديد، وجوه متعددة لولادة كونية مستمرة، لا تعبأ بالوهن أو الضعف الذي قد يصيبنا..

إنها تعلمنا القدرة على التجديد والابتكار والابداع وعدم السكون أو الركود على حافة الطرق، وعلى هامش مسيرة الحياة..

هذا الشتاء الممطر في أوله، ونحن على أعتاب شهر يفصلنا عن رمضان المبارك، يبشر بالخير والنماء، ونطمح أن يلامسه خير آخر صاعد من نفوسنا التي تبحث عن الانعتاق والخلاص والحرية..

حيدر الجراح