2000  تشرين الاول

1421  رجب  

  العدد

مجلة  

         

سايكولوجية الطفولة

         

(2 من 2)

د. علاء الدين القبانجي

 بين الإفراط والتفريط

السلوك والانعكاسات الفكرية

سايكولوجية الشكل

تمهيد

المعالجة النفسية

سلوكيات وتحليل

فاعليات الطفولة

تمهيد

لن يكون الطفل بعد ولادته خاضعاً لاحساساته فقط كما في حالاته الجنينية قبل الولادة بل يبدأ دماغه النامي بخلاياه المتعددة والمتنوعة التخصصات بتسجيل الاحساسات والاستقراء على ضوء تلك الأحاسيس أيضا وضمن المحيط الجديد، محيط الاستقلال عن الرحم. إن إحساس الطفل داخل الرحم لا يختلف عن احساس أي قطعة أخرى في جسم المرأة ضمن الارتباط الفسيولوجي للطفل بأمه بينما يبدأ الحس الفكري عنده حالما تتكون اول خلية دماغية فيه بشكل متكامل إذ تمارس هذه الخلية عملها من خلال الارتباط العضوي ببقية الخلايا المتولدة والنامية. ومنه نجد أن الجنين ينمو وتنمو معه احساساته الخاصة وافكاره الجنينية والتي اطلقنا عليها اسم الفطرة أو الجبلة الأولى التي يجبل عليها الطفل المولود علاوة على موروثاته السلوكية من آبائه واجداده المنقولة إليه ضمن الصبغيات الوراثية الموجودة في الحيامن والبويضة.

سايكولوجية الشكل

تدل خبرات العلماء والباحثين وحتى بعض الأمهات والجدات والآباء على وجود سايكولوجية معينة ولربما محددة أيضا لاطفال ذوي أشكال معينة وهذا يعني أن سايكولوجية الطفل مربوطة بشكله وقوامه وحجمه نوعا ما.

فمن الأطفال من يكون طرياً مسترخياً ذا عنق قصير وايدي وارجل صغيرة ولكن جهازه الهضمي كبير وجيد وهو ما يدلل على أن الطفل اجتماعي الطبع سريع التأقلم اليف ودود ذو مزاج مرح حسن وعادة ما يكون هذا النوع من الأطفال ذي وجه هادئ وعيون واسعة ناعسة بارزة تفتح بهدوء وتأني.

ومن الأطفال من يكون صاحب جسد صلب مربع وذي عضلات بارزة نشيط الحركة مسيطر عليها يثير الضجيج حوله دائماً وعادة ما يكون ذا عيون صغيرة سريعة الرمش وكثيرته غائرة قليلاً ولربما مغلقة بقوة وهذا ما يشير إلى عدوانية ودرجة عالية من حب الذات والسيطرة.

ومن الأطفال من يكون رفيعاً رقيق التكوين قليل الحركة منطوياً على نفسه ضعيفاً ذا عيون صغيرة تغلق بقوة مع بطء في الرمش وهو ما يشير إلى درجة عالية من الحساسية والوحدة والهدوء وعدم تحمل الضوضاء والضجيج.

ومن الأطفال ما يكون طويلاً رقيقاً وهو ما يبعث على القوة والثقة العالية بالنفس. ومنهم من تكون يده مقبوضة بشدة وعيناه غائرتين بعمق وهو ما يدلل على المعاناة في المرحلة الجنينية كما يدلل على الشدة والقسوة والخوف الكامن وحدة التفكير وبعد النظر. أما اليدان المقبوضتان برخاوة والعينان غير الغائرتين والمنبسطتين فتعني الطيبة والانبساط والليونة وعدم القسوة والمعاناة ولربما تعني السذاجة وبساطة التفكير احياناً.

أما الحركة القليلة والالتفاتة البطيئة فتدلل على الهدوء والكسل أو الخمول الذهني احياناً علاوة على الاطمئنان والقبول والرضى وبعكسها عندما تكون الحركة كثيرة والالتفاتات سريعة متكررة فإنها تدل على النباهة والنشاط الذهني والتفاعل السريع مع الحدث وقلة الاطمئنان والفضول النفسي.

ومن العيون وعدساتها نستطيع استقراء درجة الذكاء والدهاء فالعيون الكبيرة ذات العدسات الواسعة تشير إلى الدهاء وسعة الحيلة بينما تشير العيون ذات العدسات الصغيرة إلى الذكاء والمكر ولربما تشير العدسات غير المستقرة والقلق إلى الرعب والارهاب الكامنين في النفس، وعموماً تدلل الشفاه المسترخية والوجه المنغولي على البلادة والبله والتخلف الفكري في اقسى الحالات. كما أن قساوة الوجه وعضلاته تدلل على حدة الذهن ودرجات عالية في اللؤم ونفاذ البصيرة.

السلوك والانعكاسات الفكرية

إن سلوك الطفل في كافة مراحل حياته هو تعبير وانعكاس عما تختزنه خلاياه الدماغية من معلومات مكتسبة بعد الولادة وفطرة متوازنة وأخرى مكتسبة خلال الفترة الجنينية. وما تذكره بعض كتب السلوك من تحديد سلوكيات الأطفال ضمن اعمار معينة بعد الولادة كالسادسة والسابعة والثامنة... الخ لن تتعدى كونها تقديرات وتنبؤات زمنية قد تبتعد عن الواقع والحقيقة كثيراً ولسبب بسيط هو تناسيها للوازع الفكري التربوي في اللاشعور وكذلك الوازع الفطري عند الطفل الذي سبق و المحنا إليه علاوة على تناسيها للوازع البيئي والاجتماعي. فمثلاً ظاهرة مص الإبهام الشائعة لن تقتصر على عمر معين للطفل إذ قد تبدأ بعد الولادة ولا تنتهي إلا بعد الرشد والبلوغ كما قد يكون مص الإبهام هذا سراً بعد السابعة والثامنة من العمر ولا يمكن تحديده بالثانية والثالثة والنصف وحتى الرابعة.

والحقيقة أن السلوك مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقلية واسلوب عمل الخلايا الفكرية بالمعلومات المخزونة داخلها وهو ما نستطيع الجزم به مائة بالمائة إذا ما توخينا لغة الإحصاء والاحتمالات وهو ما اثبتته مسيرة التحقيقات العلمية والتجارب الفسيولوجية على الخلايا خلال عقود من الزمن.

أما الكآبة والانتحاب كمثل سلوكي آخر فلن يتجاوزا التفسير السابق أيضا إذ انها في الحقيقة انتحاب للدماغ قبل المدامع والحناجر وما هذه إلا انعكاس لتلك وكذلك نجد كآبة الدماغ قبل النفس والشخصية ويؤكد ذلك جملة العقاقير الطبية المستخدمة والمجربة في كثير من الحالات النفسية والعصبية إذ انها تؤثر على خلايا الدماغ المتخصصة لتصدر بعدها الايعازات العلاجية، فمن العقاقير ما يعالج حالات الاكتئاب لتولد الانشراح والراحة النفسية لينتهي بذلك الانتحاب أيضا ومنها ما يساعد ويدعو للضحك والقهقهة حتى بدون سبب ومبرر!

وفيما يلي قراءة عن سلوك الأطفال في بعض كتب السلوك(1)،(2).

العمر 8 سنوات(1): مشتتت جداً، رفيف العينين وقضم الاظافر، فرك العينين ولكنها تكون جميعاً أقل ثباتاً، بعض المثابرين على مص اصابعهم، مزعج يبكي حينما يؤمر بشيء لا يرغب فيه + أوجاع معدة + يحتاج إلى التبول قبل القيام بالاعمال المطلوبة منه.(3)

العمر 8 سنوات(2): مواجهة مع العالم الخارجي + القناعة بعدم وجود شيء صعب عليه كما أنه يجد في الجديد والصعب تحدياً يبالغ في تقدير قدرته على مواجهته، لا يثابر على فعالياته، توسعي، متسرع، من الصعب أن يبتعد عن لمس الاشياء المحيطة، دائم الاستمتاع بالخبرات الجديدة، دائم التجريب للاشياء الجديدة، قادر على عقد الصداقات الجديدة دوماً، هشاشته الظاهرة وتبجحه يجعلان منه اكثر حساسية(4).

وبملاحظة العبارتين والكثير غيرهما نجد الفارق الشاسع في التشخيص والتقدير وعلى اقل تقدير نستنتج بأن احدى القرائتين تحمل تقديرات غير سليمة ولربما كليهما ومن هذه الاحتمالات نجد ابهامية وغموض القرائتين معاً ضمن منظار الارتباط العمري بالسلوك.

وصحيح انه كلما زاد عمر الشخص زاد ادراكه ونضوجه الفكري والذي يفهم منه بصورة عشوائية علاقة العمر بالسلوك إلا أن حسن التربية العائلية والبرامج الثقافية والتعليمية يسرعان من عملية النضج الفكري أو الذهني ليصبح العمر الذهني أعلى من العمر الزمني، والحقيقة كما المحنا إليها سابقاً أن السلوك الشخصي ما هو إلا انعكاس لمدى استيعاب خلايا الدماغ المعلوماتية التي يصدر عنها ذلك السلوك المعين.

إن نظرية الارتباط السابقة بين السلوك والعقل الفطري أو المكتسب تنفي نظرية ارتباط السلوك بعمر معين فقد وجدنا أن فترة المراهقة مثلاً قد تمتد حتى سن الكهولة وهي ليست وقفاً على عمر معين كما أن عملية الاستمناء هي الأخرى قد تستمر حتى سنين الشيخوخة.

إن مجمل الانعكاسات الفكرية المحركة للسلوك عند الطفل والتحليلات المرافقة لها هي السلوك والعكس صحيح أيضا فلن يكون سلوك الطفل عشوائياً أو جنونياً إلا إذا كانت تلك الانعكاسات والتحليلات غير سليمة وغير ايجابية في موضع من المواضع على الأقل.

بين الإفراط والتفريط

في الوقت الذي ينعم فيه أطفال المجتمعات الغربية والأوربية بكافة متطلبات الطفولة وزيادة في الترف والبذخ لما يتصوره الكثير من الآباء بأن طفلهم بحاجة إليه على الرغم من انها قد تجلب انتباه الطفل لدقائق معدودة حين يعزف عنها إلى العاب أخرى أو متطلبات أخرى وفقاً لفطرته ومعادلته الجنينية (ضجوراً كان أم صبوراً، مكبوتاً كان أم لعوبا....)، نجد أن أطفال المجتمعات الإسلامية وكذلك الأفريقية وأخرى مثلها تعاني من تقشف الآباء أو تقشف الرعاية عموماً إما نتيجة العوز المادي أو نتيجة للعوز التربوي الذي يتراوح بين الحرمان احياناً والبذخ أحياناً أخرى أو بين الحرام والحلال من جهة ثانية مدعماً بمقولات متعددة مثل اخشوشنوا فان الترف يزيل النعم أو توجساً لخيفة من الدلال الزائد الذي يؤدي إلى الميوعة والليونة عند الأطفال.

وتحت وطأة هذا التقشف يضيع الأطفال في متاهات الكبت والقسوة العاطفية وما ينتج عنها من سلبيات بينما يضيع الآخرون في متاهات الملل والكلل من الترف المفرط والألعاب المتعددة ولربما يضيعون تحت وطأة وثقل الطموح الفارغ أو الطموح اللا واقعي وطموح الأوهام غير الموجودة.

ولربما تتوجب الإشارة هنا إلى تلك الأم التي جاءت تستشير طبيبها حول عزوف ابنها عن اللعب على الرغم من كثرة الألعاب لديه وعزوفه عن الطعام الذي تقدمه إليه على الرغم من جودة ما تحضّره له علماً بأنه يأكل مع الأطفال ويلعب معهم فما كان من الطبيب إلا أن أشار عليها بعدم شراء اللعب وخزن الموجود منها في مكان بعيد عنه وعدم الإصرار على إطعامه بل الأكل بصورة منفردة ولكن ليس بعيداً عنه بحيث لا يرى نوعية الطعام الذي تأكله الأم فما كان من الطفل بعد عدة أيام إلا أن بدأ يطلب اللعب بنفسه ويجلبها من الخزانة وما كان منه إلا أن اخذ يطالب امه عن نوعية الطعام الذي تأكله وتحضير الطعام له أيضا.

والحقيقة إننا لا نحبذ كثيراً من السلوكيات والنظريات التربوية الغربية لأنها أدت في النتيجة والحصيلة النهائية لسنين، إلى امراض الكآبة والانتحار والهروب إلى العقاقير المهدئة والمواد الكحولية إذ تزيد نسب الكآبة الداخلية يوماً بعد يوم في نفوس الشباب نظراً لتزايد الطموح السلبي والملل ولربما نعلل زيادة الانتحار إلى عدم زرع المنهجية الدينية والوازع الإلهي واليوم الآخر والعدل الإلهي في نفوس الأطفال منذ الصغر، إن جداول الانتحار تشير إلى تزايد نسب المنتحرين بين صفوف الشباب من ذوي العائلات المترفة على عكس الشباب المنحدر من عوائل متوسطة وضعيفة الدخل بينما تشير تلك الجداول إلى زيادة نسب السرقة والجريمة في العوائل الفقيرة والمتدنية المستوى المعاشي على عكس العوائل المترفة ذات الدخل العالي.

فاعليات الطفولة

لم تكن الفاعليات والنشاطات الخاصة بالطفولة متعددة ومتنوعة سابقاً إذ كانت تقتصر على بعض الألعاب المصنوعة في البيت واللعب في الشارع والكرة خصوصاً، إذ لم يكن العلم قد دخل إلى عالم الطفولة بعد، فكانت التربية في المجتمعات عموماً مبنية على الكلام والخطب والنصائح.

ولما اكتشف العلم بان الوراثة والفطرة غير كافيتين للمعرفة العلمية قام بتوسيع مجالات النشاط الطفولي المكتسب بما يشمل الجوانب الجسمية والنفسية والفنية والذهنية ليس فقط لبني الإنسان بل وللحيوانات أيضا وبما يتناسب مع متطلبات أطفال القرن الحادي والعشرين.

فاعليات الطفولة لسيت فقط تسلية وترويحاً للنفس وبرامج تلهي عن ذكر الله كما يظن البعض ممن وجدوا آبائهم على ملة وهم على آثارهم مقتدون بل إن فاعليات الطفولة عبادة بكل ما في الكلمة من معنى:

* إن الاعداد الفيزيائي والعضلي للجسم ليس تسلية وترويحاً بل يندرج تحت التوجيه الإلهي واعدو لهم ما استطعتم....

* إن ترويح النفس للطفل خصوصاً وللكبار عموماً وابعادها عن الضجر والملل والعمى تندرج تحت مقولة الإمام علي(ع): روح النفس ساعة فإنها إن كلّت ملّت وإن ملّت عميت.

* إن خلق الروح المرحة الطيبة المطمئنة لدى الأطفال ليس فقط واجباً على الآباء بل هو عبادة أيضا لأن أمراض النفس المكبوتة لن تزيد الإنسان إلا جفاءً وبعداً عن الله وهروباً عن الحقيقة والواقع.

* إن اليقظة الذهنية بدلاً من الخمول والكسل الذهني التي تخلقها بعض الألعاب العلمية والاحصائية والرياضيات التي تشحذ الذهن بالإحصاء والاحتمالات والطرق الفنية هي عبادة أيضا وتندرج تحت منظار التوجيه الإلهي بالإعداد للقوة الذهنية والتدريب الذهني.

إن فاعليات الطفولة مهما تعددت هي عبادة إذ انها تخلق النفس المطمئنة كما أنها علم وثقافة وتسلية كلٌ على قدر معلوم ومحسوب بالنسبة للأعمار والأجيال. فجمع الكتب والمجلاّت والصحف والمطالعة وجمع الطوابع والنقود التاريخية والألعاب الإلكترونية والعضلية والسفرات السياحية والرحلات المدرسية والكشافة والسباحة والرماية وركوب الخيل وكرة القدم وغيرها الكثير ما هي إلا عمليات ثقافية وطبية ونفسية تقلل أو تمنع تفكير صاحبها من الانحرافات النفسية المرضية والكبت القاتل وهذا وحده يكفي لجعل تلك الهوايات وسائل علاجية وعبادية بما يمكن فيها من ترويض وترويح نفسي وجسمي.

إن فاعليات الطفولة ضرورة حتمية قادرة على خلق إنسان يمكنه التعايش مع الظروف المتغيرة بعكس الطفل الذي لا يمارس مثل تلك الفاعليات إذ يكون متميزاً بالانطوائية والكبت النفسي وعدم القابلية على التعايش في المحيطات الاجتماعية المتغيرة والمتعددة الأبعاد والسبل والمناهج الأمر الذي يجعله قاصراً عن أداء الرسالة الإلهية المنوطة به كمخلوق في زمن معيّن. ولربما نستطيع القول بأنه يكون قاصراً أيضا عن اكتساب ثقافات ومعارف لا يمكن أن يعيها أو يفهمها إلا بالممارسة ومثلها كمثل الحب والسباحة والجنس وقيادة السيارة والصعود للفضاء لا يمكن استيعابها إلا بالممارسة الفعلية والوصف لا يؤدي الغرض.

ولربما يسأل أحدهم ما هي فائدة الجمناستيك مثلاً غير ضياع الوقت والتسلية والابتعاد عن الله، والحقيقة بخلاف ذلك حيث نجد أن هذه اللعبة علاوة على كونها مفيدة للصحة الجسمانية والقلبية والقوة البدنية عموماً نجد أنها أيضا تدفع إلى التوجه إلى الله في كثير من مواقف المنافسات الوطنية والدولية حيث نجد المشاركين يطلبون الفوز والنصر على اقرانهم من القوة العظمى جل جلاله ومثلهم في ذلك مثل محمد علي كلاي وغيره الذي يتوجه إلى الله قبل كل مباراة أو كمثل الخارج إلى رزقه كل صباح ومن جانب آخر إن انشغال الدماغ بهذه العمليات الجمناستيكية يمنع 99% على الأقل من المزاولين عن الانحراف الاجرامي وكما تشير الاحصائيات إلى أن 90% منهم يحجمون عن الانحرافات الاخلاقية أو الانحراف الديني عموماً.

والنصيحة التي يمكن أن يسديها الأب لأطفاله هي اشباع أدمغتهم بالفاعليات المتعددة فهو أسلوب قوي لردع الانحراف والجريمة.

سلوكيات وتحليل

فيما يلي نحاول جدولة بعض الصفات والسلوكيات العامة لدى الأطفال مع تحليلاتها المناظرة:

السلوكية السايكولوجية

1 مص الإبهام أو الإصبع

افراط في الغريزة الجنسية/ الجوع/ الحاجة إلى الثدي والاحتضان/ زيادة في الافرازات اللعابية الداخلة إلى البلعوم/ عدم تجانس عمل بعض خلايا الدماغ والذي يسبب شروداً ذهنياً عن الواقع.

2 النحاسة وكثرة البكاء:

التوجع المرضي/ الضعف النفسي وضعف الشخصية/ قلة المهارات الضرورية لتلبية حاجات الطفل/ الحاجة إلى اللعب الذهنية الحادة.

3 الخوف من الظلام:

التوتر وعدم الاطمئنان الجنيني في رحم الام/ عسر الولادة/ الخوف الموروث والمكتسب لدى الام والأب.

4 الخوف من الغرباء:

الولادة قبل الاوان/ التعلق الزائد بالوالدين والرغبة العاطفية + الخوف الموروث والمكتسب من قبل الوالدين، العمر الذهني اقل من العمر الزمني.

5 عدم الرغبة في الأكل:

الشبع/ لجاجة الأم وخوفها الزائد من عدم نمو الطفل/ المواد الغازية وسوء الهظم/ التسنين وارتفاع درجة الحرارة/ الافرازات الأنفية وانسداد بعض المجاري التنفسية.

6 البكاء عند ذهاب الأبوين:

تعلق وعاطفة متزايدة بالأبوين/ الخوف من فقدان الأبوين/ الضعف النفسي/ الحاجة إلى الطعام والرعاية/ الاحساس بالقصور الجسمي.

7 العنف:

الخوف/ العمر الذهني اكبر من العمر الزمني (النضج السابق لأوانه) الكبت الناتج عن سوء التعامل خصوصاً تعامل الزوج مع الزوجة خلال المرحلة الجنينية/ النطفة والصبغيات الوراثية.

8 الغيرة:

الحاجة إلى العاطفة/ الحرمان والنقص/ المعاملة والمعالجة غير السليمة للوالدين/ غريزة البقاء والتملك/ الوراثة

9 قضم الأظافر:

توتر عصبي شديد مع خجل دائم بالإضافة إلى شرود ذهني لخلايا الدماغ عن الواقع/ عطل في الخلايا الحسية يمنعها من الإحساس بالحقيقة والواقع ولو لفترة وجيزة.

10 البول المتواصل:

ضعف عصبي وعدم القابلية على الامساك/ شرود ذهني للدماغ نتيجة انفصال خلايا الدماغ عن أداء عملها.

11 العَرَّة:

عدم استجابة عضلة موقع معيّن في الوجه للشد الطبيعي/ ضعف عصبي لبعض عضلات الوجه المرضية تعيقها عن الشد والارتخاء بصورة نظامية دائمية/ الضغط النفسي والتوتر.

12 التأتأة:

نقص في التدريب العضلي للسان على تلفظ بعض الكلمات مما يؤدي إلى انحراف بعض عضلات واعصاب اللسان عن مسار حركتها لنطق الكلمة/ سرعة حركة العضلة اللسنية عن الايعازات الصادرة عن الدماغ.

13 الاستمناء:

الشهوانية الزائدة/ التوتر العصبي/ الشرود الذهني والخيال/ حب الذات/ الضعف النفسي/ معاشرة أصدقاء السوء/ القصص والأفلام ذات الايحاء الجنسي.

14 الخوف العام:

وراثي ومكتسب/ ضعف في تحليل الاحداث والحقائق/ ضعف نفسي.

المعالجة النفسية

إن ظاهرة الخوف عند الأطفال ظاهرة طبيعية وهي غير الجبن النفسي ويمكن تحليلها على أنها خوف ناتج عن عدم المعرفة بحقيقة الأحداث ومجرياتها وعادة ما يزول هذا الخوف بمعرفة الحقيقة، ومنه على سبيل المثال الخوف من الظلام فالجميع يخافون من الظلام لعديد من الأسباب، منها على اقل تقدير احتمالية العثور والسقوط أو احتمالية ما يمكن أن يخبئه الظلام من حشرات ووحوش أو لصوص وقتلة أو حتى تصورات أخرى طفولية مكتسبة بالايحاء من الوالدين بصورة مباشرة كلامية أو بصورة غير مباشرة سلوكية، إذ أن الوالدين كانا بدورهما الطفولي يعانيان من نفس الظاهرة علاوة على خبرتهما الطويلة من الظلام خصوصاً إذا كان أحد الأبوين مصاباً بالاعشاء ليلاً فعندئذ سيكون خيالهما بعيداً وتصوراتهما غريبة. ولعلاج مثل ظاهرة الخوف هذه ينصح العلماء كما تشير وتؤكد التجارب على عدم ذكر الخوف أو ذكر الظاهرة عن الظلام امام الأطفال لا من قريب ولا من بعيد على الاطلاق لأن ذهنية الطفل قابلة لتسجيل ذلك الايحاء بصورة سريعة جداً أو تخزينها في اللاشعور. وإذا كان الطفل خائفاً من الظلام لسبب مكتسب يتوجب تحليل تلك الأسباب ومجاراة الطفل وعدم السخرية منه بل ومناقشة الأمر معه بصورة عقلية وجدية. ولا بأس هنا من ذكر أسلوب معالجة الطفل (سامر) الذي كان يخاف الظلام لانه يتصور وحوشاً تهجم عليه أو تلاحقه أثناء الليل وفي الظلام عموماً، وعند القيام بفحص عينيه لمعرفة ما إذا كان مصاباً بالإعشاء الليلي أم لا فوجد انه سليم من ذلك المرض ونظره جيد وما تصوره لتلك الوحوش إلا حالة نفسية فقط وليس حقيقة والغريب انه لا يتقبل نصائح أبويه في هذا الشأن وبدأت اشرح له خوفي من الظلام ليس من أجل الوحوش بل من اجل السقوط أو العثور وأن الوحوش التي يتصورها هي عبارة عن مخلوقات ظلامية وهمية هوائية ما أن يجابهها الطفل حتى تهرب لأنها من هواء. فسالني سامر وكيف تعاملت معها سابقاً فقلت له: كنت اقرأ آية الكرسي والمعوذتين قبل المجابهة لأنها لا تقوى على مهاجمة المؤمنين بالله وقارئ القرآن كما انني كنت افتح النور عليها بين فترة وأخرى لتهرب ولن تعود وفي المرحلة الثانية طلبت من سامر أن يتأكد أولاً من وجودها أم لا وأن يقف بجانب الزر الكهربائي ويترصدها لمدة خمس دقائق ويدقق فيها ومن ثم يفتح النور ويرسمها على الورق وبعدئذ يترصدها لمدة عشرة دقائق ولمدة أسبوع آخر ويرسمها أيضا وهكذا حتى لم يعد لديه ما يرسم بعد مدة ثلاثة اشهر وعند مقارنة الرسوم ببعضها البعض تبين أنها بعض الأشكال التلفزيونية الفضائية والتي تعرض في برنامج للأطفال. وطلبت منه بعدئذ أن يبدأ الصراع معها كما في البرامج التلفزيونية ولم يجد بعد فترة ما يصارع ولم يجد نفسه إلا وهو يغط في نوم عميق وعندما كنت أسأله عن الوحوش كان يضحك مبتسماً بخجل.

في المرحلة الثالثة من العلاج طلبت من اخيه أن يشكو له نفس المشكلة لدراسة مدى ثقته بنفسه وبعلاجه فما كان منه إلا أن أخذ يقدم النصيحة لأخيه ويتوخى معه نفس الاسلوب ويحاول اقناعه بأنها مجرد اوهام كارتونية غير حقيقية وأنه يجب أن يطفئ النور كل يوم خمس دقائق ثم عشر دقائق ويرسم تلك الوحوش... الخ.

ويتلخص أسلوب العلاج هنا بالنقاط الثلاث التالية:

1- عدم الاستهزاء بتصورات الطفولة الوهمية.

2- مجاراة الأطفال والغوص معهم في تصوراتهم لفترة...

3- اعطاء مقترحات عملية ميدانية كي يكتشف الطفل بنفسه مصداقية تصوراته والاستمرار بتغيير المقترحات حتى ينجح احداها.

4- استعراض تجريبي لترسيخ نتيجة الاستقراء والعلاج إذا كانت ايجابية أم لا لضمان عدم تكرار مثل تلك التصورات في المستقبل.

وهنالك ملاحظة لابد من الاشارة إليها وهي أن التصديق بالحيوانات التي يراها سامر غير مرغوب فيها وغير محببة لدى علماء النفس وأن الصدق ومجابهة الحقيقة ونبذ الأوهام افضل وسيلة للعلاج ولكن عمر سامر الصغير لم يسمح بالتحليل الرافض للأوهام مباشرة كما فرض عمره نفسه عليّ اختيار هذا الأسلوب المذكور.

وتتعدد الطرق حسب مواقف الخوف والعمر والشخصية وخلفياتها حيث نجد أن أسلوب المجابهة الواقعية أنهى حالة التشاؤم الملازمة للطفلة (مها) التي كانت تتشائم وتتكدر كلما شاهدت جملاً وكانت مقتنعة بأنها سترسب بالامتحان إذا شاهدت الجمل فما كان من الأب بعد دراسة الحالة مع الطبيب إلا أن ينقلها إلى مكان تواجد الجمال والطلب منها تسجيل كل ما يحدث لها من متناقضات في ذلك اليوم مهما كانت بسيطة ومن ثم يحاول ربط الأحداث مع رؤية الجمل وفي كل مرة من المرات كانت تلك المتناقضات تتناقص رويداً رويداً مع الكتابة والمقارنة حتى الامتحانات التي تبين بعدئذ أن لا علاقة لها برؤية الجمل وكانت نهاية الاستقراء هي نهاية حالة التشاؤم حيث عاش الجمل بعدها بسلام.

وعموماً نجد أن استشارة الطبيب النفساني لن تكون خالية من الفائدة كما أنها لن تكون خالية من العلاج.

إن افضل علاج لعدم رغبة الطفل في الأكل هو تركه لفترة يعاني فيها من الجوع أو ليأكل بنفسه إن كان كبيراً. إن الجوع وحده كافٍ ليثير لدى الطفل غريزة الأكل ويبعّد عنه عملية الانتقاء الغذائي والعناد الغذائي إن صح التعبير.

أما مص الإبهام أو الإصبع فيفضل إرضاع الطفل وابقاءه أطول فترة ممكنة على الثدي والرضاع.

 

1 - سلوك الطفل - د. فرانسيس ابلغ + د. لويز أيمر - ترجمة د. فاخر عاقل - مؤسسة جيزيل.

2 - التهيؤ للوالدية - د. ي. سالك.

3 - المصدر نفسه.

4 - المصدر نفسه.

هل لديك مناقشة او سؤال او رد حول هذا الموضوع ؟